نفذت قوات/ ميليشيات الدعم السريع انتهاكات إنسانية جسيمة في ولاية الجزيرة، وخاصة مناطقها الشرقية.

الهجمات شنتها قوات الدعم في 20 أكتوبر الجاري، كرد فعل انتقامي، على إعلان اللواء أبو عاقلة كيكل، قائد الفرقة الخامسة وحاكم ولاية الجزيرة، وعدد من ضباطه وجنوده، الانشقاق عن “الدعم” والانضمام للقوات المسلحة السودانية قبلها بأيام.

كان الجيش السوداني، أعلن ترحيبه بقرار كيكل، بينما ردت الحسابات الرسمية لقوات الدعم متعهدة بالرد، بينما أعلن المدنيون في مناطق تمبول ورفاعة والمدن والقرى المحيطة، ترحيبهم بالقرار و خرجوا في مظاهرات احتفالاً بانشقاق كيكل وهتفوا بالنصر.

لم تدم فرحة الأهالي طويلاً، حيث ردت قوات الدعم السريع بانتقام وحشي ضد المدنيين، مستخدمة العنف المفرط.

وقامت بعمليات نهب واسعة، واعتداءات جسدية واغتصابات، إضافة إلى اختطاف عدد من المدنيين، ما أدى إلى حالة من الذعر في المنطقة، وشملت الهجمات مدن تمبول، ورفاعة، والحصاحيصا، والقرى المحيطة.

أبناء القبائل.. يتحركون

وردا على العنف، شهدت المنطقة تحركات محلية للدفاع عن المدنيين، حيث احتشد أبناء القبائل المحلية مثل الشكرية، والبطاحين، والرشايدة، والرفاعيين، للقتال إلى جانب الجيش.

 وقاد الدعوة ناظر قبيلة الشكرية، محمد حمد أبو سن، الذي حث شباب القبيلة على حماية مناطقهم والقتال ضد المليشيات.

واستمرت المعارك حتى 22 أكتوبر، حيث أُعلن عن استشهاد قائد القوة العميد ركن أحمد شاع الدين، ما زاد من وتيرة الصراع.

نتائج مأساوية

أشارت التقارير الميدانية إلى نتائج مأساوية لهذه الهجمات، وسجلت مقتل حوالي 45 مدنياً، وإصابة أكثر من 80 آخرين بجروح متفاوتة، كما تم اختطاف أكثر من 100 شخص، ونُقلوا إلى أماكن مجهولة.

 الهجمات أسفرت أيضاً عن تهجير مئات الأسر من تمبول، ورفاعة، والمناطق المحيطة بها، فرارا من العنف المستمر.

انتهاكات قانونية:

وفقًا للقانون الدولي، فإن الهجمات على المدنيين واستخدام العنف ضدهم يُعد جريمة ضد الإنسانية.

وتشكل أعمال القتل، والاغتصاب، والاختطاف، والتهجير القسري، انتهاكاً صارخاً لاتفاقيات جنيف والقوانين الدولية لحقوق الإنسان. هذه الأفعال تستدعي تحقيقاً دولياً، ومحاسبة الجناة، وفقاً للقوانين المعنية.

الرصد الميداني والشهادات:

قال شهود عيان على وقائع الممارسات الانتقامية، إن “مليشيات الجنجويد” اجتاحت مناطق تمبول ورفاعة، وارتكبت مجازر مروعة.

وشملت الانتهاكات قتل المدنيين بدم بارد في عدة قرى مثل، الجنيد، والحلة، والبويضاء، والعزيبة، والشرفة.

كما طالت الاعتداءات أيضاً الممتلكات الخاصة، حيث نُهبت الأسواق والمحاصيل الزراعية، ما أدى إلى أزمة إنسانية خطيرة.

زوايا المشهد

الوضع في تمبول ورفاعة كارثي، حيث تتم التصفيات العرقية، ويُسأل المواطنون عن قبائلهم قبل تصفيتهم بدم بارد.

 النزوح الجماعي مستمر من الشقالوه، والعمدة، والعيشاب، والسروراب ودلوت البحر. الجثث تملأ الشوارع، وتمنع قوات الدعم السريع المواطنين من دفن قتلاهم. الأسواق تم نهبها بالكامل، مما يهدد بنقص حاد في الموارد الغذائية الأساسية.

 والأسواق التي كانت تعتمد عليها هذه المناطق كسوق تمبول أكبر سوق في المنطقة، وأشهرها في السودان تم نهبه بالكامل، وبات الوضع يستدعي تدخلاً عاجلاً؛ لإنقاذ ما تبقى من هذه المجتمعات.

وتمثل الأحداث الأخيرة في شرق الجزيرة تصعيداً خطيراً في الانتهاكات التي يتعرض لها الشعب السوداني، حيث تواصل قوات الدعم السريع ممارسة العنف ضد المدنيين، دون محاسبة، مما يجعل الوضع الإنساني في المنطقة أكثر تدهوراً.

وتثير هذه الجرائم تساؤلات عن إمكانية تدخل عاجل من المجتمع الدولي؛ لوقف العنف وحماية المدنيين، وتقديم الجناة إلى العدالة.