على مدار الساعة، تتواصل الترتيبات لـ”وضع إقليمي جديد”، وتناور كافة الأطراف من أجل اقتناص جزء من المشهد المرتقب.
في القاهرة التي تنتظر غدا زيارة الرئيس الفرنسي، بات في حكم المؤكد، أن تعقد قمة فرنسية مصرية أردنية، تضم ملك الأردن إلى جانب رئيسي مصر وفرنسا، قبل أن يتوجه الأخير إلى العريش للقاء “جهات إنسانية وأمنية”.
في القاهرة أيضا التي تواصل تكثيف جهودها الدبلوماسية، أعلن وزير الخارجية بدر عبد العاطي، رفض مصر الكامل للسياسة العدوانية الإسرائيلية في الإقليم، واستخدامها القوة العسكرية الغاشمة، بالتوازي مع تأكيده على رفض مشاركة أي دولة غير مشاطئة للبحر الأحمر في ترتيباته الأمنية.
وفي سياق متصل، تناقلت وسائل إعلام عربية ودولية تصريحات اللواء سمير فرج مدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق التي أشاد فيها بمرونة حركة المقاومة الإسلامية حماس، تجاه المقترحات المصرية لحل الأزمة، وبدرورها في إحياء القضية الفلسطينية.
وما زال العدوان الإسرائيلي مستمرا على غزة والضفة ولبنان وسوريا، بدعم كامل من الإدارة الأمريكية.
قمة فرنسية مصرية أردنية في القاهرة.. وماكرون إلى العريش للقاء “جهات إنسانية وأمنية”
قبل ساعات من وصوله إلى القاهرةـ أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في تغريدة له على منصة إكس، أنه سيعقد قمة ثلاثية حول الوضع في غزة مع نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، والملك الأردني عبد الله الثاني، خلال زيارته المقررة إلى مصر.
وأضاف أنه «استجابة لحالة الطوارئ في غزة، وفي إطار الزيارة التي سأجريها إلى مصر بدعوة من الرئيس السيسي، سنعقد قمة ثلاثية مع الرئيس المصري والعاهل الأردني».
كما يتوجه الرئيس الفرنسي إلى مدينة العريش على بعد 50 كيلومتراً من قطاع غزة الثلاثاء المقبل، للقاء جهات إنسانية وأمنية، ولـ«إظهار سعيه المستمر» لوقف إطلاق النار.
ويصل ماكرون القاهرة اليوم الأحد في مستهل الزيارة، التي يلتقي خلالها بالرئيس عبد الفتاح السيسي غدا الاثنين، حيث تركز المحادثات الثنائية على مناقشة “الحاجة الملحة”؛ لاستعادة الهدوء ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، والخطة العربية؛ لإعادة إعمار غزة، وهي المبادرة التي تحظى بدعم فرنسي.
ويشهد الرئيسان توقيع مذكرة تفاهم صحية جديدة بين القاهرة وباريس؛ تهدف إلى المساعدة في علاج الفلسطينيين الذين جرى إجلاؤهم من غزة منذ اندلاع الحرب.
ويزور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جامعة القاهرة غدا الاثنين، وأعلنت الجامعة يوم الاثنين عطلة لجميع الطلاب في المقر الرئيسي وفرع الشيخ زايد، مع إرجاء الامتحانات المقررة في هذا اليوم.
“الخارجية”: أوهام القوة لن تساعد إسرائيل في تحقيق الأمن.. ومصر ترفض مشاركة أي دولة غير مشاطئة للبحر الأحمر في ترتيباته الأمنية
شدد وزير الخارجية على رفض مصر الكامل للعدوان الإسرائيلي المستمر في قطاع غزة والضفة الغربية، والسياسة العدوانية الإسرائيلية في الإقليم واستخدامها القوة العسكرية الغاشمة، دون أدنى اعتبار لمحددات القانون الدولي الإنساني.
وأضاف خلال لقائه وفد حركة فتح الفلسطينية برئاسة أمين سر لجنتها المركزية جبريل الرجوب، أن أوهام القوة لن تساعد إسرائيل في تحقيق الأمن لها، كما تتصور، بل ستؤدي الفظائع التي ترتكبها إلى تكريس شعور الكراهية والانتقام ضدها في المنطقة، ووضع المزيد من الحواجز أمام سبل التعايش السلمي بين شعوب المنطقة، بما ينعكس بصورة شديدة السلبية على أمنها واستقرارها.
وأعاد الوزير عبد العاطي التأكيد على موقف مصر الرافض لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، متناولا الخطة العربية الإسلامية لإعادة إعمار قطاع غزة.
وفي سياق مواز، أجرى بدر عبد العاطي، السبت، اتصالًا هاتفيًا مع نظيره التركي هـاكـان فيـدان، تناول الوزيران خلاله جهود العودة لاتفاق وقف إطلاق النار وضمان تنفيذ مراحله الثلاث.
كما شهد الاتصال أيضًا تبادلًا للرؤى بالنسبة للتطورات في السودان والجهود الهادفة لدعم السودان، والمستجدات التي تشهدها منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، وسبل تحقيق الأمن والاستقرار في الصومال.
عبدا لعاطي خلال الاتصال شدد على عم مصر للمؤسسات الوطنية السودانية، والجهود الصومالية في مكافحة الإرهاب، وكرر التأكيد على فض مصر مشاركة أي دولة غير مشاطئة للبحر الأحمر في ترتيباته الأمنية وحوكمته.
سمير فرج: حماس أحيت القضية الفلسطينية.. وعملية 7 أكتوبر حققت هدفها الأسمى
قال اللواء سمير فرج الخبير العسكري، إن حركة المقاومة الإسلامية حماس، “أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة، ومهما كان العدد- 40 ألفًا أو 50 ألف شهيد- فإن الجزائر خسرت مليونا من أجل استقلالها، والتضحيات جزء من الصراع”.
وأضاف في تصريحات تلفزيونية له، أن عملية 7 أكتوبر التي نفذتها حركة حماس “حققت هدفها الأسمى”.
ولفت إلى أن “القضية كادت أن تُنسى، وكان ترامب على وشك إنهائها، لكن حماس أعادتها للنور واليوم العالم بأسره، يتحدث عن حل الدولتين”.
وأثنى اللواء فرج على المرونة التي أبدتها حماس تجاه الوساطة المصرية، حيث وافقت على مقترح لإدارة قطاع غزة بعد الحرب يتضمن ترشيح 13 شخصية مستقلة، لا ينتمي أي منها إلى الحركة، معتبرا هذه الخطوة “مرنة وجيدة تُظهر تعاونا مع مصر”.
ودعا الحركة إلى إبداء “مرونة إضافية” في المرحلة المقبلة، خاصة في ظل العراقيل التي يضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والذي وصفه بـ”العقبة الجديدة” للمفاوضات؛ بسبب مطالبه بانسحاب حماس بسلاحها من القطاع.
وأوضح فرج، أن قدرة حماس القتالية تراجعت بعد 17 شهرًا من المواجهات المستمرة، مضيفًا: “قاتلوا قتال الشجعان، بلا إمكانيات أمام عدو جبار، الله يكون في عونهم. لم يعد لديهم الكثير ليقدموه عسكريًا، لذا المرونة الآن هي المطلوبة للحفاظ على المكاسب السياسية”.
الحرب على غزة والضفة
في اليوم الـ20 لاستئناف جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، نفذت طائراته غارات جديدة، أسفرت عن ارتقاء عشرات الشهداء.
وقالت مصادر طبية فلسطينية، إن 11 فلسطينيا استشهدوا في قطاع غزة منذ فجر اليوم؛ جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع.
فيما استشهد فلسطيني، وأصيب 4 آخرين في قصف مدفعي إسرائيلي على بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بقيام مستوطنين باقتحام باحات المسجد الأقصى المبارك من جهة باب المغاربة تحت حماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
ومنعت السلطات الإسرائيلية نائبتين عن حزب العمال البريطاني من دخول البلاد، ثم رحلتهما للاشتباه في اعتزامهما توثيق أنشطة جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
وجاء في بيان أصدرته وزارة الهجرة الإسرائيلية بهذا الشأن، أن المنع جاء “للاشتباه في اعتزامهما توثيق أنشطة قوات الأمن، ونشر كراهية إسرائيل”.
وفي الضفة الغربية، وقع اشتباك مسلح في قرية عزون قرب قلقيلية، وأصيب فلسطينيان بالرصاص قرب جدار الفصل، بينما نفذت قوات الاحتلال اقتحامات جديدة لعدة مناطق.
غارات أمريكية على صعدة وأنصار الله يشتبكون مع سفن حربية
أفاد مراسل شبكة الميادين اللبنانية في صنعاء، أنّ عدواناً أمريكياً استهدف أمس السبت بـ 3 غارات شرق مدينة صعدة شمالي اليمن، وغربي مدينة صعدة، استهدفت 4 غارات أمريكية منطقة حفصين، ما أسفر عن استشهاد مواطن، وجرح 4 آخرين في حصيلة أولية.
وبحسب قناة “المسيرة” اليمنية، فإنّ العدوان الأمريكي على منطقة حفصين، استهدف محلاً لبيع الطاقة الشمسية، ومنزلاً مجاوراً للمحل.
في حين أعلنت جماعة أنصار الله الحوثية أنها اشتبكت مع سفن حربية أمريكية.
