تواصل كرة اللهب تدحرجها في الإقليم، منذرة بحرائق جديدة، كما تتجدد الحرائق القديمة، وشبح التقسيم والتفتيت يلوح في الأفق، وتفاقمت مطامع الكبار ووكلائهم، لتقف المنطقة على مفترق تاريخي، قد يختلف ما بعده كثيرا عما قبله.
في القاهرة، أعربت جامعة الدول العربية عن قلقها من التطورات الميدانية في سوريا، وحذرت من فوضى قد يستغلها الإرهاب.
وفي القاهرة أيضا، أعلنت الخارجية المصرية، دعمها للدولة السورية ومؤسساتها، عقب اتصال هاتفي بين وزير الخارجية المصري ونظيره السوري.
بينما أعلن المتحدث العسكري عن استعداد الجيش المصري لأي تطورات إقليمية، قد تطرأ على المشهد، مؤكدا جهوزية الجيش لأي تحديات محتملة.
ووقعت 21 منظمة حقوقية مصرية وإقليمية ودولية على بيان تضامن مع المحامية الحقوقية هدى عبد المنعم، واصفة الإجراءات المتخذة بحقها، بأنها “تنكيل بالمدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان”.
وما زال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان مستمرا بدعم كامل من الولايات المتحدة.
“الجامعة العربية” تتابع التطورات الميدانية في سوريا بـ”قلق” والأمين العام “منزعج”
قال جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية مساء أمس، إن “الجامعة تتابع بقلق بالغ التطورات الميدانية في سوريا، وتؤكد على ضرورة احترام وحدة وسيادة وسلامة أراضي الجمهورية العربية السورية”.
وأكد المتحدث الرسمي على “التزام الأمانة العامة للجامعة العربية بجميع عناصر الموقف السياسي من الوضع في سوريا على النحو الوارد في قرارات مجلس الجامعة بمختلف مستوياته”.
وأشار رشدي إلى انزعاج الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إزاء التطورات المتلاحقة التي تشهدها سوريا منذ عدة أيام، وتأثيراتها على المدنيين، والتي “تفتح احتمالات عديدة من بينها حدوث فوضى، تستغلها الجماعات الإرهابية لاستئناف أنشطتها”.
كانت مجموعات إرهابية مسلحة وفصائل مدعومة من تركيا، دخلت الجمعة مدينة حلب، بعد قصفها في سياق هجوم مباغت، بدأته قبل يومين، هو الأعنف منذ سنوات، مكّنها من السيطرة على مدينة سراقب في محافظة إدلب.
وسيطرت الفصائل على أكثر من 50 بلدة وقرية في الشمال، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، في أكبر تقدم منذ سنوات تحرزه المجموعات المسلحة.
بينما أعلن الجيش العربي السوري تنفيذ عملية إعادة انتشار على جبهتي حلب وإدلب؛ هدفها تدعيم خطوط الدفاع والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود والتحضير لهجوم مضاد.
“الخارجية”: مصر تدعم الدولة السورية ومؤسساتها
أجرى وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي اتصالا مساء الجمعة، بنظيره السوري بسام صباغ، ناقشا خلاله تطورات الوضع في إدلب وشمال حلب.
وكشف بيان صادر عن الوزارة، أن عبد العاطي أعرب لنظيره عن “القلق إزاء منحى هذه التطورات، مؤكدًا موقف مصر الداعم للدولة السورية ومؤسساتها الوطنية وأهمية دورها في تحقيق الاستقرار ومكافحة الإرهاب، وبسط سيادة الدولة واستقرارها واستقلال ووحدة أراضيها”.
وجاء الموقف المصري عقب دخول الفصائل الارهابية لحلب للمرة الأولى، منذ استعادة الدولة السورية سيطرتها الكاملة عليها في 2016.
“المتحدث العسكري”: الجيش المصري جاهز لمواجهة أي تطورات قد تطرأ على الصعيدين الإقليمي والدولي
قال العقيد غريب عبد الحافظ غريب المتحدث العسكري للقوات المسلحة، إن الجيش المصري على استعداد لمواجهة أي تطورات قد تطرأ على الصعيدين الإقليمي والدولي، مؤكدًا على أن القوات المسلحة تعمل جنبًا إلى جنب مع الأجهزة الأمنية الأخرى لضمان تأمين البلاد والتصدي لأي تهديدات للأمن القومي.
وفي بيان نشرته الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري نقل وقائع جلسة حوارية، عقدها في مؤسسة أخبار اليوم، أضاف غريب: “مصر تواجه تحديات غير مسبوقة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية في توقيت واحد، إلا أنها ستبقى في أمن وأمان بحفظ الله تعالى، والقوات المسلحة تُمثل جيشاً وطنياً شريفاً، يدافع عن أراضي بلاده بفداء وروح عالية، ولا يعتدي على أراضي الآخرين”.
وشدد على أن القوات المسلحة المصرية لن تسمح بأي تهديد لسيادة الدولة أو استقرارها، وكل خطوة نخطوها، يتم دراستها بعناية وبشكل علمي.
21 منظمة حقوقية تدين في بيان مشترك “التنكيل بهدى عبد المنعم”
دانت 21 منظمة حقوقية في بيان مشترك لها، ما وصفته بـ” استمرار السلطات المصرية في التنكيل بالمدافعين والمدافعات عن حقوق الإنسان، وإدراجهم على قضايا عبيثة لتبرير استمرار حبسهم الاحتياطي التعسفي، دون احترام لأحكام القضاء أو سيادة القانون”، حسب تعبير البيان.
وقالت المنظمات، إن أسرة هدى عبد المنعم فوجئت بعرضها على نيابة أمن الدولة في 18 نوفمبر ٢٠٢٤، بتهم هي نفس الاتهامات السابقة في القضية رقم ٨٠٠ لسنة ٢٠١٩.
وتُعد هذه القضية الثالثة بعد انتهاء مدة عقوبتها في القضية الأولى رقم ١٥٥٢ لسنة ٢٠١٨، ثم تدويرها على قضية ثانية رقم ٧٣٠ لعام ٢٠٢٠، في نفس يوم انقضاء الحكم (خمس سنوات). حسبما ذكرت المنظمات الحقوقية في بيانها المشترك.
واعتبر البيان، أن قضية الحبس الاحتياطي التعسفي في مصر هي قضية واحدة، تتطلب تحركًا جادًا؛ لإنهاء معاناة جميع السجناء، وهو ما لا يحتاج لتعديل تشريعي أو قوانين جديدة، تحمل في طياتها تجاوزات، تعرقل مسار العدالة، بل يحتاج لإرادة سياسية حقيقية، ترسي قواعد حكم القانون.
ووقعت على البيان المنظمات الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، والمنبر المصري لحقوق الإنسان، والمبادرة المصرية للحقوق الشخصية، والمفوضية المصرية للحقوق والحريات، ومركز النديم لمناهضة العنف والتعذيب، وأكسس ناو، والخدمة الدولية لحقوق الإنسان، وديجيتال ديموكراسي ناو، والجبهة المصرية لحقوق الإنسان، ومحامون للمحامين، ومساواة- المركز الفلسطيني لاستقلال القضاء والمحاماة، ومنصة اللاجئين في مصر، والأورومتوسطية لحقوق الإنسان، وتحالف المدافعات عن حقوق الإنسان في شمال إفريقيا وجنوب غرب آسيا، ومركز ديموقراطية الشرق الأوسط، وتحالف من أجل المحامين المعرضين للخطر، إيجيبت، وايد لحقوق الإنسان، والمركز العربي لاستقلال القضاء والمحاماة، وكيج إنترناشونال، ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، ومؤسسة سيناء لحقوق الإنسان.
حرب غزة والضفة ولبنان.. الاحتلال يطالب بتهجير سكان غزة ويغير على الضفة وخروقات في لبنان
في اليوم الـ 422 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والـ 83 على الضفة واليوم الرابع لوقف إطلاق النار الهش في لبنان، واصل الاحتلال جرائمه بحق المدنيين؛ فارتكب حسب مصادر طبية فلسطينية مجازر جديدة بالقطاع، أسفرت عن استشهاد 100 مدني فلسطيني؛ جراء القصف منذ فجر السبت.
وشنت طائرات الاحتلال غارة جوية مستهدفة شخصين فلسطينيين في جنين، بينما قال نادي الأسير الفلسطيني، إن اثنين من معتقلي قطاع غزة استشهدا في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وفي لبنان، حلقت مسيّرة إسرائيلية فوق العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية مساء أمس السبت للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار.
وزير الدفاع الاسرائيلي السابق موشيه يعالون، أكد أنه لا يتراجع عما سبق وقاله بشأن تنفيذ جيش الاحتلال تطهيرا عرقيا في غزة، وفي حين طالب زعيم المعارضة بـ”وقف الحرب في غزة وإعادة المختطفين”، اعتبر وزير الأمن القومي اليميني المتطرف بن جفير، أن الظروف باتت مناسبة لتهجير سكان قطاع غزة.
من جهتها، أعلنت كتائب شهداء الأقصى التابعة لحكة فتح، أنها قامت- بالاشتراك مع كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني- بتفجير آلية عسكرية إسرائيلية من طراز “نمر” بعبوة ناسفة شديدة الانفجار في حي الجنينة شرق مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وأعلن جيش الاحتلال قتل قائد فصيل في قطاع غزة، وإصابة 3 جنود في حوادث مختلفة.
جبهة اليمن.. إطلاق صاروخ على وسط إسرائيل وإصابات أثناء التدافع للملاجئ
دوت صفّارات الإنذار في مناطق واسعة في وسط “إسرائيل”، وأعلنت حالة تأهّب جوي، في أعقاب إطلاق صاروخ من اليمن.
فيما أكّدت وسائل إعلام إسرائيلية إصابة 4 مستوطنين بعد إطلاق الصاروخ وتفعيل صفارات الإنذار.
وكان عبد الملك الحوثي زعيم حركة أنصار الله قال، إنّ العمليات من جبهة اليمن المساندة للشعب الفلسطيني بـ”القصف بالصواريخ والمسيّرات على العدو الإسرائيلي مستمرة، كما ويجري السعي دوماً إلى التطوير أكثر لفعل ما هو أقوى”.
وأعلن الحوثي، أنّه تم تنفيذ عمليات على عسقلان واستهداف القاعدة الجوية الإسرائيلية في النقب “نيفاتيم” وأم الرشراش، خلال الأسبوع الماضي.