سجلت أسعار بعض السلع الأساسية ارتفاعًا ملحوظًا مع بدء الاستعداد لشهر رمضان، الذي يشهد تناميًا في الطلب على السلع الغذائية، وتخزين الأسر لاحتياجاتها.
بحسب وزارة التموين، فإن استهلاك المصريين خلال رمضان من اللحوم يصل إلى 30 ألف طن بنسبة زيادة 70%، والدواجن إلى 65 و70 ألف طن، والألبان إلى 100 ألف طن، والزبادي إلى 60 ألف طن، بنسبة زيادة عن المعتاد تصل إلى 300%.
ارتفعت أسعار الفول، خاصة الفول المجروش؛ لتناهز 64 جنيهًا للكيلو، وكذلك الدواجن لتناهز 100 جنيه للكيلو، بينما رفعت بعض شركات الألبان والعصائر والمياه الغازية أسعار البيع.
اعتبرت شعبة المواد الغذائية بالغرف التجارية بالقاهرة، ارتفاع أسعار الفول قبل 3 أسابيع من رمضان أمر طبيعي، مع تخزين بعض محال الأكلات الشعبية وعربات البيع التي تظهر في رمضان خصيصًا، كميات كبيرة منه لتلبية الطلب عليه في السحور.
ارتفاع أسعار الفول
![أسعار الفول في مصر](https://masr360.net/wp-content/uploads/2025/02/أسعار-الفول-في-مصر.webp)
قالت فاطمة عبد المقصود، عضو الشعبة، إن الفول سلعة يتم استيرادها من الخارج، ويزيد الطلب عليها خلال رمضان، وستعود لمعدلاتها الطبيعية مع نهاية شهر مارس المقبل، لتسجل أسعار الفول السائب 50.5 جنيها للكيلو، والمجروش المعبأ إلى 64 جنيهًا للكيلو.
خلال الشهور العشر الأولى من عام 2024، بلغ حجم استيراد مصر من الفول العريض لأغراض “التدميس” نحو 266 مليونًا و50 ألف دولار، ما يعادل 8.5 مليارات جنيه، وتستورد مصر ما بين 200 و300 ألف طن من الفول سنويًا؛ لسد العجز بالإنتاج المحلي.
ووفقًا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء، حول التضخم الذي أعلن الاثنين، ارتفعت أسعار مجموعة الألبان والجبن والبيض بنسبة 0.3% في يناير الماضي عن ديسمبر السابق عليه، ومجموعة اللحوم والدواجن بنسبة 5%، ومجموعة الحبوب والخبز بنسبة 1.3%.
قال سامح السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية بالجيزة، إن الفترة الأخيرة شهدت ارتفاع أسعار الدواجن؛ بسبب التخزين استعدادًا لشهر رمضان سواء من جانب المواطنين بمنازلهم أو من بعض الجمعيات والراغبين في إنشاء موائد الرحمن.
ارتفاع غير مبرر لأسعار الدواجن
![أسعار الدواجن اليوم الأربعاء 12-2- 2025](https://masr360.net/wp-content/uploads/2025/02/أسعار-الدواجن-اليوم-الأربعاء-12-2-2025.webp)
بحسب شعبة الدواجن، فإن الطلب هو المحرك الأساسي لأسعار الدواجن حاليًا في ظل ثبات باقي العوامل التي بمقدمتها سعر الصرف ومدخلات الإنتاج، الأمر الذي يعني تراجع الأسعار واستقرارها بحلول منتصف الشهر الكريم.
يؤكد السيد وجود اختلافات بأسعار الدواجن من محافظة لأخرى؛ بسبب الحلقات الوسيطة واختلاف هوامش الربح، الأمر الذي يمكن مواجهته بنشر بورصة الدواجن التي يمكنها مواجهة جشع التجار، خاصة فيما يتعلق بأسعار الكتاكيت التي تم رفعها لأسباب غير منطقية أو مبررة.
ارتفع سعر الكتكوت من 25 إلى 30 جنيًها في أول يناير، ثم ارتفع لـ 56 جنيهًا بزيادة لا تقل عن 26 جنيهَا دون أي مبرر، خاصة أن تكلفة الكتكوت لا تتجاوز 20 جنيهًا، وهذا الارتفاع أحد الأسباب الرئيسية لارتفاع أسعار الدواجن بالأسواق، وفقًا للسيد.
زيادات “مبالغ فيها” والحكومة ترفض “التسعير” وتلتزم بـ”التنبيه”
قبل رمضان، تزايدت الدعوات مجددًا لفرض التسعيرة الجبرية، إذ قالت النائبة سميرة الجزار، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، إن غياب الرقابة الفعالة على الأسواق؛ بسبب عدم وجود تسعيرة جبرية والارتكان للسوق الحرة، بالإضافة إلى نقص الكوادر الرقابية في وزارة التموين، يزيد من صعوبة السيطرة على الأسعار.
تعاني الاجهزة الرقابية في التموين من نقص العمالة، فبحسب اللواء شريف الرشيدي، نائب رئيس جهاز حماية المستهلك، يبلغ عدد العاملين المعينين بالجهاز 125 موظفا، بجانب 150 منتدبًا من جهات أخرى.
رفض الدكتور شريف فاروق، وزير التموين والتجارة الداخلية، تطبيق التسعيرة الجبرية، قائلاً في تصريحات تلفزيونية أخيرًا، إن الوزارة لن تفرضها على أي سلعة.
يذكر أن الأسعار الجبرية إلزامية، تضعها الدولة وتجبر التجار والمنتجين عليها، دون استطلاع رأيهم، وكان آخر تطبيق لها في عهد وزارة اللواء محمد أبو شادي، وزير التموين الأسبق، قبل 12 عامًا.
تقول النائبة، إن المعارض التي يتم تدشينها في الجمهورية لن تؤدي إلى خفض الأسعار قبل شهر رمضان الذي يشهد ارتفاعًا كل عام في الخضراوات والفواكه والسلع الرمضانية، نتيجة استغلال بعض التجار للطلب المتزايد ورفع الأسعار، دون مراعاة الظروف المعيشية للمواطنين، بالإضافة إلى عدم توافر السلع بكميات كافية، مشددة على ضرورة توفير المخزون اللازم لمنع الزيادات غير المبررة.
واعتبرت شعبة المواد الغذائية ارتفاع أسعار الزيت الخام بالسوق المحلي بنسبة 18.5% في نوفمبر الماضي زيادة غير مبررة وتعود إلى سياسات الشركات المنتجة التي تلجأ لممارسات، اعتبرتها الشعبة احتكارية.
وفي نوفمبر وديسمبر 2024، رفعت شركات الألبان أسعار الألبان والزبادي والعصائر والأجبان ليبلغ سعر كيلو اللبن المعبأ بالسوق 50 جنيها للعبوة سعة 1 لتر، بينما يبلغ متوسط سعر الجبن نباتي الدهن 160 جنيهًا للكيلو.
وطالب سيد حنفي طه، عضو مجلس النواب، الحكومة مواجهة أي ارتفاعات جديدة في أسعار مختلف أنواع السلع الأساسية بصفة عامة والأرز والمكرونة وزيت الطعام والفول والبيض والجبن والألبان ومنتجاتها، وذلك قبيل قدوم شهر رمضان المبارك
لكن وزير التموين، يقول، إن الوزارة لديها خبرات ودراسات مكنتها من حساب التكلفة، ويجب أن تكون هوامش الربح مطابقة للصناعات بالعالم كله، فكل صناعة لها هوامش ربح محددة.
ضرب الدكتور شريف فاروق، وزير التموين، المثل ببيض المائدة، وقال إن الدراسات أكدت أن هامش الربح مبالغ فيه، وتم التباحث مع المنتجين والتنبيه عليهم، بأن الهامش زيادة عن المطلوب، ولم يحدث التزام؛ فتدخلت الوزارة باستيراد البيض التركي.
سبق أن رفض الدكتور علي المصيلحي، وزير التموين السابق، المطالبة بالتسعيرة الجبرية، بدعوى أن الاقتصاد المصري “حر منضبط”، مضيفًا أن التسعير الجبري تسبب في خلق سوق مواز واختفاء السلعة، ويعني خلق سوق سوداء لها.
تؤكد الحكومة، أنها استعدت لشهر رمضان الكريم عبر عدة إجراءات، أبرزها التفتيش والرقابة على منافذ بيع اللحوم والأسماك والدواجن والألبان ومنتجاتهم وتشديد الرقابة على المجازر، بالإضافة إلى طرح كميات كبيرة من السلع الأساسية للمواطنين بأسعار مخفضة من خلال منافذها الثابتة والمتحركة وكذلك في معارضها.
لكن توجد شكاوى من بعض المواطنين من ارتفاع أسعار الكراتين الرمضانية، فأقل سعر للكرتونة الرمضانية 400 جنيه: تحتوي على كيسين مكرونة الواحد 300 جرام، وأرز “900 جرام”، وسكر “900 جرام”، وزيت خليط “600 مل”، وسمن خليط “300 جرام”، وملح ناعم “300 جرام”.