ربما خلت الأربع والعشرين ساعة الماضية من أحداث ميدانية استثنائية، فإسرائيل كالمعتاد تواصل قصفها لمناطق في قطاع غزة، وتقتل أطفالاً ونساء، والمقاومة تواصل الاشتباك مع جيش الاحتلال على أرض مدينة خان يونس، وتوقع قتلى وجرحى، ويظهر مقاتلو القسام بكامل عتادهم في شوارع غزة، وكأن أيام الحرب التي فاقت المائة، لم تؤثر على جهوزيتهم.
فيما هناك وساطة قطرية فرنسية تنجح في الاتفاق على إدخال أدوية، ومساعدات لغزة.
وعلى الجانب اللبناني الإسرائيلي قصفت المقاومة اللبنانية مواقع عسكرية إسرائيلية في مزارع شبعا، لكن الأهم تبلور ملامح، لما يمكن اعتباره “إعادة نظر” في المواقف السياسية، والحقوقية تجاه الحرب، وشكل العلاقات بين دول الإقليم بعدها.
أما على صعيد الداخل المصري فقد شهد مجلس النواب جلسة ساخنة في مواجهة وزير التموين.
أدوية ومساعدات مقابل إيصال أدوية للأسرى.. وقصف القطاع مستمر
بوساطة قطرية فرنسية تصل اليوم الأربعاء، إلى مطار العريش طائرتا مساعدات إنسانية، وأدوية تابعتين للجيش القطري؛ لتدخل إلى قطاع غزة، مساء اليوم، المساعدات تدخل غزة، مقابل إيصال أدوية للأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى حماس، وفقاً لقائمة بالاحتياجات الطبية للأسرى، تم إعدادها في إسرائيل.
ميدانياً
لا زالت إسرائيل تقصف مناطق عدة في القطاع، ما أدى لاستشهاد أطفال ومدنيين، وتتواصل الاشتباكات العنيفة في مدينة خان يونس بين القوات الاسرائيلية التي تحاول التوغل، دون جدوى منذ أيام، واعترف الجيش الإسرائيلي بمقتل ضابط، وجندي في الاشتباكات.
في الضفة شهدت مدينة طولكرم اشتباكات متواصلة، وسمع دوي انفجارات.
ودفع جيش الاحتلال بتعزيزات عسكرية؛ لاقتحام مخيم طولكرم، وسط حصار لمشافي المدينة.
وأطلق حزب الله عدة صواريخ على مواقع عسكرية إسرائيلية، بينما شن سلاحا الطيران والمدفعية الإسرائيليين هجوما على ما قالا، إنه منشآت، وبني تحتية عسكرية لحزب الله.
وأعلنت القيادة المركزية الأمريكية ضبط شحنة أسلحة، وصفتها بالفتاكة، كانت في طريقها للحوثيين قادمة من إيران.
سياسياً وحقوقياً
أمريكا رفض مجلس شيوخها مشروع قرار، يجبر الخارجية على إعداد تقرير؛ للتحقق من ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب في عدوانها على غزة.
كان السيناتور المستقل بيرني ساندرز، قد بدأ تحركاً؛ لتمرير القرار، إلا أنه فشل في جمع الأصوات اللازمة، ما يعكس إصرار إدارة بايدن “الديموقراطية” للاستمرار في الدعم السياسي والعسكري غير المشروط لإسرائيل.
إدارة بايدن ذاتها التي ترفض مجرد التحقق من ارتكاب إسرائيل جرائم حرب، تنوي إعادة تصنيف جماعة “أنصار الله” اليمنية ضمن قوائم الإرهاب بعد أقل من ثلاث سنوات على إخراجها من التصنيف.
في بريطانيا ورغم الضغوطات السياسية، أعلنت شرطة لندن أمس، أن فريقها الصغير المختص بجرائم الحرب ينظر في احتمال فتح تحقيق حول جرائم حرب، ارتكبتها إسرائيل في غزة بناء على شكاوى، تقدم بها مناصرون لفلسطين.
الرئيس الفرنسي ماكرون، اعتبر أن استمرار عمليات إسرائيل العسكرية يمثل تهديدا عليها على المدى الطويل.
ماكرون أعلن أيضاً، أن بلاده لن تنضم للائتلاف الذي تقوده الولايات المتحدة، ضد الحوثيين في البحر الأحمر، معتبرا أن الأمر يتعلق بالدبلوماسية وليس الحرب.
وزير الخارجية الأمريكي بلينكن، الذي زار المنطقة للمرة الأولى عقب اندلاع الحرب بوصفه يهودي، قال في منتدى ديفوس بسويسرا، إن إقامة دولة فلسطينية مهم لأي تسوية مقبلة، وأن الدول العربية ليست مهتمة بالمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة، إذا كان سيسوى بالأرض مرة أخرى بعد سنوات قليلة.
معادلة بلينكن.. الدمج مقابل دولة فلسطينية
في ديفوس، كشف بلينكن عما وصفه بـ “المعادلة الجديدة” في الشرق الأوسط، والتي تشمل قبول جيران إسرائيل العرب، والمسلمين بدمجها، مقابل إقامة دولة فلسطينية، واعتبر أن السعودية تفتح بابا لمستقبل مختلف بقبولها إجراءات، تخص علاقتها بإسرائيل، لم تكن مستعدة لمناقشتها سابقاً.
في المنتدى الدولي ذاته “ديفوس” قال وزير الخارجية السعودي، إن بلاده مستعدة للاعتراف بإسرائيل في إطار اتفاق أوسع بعد حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وشدد على أولوية خفض التصعيد في البحر الأحمر والمنطقة.
وصول منسقة الأمم المتحدة لإعادة الإعمار إلى العريش
حديث بلينكن عن إعادة الإعمار في ديفوس، يمكن ربطه بوصول كبيرة منسقي الأمم المتحدة؛ لإعادة الإعمار اليوم للعريش، وهي إشارات ـ ربماــ لقرب انتهاء الحرب التي يصر بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي، على استمرارها حتى عام 2025.
سيجريد كاخ كبيرة منسقي الأمم المتحدة التي تزور المنطقة للمرة الأولى بعد توليها المنصب بموجب قرار مجلس الأمن 2720، لتسهيل وتنسيق ومراقبة عملية إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، كان في استقبالها وزير الخارجية المصري سامح شكري، وقد أعلن مكتب المتحدث باسم الأمم المتحدة، بأنها ستقوم بتسهيل وتنسيق ومراقبة، والتحقق من شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة، وقد حصلت على تفويض؛ لإنشاء آلية تابعة للأمم المتحدة؛ لتسريع إرسال شحنات الإغاثة الإنسانية إلى غزة من خلال الدول التي ليست طرفا في النزاع.
تحرك برلماني لوقف التعاقد مع مدربين ولاعبين أجانب
البرلمان المصري يناقش طلب إحاطة، تقدم به النائب أشرف أمين؛ لوقف تعاقدات الأندية مع اللاعبين والمدربين الأجانب، أو على الأقل التعاقد معهم بالجنيه المصري؛ بدلاً من الدولار مراعاة للظرف الاقتصادي الراهن “حسب تعبيره”.
كان البرلمان شهد أمس جلسة ساخنة، حضرها وزير التموين علي مصيلحي الذي رد على عدد من الأسئلة وطلبات الإحاطة، مؤكدا أن الكل يسعى لمصلحة المواطن، ولكن تختلف الرؤى والتصورات، فيما يخص كيفية تحقيق هذه المصلحة.
“لا وجه لإقامة الدعوى”.. قاضي التحقيق المنتدب يغلق الملف 79 في قضية”التمويل الأجنبي”
كيان آخر خرج من مربع الاشتباه في القضية المعروفة إعلامياً بـ “قضية التمويل الأجنبي”، والتي حملت الرقم 173لعام 2011، ليصبح عدد المستبعدين حتى الآن 79 من بين 180 مشكو في حقهم ما بين جهات وأشخاص.
حيث أصدر قاضي التحقيق المنتدب المستشار أحمد عبد العزيز قتلان، أمراً بألا وجه لإقامة الدعوى ضد “المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني، وحقوق الإنسان” لعدم كفاية الأدلة.
القضية الشهيرة، بدأت وقائعها في سبتمبر 2011، عندما كلفت الحكومةــ كان المجلس العسكري وقتها هو من يدير البلادــ وزير العدل وقتها المستشار محمد الجندي بتشكيل لجنة تقصي حقائق حول التمويل الأجنبي للمنظمات المحلية، والمنظمات الأجنبية غير المرخص لها في مصر، ولم تنته بالقرار السابق الخاص بالمؤسسة العربية.
وزير العدل وقتها، انتدب المستشارين سامح أبو زيد، وأشرف العشماوي، بمحكمة استئناف القاهرة؛ للتحقيق في تقرير لجنة تقصي الحقائق الحكومية عن التمويل الأجنبي للمنظمات، وجمعيات المجتمع المدني، وبدورهما أحال أبو زيد والعشماوي 43 متهماً لمحكمة الجنايات، بينهما أمريكان وصرب وألمان، بتهمة تلقي تمويلات أجنبية بالمخالفة للقانون، واستعمالها في أنشطة محظورة. وتحدد لنظر القضية جلسة 26 فبراير 2012.
في الثامن والعشرين من الشهر نفسه، تنحت هيئة المحكمة عن نظر القضية لاستشعار الحرج، وفي اليوم التالي 29 فبراير، تم إلغاء قرار منع سفر المتهمين الأجانب، ودفع كل منهم مليوني جنيه كفالة، لتحملهم طائرة أمريكية خاصة إلى خارج البلاد يوم 1 مارس 2012.
في يونيو 2013، عاقبت محكمة جنايات القاهرة برئاسة المستشار 27 متهماً غيابيا، بالحبس خمس سنوات، وحبس خمسة آخرين حضورياً لعامين، بينما حكمت على 11 متهماً بالحبس لعام واحد، مع وقف التنفيذ، وغلق جميع مقرات، وأفرع المعهد الجمهوري والديمقراطي الأمريكي، و “فريدوم هاوس” و”كونراد ايناور” الألمانية على مستوى محافظات الجمهورية، ومصادرة أموالها وأوراقها.
وقتها اعترضت الخارجية الأمريكية على الحكم، ووصفته بالمسيس، وقال جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة وقتها، إن القرار بحبس ناشطين في مجالات حقوق الإنسان يتناقض مع المبادئ العالمية للحرية المجتمعية، ويتنافى مع المسيرة إلى الديموقراطية.
أما مؤسسات فريدم هاوس، والمعهد الديموقراطي، والمعهد الجمهوري، فاعتبرت القرار دليلا علي فساد السلطة، وقال تشارلز دان من مؤسسة فريدوم هاوس: “فاسد ليس بمعنى المال، بل بإفساد المسار السياسي”.
2016 فتح التحقيق مرة أخرى
بعد ما يقارب الأعوام الثلاثة، أعيد فتح التحقيق في القضية ذاتها مرة أخرى، وصدر الحكم بمنع حسام بهجت، وجمال عيد وأسرتيهما، و5 آخرين من التصرف في أموالهم.
وقال المستشار هشام عبد الحميد، الذي أصدر القرار، أن المنع مجرد “تدابير احترازية”؛ لحين التحقيق معهم، ولم يوجه لهم أية اتهامات.
في سبتمبر 2016، تم تأييد منع “عيد وبهجت” وآخرين من التصرف في أموالهم، وفي الشهر نفسه، قضت محكمة جنايات القاهرة، بتأييد قرار منع “جمال عيد وحسام بهجت” و5 آخرين من التصرف في أموالهم، لارتباطها بالقضية 173 لسنة 2011.
وشمل القرار بهي الدين حسن، مؤسس مركز القاهرة لحقوق الإنسان، ومصطفى الحسن مدير مركز هشام مبارك للقانون، وعبد الحفيظ طايل مدير المركز المصري للحق في التعليم.
في العام نفسه، والعام الذي يليه، أيدت محكمة الجنايات التحفظ على أموال عزة سليمان، مؤسسة ورئيسة مجلس أمناء مؤسسة قضايا المرأة المصرية، ومزن حسن، مديرة مركز نظرة للدراسات النسوية، ومنعهما من السفر.
2020.. منحى آخر
في منتصف العام 2020، رفضت محكمة جنايات القاهرة تظلم عدد من الحقوقيين من قرارات منعهم من السفر، والتحفظ على أموالهم، ثم بدأت القرارات، بألا وجه لإقامة الدعوى لعشرين جمعية، ومنظمة ، لتتوالى وصولا إلى الكيان رقم 79 الذي صدر بحقه الأمر نفسه أمس.