نشرت وول ستريت جورنال تقريرا إخباريا حول العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، بوصفها عملية صعبة ودموية، يحاول الجيش الإسرائيلي فيها استئصال حماس من البيئة الحضرية المكتظة بالسكان. وقالت إنه من المعقول بالنسبة لواشنطن، أن تتوقع من مصر كدولة متلقية لمساعدات أمريكية بمليارات الدولارات، أن تساعد في كسر قبضة حماس الخانقة على المدنيين في غزة.

تشير الصحيفة، إلى ما أسمته محاولة الجيش الإسرائيلي تقليل الخسائر في صفوف المدنيين قدر الإمكان، حيث وجه تحذيرا أمس الجمعة، إلى 1.1 مليون مدني، مطالبا بإخلاء الجزء الشمالي من قطاع غزة.

بالمقابل تقول الجريدة: إن ذلك عكس استراتيجية حماس في غزوها نهاية الأسبوع الماضي، عندما شنت هجوماً مفاجئاً؛ بهدف قتل أو اختطاف أكبر عدد ممكن من الإسرائيليين، بما في ذلك النساء والأطفال.

وتضيف الصحيفة الأمريكية: لو كانت حماس تهتم بالمدنيين الفلسطينيين؛ لشجعتهم على مغادرة غزة. ولكن بدلا من ذلك تطالبهم بالبقاء.

وتمضي الصحيفة: كما تعتزم الحركة استخدام مواطنيها، والرهائن الذين اختطفتهم من إسرائيل كدروع بشرية. ويأملون أن يؤدي القلق الإسرائيلي؛ بشأن التسبب في أضرار جانبية، أو الازدراء العالمي إلى إرغام إسرائيل على تقليص غزوها المضاد.

 تشير الصحيفة، إلى أن مصر هي المكان الوحيد الذي يمكن للمدنيين في غزة الفرار إليه في الوقت الراهن. ومع ذلك، تصر القاهرة على الحفاظ على حصتها الصارمة؛ للدخول من غزة عبر معبر رفح، إذ تمكن 800 شخص فقط يوم الاثنين من المغادرة، عبر المعبر قبل أن يغلق في الأيام الأخيرة.

وتتابع: لا يحمل الرئيس عبد  الفتاح السيسي أي مشاعر دافئة تجاه حماس، حليفة جماعة الإخوان المسلمين، وهي الجماعة التي حاولت فرض نظام إسلامي في مصر.  كما يشعر السيسي  بالقلق من تسلل “إرهابيي” حماس عبر الحدود إلى مصر مع موجة من المدنيين. أحد الطرق؛ لتقليل هذا الاحتمال، هي إيواء اللاجئين في مخيمات، بينما يتم فحصهم؛ للتأكد من علاقاتهم بحماس، يحمل ذلك عبئا ماليا، وعمليا لا يرغب السيسي في تحمله قبل شهرين من الانتخابات الرئاسية.

 وتواصل:  التوقيت سيئ بالنسبة للسيسي، لكن ما لم يتزحزح، فإن مصر ستصبح مسئولة جزئيا، عما يمكن أن يصبح أزمة إنسانية فظيعة، وذلك إذا نجحت إسرائيل في استئصال حماس.

 وإذا نجحت استراتيجية حماس، وأجبرت الضغوط الدولية إسرائيل على تقليص عملياتها الدفاعية، فسوف يكون لزاماً على مصر، أن تتعايش مع حماس الراسخة، والجرأة على الجانب الآخر “أي المصري” من معبر رفح.

وهذا أيضًا؛ سبب وجيه لشركاء مصر الدوليين؛ لتشجيع السيسي على فتح المعبر. وتقدم الولايات المتحدة مساعدات بمليارات الدولارات للقاهرة كل عام.

ومن المعقول بالنسبة لواشنطن، أن تتوقع من دولة متلقية للمساعدات بهذا الحجم، أن تساعد في كسر قبضة حماس الخانقة على المدنيين في غزة، عندما يكون القيام بذلك في مصلحة مصر وإسرائيل وأمريكا.

أوروبا وأمريكا

يظل الوضع في غزة، بالنسبة لزعماء أوروبا، والإدارة الامريكية، محل نقاش، بما فى ذلك ما سيحدث في الأيام المقبلة، بما في ذلك المسئولية عن الخسائر في صفوف المدنيين.

 قدمت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، يوم الجمعة نموذجا لأقرانها:  “حماس لا تجلب سوى المعاناة والموت للشعب- في إسرائيل وغزة، وأضافت: إن استراتيجية حماس الغادرة هي استخدام السكان المدنيين كدروع بشرية. ولا ينبغي السماح لخطة الإرهاب، بأن تترسخ. يحتاج المدنيون إلى أماكن آمنة، حيث يمكنهم العثور على الحماية، وتلبية احتياجاتهم الأساسية، ولا تستطيع أي حكومة أن تدعم استراتيجية حماس.