تفاعلت الأسواق العالمية سريعًا، مع فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية في ظل سياسته الاقتصادية الرامية لفرض الإجراءات الحمائية برفع التعريفات الجمركية على السلع المستوردة، والتي تصب في النهاية بتعزيز قوة الدولار.

بمجرد إعلان اسم ترامب، سجلت أسعار الذهب أدنى مستوى خلال 3 أسابيع تقريبًا، وسط ترقب لسياسة ترامب، وكذلك نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي “البنك المركزي الأمريكي”، اليوم الخميس، بشأن السياسة النقدية، وترجيحات أن يعلن خفضًا لأسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة أساس بعد خفضها بمقدار 50 نقطة أساس سبتمبر الماضي.

انخفضت العقود الأمريكية الآجلة للذهب 0.7% إلى 2730.20 دولارا، وكذلك الفضة بالمعاملات الفورية 1.4% إلى 32.19 دولار للأونصة، وتراجع البلاتين 1.2% إلى 987.43 دولارا، والبلاديوم 1.4% إلى 1060.94 دولارا.

تداعيات سريعة على أسعار العملات

سجل الدولار أعلى مستوى في عام وفق مؤشر “بلومبرج” للدولار بعدما قفز 1.7% عند قرابة 1280 نقطة، مع توقعات بأن تؤدي سياساته الخاصة بتعزيز قوة الدولار إلى تحفيض أسعار الفائدة من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، فضلاً عن فرض تعريفات جمركية كبيرة على الواردات.

بحسب محللين، فإن مستهدفات “ترامب” لتعزيز انتعاش الاقتصاد الأمريكي تعني زيادة الطلب على صادرات الولايات المتحدة، وتتضمن تقوية للعملة.

وقد تراجع اليورو 1.92% إلى 1.0719 دولار لأول مرة منذ 2 يوليو 2024، كما انخفض الجنيه الإسترليني 1.35% إلى 1.2865 دولار.

وهبطت العملة الإيرانية أمام الدولار لأدنى مستوى لها على الإطلاق، ليبلغ الدولار مستوى 703 آلاف ريال، مع تخوف الأسواق الإيرانية من موقف ترامب إزاء البرنامج النووي، والذي تسبب انسحابه من جانب واحد من الاتفاق النووي في 2015، وسياسة العقوبات، بارتفاع الدولار من مستوى 32 ألف ريال إيراني إلى المستويات الحالية.

وارتفع الدولار أمام اليوان الصيني؛ ليسجل الدولار الواحد مستوى 7.159 يوانات، على وقع تهديد ترامب أثناء حملته الانتخابية بتصعيد الحرب التجارية تجاه الصين، ورفع الرسوم الجمركية على منتجاتها بدرجة كبيرة.

البورصات تتفاعل

صعد مؤشر بورصة موسكو بنسبة 2.74% إلى 2688.20 نقطة، فيما صعد مؤشر البورصة للأسهم المقومة بالدولار RTS بنسبة 2.63% إلى 862.46 نقطة، في ظل إعلان ترامب، أنه سيعمل على إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية.

في المقابل، هبط مؤشر بورصة هونج كونج “هانج سينج” الذي يعد مقياساً لمعنويات المستثمرين الأجانب في الأسهم الصينية؛ بنسبة 2.23% 20538 نقطة، مع توقعات بعودة الحرب التجارية بين بكين وواشنطن.

ارتفعت العقود الآجلة المرتبطة بالمؤشرات الرئيسية للبورصة الأمريكية، إذ تجاوزت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» نسبة 2.25%، وصعدت العقود الآجلة لمؤشر «داو جونز» الصناعي بنحو 3%، كما أضافت العقود الآجلة لمؤشر «راسل 2000» للشركات الصغيرة، التي تعد أكثر حساسية لتقلبات الاقتصاد، حوالي 6.3%.

في المقابل، خيم التراجع على البورصات الأوروبية، وانخفض مؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنسبة 0.5٪، كما تراجع مؤشر إيبكس الإسباني بنسبة 2.9٪.

كانت الأسهم الأكثر تضررًا هي شركات الطاقة المتجددة مع عدم إيمان ترامب بقضايا المناخ، والمخاوف من وقفه الموافقات الجديدة على مشاريع الرياح البحرية، تبعها شركات السيارات، خاصة مرسيدس بنز، وبي إم دبليو؛ بسبب المخاوف من التعريفات الجمركية المحتملة على الواردات إلى أمريكا.

كما قفزت العملات المشفرة، خاصة “بتكوين” التي ارتفعت 8.63% لتسجل 75120 دولارًا، باعتبار أن ترامب أكثر دعما للعملات المشفرة من هاريس.

أسواق الطاقة

هبطت أسعار النفط بنحو 2% الأربعاء “صبيحة يوم الاقتراع” بفعل ارتفاع الدولار وسط التوقعات التي أشارت إلى فوز الجمهوري دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة، والذي سبق أن وعد بزيادة الإنتاج الأمريكي من النفط، ومنح المزيد من تراخيص الاستكشاف والتنقيب.

وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت 1.25 دولار أو 1.65% لتتداول عند 74.28 دولارا للبرميل، في حين نزل خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 1.25 دولار أو 1.74% إلى 70.74 دولارا للبرميل.