ضمن نشاطه البحثي أصدر مرصد العنف بمركز التنمية والدعم والإعلام “دام” تقريره الشهري عن وقائع شهر إبريل 2024. رصد التقرير سقوط ضحايا العنف داخل المنازل “المجال الخاص” وخارجها “المجال العام”، محاصرين بالإيذاء النفسي والبدني، والتهديد والابتزاز، من الأقارب ومن المجتمع .

لقراءة التقرير كاملا :

وعبر رصد وتحليل 237 واقعة عنف، تنوعت بين ما هو جسدي بواقع 149 حالة، بينها 21 حالة انتحار، وبين ما هو اقتصادي تمثل في 83 حالة، إضافة لحالتي ابتزاز وتهديد، أدت إحداهما لانتحار الضحية، يقدم التقرير بانوراما مجتمعية تقترب من الشمول، كاشفة عن أنماط مستجدة من العنف، وحالات متكررة من الهشاشة المجتمعية.

الحالات الواردة، وكما هو معتاد لا تمثل حصرا كاملا، بما جرى في بر مصر، قدر ما هي انعكاس ومؤشرات لواقع يحتاج لدراسات نفسية، وسوسيولوجية “اجتماعية معمقة، تستهدف إعادة اكتشاف صيرورة التغير في المجتمع المصري، والتي باتت أكثر تسارعا ووحشية.

يكشف التقرير استمرار القاهرة في صدارة المدن والمحافظات الحاضنة للأفعال العنيفة بتنويعاتها المتعددة.

الكثافة السكانية، والهشاشة الاجتماعية، والتمايز الطبقي الفاضح، كلها أسباب لقسوة القاهرة على ساكنيها، وقسوتهم على بعضهم البعض، وربما هو الهوس الإعلامي بمتابعة العاصمة التي لا تنام، وتجاهل المتابعة الدقيقة للمشهد المجتمعي في الأقاليم، أو لعله لجوء قاطني الأقاليم لمسارات حل غير نظامية، كالمجالس العرفية و”قعدات العرب”.

صورة مبدئية

ويقدم التقرير ما يمكن وصفه بصورة مبدئية “إسكتش مبدئي” لجغرافيا العنف من خلال توزيع حالات العنف المرصودة على محافظات مصر المختلفة.

كما يقدم للمرة الأولى مشهد العنف الممارس ضد اللاجئين، راصدا حالات التنمر والاعتداء الجسدي، والاغتصاب الذي راحت ضحيته رضيعة لإحدى أسر اللاجئين.

ومن الجغرافيا لتنوعات العنف، ينتقل التقرير؛ ليرصد تشكلات وتجليات الفعل العنفي، ما بين إيذاء بدني ونفسي وصولا إلى القتل، والانتحار والدفع للانتحار عبر التهديد والابتزاز.

ويقدم حالات تجاوز فيها العنف أنماطه المعتادة؛ ليقفز إلى ما كان غير مقبول عقلا قبل سنوات قلائل، من قسوة ووحشية تنتمي لأشد المناطق ظلمة في النفس البشرية، وتطفح على هيئة عنف غير نمطي، أب يعتدي على ابنه أو ابنته إلى حد إزهاق الروح، خطف واعتداءات جنسية على أطفال أقرباء وغير أقرباء.

وحتى الأسرة كإطار اجتماعي، لم تعد ضمانة كافية للإفلات من العنف، فداخلها تم رصد حالات عنف متعددة الأسباب، والأشكال.

نتائج ومؤشرات

ينتهي التقرير بنتائج ومؤشرات يجملها في التالي:

ــ بلغت وقائع العنف المرصودة خلال هذا الشهر 237 حالة، مورست النسبة الأكبر منها بمحافظة القاهرة، وجاءت الخلافات الأسرية الناتجة عن أسباب اقتصادية وخيانة زوجية، كدوافع وراء الحوادث.

ــ تنوعت أشكال العنف كما دوافعه، وجاءت ذروة مظاهره في صورة 84 حالة قتل، إضافة إلى 21 حالة انتحار، تلاها العنف الاقتصادي؛ كنتيجة حتمية؛ لتردي الأوضاع الاقتصادية.

ــ العنف الموجة ضد اللاجئين ـ والذي يمكن اعتباره مستجدا، تحمل عبئه هذا الشهر بالكامل اللاجئون السودانيون، وتجلت ذروته اللا إنسانية في حالة قتل واغتصاب رضيعة في الشهر الثالث من عمرها.