في زيارة هي الأولى لها منذ توليها منصبها، أكدت السفيرة الأمريكية بالقاهرة دعم بلادها لحرية الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، وبينما تتوالى تسريبات “الهدنة القادمة” في غزة وسيناريوهاتها، يتواصل القصف في مدن القطاع،
وتقرير صادر عن مؤسسة دعم العدالة، يصف تعديلات قانون القضاء العسكري بالكارثية، بينما يحاول الجميع استيعاب قرار البنك المركزي، بعدم استثناء أي عميل من سقف حد السحب اليومي المقرر سابقاً بـ 150 ألف جنيه يومياً.
هيرو جارج في القناة.. وربيع يؤكد “مستمرون في تقديم خدماتنا الملاحية رغم التحديات”
السفيرة الأمريكية بالقاهرة هيرو مصطفى جارج، زارت هيئة قناة السويس ربما؛ لتؤكد على دعم بلادها لحرية الملاحة في البحر الأحمر وباب المندب، بالتوازي مع الغارات الأمريكية البريطانية على أهداف يمنية تقول، إنها منصات صواريخ ومسيرات حوثية.
جارج اصطحبت معها وفدا من القطاع الاقتصادي بسفارتها، التقوا الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، الذي قال، إن حركة الملاحة بالقناة تعد جزءاً، لا يتجزأ من حركة التجارة العالمية وانعكاسا مباشرا، لما تشهده من نمو، أو ما تواجهه من تحديات، وأضاف أن قناة السويس مستمرة في تقديم خدماتها الملاحية والبحرية بصورة طبيعية رغم التحديات الراهنة.
زيارة جارج هي الزيارة الرسمية الأولى لها، منذ تقلدت منصبها في نوفمبر الماضي.
كانت قناة السويس قد شهدت، ومنذ اندلاع هجمات جماعة أنصار الله الحوثية اليمنية، ضد أهداف أمريكية وغربية مرتبطة بإسرائيل، تراجعا في حركة المرور، وبالتالي انخفاضاً في إيراداتها بلغ 40%، منذ بداية العام الحالي 2024، ورغم ذلك شدد الفريق ربيع، على أن القناة لا زالت الممر الملاحي الأكثر أماناً، وأنها توفر الوقت والمال.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي قد ذكر في أكثر من مناسبة تفهم مصر؛ للسياق الذي تأتي فيه هجمات الحوثيين، وقال إن مصر ليست بصدد الدخول في تحالفات عسكرية ضد الجماعة.
حرب غزة.. سيناريوهات الهدنة ووقائع التصعيد
بينما تتوالى التسريبات الإعلامية والسياسية حول ملامح الهدنة المرتقبة في قطاع غزة بعد 118 يوماً من العدوان، هدنة يتقاسم رسم ملامحها وسطاء أمريكان، وفرنسيون، وقطريون مع حضور مصري لافت، يتواصل عدوان جيش الاحتلال على القطاع.
وحتى أمس الأربعاء، خلفت الحرب 26 ألفا و900 شهيد و65 ألفا و949 مصابا، وفقا لوزارة الصحة في القطاع.
وشن جيش الاحتلال غارات على دير البلح وسط القطاع، كما اقتحمت قواته ساحة مستشفى الأمل غرب خان يونس في المنطقة الجنوبية، حسبما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني.
في الضفة الغربية
اقتحمت قوات كبيرة مدعومة بنحو 40 آلية عسكرية المحور الجنوبي لمدينة طوباس شمالي الضفة، ونفذت حملة دهم للمنازل وسط اشتباكات عنيفة مع المقاومين.
وأعلنت كتائب القسام في طوباس، أنها استهدفت آليات الاحتلال المتوغلة بالعبوات والأسلحة المناسبة.
جبهة العراق.. استهداف حيفا
بعد أقل من 24 ساعة على إعلان ما يسمى حركة المقاومة الإسلامية بالعراق تعليق عملياتها، ضد الأهداف الأمريكية، استهدفت مسيرة تابعة لها ميناء حيفا في إسرائيل.
جبهة لبنان.. ستة استهدافات مباشرة
أعلنت “المقاومة الإسلامية” في لبنان، أنها قصفت ثلاثة مواقع للجيش الإسرائيلي في القطاع الشرقي، شملت تلة الطليحات وموقع بياض بليدا ومبنى للجنود في مستعمرة المطلة.
أما القطاع الغربي، فاستهدفت فيه موقع جل العلام، وتجمع جنود في ثكنة ميتات، وموقع حانيتا.
جبهة باب المندب والبحر الأحمر
قالت القيادة الأمريكية الوسطى، إنها وجهت ضربة ضد 10 طائرات مسيرة، ومحطة تحكم أرضية في مناطق سيطرة الحوثيين باليمن.
بينما أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة أنصار الله استهداف سفينة تجارية أمريكية، كانت متجهة إلى مواني فلسطين المحتلة، بعدد من الصواريخ البحرية، ما أدى إلى إصابتها بشكل مباشر.
سياسياً
في الوقت الذي حذرت فيه وسائل إعلام إسرائيلية من محاولة، قد يفتعلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتفخيخ مقترحات الهدنة؛ من أجل أن ترفضها حركة حماس، قال اسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة، إن الفصائل تدرس المقترح، وأن السبت القادم سيكون حاسماً، وسيحمل هنية الرد النهائي إلى القاهرة.
وبينما لا تزال تصريحات وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون حول الاعتراف بالدولة الفلسطينية تدوي ردود أفعالها، كشف موقع أكسيوس، أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، طلب من وزارته إجراء مراجعة، وتقديم خيارات سياسية ممكنة؛ بشأن اعتراف أمريكي محتمل بدولة فلسطينية بعد انتهاء الحرب في غزة.
وفي مؤتمره الصحفي اليومي قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، إن إدارة بايدن، تعمل بشكل أكثر نشاطًا لوضع الخيارات، والخطط اللازمة للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وقال المتحدث باسم الخارجية: “إن النظر إلى جميع الفلسطينيين كإرهابيين فكرة خاطئة تماما وهراء”.
بيان “دعم العدالة”: تعديلات القضاء العسكري كارثية.. والمنشآت العامة تقع في مجال حركة المدنيين
أعرب بيان صادر عن مؤسسة دعم العدالة، بالمركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة، عن “الانزعاج الشديد” من تعديلات أحكام قانون القضاء العسكري، ووصفها بأنها” تعصف بالضمانات الدستورية الممنوحة للمصريين في حقهم في المحاكمة امام قاضيهم الطبيعي، وعدم محاكمتهم أمام القضاء العسكري الاستثنائي، إلا في الحدود التي رسمها الدستور”.
المؤسسة قالت، إن المادة 5 فقرة أولى، بند هـ الخاصة بـ “الجرائم التي تقع على المنشآت والمرافق العامة والحيوية والممتلكات العامة، وما يدخل في حكمها والتي تتولى القوات المسلحة حمايتها” هذه المادة تفتح الباب لمحاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية.
المادة ذاتها كانت جزءا من القانون 13 لعام 2014، والذي صدر في ظروف استثنائية؛ ليطبق لمدة عامين فقط، وباتت الآن جزءا من التعديلات الجديدة.
واعتبر البيان، أن صياغة هذه المادة غير دقيق، ويمكن أن تستخدم في التوسع بمحاكمة المدنيين عسكريا طبقا للظروف المتغيرة.
كان البرلمان قد أقر يوم 28 يناير الماضي بشكل نهائي مشروع قانون مقدم من الحكومة بشأن تأمين، وحماية المنشآت والمرافق العامة والحيوية في الدولة.
وأخضع القانون جميع الجرائم التي تقع على المنشآت والمرافق العامة والحيوية، وكافة أنواع الخدمات إلى القضاء العسكري، ومنح مشروع القانون المعروض ضباط القوات المسلحة، وضباط الصف الذين يصدر بتحديدهم قرار من وزير الدفاع سلطة الضبط القضائي؛ لتنفيذ أحكام هذا القانون.
واعتبر البرلمان، أن مشروع القانون جاء كاستحقاق دستوري- جاء لدمج القوانين وتوحيد الأحكام المنظمة؛ لحماية المنشآت العامة والمرافق، والتي تتضمن معاونة القوات المسلحة لجهاز الشرطة في حماية المنشآت العامة، والحيوية فى إطار الحرص على تأمين المواطنين، وضمان إمدادهم بالخدمات الحيوية، والحفاظ على مقدرات الدولة ومؤسساتها، وممتلكاتها العامة التي هي بالأساس ملك للشعب، حسب التقرير البرلماني.
بينما أكدت مؤسسة دعم العدالة، أن حماية المنشآت العامة تدخل في اختصاص وزارة الداخلية، وهي وزارة مدنية، فالمرافق العامة بما تشمله من منشآت وطرق، وغيرها هي مجال حركة المدنيين. والجرائم التي تلحق بها، وبغيرها من المنشآت، قد شملها قانون العقوبات المصري بالتنظيم الكافي؛ لضمان نظرها أمام القضاء الطبيعي، دون تعريض المدنيين للمحاكمات العسكرية التي تعد قضاء استثنائيا لهم، فضلا عن كونها تمثل سلبا لولاية القضاء العادي في نظر القضايا التي تدخل في اختصاصه.
عن “الحريق الكبير” الذي ينتظر الشرق الأوسط
في التوقيت الذي تكرر الولايات المتحدة تأكيدها على عدم رغبتها “وربما قدرتها ” على تصعيد التوتر في إقليم الشرق الأوسط بعد استهداف قاعدة لها على الحدود السورية الأردنية، ومقتل ثلاثة من جنودهاــ رغم تصريح وزير دفاعها وقتها عن الرد القاسي ـ حذر مراقبون من “حريق كبير “، ربما ينتظر المنطقة التي توسع فيها العدوان الإسرائيلي على غزة؛ ليصبح حرباً إقليمية بالفعل تشارك فيها جبهات لبنان واليمن والعراق.
صحيفة الجارديان البريطانية قالت: “إن الشرق الأوسط ظل ينزلق نحو شفا حرب إقليمية، منذ الهجوم الذي نفذته حركة حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر، ورد الفعل الإسرائيلي الشرس في غزة”.
وأضافت الصحيفة في مقال تحليلي كتبه جوليان بورجر: ” مسارح الصراع هذه لديها القدرة على إشعال “حريق كبير” في الشرق الأوسط، وقد أظهرت الأيام القليلة الماضية، كيف أن التصعيد، سواء كان مقصودا أم لا، يمكن أن يدفع إسرائيل إلى مواجهة مفتوحة مع إيران، ويجذب الولايات المتحدة أيضا”.
بينما وصف مدير المخابرات الأمريكية في مقال له نشرته “وول ستريت جورنال” الشرق الأوسط، بأنه بات الآن أكثر تشابكاً، وتعقيداً من أي وقت مضى.
واعتبر إن الأزمة التي عجل بها هجوم حركة حماس على إسرائيل في أكتوبر الماضي، هو تذكير مؤلم بتعقيد الخيارات التي لا يزال الشرق الأوسط يطرحها على الولايات المتحدة.