في اختراق فادح جديد لمنظومة الأمن الإيرانية اغتالت إسرائيل “لم تعترف رسميا” إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية وذلك خلال زيارته للعاصمة الإيرانية طهران، وذلك في تطور ينذر بتوسع حالة التصعيد في الإقليم، إسرائيل كعادتها، لا تتوقف عن “العربدة “في المنطقة مستبيحة الحدود، والمجالات الجوية والقوانين الدولية، مدعومة من أمريكا التي قال وزير دفاعها، إنه يريد حلولا سلمية، وهو مع حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، فيما يلخص المعادلة الأمريكية في أن واشنطن، تريد أن تضرب إسرائيل كما يحلو لها، ثم نتفق بعد ذلك على حلول سلمية.
وضربت إسرائيل العمق اللبناني في ضاحية بيروت الجنوبية، ورغم تأكيداتها أنها نجحت في اغتيال “الحاج محسن” أو فؤاد شكر القيادي العسكري الأبرز في حزب الله، ولكن نجاح عملية الاغتيال لم يتأكد، بل أن مسئولا لبنانيا بارزا نفاه تماما لوكالات الأنباء العالمية، وبعدها قامت إسرائيل باغتيال هنية، بالتزامن مع هذا وذاك، تم قصف وحدات من الحشد الشعبي العراقي.
فيما لا زال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة مستمرا بدعم كامل من الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي العلمين الجديدة، التقى رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، بإعلاميين وصحفيين في مؤتمر صحفي، اتسم بالعفوية، وأعلن خلاله، انه لا يحب اتخاذ قرارات رفع الأسعار، وإنما يلجأ إليها “غصب عنه”.
مدبولي: “زيادة الأسعار قرار غير شعبوي وده آخر قرار ممكن أكون حابب أخده”
قال رئيس الوزراء دكتور مصطفى مدبولي أمس في مؤتمر صحفي، عقده بمدينة العلمين الجديدة، بحضور إعلاميين ورؤساء تحرير، إن آخر قراره يتمنى، أن يتخذه هو قرار زيادة الأسعار.
وعبر عن حيرته، ممن يطالبون الحكومة بتنمية مواردها بطرق غير تقليدية قائلا: “إحنا بنزود مواردنا، واتقال في وقت من الأوقات، هي الحكومة مورهاش حاجة غير تحط إيديها في جيب المواطن، إحنا بنحاول نزود مواردنا، بيتقال لنا بلاش الضرائب والرسوم، شوفوا موارد أخرى، فنبدأ نبص على مواردنا وأصولنا غير المستغلة، ونطرحها نجيب بها مبالغ، يتقال لنا، إنتوا بتبيعوا الدولة”.
ووصف مدبولي قرار رفع الأسعار، بأنه “غير شعبوي”، ولعله يقصد “غير شعبي”، وأنه آخر قرار يحب اتخاذه، مضيفاً: “ممكن أثبت الأسعار، والفارق كله أخده بديون، هتقولوا لي لأ”.
وتابع: “أنا عيني على زيادة موارد الدولة، والبعد بقدر الإمكان عن تحميل المواطن هذه الأعباء، لكن غصب عني في الآخر، لأن هذا الوضع لو استمر فاتورة الدين بتزيد، والدولة لن تستطيع تحمل كل هذا وحدها في ظل ظروف عالمية وإقليمية صعبة”.
وقال مدبولي، إن دعم المواد البترولية بلغ 450 مليون جنيه يوميا، وهو ما لا تستطيع الدولة تحمله، وأن الحكومة تسعى لتحقيق توازن بين تحمل الأعباء، وتخفيفها على المواطنين.
وشدد على أهمية دور الإعلام في توضيح أبعاد الوضع الاقتصادي بشكل شامل، محذرا من الانسياق وراء التقارير الصحفية التي تستند إلى معلومات خاطئة وأرقام غير صحيحة.
اغتيال إسماعيل هنية.. وزير إسرائيلي “لا رحمة لهؤلاء” وحماس والحرس الثوري “لن يمر دون ثمن”
في ساعة مبكرة، أفادت وكالة أنباء تسنيم الإيرانية، أن العلاقات العامة للحرس الثوري أعربت في بيان لها، عن تعازيها للشعب الفلسطيني البطل والأمة الإسلامية ومناضلي محور المقاومة والشعب الإيراني الشريف، وقالت استهدف صباح اليوم (الأربعاء) مقر إقامة السيد الدكتور إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس في طهران، وعلى إثر هذا الحادث، استشهد هو وأحد حراسه.
لاحقا، توالت التعليقات على العملية التي اتهمت حماس إسرائيل بتنفيذها، وقالت إنها لن تمر دون ثمن.
ورغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي طلب من أعضاء حكومته عدم التعليق على العملية، إلا أن وزير التراث الإسرائيلي، عميحاي إلياهو قال في منشور له على منصة إكس: “هذه هي الطريقة الصحيحة؛ لتطهير العالم من هذه “..”، لا مزيد من اتفاقيات السلام /الاستسلام الوهمية، ولا مزيد من الرحمة لهؤلاء البشر”.
ودانت روسيا العملية، معتبرة أنها جريمة سياسية غير مقبولة على الإطلاق، بينما نقلت رويترز، أن “أعلى هيئة أمنية في إيران ستقرر استراتيجية الرد على اغتيال هنية في طهران”.
ونعت الفصائل الفلسطينية رئيس المكتب السياسي لحماس مؤكدة، أن دمائه “ستكون لعنة تصعق، وتحرق كيان العدو النازي الذي سيكسر، ويذل بفعل الضربات المباركة للمقاومة في ساحات المواجهة والاشتباك كافة”
الجبهة الشعبية والجهاد الإسلامي وفصائل أخرى، أعلنت تضامنها مع حماس، وتلاحمها معها “في مواجهة الكيان الغاصب”.
أمريكا كعادتها، علقت على عملية الاغتيال، بأنها مع إسرائيل، وأنها ستساعدها، إذا تعرضت لهجوم ردا على جرائمها.
عملية لجيش الاحتلال في ضاحية بيروت الجنوبية
وكان جيش الاحتلال نفذ قبل عملية اغتيال هنية بساعات محاولة غير ناجحة بحسب الجانب اللبناني لاغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر، “الحاج محسن” والذي يوصف، بأنه العقل المدبر لعمليات الحزب ضد إسرائيل.
مسؤول لبناني بارز مقرب من حزب الله نفى استشهاد شكر، صاحب السجل الطويل في مقاومة الاحتلالين الأمريكي والإسرائيلي، والذي شارك بدور فاعل في الهجوم على مقر المارينز في بيروت عام 1983، ولا زالت اميركا، تعتبره عدوا لها، ورصدت خمسة ملايين دولار كمكافأة لمن يدلي بمعلومات عنه.
ورغم أن الجيش الإسرائيلي قال إنه قتل فؤاد في عملية “تصفية دقيقة”، إلا أن وزارة الصحة اللبنانية أكدت، أن العدوان أودي بحياة سيدة وطفلة وطفل، وأدى لجرح وإصابة ما يزيد عن السبعين شخصا.
من جانبها المرشحة المرتقبة لسباق الرئاسة الأمريكية كامالا هاريس، شاركت في حفل الدعم الصهيوني قائلة: “إسرائيل لديها الحق في الدفاع عن نفسها ضد منظمة إرهابية، وهذا بالضبط ما يمثله حزب الله”.
حرب غزة.. اشتباكات عنيفة في تل الهوا
في سياق متصل، وفي اليوم الـ 299 من أيام العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ورغم تصدر عملية اغتيال هنية المشهد، والإضراب العام في الضفة احتجاجا عليها، تواصلت الاشتباكات بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة في محاور التقدم بالقطاع.
وأفادت قناة الأقصى الفلسطينية بسماع أصوات اشتباكات عنيفة بين المقاومة الفلسطينية، وقوات الاحتلال المتوغلة في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة.
وقالت مصادر فلسطينية، إن عملية إطلاق نار وقعت قرب مستوطنة كريات أربع شمال شرق الخليل جنوب الضفة الغربية بعد دقائق من الإعلان عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
وأضافت هذه المصادر، أن العملية أسفرت عن إصابات خطيرة.