كتب- سمير عثمان
عدد ضحايا حرب غزة الأخيرة تخطى ضحايا 23 عامًا
مقابل كل طفل إسرائيلي قُتِل 16 طفلا فلسطينيا.. و82 امرأة فلسطينية، تم قتلها مقابل كل إسرائيلية واحدة
قطاع غزة.. 46 شهيدًا مقابل كل قتيل إسرائيلي منذ بداية القرن
“جيراني أبلغوني، أن قوات الاحتلال أنذرت سكان المنطقة بضرورة إخلاء المنازل، وأنهم حذروا الجميع بقصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها، إذا لم تتم عملية الإخلاء، وبعد عشر دقائق من التحذير، قصفت قوات الاحتلال منزلي بطائرات F16”.
محمد غواص البالغ من العمر 38 عامًا، أحد سكان شمال قطاع غزة، أجبرته قوات الاحتلال الإسرائيلي على مغادرة منزلهن هو زوجته وأطفاله الثلاثة، واحدًا من آلاف الغزَّاويين الذين تركوا منازلهم بعد عملية طوفان الأقصى 7 أكتوبر الماضي، ونزحوا مع عوائلهم إلى الملاجئ، والمعابر أملًا في النجاة من المجازر اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال.
يقول غواص: “أصبت بالشظايا في جميع أنحاء جسدي، وتوجهت لمنطقة أخرى؛ من أجل تلقي العلاج المناسب، ولكن في اليوم الثاني لقصف منزلي، قامت الطائرات الحربية الإسرائيلية بقصف المنطقة التي توجهت إليها في الساعة الثانية فجرًا، ودمروا سيارتي، ولم يعد لي سوى زوجتي وأبنائي، الذين قررت، أن ابتعد عنهم، من أجل ألا نموت جميعًا، فتركت زوجتي وأبنائي في أحد المناطق، وبقيت وحيدًا في شوارع غزة”.
غواص لديه ثلاثة أبناء، أمير 15 عامًا، وأميرة 14 عامًا، وجود 9 أعوام، تركهم مع زوجتهم، لا يستطيع رؤيتهم، ويخشى مع كل اتصال، أن يصله خبر شهادة أحدهم،
يوضح غواص: “لا أستطيع التواصل مع أولادي، إلا كل أربعة أيام، وأخشى أن يصلني نبأ رحيل أحدهم، وهو بعيد عني.. لا نستطيع النوم؛ بسبب القصف المستمر، ومن يسرق من النوم ساعة في أي وقت، فقد حقق إنجازًا، سيعينه على بقية الأيام الثقيلة المقبلة”.
حرب غزة.. الموجة الأولى
انطلقت الموجة الأولى لحرب غزة عشية عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر الماضي، واستمرت 49 يومًا متواصلة من القصف والعدوان، إلى أن تم إقرار الهدنة في 24 نوفمبر، ووصلت حصيلة الضحايا خلال تلك الموجة إلى أكثر من 14700 شهيد من بينهم 6 آلاف طفل، بنسبة 40 % من الضحايا.
يمثل الأطفال حوالي 40 % من سكان قطاع غزة، وفي تحذير لمنظمة اليونيسيف، فإنه لا يوجد أي مكان آمن في القطاع للأطفال، موضحةً أن غزة هي أخطر مكان على الأرض، يمكن أن يعيش فيه الأطفال، مشيرةً إلى أن حوالي 1000 طفل تعرضوا، لبتر الأطراف؛ نتيجة المجازر التي تحدث يوميًا بحقهم، فضلًا عن حاجة الآلاف منهم للعلاج النفسي والعقلي.
بينما وصل عدد الجرحى إلى ما يقرب من 34 ألف مصاب، بينهم أكثر من 6500 طفل جريح، وتمثل نسبة الأطفال من إجمالي المصابين خلال هذه الموجة حوالي 19 %.
وعلى الجانب الإسرائيلي، قتل حوالي 1457 إسرائيليا حتى يوم 22 نوفمبر، من بينهم 392 عسكريا، بينما لا تزال الإحصائيات الدقيقة المتعلقة بعدد القتلى في إسرائيل غير متاحة، ولم تعلن قوات الاحتلال أي إحصائيات حول الخسائر التي تعرضت لها إلا في بيانات مقتضبة، كما لا توجد أي إحصائيات دقيقة حول عدد الوفيات من الأطفال والنساء في صفوف دولة الاحتلال.
يضيف غواص: “القصف عشوائي على مدار الساعة، وإذا لم يكن المستهدف هو منزلي، سيكون منزل الجيران، وبعد أن ينتهي القصف، ندخل المنازل التي تم قصفها، لا نعرف كيف ننتشل الجثث والأشلاء، أمامنا أطفال، تقسمت أجسادهم إلى نصفين، وبقايا أعضاء منتشرة في كل منزل”، موضحًا أنه لا يوجد أسِّرة خالية في المستشفيات، لذلك قرر أن يحصل على علاج مؤقت استخرج خلاله الشظايا من جسده، من أجل أن يترك سريرًا لغيره، ومشيرًا إلى أن الأطباء يجرون العمليات الجراحية على إضاءة الهاتف المحمول.
الموجة الثانية للحرب
في الأول من ديسمبر الجاري، وبعد سبعة أيام من الهدوء في سماء غزة، كانت المنازل قد تحولت في الـ 49 يومًا التي سبقتها إلى أكوام من التراب وسكنتها الأشباح، عادت الحرب في موجتها الثانية، وبدأت دولة الاحتلال ارتكاب مجازر جديدة، ووسعت نطاق عملياتها.
دخلت حرب غزة يومها الـ 80 الاثنين الماضي، وتزايدت عمليات القتل الجماعي التي تقوم بها القوات الإسرائيلية، كما وسعت نطاق عملياتها؛ لتشمل بعض مناطق جنوب القطاع، وتخطى عدد الضحايا 20 ألف فلسطيني، ووصلت نسبة الضحايا من الأطفال إلى 40 %، بينما وصلت نسبة الضحايا من النساء إلى 30 %، بإجمالي 70 % من الضحايا.
ما قبل طوفان الأقصى
لم تبدأ المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني مع قيام حركة حماس بتنفيذ عملية طوفان الأقصى، ولكن مئات المجازر وأعمال العنف، سبقت هذه الأحداث من قبل قوات الاحتلال، وبدأت منذ استيطان الأرض عام 1948، وعلى الرغم من تنفيذ هذه الجرائم على سنوات طوال، إلا أن قواعد البيانات تظهر، أن عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم قوات الاحتلال، منذ عملية طوفان الأقصى حتى اليوم، تخطى أعداد الضحايا طوال 23 عامًا، وتحديدًا منذ انتفاضة الأقصى الثانية في الربع الأخير من عام 2000.
أصدر الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني بيانًا في الذكرى 75 للنكبة، ذكر فيه، أن الانتهاكات التي ارتكبها قوات الاحتلال، ضد الشعب الفلسطيني منذ عام 1948، أسفرت عن استشهاد ما يزيد عن 100 ألف فلسطيني، موضحًا أن عدد الضحايا منذ انتفاضة الأقصى الثانية تخطي 11 ألف شهيد.
على الرغم من أن أرقام الضحايا في حالات الحروب غير دقيقة، إلا أن جميع الإحصائيات التي تصدر عن المنظمات، والجهات المعنية متقاربة إلى حد كبير، ولكن نظرًا للأحداث المتتالية تختلف الأرقام بشكل يومي؛ بسبب شدة الإصابات وأعداد المفقودين، وهو ما تشير إليه جميع المنظمات العاملة في الأراضي الفلسطينية في إحصائياتها وتقاريرها الدورية.
في نفس السياق، تكشف قاعدة بيانات مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة “بتسليم”، أن عدد الضحايا منذ أواخر سبتمبر 2000، وحتى بداية عام 2023، وصل إلى 10651 شهيدا، بينهم حوالي 2270 طفلا وطفلة (1824 طفلا و446 طفلة)، بينما وصل عدد الضحايا من النساء 656 امرأة بالغة.
وعلى الجانب الآخر، وصل عدد القتلى من الإسرائيليين في نفس الفترة 1330 قتيلًا (78 طفلا – 67 طفلة – 300 امرأة بالغة).
مقابل كل 8 شهداء من إجمالي الفلسطينيين الذين قُتِلوا، منذ عام 2000، حتى بداية 2023، يوجد قتيل واحد إسرائيلي.
ومقابل كل طفل إسرائيلي قُتِل، تم قتل 15.6 طفلا فلسطينيا من قِبل قوات الاحتلال.
ومنذ عام 2000، وحتى بداية 2023، عانى قطاع غزة من الانتهاكات الإسرائيلية، فمقابل كل إسرائيلي قُتِل في غزة، يوجد 45.8 شهيدا فلسطينيا من أهالي القطاع، قتلتهم قوات الاحتلال، ومقابل كل قتيل إسرائيلي في الضفة الغربية، يوجد 6 ضحايا فلسطينيين.
على مدار أكثر من 20 عامًا، قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بتصفية 81.7 امرأة فلسطينية في قطاع غزة، أمام كل امرأة إسرائيلية تم قتلها.
خلال عام 2023، ومنذ يناير حتى قبل تنفيذ حركة المقاومة الإسلامية “حماس” لعملية طوفان الأقصى، وصل عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 233 شهيدًا، فيما كان عدد قتلى قوات الاحتلال 29 قتيلًا، بنسبة 8 قتلى فلسطينيين أمام كل قتيل إسرائيلي.
وبمقارنة الانتهاكات الاسرائيلية التي تمت بحق الشعب الفلسطيني على مدار 23 عامًا، وما يحدث في حرب غزة حاليًا، فإن عدد الضحايا في الحرب الدائرة رحاها، تخطى عدد الضحايا على مدار 23 عامًا، بنسبة قاربت على 200 %، حيث بلغ عدد الضحايا والمفقودين، حتى كتابة هذه السطور ما يزيد عن 28 ألف شهيد.
وصل عدد النازحين في غزة إلى مليون و900 ألف مواطن، بينهم 779,325 طفلا و 356,099 نساء، وأصبحت الملاجئ غير قادرة على استيعاب هذا العدد، وهو ما حذرت منه منظمة الصحة العالمية، حيث أكدت، أن الوضع الإنساني في غزة قد يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض، فضلًا عن تهديد صحة الملايين من البشر؛ بسبب نقص الغذاء والدواء، حيث تم تدمير 26 مستشفى في القطاع، ولا يوجد مستشفيات، ولا مراكز صحية قادرة على تقديم الخدمة للمصابين.
7 آلاف معتقل في سجون الاحتلال
كان عمري 18 عامًا حينما تم اعتقالي أول مرة، وبعدها تكررت الاعتقالات، واعتقلت 4 مرات، كان آخرها قبل شهر من عملية طوفان الأقصى، فوجئت يومها بجنود الاحتلال، يقتحمون غرفة نومي في الثالثة فجرًا، واتهموني بمقاومة قوات الاحتلال، وزجوا بي في السجن، بدون تهمة مثل بقية المعتقلين الإداريين، وهم المحبوسين، بدون جريمة أو محاكمة عادلة.
حنان البرغوثي، الأسيرة المحررة ضمن أول صفقة لتبادل الأسرى يوم 24 نوفمبر الماضي، بعد عملية طوفان الأقصى، واحدة من عشرات المعتقلين داخل سجون الاحتلال الذين ينتمون لعائلة البرغوثي، شقيقها نائل البرغوثي، تم اعتقاله أواخر عام 1977 قبل معاهدة أوسلو بسنوات، وقضى 34 عامًا متواصلة في الحبس، إلى أن تم الإفراج عنه عام 2011 ضمن صفقة وفاء الأحرار، وما لبث، أن اعتقلته قوات الاحتلال مرة أخرى عام 2014، وما زال رهن الاعتقال؛ ليصبح أقدم سجين في تاريخ الحركة الفلسطينية الأسيرة.
أربعة أبناء: هم رأس مال حنان البرغوثي، عناد 36 عامًا، عبد الله 28 عامًأ، وعمر 25 عامًا، وأصغرهم إسلام 20 عامًا، قوات الاحتلال اعتقلت الأشقاء الأربعة، اثنان تم اعتقالهم قبل عملية طوفان الأقصى، واثنان بعد 7 أكتوبر.
وفقًا لمؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان، فإن عدد المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي وصل إلى 7 آلاف معتقل، وذلك حتى إقرار الهدنة في 24 نوفمبر الماضي، منهم 2070 معتقلا إداريا، وما يزيد عن 200 طفل وحوالي 62 امرأة، بالإضافة إلى حوالي 559 أسيرا محكوم عليهم بالسجن مدى الحياة، و22 أسيرا من قبل اتفاق أوسلو 1993.
بنهاية عام 2022، كان عدد الأسرى الفلسطينيين 4700 أسير، بينما تزايدت الأعداد بعد عملية طوفان الأقصى بنسبة 40 % تقريبًا، بينما ارتفع عدد المعتقلين الإداريين من 835 في 2022 إلى 2070 في العام الجاري، وهو ما أشارت إليه حنان البرغوثي، بأن السجون أصبحت مكتظة، والمحبس الذي كان لا يسع سوى لأربعة أشخاص، اعتقلوا به ما يزيد عن 11 أسيرًا.
وطبقًا للجنة العامة لمناهضة التعذيب في إسرائيل، فإنه منذ عام 2001 تم تقديم 1300 شكوى؛ بسبب التعذيب الممارس من قبل قوات الاحتلال ضد المعتقلين، لكن لم يتم التحقيق سوى في قضيتين بدون إدانة، وكان معدل الوقت للنظر في الشكاوى هو 4 سنوات ونصف.
تضيف حنان، تعرضت للضرب والتكبيل خلال حبسي بسجن عوفر، ومارست قوات الاحتلال أبشع الانتهاكات ضد جميع المعتقلين، موضحًة أنه بعد أحداث طوفان الأقصى قام حراس السجن بارتكاب انتهاكات بشكل أوسع، وأصبحت الغرف مكتظة بالأسيرات، وتم تفتيش جميع الأسيرات الجدد عرايا.
تقول أم عناد: وهو اللقب الذي كانت الأسيرات يطلقونه عليها، أننا لم نعلم بعملية طوفان الأقصى، سوى في السابعة من صباح 10 أكتوبر، أي بعد 3 أيام من تنفيذها، وأول ما جاء بأذهاننا، أنه طالما هناك أسرى من جنود الاحتلال، سيكون هناك مبادلة بين المعتقلين والأسرى، مضيفة أن جنود الاحتلال بعد ساعتين من معرفتنا بعملية طوفان الأقصى، قاموا بسحب التليفزيون من المحبس، وإطفاء الكهرباء ورش جميع أرجاء السجن بالغاز، وحبس بعض الأسيرات حبسًا انفراديًا، كما حاولوا الوقيعة بين الفتيات من سكان الضفة الغربية وسكان غزة.
“كأنهم يذبحون عجولًا”
يقول إبراهيم سمير 17 سنة، من بيت لحم، والذي كان ضمن الأطفال المعتقلين داخل سجون الاحتلال، وتم الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى التي تمت أواخر نوفمبر الماضي، إن جنود الاحتلال قاموا بتعذيب جميع من في السجن بعد عملية طوفان الأقصى، وأصبحنا ننام، ونصحو على صوت ضرب إخواننا في الغرف المجاورة، والدماء صارت في كل مكان، واصفًا ما حدث معهم من اعتداءات وحشية، ومناظر الدماء على الأرض “كأنهم كانوا يذبحون عجولًا”.
يضيف إبراهيم: قبل الإفراج عنه ضمن صفقة التبادل، تم التحقيق معه برفقة 21 من المحتجزين، وأخبروهم، أنه سيتم الإفراج عنهم، ولكن قبل أن يخرجوا من السجون، قام جنود الاحتلال بحبسهم في غرفة أخرى، وقاموا بالاعتداء عليهم، ما أدى إلى إصابته في قدمه، فضلًا عن إصابة بقية زملائه بإصابات مختلفة.
ويشير، إلى أنه بعد كل هذه الاعتداءات الوحشية، وخلال اصطفافهم للخروج من السجن، أصر جنود الاحتلال على وقوف المحتجزين معتدلين، على الرغم من عدم قدرتهم على الاعتدال؛ بسبب الاعتداء عليهم، مفسرًا ذلك، أنهم قاموا بتصويرهم من أجل تصدير صورة للعالم، أن المعتقلين والمحتجزين بحالة وصحة جيدة، ولا يوجد أي اعتداءات عليهم.
وصل عدد المعتقلين من الأطفال إلى 200 طفل، فيما تم اعتقال حوالي 62 امرأة خلال عام 2023، وهذه الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الأطفال والنساء الفلسطينيين، تنفي كل محاولات دولة الاحتلال؛ لتصدير صورة مغايرة للرأي العام العالمي، حول ما يحدث داخل الأراضي المحتلة.
تزايد أعداد المستوطنات والمستوطنين
على مدار 75 عامًا، دأبت دولة الاحتلال على إنشاء المستوطنات على الأراضي المحتلة في الضفة الغربية، وحول غلاف غزة، واختلفت الأرقام، والإحصائيات حول عدد المستوطنين، منذ بداية احتلال الأراضي الفلسطينية، ولكن وفقًا لهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، فإن عدد المستوطنين في عام 1988 كان 191 ألف مستوطن، بينما وصل عدد المستوطنات إلى 132 مستوطنة، وبعد 25 عامًا، وصل عدد المستوطنين عام 2023، إلى 726 ألف مستوطن، بينما ارتفع عدد المستوطنات إلى 175 مستوطنة.
ومع تزايد المستوطنات، تزايدت أيضًا البؤر الاستيطانية، والفرق بينهما، أن البؤر الاستيطانية هي تلك المستوطنات التي تم تدشينها، بينما لا تعترف بها دولة الاحتلال وفقًا للقانون، وكان عدد البؤر الاستيطانية عام 1988 حوالي 7 بؤر، ووصل عام 2023 إلى 174 بؤرة استيطانية، وهو ما يكشف، أنه على الرغم من عدم قانونية هذه البؤر، إلا أن دولة الاحتلال لم تتخذ أي إجراءات رادعة حولها، بل سمحت بازديادها على مدار السنوات الماضية.
أكثر من 300 ألف وحدة سكنية غير صالحة للسكن
منذ عام 2009 دمرت قوات الاحتلال آلاف الوحدات السكنية في الضفة الغربية وقطاع غزة، وكانت عمليات الهدم والتدمير تتزايد بين الحين والآخر، ولكن ما ارتكبته قوات الاحتلال، منذ عملية طوفان الأقصى حتى اليوم، أضعاف ما تم ارتكابه على مدار السنوات العشرين الماضية.
طبقًا لمركز الميزان لحقوق الإنسان، فإن عدد المباني المتضررة في قطاع غزة على مدار 23 عامًا وصل إلى 59 ألف مبنى، بينما وصل عدد الكسان المتضررين نصف مليون مواطني فلسطيني.
ومنذ عام 2009، حتى منتصف 2023، تم تدمير 10 آلاف منزل في الضفة الغربية، بينما وصل عدد المنازل المدمرة في قطاع غزة خلال نفس الفترة إلى 11500منزل، وبمقارنة البيانات الواردة خلال السنوات الـ 23 الماضية، وما حدث حتى اليوم 80 من حرب غزة، فإن ما خلفته حرب غزة من دمار فاق الدمار الذي تشهده الأراضي المحتلة، منذ أكثر من ربع قرن، حيث تم تشريد، ما يقرب من مليوني مواطن من منازلهم؛ بسبب القصف المتواصل.
محمد غواص، الذي ترك أبنائه وزوجته في الملاجئ، وراح هو يختبئ من فتك قوات الاحتلال، تمنى أن يحصل على منزل، يأويه وأطفاله من نيران الحرب، وأن يجد ملاذًا آمنًا، يستطيع أن يكون مطمئنًا فيه على صغاره.