تصاعد مطرد في الخلاف السياسي بين مصر وإسرائيل، انتقل من الملاسنات الإعلامية وبيانات بعض “القوى المعارضة” إلى ساحة القضاء الدولي؛ لتعلن مصر تدخلها رسميا لدعم الدعوى، التي أقامتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، ما يؤشر على مزيد من التهور في العلاقات بين البلدين.
وبينما يتصاعد الحراك الطلابي الداعم للحق الفلسطيني في جامعات أمريكا وأوروبا، ألقى جهاز الأمن الوطني القبض على الطالب خالد بسيوني، إثر نشره دعوة لحراك طلابي سلمي، في جامعات مصر حسب والدته الصحفية والناقدة السينمائية. فيما يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ليوم جديد.
مصر تتدخل رسميا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية
في بيان رسمي لها، أعلنت الخارجية المصرية، تدخل مصر رسميا في الدعوى التي رفعتها جنوب إفريقيا، ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية، للنظر في انتهاكات إسرائيل، بموجب اتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية.
البيان قال، إن التقدم بإعلان التدخل في الدعوى المشار إليها يأتي في ظل تفاقم حدة، ونطاق الاعتداءات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والإمعان في اقتراف ممارسات ممنهجة، ضد أبناء الشعب الفلسطيني من استهداف مباشر للمدنيين، وتدمير البنية التحتية في القطاع، ودفع الفلسطينيين للنزوح والتهجير خارج أرضهم.
وأضاف البيان، أن الاعتداءات الاسرائيلية خلقت أزمة إنسانية غير مسبوقة، وانتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949؛ بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب.
وقال السفير أحمد أبو زيد المتحدث الرسمي باسم الخارجية، إن استمرار الوضع في قطاع غزة على ما هو عليه، وتفاقم حدة العمليات العسكرية والاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين الفلسطينيين، وسياسات التجويع والحصار، وتعريض حياة أكثر من 1.4 مليون فلسطيني في مدينة رفح للخطر الداهم، ومنع دخول المساعدات الإنسانية للقطاع، هي كلها أسباب كفيلة، بأن تقرر مصر دعم دعوى جنوب إفريقيا، ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية اتصالًا باتفاقية منع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها.
وكشف أن الدولة قررت التدخل؛ دعمًا لدعوى جنوب إفريقيا؛ اتساقًا مع التزام مصر بكونها دولة طرف في هذه الاتفاقية.
من جهته قال سامح شكري وزير الخارجية عقب لقاء، جمعه ونظيره السلوفيني: “لن نكتفي بالتحدّث، وسنتخذ إجراءات عملية، تضمن تنفيذ ما نطالب به”
ورحب الأزهر، اليوم الاثنين بخطوة الخارجية، وقال في بيان على حسابه الرسمي في “إكس”: “يرحب الأزهر بالخطوة التي أعلنت عنها جمهورية مصر العربية باعتزامها التدخل؛ لدعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية”.
وأكد البيان دعم الأزهر الكامل “للقيادة السياسية في هذه المبادرة التي تليق بمكانة مصر، وتاريخها المديد والمشرف من إطار دعم القضية الفلسطينية، وإحقاق حق الفلسطينيين وإزهاق باطل الظالمين المعتدين، وإعلاء لموقف الشعب المصري الداعم لصمود إخوانه في قطاع غزة”.
على الجانب الآخر، نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن مسئولين قولهم، إن قرار مصر يعكس تردي العلاقات بين القاهرة، وتل أبيب.
وذكرت الصحيفة العبرية، أن “الإعلان المصري لا يزيد أو يقلل من فرص إصدار محكمة العدل الدولية في لاهاي، أوامر طارئة ضد إسرائيل، لكنه يعبر عن الإحباط المتزايد في القاهرة، إزاء إسرائيل منذ أن بدأ الهجوم على رفح”.
حرب غزة.. رقم قياسي لإصابات جيش الاحتلال.. والاشتباك مستمر على عدة محاور
في اليوم الـ 220 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، تواصلت الاشتباكات الضارية بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية على أكثر من محور، واعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي فيه بأكبر حصيلة يومية من الإصابات، منذ بدء حربه على غزة، بلغت 50 من ضباطه وجنوده.
وواصل جيش الاحتلال قصف مخيم جباليا في شمال غزة، واستهدف سيارات إسعاف، ومربعات سكنية مكتظة، مجبرا المئات من قاطني المخيم على مغادرة مراكز الإيواء بالمخيم.
الضفة الغربية.. قوات الاحتلال تقتحم عدة بلدات
اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي بلدة يعبد وقرية جلبون في محافظة جنين شمالي الضفة الغربية، كما اقتحمت بلدة عزون شرق قلقيلية.
وقال الهلال الاحمر الفلسطيني، إن 11 فلسطينيا أصيبوا خلال مواجهات عنيفة، اندلعت عقب اقتحام الاحتلال بلدة تل جنوب نابلس.
جبهة لبنان.. حزب الله ينشر فيديو استهداف موقع راميا من مسافة 300 متر
نشر الإعلام الحربي لحركة المقاومة الإسلامية في لبنان مقطع فيديو، يظهر “مشاهد من عملية استهداف المقاومة الإسلامية موقع راميا التابع لجيش العدو الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الفلسطينية”. وأبرز الفيديو عملية الاستهداف المتزامن من قبل ثلاثة مقاومين على مسافة 300 متر فقط.
وقال معلقون، إن العملية النوعية للحزب تعني سيطرته على جبهة الشمال وقدرته على الاقتحام.
وقال رئيس أركان جيش الاحتلال السابق، دان حالوتس، إنّ “جنودنا يتساقطون سُدىً في قطاع غزّة، وفي الشمال مع لبنان، وذلك لأنّه لا يوجد أيّ هدفٍ من هذه الحرب”.
توقيف زياد بسيوني الطالب بأكاديمية الفنون على خلفية دعوته لحراك بالجامعات داعم لغزة
ألقت قوات تابعة لجهاز الأمن الوطني القبض على زياد بسيوني، الطالب بمعهد الفنون الشعبية بأكاديمية الفنون، ونجل الأمين السابق لحزب الكرامة، وفي منشور لها على صفحتها الموثقة على فيس بوك، قالت والدته الناقدة السينمائية والصحفية فايزة هنداوي: “أنا مش طالبة غير إني أطمئن على ابني”.
فجر الخميس، اقتحمت قوة كبيرة من جهاز الأمن الوطني، “بينهم ملثمين،” شقتنا بالعنف، كسروا الأبواب، وهددونا بالرشاشات، وسلبوا هواتفنا، وقاموا بترويعنا وتشويه كل زاوية في المنزل لمدة ساعتين كاملتين”.
وأضافت: كل هذا جاء بعد نشر ابني زياد، بوست على صفحته الشخصية، يدعو فيه إلى حركة طلابية؛ من أجل فلسطين ودعم المقاطعة، دون معارضة للنظام أو دعوة للعنف، ورغم ذلك تمت معاملته كمجرم، واعتقاله قبل أسبوع واحد من امتحاناته، ومن وقتها لا نعلم عنه شيئا”.
زياد ألقي القبض عليه يوم الخميس الماضي، والتزمت أسرته الصمت استجابة؛ لنصيحة أصدقاء للأسرة، بذلوا مجهودات للإفراج عنه حسب والدته، لكن الجهود فشلت، ولا تعلم أسرته عنه شيئا لليوم الرابع على التوالي.
خالد شقيق زياد، وعضو الهيئة العليا لحزب الكرامة سابقا قال، إن زياد تم “اختطافه من الشارع الذي يقع فيه بيتهم، وإن الصحفي سيد الطوخي رئيس تحرير جريدة الكرامة رآه ورجال الأمن، يقتادونه لسيارة ميكروباص”.
وأكد خالد، إن شقيقه ليس له أي نشاط سياسي.
وفي بوست آخر له قال خالد، إن قوات الأمن ألقت القبض على طالب آخر قبل شقيقه بيوم، هو مازن أحمد الذي يدرس بجامعة المنصورة.
خالد بسيوني شقيق زياد، كان قد ألقي القبض عليه في يناير 2018، في القضية رقم 1739 لعام 2018، والتي عرفت إعلاميا بـ “معتقلي الكرامة” عقب مشاركته في احتفالية بمناسبة مرور ثمان سنوات على ثورة يناير، وقبلها ألقي القبض عليه في 2016، وكان وقتها أصغر أعضاء ما سمي بالتيار الشعبي المصري، عقب قيامه برفع لافتات منددة باتفاقية تسليم تيران وصنافير، وحكم عليه بالحبس لشهر، وألغي الحكم في الاستئناف.
وكلاهما خالد وزياد ابنا الدكتور محمد البسيوني أمين حزب الكرامة سابقا.
من جهته، أدان حزب التحالف الشعبي اعتقال الطالبين زياد البسيوني ومازن أحمد، بعد مداهمة منزليهما، مطالبا بالإفصاح عن مكانيهما بعد اختفائهما عقب القبض عليهما، والإفراج الفوري عنهما، وعن جميع معتقلي التضامن مع فلسطين.