انعكس ارتفاع سعر صرف الدولار على أسعار السلع بالسوق المحلية سريعًا، إذ تحركت أسعار القمح والبن والأعلاف والدواجن، مع اقتراب العملة الأمريكية من مستوى الـ51 جنيهًا.
ورغم أن السلع الموجودة بالسوق تم استيرادها قبل أشهر بسعر دولار أقل، إلا أن التجار دائمًا ما يُقيمون بضاعتهم بسعر الصرف اليومي، بزعم أنهم سيشترون البضاعة الجديدة بأسعار أعلى، ما قد يعرضهم للخسارة المستقبلية.
وسجل طن أعلاف الدواجن ارتفاعًا بنحو 600 جنيه للطن خلال 7 أيام، بينما سجل سعر القمح المستورد ارتفاعًا، تراوح ما بين 200 و400 جنيه للطن، حسب بلد المنشأ.
كما ارتفع سعر البن؛ ليبلغ كيلو السادة 530 جنيهًا والمحوج 630 جنيهًا، وكذلك اللحوم، ليبلغ سعر “الضأن” 444.7 جنيها في المتوسط و”الكندوز” كبير السن 391 جنيهًا، والبتلو “صغير السن بالعظم” متوسط 420 جنيهًا، وفقا لمؤشر أسعار السوق المحلية التابع لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار.
تحرك أسعار القمح
تحركت أسعار الأقماح المستوردة سريعًا، إذ بلغ سعر طن قمح أوكراني نحو 12200 جنيه للطن، بارتفاع 400 جنيه عن سعره السابق، وتحرك سعر طن القمح الروسي بين 12300 و12400 جنيه للطن، بزيادة تراوحت بين 200 و350 جنيها للطن، حسب الجودة ونسبة الرطوبة.
وقال الدكتور أحمد كجوك وزير المالية، في مؤتمر صحفي بمقر الهيئة الوطنية للصحافة مؤخرا، إن أسعار القمح شهدت تراجعًا كبيرًا على مستوى الشهرين الماضيين، ولدى مصر احتياطي جيد منه، وزيادة في المساحة المنزرعة، مشددًا على أنه “لا خطر على القمح ولا قلق على الموازنة العامة”.
بحسب البيانات الحكومية، زاد حجم الاحتياطي الاستراتيجي من القمح؛ ليصل إلى 5.5 أشهر، بعد التعاقد على استيراد كميات ضخمة، معظمها من روسيا، كإجراء احترازي مع تصاعد التوتر الإقليمي. ورفعت الحكومة وارداتها من القمح خلال الأشهر التسعة الأولى من العام بنحو 30% لتصل إلى 10.8 ملايين طن، مقارنةً بـ8.3 ملايين طن في الفترة المماثلة من العام الماضي.
استغلال التجار
أكد الدكتور عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بالغرفة التجارية بالقاهرة، أن ارتفاع أسعار الأعلاف وراء تحرك أسعار الدواجن سريعًا، فطن الذرة المستوردة، ارتفع من مستوى 12 ألفا إلى 13.2 ألف جنيه؛ ليتراوح بين 12700 و13800 جنيه بمنتصف الشهر، بارتفاع 600 جنيه في الطن.
ارتفع متوسط سعر كرتونة البيض الأحمر والأبيض إلى 171.6 جنيها، بزيادة 9.81 جنيهات، بينما ارتفع سعر كرتونة البيض البلدي إلى 176.33 جنيها بارتفاع 7.37 جنيهات.
أضاف أن أصحاب شركات الذرة والعلف رفعوا السعر تلقائيًا، دون وجود مبرر واضح لرفع السعر، بالتزامن مع ارتفاع سعر الدولار، بالرغم من أن الارتفاعات في سعر صرف الدولار لم تكن كبيرة، للحد المقلق أو المخيف، ومع ذلك رفعوا سعر منتجاتهم من العلف والذرة.
الأعلاف
قال مصطفى وهبة، رئيس شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية، إن تغير سعر الصرف يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، لأن السوق المصري يعتمد بنسبة 60% على الاستيراد لتلبية احتياجاته، بينما يغطي الإنتاج المحلي 40% فقط.
وتطالب شعبة القصابين منذ شهور بضرورة زراعة مكونات الأعلاف محليًا وتنمية الثروة الحيوانية؛ لتقليل الاعتماد على الاستيراد وخفض الأسعار بشكل مستدام.
وأضاف وهبة، أن غلاء اللحوم البلدي دفع شريحة كبيرة من المستهلكين للاتجاه نحو اللحوم المستوردة، مثل الكولومبية والسودانية والبرازيلية، التي تعتبر أقل تكلفة، وتتمتع بزيادة في الإقبال؛ نتيجة ارتفاع أسعار اللحوم البلدي، مضيفًا أن أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق تتراوح أسعارها بين 280 و450 جنيهًا للكيلو، حسب النوع والصنف، سواء كانت لحوم بلدية أو مستوردة.
ووفقا للشعبة، فإن بعض التجار اضطروا إلى خفض هامش الربح في اللحوم المحلية بنحو 20 جنيهًا للكيلو، نتيجة المنافسة الشديدة مع منافذ الدولة التي تقدم اللحوم بأسعار أقل.
أكبر ارتفاع للبن في 40 عامًا
وكان البن أول السلع التي تفاعلت سريعا مع سعر صرف الدولار والأزمات العالمية للإنتاج، وقال حسن فوزي، رئيس شعبة البن بالغرفة التجارية، إن الأسعار ارتفعت؛ بسبب زيادة الأسعار عالميًا بنسبة 50%، وزيادة سعر الدولار في تعاملات البنوك الرسمية، بجانب ارتفاع تكاليف الشحن في ظل التوترات الإقليمية.
وفقًا لشعبة البن، فإن الارتفاعات تعد الأكبر منذ أكثر من 40 عامًا، موضحة أن مصر تستورد نحو 80 ألف طن بن سنويًا من دول عدة، منها البرازيل والهند وإثيوبيا، وفيتنام وكولومبيا.
يضيف فوزي، أن الأسعار العالمية ارتفعت نتيجة للتغيرات المناخية والجفاف الذي أصاب أكبر الدول المنتجة للبن، مثل البرازيل وفيتنام، حتى بات سعر الطن عالميًا يتراوح حاليًا بين 5500 دولار و7700 دولار.