تحركت أسعار الفاكهة والخضروات مع زيادة تكاليف النقل بعد قرار لجنة تسعير المنتجات البترولية برفع أسعار المحروقات بداية من الخميس الماضي، وسط توقعات بمزيد من الارتفاع في ظل ارتباط الوثيق بين الزراعة من حرث، وري وحصاد والسولار الذي تحركت أسعاره بواقع 15%.

ووفق بوابة الأسعار المحلية والعالمية التابعة لمجلس الوزراء، سجل سعر كيلو الطماطم 17 جنيها، والبطاطس 25,50 جنيها، والباذنجان الرومي 13,75 جنيها، والخيار الصوب 18.50 جنيها، والكوسة عند 19جنيها، بينما بلغ كيلو الموز البلدي 20.50 جنيها، والتفاح المحلي 40.75 جنيها.

بحسب نقيب الفلاحين، فإن رفع سعر لتر السولار من 10 إلى 11.5 جنيها، يزيد من الأعباء الاقتصادية على المزارعين، ويرفع أسعار نقل المحاصيل الزراعية ومنتجاتها، كما يزيد تكلفة تجهيز الأرض للزراعة وتكلفة الري وأجرة عمال الزراعة، بما يرفع أسعار المنتجات الغذائية الزراعية على المواطنين.

في يونيو الماضي، تراجع التضخم إلى 27.1% مقابل 27.4% في مايو 2024 السابق عليه، بفضل انخفاض أسعار الخضراوات بنسبة 2.3%، والفاكهة بنسبة 2.6%، لكن حينها ارتفعت أسعار الحبوب والخبز بنسبة 13.5%.

توقعات بارتفاع الأسعار

يتوقع حسين أبو صدام، نقيب الفلاحين، ارتفاع أسعار الخضراوات والفاكهة بنسبة تتراوح بين 10% و20%، مضيفًا أن قرار رفع أسعار المواد البترولية سيؤثر بشكل كبير على القطاع الزراعي برفع أسعار تكلفة الإنتاج، مما يترتب عليه ارتفاع سعر المحصول.

يعتبر السولار عصب الإنتاج الزراعي بمصر، ولذلك يشهد معدلات استهلاك محلية، تقترب من ضعف ما يتم استهلاكه من جميع مشتقات البنزين الأخرى سنويًا، ووفقا للبيانات الرسمية، فإن استهلاك السولار يصل إلى حوالي 45 مليون لتر يوميًا، وتدعم الحكومة يوميًا للسولار بقرابة 400 مليون جنيه.

يضيف أبو صدام، أن الإشكالية ستكون في ارتفاع أعباء الآلة الزراعية؛ فأصحاب الجرارات الزراعية قبل رفع المحروقات، رفعوا تكلفة حرث الفدان الزراعي لألف جنيه بزيادة 50% عن العام الماضي، وكذلك نقل السماد العضوي بالمقطورة؛ لتبلغ تكلفة النقلة 400 جنيه، حسب المسافة ودرس المحصول؛ ليبلغ 500 جنيه في الساعة، وتسوية الأرض بـ “اللودر” ليتراوح بين 400 إلى 800 جنيه.

يبلغ إجمالي عدد الجرارات الزراعية نحو 133.6 ألف جرار عام 2023، مقابل 133،5 ألف جرار عام 2021، بنسبة زيادة قدرها 0.1%.، بينما يبلع إجمالي عدد ماكينات الري الثابتة والمتنقلة 1.033 مليون ماكينة عام 2023، مقابل 1.017 مليون ماكينة عام 2021 بنسبة زيادة قدرها 1،6%.

يصل إجمالي عدد ماكينات “الدراس” 73.9 ألف ماكينة عام 2023، مقابل 74.3 ألف ماكينة عام 2021 بنسبة انخفاض قدرها 0.6%، حيث بلغت عدد ماكينات الدراس بالقطاع الخاص 71.3 ألف ماكينة بنسبة 96.5%، أي أن القطاع الخاص هو المتحكم في تسعير خدمات الدراس.

الفلاح من الفئات الأشد تضررًا

بحسب خبراء الزراعة، فإن الفلاح من أشد الفئات المتضررة برفع أسعار الوقود، فالمزارع يكسب من زراعة القمح ١٠ آلاف جنيه في ستة أشهر، ما يعادل ٢٠٠ دولار، يعنى دخله ٣٥ دولارًا شهريا.

يأتي رفع المحروقات ليلقي بالمزيد من الأعباء على المزارعين، إذ يقول أحمد أبو زهير مزارع، إن الزراعة أصبحت غير مجدية للمزارع مع ارتفاع تكاليف إيجار الأرض، والري والحرث والزراعة وأخيرا الرش؛ فدودة الحشد تكلف 2000 جنيه للفدان الواحد.

جاء قرار زيادة أسعار السولار قبل موسم حصاد الأرز الأبيض الذي يبدأ في أغسطس المقبل، ويستمر حتى نهاية أكتوبر من كل عام، الذي يراهن عليها المستهلكون في تخفيض أسعار الأرز الحالية التي تتراوح بين 31 و41 جنيها للكيلو، حسب نسبة الكسر والجودة.

أشار أبو زهير إلى ارتفاع أسعار التقاوي فسعر الـ 5 كيلو تقاوي ذرة بين 2000 جنيه و3000 جنيه للعبوة الواحدة، وشيكارة الكيماوي عدت 800 جنيه، وفي النهاية “الكل يريد الفلاح، يبيع بالرخيص، ويحمله المسئولية عن زيادة الأسعار”.

يقول نقيب الفلاحين، إن المزارعين عاشوا “صيفا حزينًا” في 2024؛ بسبب الحرارة ونقص الأسمدة وانتشار الآفات، محذرًا من عزوف قطاع من المزارعين حاليا عن الزراعة؛ بسبب أعباء التكاليف، وهو أمر يهدد الرقعة الزراعية والإنتاج الزراعي، وينذر بارتفاع أسعار المنتجات الغذائية.

ووفق الدكتور عباس الشناوي، رئيس قطاع الخدمات والمتابعة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، فإن هناك انفراجة في استلام الأسمدة من الشركات وتوزيعها على الجمعيات الزراعية والمزارعين، وستبدأ الشركات في ضخ السماد وتوزيعه على المزارعين الأسبوع المقبل، وتوفيرها بشكل دائم خلال الفترة المقبلة.

زيادة المعروض يحد من التأثيرات

حاتم النجيب، رئيس شعبة الخضروات والفاكهة في الغرفة التجارية بالقاهرة، يقول إن رفع السولار والبنزين سيحمل تأثيرا على الأسعار بنسبة 10% في القاهرة، مؤكدًا ضرورة زيادة المعروض بصورة مستمرة، ما يضبط الأسعار، ويمتص تأثيرات قرار المحروقات الأخير.

وقال إن الغرفة وضعت دراسة بالتعاون نقابة الفلاحين والمنتجين والصناع؛ لتحديد نسبة تأثر الخضراوات والفاكهة في الأسواق للمستهلكين عقب رفع أسعار البنزين والسولار، وتم حساب القيمة الإجمالية لصفيحة السولار بعد الزيادة على الكيلومتر، وعدد الأطنان عربات الربع نقل، وتبين أنها في الحدود سابقة الذكر، زيادة مع مراعاة المسافة والكمية مع الوضع في الاعتبار نسبة الهدر ونسبة الفائض، كذلك المنتج وكلفته.