انتهت عاصفة الانتخابات الأمريكية، لتتأكد عودة الجمهوري دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، لتستعيد ذاكرة العالم ملامح سياسته التي بدأها في فترته الأولى، سواء خارجيا أو داخلياً، إلا أنه وعد بعد انتخابه بألا يكون ديكتاتورا سوى في يومه الأول فقط.

خارجيا، يسود الترقب الحذر، خاصة في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، وينتظر الجميع تداعيات العودة على قضايا المنطقة وصراعاتها.

في القاهرة، أكد رئيس الوزراء عدم وجود نية أو اتجاه لإعادة تعويم الجنيه مجددا، وعلق على تصريحات آبي أحمد حول عدم إلحاق أضرار بمصر في ملف مياه النيل، بأنها يجب أن تتحول إلى اتفاق مكتوب.

في القاهرة أيضا، توفي إيهاب مسعود جحا، في المستشفى الميري بالإسكندرية، بعد أسبوع واحد من قرار تجديد حبسه احتياطياً، والذي بلغت مدته خمس سنوات بالمخالفة للقانون، وبعد تعرضه لإهمال طبي جسيم، حسب محامية المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.

في القاهرة ثالثا، تم تجديد حبس محمد القصاص نائب رئيس حزب مصر القوية، والذي تجاوز هو أيضا مدة الحبس الاحتياطي القانونية.

وما زال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة ولبنان مستمراً بدعم كامل من الإدارة الأمريكية.

مدبولي: لا تعويم للجنيه وتصريحات آبي أحمد يجب توثيقها في اتفاق مكتوب

مدبولي خلال تصريحاته أمس بالعاصمة الإدارية

قال رئيس الوزراء دكتور مصطفى مدبولي، إن مصر حققت تقدمًا ملحوظًا في تطبيق سياسة سعر الصرف المرن، وهو ما أشادت به مؤسسة “فيتش” وصندوق النقد الدولي.

وأضاف: الحكومة لن تتدخل في تحديد سعر الصرف، وهو ما يعزز من شفافية السوق، ويضمن استقراره، مؤكدًا أن هذه السياسة ستعزز من ثقة المواطنين والمستثمرين على حد سواء.

وتتزامن تصريحات رئيس الوزراء مع بدء مراجعة جديدة، وجاءت لاتفاقية قرض الـ 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي؛ تمهيدا لحصول مصر على شريحة جديدة من القرض قيمتها 1,2 مليار دولار، وفق ما نقلته فرانس برس.

وقال مدبولي، إنّ “صندوق النقد نفسه، يقول إنّ مصر نجحت في تطبيق سعر صرف مرن”.

وأضاف: “بالتالي لن يكون هناك تعويم بمعنى كلمة تعويم، الدولار سيزيد وسيهبط وفقا لمقتضيات السوق”.

وفي مؤتمر صحفي، عقده بالعاصمة الإدارية أمس شدد مدبولي، على “أننا كدولة في ظل هذه الظروف لن نتخذ في الفترة المقبلة أي قرارات، تضيف أعباء مالية جديدة على المواطنين”.

لكنه لم يحدد المدى الزمني لـ “الفترة المقبلة”.

وفي سياق مختلف، قال مدبولي، إن “الحكومة المصرية تنظر إلى تصريحات آبي أحمد، وتحتاج إلى ترجمة هذه التصريحات إلى اتفاق تلتزم به الدول”.

تعليق مدبولي يشير إلى تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي التي قال فيها، إن بلاده مستعدة لدعم مصر والسودان، حال تعرضهما لنقص في الموارد المائية، وأنها لا ترغب ولا تنوي الإضرار بهما.

مدبولي أضاف: “مصر حريصة على حماية حقوقها بكل الطرق الممكنة اليوم ومع كل الإجراءات التي تحافظ على مخزون المياه في السد العالي، والأمر كلف الدولة الكثير من المشروعات حتى لا نتأثر”.

وفاة إيهاب جحا في المستشفى الميري بعد أسبوع من تجديد حبسه.. وقرارات تجديد للقصاص وآخرين

توفي أمس الأول الاثنين، إيهاب مسعود جحا “51 عاماً”، بالمستشفى الميري بالإسكندرية، متأثرا بظروف صحية قاسية، بعد أسبوع واحد من جلسة إلكترونية؛ لتجديد الحبس، قرر خلالها المستشار وجدي عبد المنعم رئيس الدائرة الثالثة إرهاب المنعقدة بغرفة المشورة ببدر تجديد حبس جحا لمدة 45 يوما إضافية.

 صدر القرار في غيبة جحا، الذي لم يناظره القاضي، ولم يستمع لأقواله أو شكواه، ولم يأخذ في اعتباره قبل إصدار قرار تجديد الحبس، ما قالته محامية المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، بخصوص تواجد جحا وقت الجلسة في المستشفى الميري بالإسكندرية آنذاك في الرعاية الحرجة على جهاز استنشاق، بحسب المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.

وقالت محامية المبادرة، إن جحا محبوس احتياطيا منذ خمس سنوات بالمخالفة للقانون الذي ينص، على أن أقصي مدة للحبس الاحتياطي هي عامين.

وخلال السنوات الخمس الماضية، تدهورت صحة جحا أثناء احتجازه، فبالإضافة إلى إصابته بمرض السكري الذي ظهرت مضاعفاته عليه خلال الحبس، أصيب بمياه على رئتيه في سجن بدر 1، خلال عامه الثالث من الحبس الاحتياطي غير القانوني، ومع تدهور وضعه الصحي، أصبح قعيدًا غير قادر على الحركة بشكل مستقل. وضع جحا الصحي، كان يستلزم إجراء عملية بزل للمياه على رئتيه بشكل متكرر، حيث سمحت مصلحة السجون له بإجراء العملية مرتين فقط، ثم بعد ذلك اكتفت بإعطائه مضادات حيوية، مما أثر على صحته العامة.

وفي السياق نفسه، قررت الدائرة الأولى جنايات إرهاب، في جلستها المنعقدة بسجن بدر، تجديد حبس محمد علي إبراهيم القصاص نائب رئيس حزب مصر القوية، الذي تجاوز مدة الحبس الاحتياطي بالمخالفة لقانون الإجراءات الجنائية، بحسب منشور للمفوضية المصرية لحقوق الإنسان.

كانت قوات الأمن قد ألقت القبض على القصاص في فبراير 2018. على ذمة القضية رقم 977 لسنة 2018، المعروفة إعلاميا بـ “مكملين 2”.

وقضى نحو 22 شهرا من الحبس الانفرادي في قضية “مكملين 2″، وبعد إخلاء سبيله منها بضمان محل إقامته، فوجئ بالتحقيق معه على ذمة قضية جديدة رقم 1781 لسنة 2019 بتهمة الانضمام إلى جماعة إرهابية والتمويل.

وفي أغسطس 2020، حصل على إخلاء سبيل من القضية الثانية، لكن فوجئت أسرته بضمه للقضية المحبوس على ذمتها الآن، رقم ٧٨٦ لسنة ٢٠٢٠ حصر أمن الدولة العليا.

وخلال فترة حبسه، فوجئ القصاص وعبد المنعم أبو الفتوح ومعاذ الشرقاوي وآخرين، بإحالتهم لمحكمة أمن الدولة طوارئ.

وفي 29 مايو 2022، حكمت محكمة جنايات أمن دولة طوارئ، بالسجن 10 سنوات على القصاص. وقضت المحكمة عليهم أيضا بالمراقبة لمدة 5 سنوات بعد قضاء فترة السجن.

وذلك في القضية رقم 1059 لسنة 2021 جنايات أمن دولة طوارئ باتهامات “تأسيس وقيادة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها”.

حرب غزة والضفة ولبنان.. تصعيد في الضفة وجبهة لبنان ومجازر جديدة في القطاع

الحرب على غزة

في اليوم الـ 397 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والـ 59 على الضفة الغربية، والـ 36 على جنوب لبنان، واصل جيش الاحتلال غاراته على الأعيان المدنية ومخيمات النزوح والأماكن الأثرية والتاريخية، وشهدت جبهتا الضفة ولبنان احتمالات تصعيد لافتة.

وأفادت وسائل إعلام باستشهاد 3 فلسطينيين، وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي، استهدف مدنيين بمشروع بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وستة آخرين في قصف مدفعي، استهدف مواطنين قرب دوار أبو شرخ غرب مخيم جباليا.

في الضفة، تجددت الاشتباكات بين مقاومين وجيش الاحتلال في مخيم طولكرم، وأصيب شاب بجراح حرجة؛ نتيجة استهدافه بالرصاص الحي من قبل الاحتلال.

على الجبهة اللبنانية، قصفت مدفعية جيش الاحتلال بلدة يارون، وهاجم سلاح الجو أهدافاً لحزب الله قرب مطار بيروت، وألحق بها “أضرارا طفيفة” حسب إذاعة جيش الاحتلال.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية، إن الجندي الذي أعلن مقتله اليوم الخميس، قضى بصواريخ أطلقها حزب الله أمس على أفيفيم في الجليل.

وشهد شهر أكتوبر الماضي مقتل 88 إسرائيليا، في حصيلة غير مسبوقة منذ إطلاق عملية طوفان الأقصى.

من جهتها، استهدفت كتائب الشهيد عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، دبابةً إسرائيليةً من نوع “ميركافا 4″، بعبوة “شواظ”، قرب محطة “الخزندار”، شمالي غربي مدينة غزة.

وفي غربي مخيم جباليا، شمالي قطاع غزة، خاضت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، اشتباكات ضارية ضد جنود الاحتلال وآلياته في منطقة الفاخورة، مستهدفةً إياها بالأسلحة الرشاشة والمضادة للدروع.

وقصفت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، موقع “أبو مطيبق” العسكري التابع للاحتلال، والواقع في شرقي المحافظة الوسطى، برشقة صاروخية.

وفجر الأربعاء، أعلنت كتائب شهداء الأقصى قصفها مستوطنة “نتيف هعتسرا” في غلاف غزة، برشقة من الصواريخ.

وأصدرت غرفة عمليات المقاومة في لبنان، مساء أمس الأربعاء، في أربعينية الأمين العام السابق للحزب حسن نصر الله، بياناً بشأن التطورات الميدانية لمعركة “أولي البأس”، رصدت فيه ما قام به مقاتلو الحزب منذ محاولات التقدم البري للقوات الاسرائيلية تجاه الجنوب اللبناني، وكيف تم إجبارها على التراجع في كل المرات.

وكيف تصاعدت سلسلة عمليات “خيبر” وفقاً لرؤية وبرنامج واضحين، وإدارة وسيطرة عاليتين، على نحو يضمن القدرة على الوصول الفعّال إلى كل الأهداف التي تحددها قيادة المقاومة. حسب البيان.

وكان الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، قال في كلمة القاها للمناسبة ذاتها “إنّ إسرائيل ستصرخ من الصواريخ والطائرات ولا يوجد مكان في الكيان ممنوع عليها، والأيام آتية”.