استضافت أستراليا ونيوزيلندا بطولة كأس كرة القدم للسيدات، والتي تقام كل أربع سنوات، وينظمها الفيفا، وانتهت البطولة التي أقيمت خلال الفترة من 20 يوليو إلى 20 أغسطس 2023، بتتويج إسبانيا بطلاً للعالم بعد فوزها على إنجلترا.
لكن الاتهامات بالاعتداء الجنسي الموجه إلى لويس روبياليس رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، غطت على خبر الفوز،
وكانت انتقادات شديدة، وعلى نطاق واسع طالت روبياليس، الذي يبلغ عمره 46 عاما؛ بسبب تقبيله اللاعبة المهاجمة جيني هيرموسو- 33 عاما- على شفتيها فجأة، خلال احتفالات فوز إسبانيا على إنجلترا في المباراة النهائية لكأس العالم للسيدات.
اتخذت الواقعة أصداء واسعة، وحظيت بمتابعة دولية، وقام اتحاد الكرة الإسباني بعمل تحقيق داخلي، بعد تفعيل بروتوكول العنف الجنسي الخاص بها.
وفى وقت سابق، وبالتزامن مع انطلاق البطولة، نشرت منظمة هيومن رايتس ووتش مؤخرا تقريرا، يناقش مدى تحقيق المساواة بين الجنسين في كأس العالم، بما في ذلك مناقشة أشكال التمييز في الأجور، ومعاناة بعضهن من التعرض لانتهاكات بينها التحرش، والاعتداء الجنسي.
وأشار التقرير، إلى فشل الفيفا في حماية لاعبات كرة القدم، ليس بمفاجأة- حدث ذلك في رياضات أخرى مثل، التنس- كما فشل، فيما يتعلق بقضايا الأجور، وأنظمة أماكن العمل التي تفتقد الحماية من الانتهاكات.
المدعي العام يحقق والفيفا توقف روبياليس
أعلن المدعي العام الإسباني الاثنين، فتح تحقيقا أوليًا في مزاعم “اعتداء جنسي” بشأن “قبلة روبياليس”، ودعا مكتب المدعي العام في بيان صحافي، أُرسل إلى وكالة فرانس برس، اللاعبة جينيفر هيرموسو؛ للتواصل مع النيابة العامة “في غضون 15 يوماً” لكي “يتم إعلامها بحقوقها كضحية” و “لتقديم شكوى” إذا لزم الأمر.
وأوقف “فيفا” روبياليس الذي رفض الاستقالة من منصبه، السبت، على خلفية تقبيله هيرموسو بالقوة على شفتيها، عقب فوز إسبانيا بكأس العالم للسيدات في أستراليا في 20 أغسطس الحالي.
ورفضاً للإساءات التي تلحق بنجلها، بدأت والدة روبياليس إضرابا عن الطعام الاثنين، دعما له. وقالت أنخيليس بيخار: التي قررت الاحتجاج داخل كنيسة بلدة موتريل الساحلية الجنوبية، إنها ستستمر في إضرابها حتى “تقول هيرموسو الحقيقة”: بشأن ما حدث، حسب ما أفاد أحد أفراد الأسرة للصحافيين.
ونقل بيان أصدره الاتحاد المحلي للعبة في وقت لاحق، قول اللاعبة هيرموسو، إن القبلة كانت “لفتة طبيعية من المودة والامتنان”.
بينما قالت هيرموسو، إنها لم تدل بالبيان الذي أصدره الاتحاد نيابة عنها بعد وقت قصير من المباراة النهائية، والذي أعلن فيه، أن القبلة كانت بالتراضي.
وقالت اللاعبة على وسائل التواصل الاجتماعي: “شعرت بالضعف وضحية اعتداء عمل ذكوري متهور، في غير محله، ومن دون أي نوع من الموافقة من جانبي. ببساطة، لم أحترم”.
وأضافت اللاعبة، أن موظفي الاتحاد حاولوا مراراً وتكراراً الاتصال بها، وبأسرتها لمحاولة إقناعها بتقديم الدعم لروبياليس، وعندما تم رفض هذه الطلبات، هاجمها روبياليس بدلاً من ذلك، وادعى، أن هيرموسو هي التي حرضت على الاتصال الجسدي بينهما، وأنها وافقت على عرضه “بقبلة صغيرة”.
بينما كان تعليقها بعد الواقعة مباشرة، أن هذه اللحظة نابعة من “تصرف عاطفي طبيعي” لكن “لم يعجبني ذلك”
استقالة الجهاز الفني للمنتخب
استقال جميع أعضاء الجهاز الفني للمنتخب الإسباني للسيدات، والبالغ عددهم 11 عضواً، باستثناء المدير، معربين عن “إدانتهم الحازمة، والقاطعة لسلوك لويس روبياليس رئيس اتحاد كرة القدم الإسباني تجاه اللاعبة جيني هيرموسو.
أعقب ذلك إصدار خورخي فيلدا، مدرب الفريق الأول للسيدات بيانًا، قال فيه، إنه “آسف” لأن سلوك روبياليس شوه الفوز في سيدني، لكنه دافع أيضًا عن دوره في الفوز بكأس العالم للسيدات، ودوره في تعزيز “الاندماج “، والاحترام والمساواة “خلال عمله بالاتحاد.
كما أصدر لويس دي لافوينتي، المدير الفني للمنتخب الوطني للرجال بيانًا، يطالب خلاله، أن تقوم الهيئات المعنية بحل سريع للموقف الذي أضر بصورة كرة القدم الإسبانية في جميع أنحاء العالم، وقام اتحاد الكرة الإسباني بعمل تحقيق داخلي بعد تفعيل بروتوكول العنف الجنسي الخاص بها.
دعم من الفرق النسائية
أثارت تصرفات روبياليس شكاوى من بعض قطاعات المجتمع الإسباني، قام على أثرها روبياليس بوصف منتقديه بـ “الخاسرين” و “الأغبياء”، بعدها تقدم باعتذار مشروط عبر رسالة فيديو، ادعى فيها أن القبلة كانت بالتراضي، بينما أنكرت هيرموسو بشدة، أنها أعطت أي موافقة على التقبيل.
حصلت اللاعبة على دعم لاعبات كرة القدم النسائية، سواء في إسبانيا أو حول العالم، وفي الوقت نفسه، ظهرت أيضًا العديد من الصور الأخرى لروبياليس، وهو يمارس سلوكًا غير لائق للغاية مع أعضاء آخرين في الفريق الإسباني، خلال الاحتفالات التي أعقبت المباراة النهائية.
قراراً بوقف روبياليس
ودعا القائم بأعمال رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، وسياسيين آخرين داخل الحكومة الائتلافية ذات الميول اليسارية؛ لضرورة أن يقوم روبياليس بمراجعة موقفة، لكنه استمر في التأكيد، على أنه لم يرتكب أي خطأ، وأطلق حملة دفاعية، تضمنت الهجوم على هيرموسو.
وقد اتخذ الاتحاد الدولي لكرة القدم قراراً بوقف روبياليس عن جميع الأنشطة المتعلقة بكرة القدم لمدة 90 يومًا، في انتظار التحقيقات، وهو قرار حظي بدعم الحكومة الإسبانية.
كما تلقى روبياليس، والاتحاد الإسباني، أوامر بالامتناع عن الاتصال بهيرموسو من جانب خورخي إيفان بالاسيو، رئيس اللجنة التأديبية في الفيفا.
جوائز البطولة ورفض التمييز في الأجور
بلغ مجموع الجوائز 110 ملايين دولار أمريكي، أي بزيادة قدرها 80 مليون دولار عن مجموع جوائز البطولة السابقة، كما تقرر أن تمنح الجوائز المالية مباشرة للاعبين، ذلك بعد تقارير تفيد، بأن عددًا من الاتحادات الوطنية كانت تحجب مستحقات اللاعبات.
وكان التمييز في الأجور والجوائز بين فرق كرة القدم للرجال، والنساء إحدى شكاوى فرق كرة القدم للسيدات، ويمثل تحدياً للفيفا، والتي رفعت قيمة الجوائز لهذا العام.
وأعلن رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، أن مدفوعات اللاعبين ستستمر في دفعها للاتحادات، وستتم مراجعة حسابات الاتحادات، للتأكد من وصول الأموال إلى اللاعبين، وخلال البطولة، اعترف إنفانتينو، بأن قدم توصيات إلى الاتحادات؛ بشأن مقدار أجور اللاعبين
المغرب إلى دور الـ 16
على مستوى نتائج البطولة حصلت اللاعبة اليابانية هيناتا ميازاوا، على الحذاء الذهبي بتسجيلها خمسة أهداف، وحصلت اللاعبة الإسبانية أيتانا بونماتي، لقب أفضل لاعبة في البطولة، وفازت حارسة المرمى الإنجليزية ماري إيربس بالقفاز الذهبي، وكان ضمن الفرق الثمانية التي ظهرت لأول مرة، الفريق المغربي، وهو الفريق العربي الوحيد الذي تأهل إلى دور الـ 16، لكنه خسر أمام فرنسا.
وكانت الولايات المتحدة هي حاملة اللقب مرتين، ولكنها هزمت على يد السويد في دور الـ 16، وهي المرة الأولى التي لم يصل فيها الفريق إلى الدور نصف النهائي في البطولة.
وكانت هناك إشادة على نطاق واسع باستضافة كأس العالم للسيدات 2023، من قبل أستراليا ونيوزيلندا، وكانت هذه النسخة الأكثر حضورًا للمسابقة على الإطلاق، حيث وصفها البعض، بأنها أفضل كأس عالم للسيدات في التاريخ.