عقدت “مجموعة العمل الوطنية لمواجهة مخططات تهجير الفلسطينيين” مؤتمراً موسعاً لرؤساء مراكز الدراسات ورموز الفكر الاستراتيجي، حيث بحثوا التصدي لمخططات تنفيذ تهجير الفلسطينيين على الصعيدين الوطني والإقليمي؛ وآليات التصدي لمحاولات تصفية القضية الفلسطينية.
بدأ المؤتمر الذي عقد مؤخرا بالقاهرة، و أدار فعاليات جلستيه الدكتور بهجت قرني أستاذ العلوم السياسية، بكلمات افتتاحية للدكتور أيمن عبد الوهاب رئيس المجموعة ومدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أكد خلالها على أهمية التنسيق والعمل المشترك بين مراكز الفكر للتعاطي مع القضايا الوطنية، ومن بينها قضية تهجير الفلسطينيين، وما تشكله من تهديد للدولة المصرية وللمنطقة.
وفي كلمته أشار اللواء أحمد الشهابي رئيس المركز الوطني للدراسات إلى أهمية استمرار مجموعة العمل الوطنية في التعاطي مع كافة الملفات التي تمس الدولة المصرية ومصالحها، معرباً عن استعداد المركز للاستمرار ضمن التحالف الثلاثي للتصدي للتهجير وما يرتبط به من مخططات، حتى بعد انتهاء ما أسماه أزمة غزة. يذكر أن مجموعة العمل الوطنية لمواجهة مخططات تهجير الفلسطينيين، هي تحالف يضم المركز الوطني للدراسات ومركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية وخبراء مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة، وانطلقت أعمالها في فبراير الماضي (2025).
وعرض اللواء الدكتور أحمد فاروق المنسق العام للمجموعة ورقة عمل للمخططات الإسرائيلية الخاصة بتهجير الفلسطينيين، وما يجري منها على أرض الواقع، أشار خلالها للأهداف التي تسعى إسرائيل لتحقيقها عبر إنفاذ هذه المخططات؛ وفي المقدمة منها الأهداف الأيديولوجية الدينية والمصالح الاقتصادية، وذلك قبل أن تُعطى الكلمة لعمرو موسى الأمين العام الأسبق للجامعة العربية الذي اعتبر ما يحدث من قبل إسرائيل تهديداً للنظام العالمي وقبول العالم له إقرار بأن “القانون الدولي أصبح لا قيمة له”، مؤكداً أن الحكومة الإسرائيلية الحالية غير صالحة لأي مباحثات سلام، معتبراً أن تغيير إسرائيل من الداخل يُعد شرطاً لإنجاح أي مباحثات عربية إسرائيلية”.
من ناحيته، أكد اللواء الدكتور وائل ربيع مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة أن “تهجير الفلسطينيين والتمدد الإسرائيلي على حساب الأراضي العربية” هو سيناريو ممتد لسنوات؛ ويجب أن تنطلق آليات مواجهته من هذه الحقيقة، وهو ما دعا اللواء محمد الكشكي مساعد وزير الدفاع الأسبق؛ للتأكيد على أن أي خطة لن تراعي حقوق الشعب الفلسطيني مصيرها الفشل.
الدكتور نبيل فهمي وزير خارجية مصر الأسبق اقترح إحياء المبادرة العربية التي جرى إعلانها في بيروت عام 2002، وهو ما لقى توافقا من أغلب الحضور ومن بينهم اللواء أيمن عبد المحسن عضو مجلس الشيوخ، الذي اعتبر أن توحيد الموقف العربي لمواجهة الواقع الذي تفرضه إسرائيل على الأرض لم يعد خيارا، بل ضرورة حتمية، خاصة بعدما باتت مطامع إسرائيل في أراضي دول عربية أخرى كسوريا ولبنان واضحة،
ورأت الدكتورة رشا راغب المدير التنفيذي للأكاديمية الوطنية للتدريب ضرورة توحيد المفاهيم والسرديات الخاصة بالقضية الفلسطينية لدى الشباب، والعمل على بث رسالة إعلامية موحدة وتوظيف القنوات غير الرسمية في سبيل ذلك.
لم يغفل المؤتمر “مستقبل المقاومة الفلسطينية” الذي تعرض له في ورقة عمل الدكتور عمرو الشوبكي مستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية وعضو المجموعة، وأكد أن المقاومة السلمية قد تكون هي الخيار الأمثل خلال الفترة المقبلة، خاصة بعدما تراجعت قدرات حركات المقاومة المسلحة ومن بينها حماس جراء الضربات الإسرائيلية لها في أعقاب 7 أكتوبر 2023. وأشار لأهمية دعم مصر للدور السياسي للمقاومة الفلسطينية، ودعم السلطة الفلسطينية لتجاوز أي انقسامات أو ضعف تعانيه.
الدكتور طارق فهمي مساعد رئيس المركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، شدد على أن حركة حماس لن تخرج من المشهد الفلسطيني، كما أنها تسعى لتحقيق أهداف استراتيجية تتجاوز بها الوساطة العربية، وأضاف أن مصر ما زالت تمثل الرقم الأهم في معادلة غزة.
وألقى اللواء أ. ح. نصر سالم الرئيس الأسبق لجهاز الاستطلاع البيان الختامي للمؤتمر.