ضمن أنشطة مركز التنمية والدعم والإعلام “دام” لحقوق الإنسان، صدر تقرير مرصد العنف لشهر أغسطس، والذي كشف عن ارتفاع حالات العنف ضد النساء عن شهور سابقة من العام، حيث رصد التقرير 27 حالة قتل ضمن عينة شملت 100 حالة، توزعت ما بين عنف جسدي واقتصادي.
ويقسم التقرير ضمن بياناته، بجانب أنواع العنف، مناطق تكرار الوقائع جغرافيا، والذي أظهر ارتفاع حالات العنف ضد النساء والأطفال في القاهرة الكبرى، حيث شملت محافظة الجيزة وحدها 32 واقعة عنف.
يلفت مركز دام الانتباه إلى أن العينة التي يرصدها محدودة، وليست صورة مطابقة للواقع، حيث يعتمد في الرصد على مصادر صحفية، لكنها ورغم أنها عينة، لكن تحمل مؤشرات مهمة حول اتجاهات وأسباب العنف ومراكز تكراره بما يعطي مساحة لتحليله.
وتضمن تقرير أغسطس 2023، عرضا وتحليلا لـ 100 حالة عنف، تركزت منها حوالي (65) في المجال الخاص “أي محيط الأسرة”، ويظهر التقرير تكرار تعرض الأطفال للعنف، خاصة في الفئة العمرية الأقل من 15 عاما، حسب ما يقول التقرير.
أشكال العنف
شمل الرصد وقائع عنف منها الاعتداء الجسدي، والذي يشمل وقائع منها الضرب والقتل، وكذلك العنف النفسي، ويتضمن التهديدات والابتزاز، والإساءة والتحرش، بينما يتضمن العنف الاقتصادي، الحرمان من الراتب، أو الاستيلاء على الممتلكات والميراث أو الإضرار بهم.
العنف الجسدي
رصد التقرير 27 حالة قتل، متوزعة جغرافيا على المحافظات التي شملها الرصد، وكان ضمن أسبابها، داخل المجال الخاص، تكرار ذكر الخلافات الأسرية بين الزوجين، هذا بجانب وقائع خارج المجال الخاص، منها تعدد حوادث السرقة التي تستهدف النساء.
يحلل التقرير وقائع السرقة المشمولة بالعنف فيذكر أن ذلك غالبا ما يرتكز على تصورات تخص قدرة النساء على المقاومة، أو وجودهن، دون شبكة اجتماعية تحميهم من السرقة وأعمال السطو، فيصبحن بالنسبة للمعتدي، هدفا أسهل، وإذ تزامن ذلك مع كون النساء مسنات فإن وقائع تكرار العنف تكون قائمة بدرجة أكبر.
حسب التقرير، تكرر قتل الزوجات نتاج حدوث خلافات بين الشريكين، تتعلق بضغوط اقتصادية، ومخاوف تتعلق بالعلاقات بين الشركاء، أو تناول السمعة والتشكيك في السلوك.
كما لم يقتصر العنف على المتزوجات، إذ تعرض للعنف إناث في مرحلة الطفولة داخل الأسرة، مشيراى “اي التقرير” إلى أن الأطفال غالبا ما يكونون ضحايا للعنف الأسري، وحسب المرصد، تسبب العنف المفرط في وقوع حالات قتل بين الأطفال.
ويوضح الرصد، أن هناك وقائع اعتداء جنسي، استُغلت فيها حالة الضحايا، وكان ضمن دوافع ارتكاب الجريمة صغر السن.
وجاء في فئة الاعتداء الجسدي، 27 حالة قتل، وحالتا شروع في القتل، و10 حالات ضرب وتعذيب، وحالتا اعتداء جنسي، تهديد نفسي وابتزاز 2، غير رصد 9 حالات انتحار.
عنف جسدي
الطلاق ومحكمة الأسرة
رصد التقرير، ضمن قضايا نظرتها، محكمة الأسرة، 37 دعوى، تنوعت ما بين دعاوى نفقة الزوجة ومصروفات الأبناء والسكن، وجاءت النفقات مقسمة ما بين نفقات عامة للمطلقة، أو الزوجة والأولاد، دون وقوع طلاق، وغالبا ما يكون هناك حالات هجر.
ويوضح المرصد لجوء النساء إلى الطلاق عند الضرر، وجاءت في تفاصيل الوقائع، أن أغلب حالات الطلاق كانت لأسباب وقوع العنف الاقتصادي والجسدي.
وضمن مسببات الطلاق، يقول التقرير إن وجود وقائع العنف بين الشريكين، سواء عنف اقتصادي أو جسدي سبب رئيسي في الطلاق.
وحسب التقرير، هناك تكرر لوقائع عنف من جانب الزوج أو الشريك، ومن قبل الأقارب في أحيان أخرى على أحد أفراد الأسرة، الزوجات أو الأطفال بشكل متكرر، غير عنف بدرجة أقل يقع من نساء على الشركاء من الرجال.
العنف الاقتصادي
جاء العنف الاقتصادي الأعلى في الدعاوى التي تنظرها المحاكم، حيث وصل عددها إلى 37 واقعة، وكانت قضايا النفقة في المرتبة الأولى بواقع 25 واقعة، بينما جاءت قضايا تبديد المنقولات في المرتبة الثانية.
وتشير الحالات المرصودة، أن الأسباب الاقتصادية عامل مشترك لحالات الطلاق، وتستمر آثارها ما بعد الطلاق في عجز، أو امتناع عن دفع نفقات الأبناء والأم، أو توفير مسكن مناسب لهم.
مؤشرات العنف في شهر أغسطس
رصد التقرير 27 حالة قتل، وقعت منها 11 حالة بالقاهرة الكبرى، 3 وقائع بمحافظة قنا، تليها أسوان وسوهاج والشرقية بحدوث واقعتي قتل.
بينما أمكن رصد حالة قتل واحدة في كل من الإسكندرية، والوادي الجديد، وشمال سيناء، والزقازيق، والسويس، والدقهلية والمنوفية.
حسب التقرير، تعددت الأسباب والدوافع التي أدت إلى وقوع جرائم القتل، لكن تبرز الخلافات الأسرية بين الأزواج، أو الشركاء، وكانت سببا متكرراً للعنف والذي يصل حد القتل، ويشير التقرير لبروز قتل الأطفال داخل الأسرة، ما بين عام إلى سن 9 أعوام من قبل أحد الوالدين، أو شركائهم.
أخيرا ينبه التقرير إلى تزايد الضغوط الاقتصادية والنفسية التي تتحملها الأسر وأبناؤهم في مراحل تعليم مختلفة، ورصد التقرير، حالات انتحار لطالبات، رسبن أو حصلن على درجات ضعيفة في الثانوية العامة.
يمكن الاطلاع على التقرير كاملا من خلال الرابط أدناه