قبل شهر ونصف من بدء الموسم الدراسي الذي يشهد زيادة في الطلب على البيض بنسبة، تناهز 25%، ارتفعت أسعار الكرتونة “30 وحدة”؛ لتتراوح بين 175 و185 جنيهًا، حسب أماكن البيع، ليبلغ سعر البيضة الواحدة نحو 6 جنيهات في المتوسط.

يثير ارتفاع أسعار بيض المائدة تساؤلات حول الأسباب في ظل تحقيق مصر اكتفاء ذاتي من البيض بإنتاج يناهز 14 مليار بيضة، ورغم انخفاض أسعار الأعلاف؛ ليتراوح الطن بين 20 و22.5 ألف جنيه.

يقول أبو الفتوح مبروك، رئيس شعبة التسمين باتحاد عام منتجي الدواجن، إن كثيرا من المنتجين تخلصوا من «الأمهات البياض» بسبب؛ عدم توافر الأعلاف خلال الفترات السابقة، وتعويض تلك الأمهات يحتاج إلى 150 يومًا.

وفقًا لشعبة الدواجن بالغرف التجارية، فإن دورة الإنتاج تأثرت بأزمة الأعلاف في الشهرين الماضيين، إذ انخفضت نسبة جدود الدواجن من 360 ألفا لأقل من 220 ألفًا، والأمهات من 14 مليونًا لـ 8 ملايين، في الوقت الذي انخفض عدد تجار المربين بنسبة 40% تقريبًا.

وتؤكد شعبة الدواجن بالغرف التجارية، أن تكاليف الإنتاج لا تزال مرتفعة على المربين، فتكلفة تثمين الدجاجة الواحدة تصل لـ 75 جنيهًا، مقارنة بسعر الكيلو بالسوق 65 جنيهًا، ما يسبب خسائر للمنتجين، وقد يدفعهم للتوقف عن التربية.

كتاكيت السوق السوداء

حتى “مزارع الدواجن البيّاض” الراغبة في العودة للعمل، اصطدمت بتأجيل معامل التفريخ تلبية جميع طلبات المنتجين لشهر فبراير المقبل بسبب قلة المعروض ما أدى لظهور سوق سوداء ارتفعت فيها أسعار الكتاكيت لنحو 100 جنيه، وفقَا لأبو الفتوح مبروك.

يقول رئيس شعبة التسمين باتحاد عام منتجي الدواجن إن سعر كتكوت البيّاض في السوق الرسمية 75 جنيهًا ويستغرق 150 يومًا حتى ينتج أول بيضة عكس كتكوت التسمين الذي يحتاج إلى دورة لمدة 35 يومًا فقط.

انعكس تراجع إنتاجية الدواجن على إنتاج البروتين بشكل عام، خاصة البيض الذي انخفض من 14 مليار بيضة سنويا إلى 8 مليارات فقط، في الوقت الذي انخفض نصيب الفرد من البروتين سنويًا من 21 كيلو إلى 12 كيلو فقط، بحسب الغرفة التجارية بالقاهرة.

البيض.. مكون هام للصناعات الغذائية

شهد سعر كرتونة البيض ارتفاعا كبيرا على مدار العامين الماضيين، إذ قفزت من 57 جنيهًا في مارس 2022 لـ 60.6 جنيها في أغسطس 2022، قبل أن تصعد إلى 105.1 جنيهات في فبراير 2023، ثم 150 جنيهًا في يناير 2024، وأخيرًا 175 جنيها للكرتونة في أغسطس 2024.

يدخل بيض المائدة في الكثير من الصناعات الغذائية والكيميائية، عالميًا، حيث يـستعمل فـي تحـضير الأمصال الطبية، وتحضير مزارع البكتريا التي تدخل في الصناعات الغذائية، بجانب بعض مستحضرات التجميل، والأملاح المعدنية.

 لكن استهلاك مصر مقصور على استخدام البيض بطرق تقليدية، إذ لا توجد صناعات على البيض الفائض بالتجفيف والتجميد، وفصل البياض عن الصفار، بحسب اتحاد منتجي الدواجن بمصر.

أصبحت مصر مكتفية ذاتيًا بالنسبة لبيض المائدة منذ سنوات، حيث يتعادل الإنتاج والاستهلاك المحلي، ولا توجد واردات سوى بعض الكميات الضئيلة جداً والتي تـستخدم لإنتـاج الكتاكيـت، ويبلغ نصيب الفرد من بيض المائدة حوالي ٤,٤ كجم في السنة حوالي ٩٣ بيضة سنويًا.

وفي 2019، قامت وزارة الزراعة بتصدير نحو 360 ألف بيضة؛ لتكون أول شحنة بعد توقف دام نحو 14 عامًا، مع تنامي استخدامات البيض المجفف في مصانع الحلويات، والذي يتميز بصلاحية طويلة على عكس الطازج.

صناعة الدواجن.. صغار المربين النسبة الأكبر

تطالب الدراسات بإحياء مشروعات إنتاج بيض المائدة في البطاريات لدى الحيازات الصغيرة مع توفير نظـام كـفء؛ لتسويق الإنتاج المحلي من بيض المائدة وتطوير نظم التسويق لتلك المنتجات السريعة التلف، واستنباط سلالات جديدة من الدجاج عالية الإنتاجية، ومقاومة للأمراض مع توفير الأعلاف غير التقليدية رخيصة نسبياً.

ويبلغ إجمالي عدد المنشآت الداجنة في مصر حوالي 38 ألف منشأة، تشمل: مزارع – مصانع أعلاف – مجازر – منافذ بيع أدوية بيطرية ولقاحات، وتتوزع الصناعة ما بين 30% شركات كبيرة و20% متوسطة و50% صغار مربين.

وبلغت قيمة إنتاج بيض المائدة بمـصر عـام 2012 حـوالي 6.02 مليارات جنيه بالأسعار الجارية، تمثل حوالي 2.5% مـن إجمالي قيمة الإنتاج الزراعي، وحوالي 7% من إجمالي قيمة الإنتاج الحيواني للعام ذاته.

وعانى صغار المربين من ارتفاع تكاليف الإنتاج من أعلاف بجانب العجز عن توفير بدائل لانقطاعات التيار الكهربائي في ظل ارتفاع المولدات لتناهز المليون جنيه، أو ارتفاع سعر تأجيرها؛ ليبلغ ألف جنيه في اليوم الواحد، فضلاً عن أعباء الوقود.

تستحوذ محافظ الشرقية على العدد الأكبر من مزارع الدواجن بإجمالي 5800 مزرعة، تلتها محافظة القليوبية بإجمالي 2500 مزرعة، ثم البحيرة بـ 2200 مزرعة، فالغربية بـ 2100 مزرعة فالدقهلية بـ 2100 مزرعة.

ويبلغ عدد مصانع الأعلاف 496 مصنعًا، موزعة على مستوى 24 محافظة، وتستحوذ الشرقية والبحيرة والغربية على العدد الأكبر منها، بـ 71 مصنعا و60 و56 مصنعًا على الترتيب.

من المتوقع، أن يتسارع نمو الإنتاج خلال الخمس سنوات المقبلة، ليزداد من 1.4 مليون طن عام 2021، إلى 1.7 مليون طن عام 2025، بمتوسط نمو، يبلغ 4.2٪ على أساس سنوي.

تحتاج صناعة الدواجن المصرية في مصر لحوالي 900 ألف طن من المواد الخام شهريًا، وتتزايد الأعباء في الشتاء الذي تحتاج فيه الطيور للتدفئة عبر أنابيب البوتاجاز، وكذلك لمزيد من الأمصال للوقاية من مرض الإنفلونزا.