علاقة إسرائيل العضوية بالولايات المتحدة، تجعلها الولاية «51»، لأنها تؤدي دورا وظيفيا في حماية المصالح الأمريكية بالشرق الأوسطـ، لذلك أٌعفيت-منذ تأسيسها- من الالتزام بالمعايير الدولية مثل «الحدود، القانون الدولي الإنساني، منع انتشار الأسلحة النووية…»، لكنها لم تنصاع لضغوط الرؤساء الأمريكيين؛ «كينيدي» دعا لإغلاق مفاعل ديمونا ففقد حياته، «كارتر وأوباما» سعيا لوقف انتشار المستوطنات وعجزا، «ريجان» أدان قصف بيروت، ونجا من محاولة اغتيال غامضة مارس 1981، «بايدن» أوقف بعض صفقات الأسلحة، وعندما حض «نتنياهو» على الحد من «القصف السجادي» لتقليل الضحايا المدنيين، رد متحديًا «لقد فعلتموها، قصفتم برلين سجاديًا خلال الحرب العالمية الثانية، واستخدمتم النووي ضد اليابان، وقتلتم آلاف الأبرياء، لأنكم كان عليكم الفوز في الحرب».

ترامب داعم كبير لإسرائيل، نقل سفارته للقدس، اعترف بضم الجولان، لم يعارض المستوطنات، ودمج إسرائيل في قيادة المنطقة الوسطى الأمريكية، رغم ذلك كان «نتنياهو» يفضل نجاح بايدن، لأن قوة شخصية ترامب تسمح بضبط العلاقة معه، وتحجم تأثيره، تأكيدا لاستقلالية القرار الأمريكي، بعد فوز ترامب، تغيرت رؤيته للشرق الأوسط، وعلاقته بنتنياهو، وتعامله مع الملف الإيراني.

***

أحد المقربين من ترامب أبلغ «رون ديرمر» وزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي، بأن ترامب قرر عدم التواصل مع نتنياهو، لمحاولته التلاعب به.. ترامب استقبل ديرمر بعد يومين من اتفاق وقف إطلاق النار مع الحوثيين «6 مايو»، أحاطه بالمفاوضات مع إيران ورؤيته للحرب على غزة، تفاصيل اللقاء لم تتسرب، لكن «إسرائيل هيوم» المرتبطة باليمين أكدت وجود «تراجع كبير في العلاقات الشخصية، وخيبة أمل متبادلة بين نتنياهو وترامب»، وأضافت «ترامب فقد صبره تجاه نتنياهو، وقرّر عدم انتظاره، بل التقدّم بخطوات في الشرق الأوسط بدونه». 

نتنياهو حاول الهروب للأمام بتصعيد الحرب وتوسيعها إقليميا؛ لوقوعه تحت ضغوط الدعاوى القضائية، وضغوط شركاء الائتلاف الحكومي وعجزه عن تحقيق أهداف الحرب، فلم يقض على حماس بغزة، ولا حزب الله في لبنان، واصطدم بأطماع أردوغان التي يزكيها ترامب فى سوريا، وفاجأه الاتفاق الأمريكي الحوثي ومفاوضات النووي.

عقب إعلان برنامج الأغذية العالمي نفاد مخزون المواد الغذائية في غزة، نتيجة إغلاق إسرائيل للمعابر، دعت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا لإنهاء الحصار «الذي لا يطاق»، وحذرت من «خطر المجاعة والأمراض الوبائية والموت»، إسرائيل رفضت البيان، ووصفته «بالمشين أخلاقيا»، ترامب نبه نتنياهو في 24 إبريل «علينا أن نكون طيبين مع غزة»، وحثه على توفير الغذاء والدواء للقطاع، بعدها استشاط ترامب غضبًا، عندما اكتشف حث نتنياهو مستشار الأمن القومي الأمريكي «مايكل والتز» على الدفع باتجاه عمل عسكري ضد إيران.    

المجلس الوزاري الأمني، بحث الموقف بعد توجيهات ترامب، «جدعون ساعر» وزير الخارجية حذر من أن العملية العسكرية تشكل خطرا على الرهائن، «كاتس» وزير الدفاع أكد حتمية استئناف إيصال المساعدات، تجنبا لاستهداف القادة المشاركين في العمليات لانتهاكهم القانون الدولي، «زامير» رئيس الأركان رفض توزيع الجيش للمساعدات، فهدده وزير المالية سموتريتش «الجيش لا يختار مهماته، المستوى السياسي يتوقع قيادته عمليات توزيع المساعدات لمنع وقوعها في أيدي حماس، إذا لم تكونوا قادرين، فسنجلب من هو قادر، وإذا كنتم لا تعرفون كيفية فعل ذلك، فسنجد من يعرف».. اليمين عمق الانشقاقات، و«نيويورك تايمز» نشرت تفاصيل الخطة الأمريكية لإيصال المساعدات وإنهاء الحصار على القطاع، بالاستعانة بشركات خاصة دولية، مؤكدة «واشنطن قررت العمل بنفسها في غزة دون تدخل الجيش الإسرائيلي».

وبدأ توالي مسلسل الانفرادات الأمريكية:

1.  الاتفاق مع الحوثيين

التشدد الإسرائيلي أضر بمصالح واشنطن في الخليج، وكاد يورطها ضد إيران، مما يسمح لروسيا والصين بسرعة حسم الحرب الأوكرانية، ومشكلة تايوان.. بعد الخسائر الأمريكية في مواجهة الحوثيين، وسطت سلطنة عمان، دون تنسيق مع إسرائيل، وتوصلت لاتفاق توقف واشنطن بمقتضاه حملتها العسكرية، مقابل وقف الحوثيين الهجوم على المصالح الأمريكية وضمان حرية الملاحة الدولية، لكن الاتفاق لم يشمل وقف الهجوم على المصالح الإسرائيلية، الذي سلمت واشنطن للحوثيين، بأنه شأن إسرائيلي لا دخل لها به، متخلية عن منظومة التنسيق الأمني والاستراتيجي مع إسرائيل، في سابقة خطيرة عكست عمق الاختلافات في الرؤى والمصالح بين الدولتين، واستعداد ترامب للتضحية بالالتزامات الأمنية مقابل مصالحه، وهو ما كان صادما لإسرائيل.. السفير الأمريكي رد على غضب المسئولين الإسرائيليين، مؤكدا «لسنا ملزمين بالاستئذان من أحد عندما نقرر تأمين أنفسنا».

«نتنياهو» رد مؤكدا، «سندافع عن أنفسنا في كل مكان، وضد أي تهديد، حتى لو بمفردنا»، متجاهلا أن الإجراء الأحادي الأمريكي يعنى ترتيبات إقليمية جديدة في البحر الأحمر وخليج عدن بمعزل عن إسرائيل، وهو نفس ما تم إبان الاتفاق النووي مع إيران 2015، وأن المنهجية الأحادية مرشحة لتناول الملفين السوري واللبناني، وربما الضفة الغربية مستقبلا.. محاولة التقليل من عمق الخلاف الأمريكي الإسرائيلي- استنادا لعدم مطالبة واشنطن إسرائيل بوقف إطلاق النار والانسحاب من غزة- تسطيح للأمور، يضيع فرص الاستفادة منها وتوظيفها لتحقيق بعض الأهداف العربية، خاصة في ظل نهم ترامب لأموال الخليج، وفرص استغلالها للتأثير والضغط.   

2.  العلاقات الامريكية السعودية

ترامب انصاع للشرط السعودي المعلن بعدم التطبيع دون وجود دولة فلسطينية، وغير المعلن الرافض لأي اتفاق مع «نتنياهو»، وتنازل عن شرط بايدن الخاص بالربط بين التطبيع والتوصل لاتفاق تعاون نووي، رغم أن ذلك بدد مؤقتا فرص توسيع نطاق «اتفاقات إبراهام»، غير أن المادة 123 من قانون الطاقة الذرية الأمريكي، وإن سمحت بالتعاون مع دول تُطوّر قدرات نووية مدنية، لكنها تقيد عمليات تخصيب اليورانيوم التي تتمسك السعودية بإتمامها على أراضيها، مما فرض طرح حلول وسط أبرزها «اتفاق الصندوق الأسود» الذي يسمح بتشييد منشأة لتخصيب اليورانيوم بالسعودية، ولكن لا يُتاح الوصول اليها سوى لفريق أمريكي.

3.  الاتفاق النووي

«نتنياهو» استجاب لدعوته للبيت الأبيض، طامعًا في إقناع ترامب بتدمير المنشآت النووية الإيرانية، لكن ترامب صدمه خلال المؤتمر الصحفي 7 إبريل 2025، بإعلان بدء أمريكا مباحثات «مباشرة على أعلى مستوى» مع إيران للتوصّل إلى «صفقة القرن»، عوضاً عن توجيه ضربة عسكرية لبرنامجها النووي، خلافا لتهديده المتكرر.. منذ 12 إبريل عقد الجانبان أربعة اجتماعات، إحداها كان تقنياً، واشنطن استهدفت تقييد البرنامج النووي، بينما سعت طهران لرفع كامل للعقوبات، وبنهاية كلّ اجتماع كانت التصريحات تؤكد إيجابية المسار رغم صعوبته، «نتنياهو» فقد صبره داعيًا إلى «تفكيك البنية التحتية النووية بالكامل»، مكررًا مقولته «الاتفاق السيئ، أسوأ من عدم وجود اتفاق».

الاعتبارات التي دفعت ترامب لمفاوضات النووي عديدة.. أولها: استناد سياسته الخارجية على تجنّب الحروب التي لا ترتبط مباشرة بالأمن القومي الأمريكي، ثانيها: عدم الثقة في أن العمل العسكري يمكنه تدمير البرنامج النووي بصورة كاملة، ثالثها: رد فعل إيران المحتمل بطرد مفتشي الأمم المتحدة، والمسارعة بدخول النادي النووي ولو متأخرة، رابعها: نجاح ترامب في الحد من التصعيد الإيراني بالمنطقة دون حرب، فقد أجبرها على سحب مستشاريها من سوريا ولبنان واليمن، وقيد ميليشياتها في العراق، وأوقف الهجمات البحرية «باستثناء ضد سفن إسرائيل»، وعمل على تدفق المساعدات الإنسانية لغزة.. فلم المخاطرة بحرب تطيح بأمن واستقرار الخليج الذي ينشد دعم دوله المالي للاقتصاد الأمريكي.

ترامب الذي انسحب من الاتفاق النووي عام 2018 بتحريض «نت N ي A هو»، وبذريعة أنه أبقى على البنية الأساسية النووية لإيران، كان يدرك أنه لن يتوصل خلال رئاسته الثانية الى اتفاق أفضل، لكنه قادر بطريقته على الادعاء بتحقيقه إنجاز غير مسبوق، ما دام تجنب التورط في حرب إيران، خاصة أن حربه ضد الذراع الحوثي لم تحقق أي أهداف، بل خسر دون جدوى قرابة مليار دولار، وطائرتين F-18 و7 طائرات تجسس مسيرة متطورة، وأعداد ضخمة من المضادات سطح/ جو، ما فرض وقف النزيف بالاتفاق.

***

البعض حذر من انقسام الإدارة الأمريكية بين صقور «ماركو روبيو، مايك والتز، وليندسي جراهام» تبنت مطلب «نتنياهو» بتفكيك البرنامج النووي الإيراني؛ ولو بالخيار العسكري، وحمائم «جي دي فانس، هيجسيث، وويتكوف»، حذرت من تداعيات ضرب المنشآت النووية على المصالح الأمريكية، ودعت للتوصل إلى اتفاق.. هذه الرؤية أغفلت أن ترامب لم يضم لإدارته سوى شخصيات ملتزمة برؤيته، فلا حمائم ولا صقور، لذلك أطاح بمايك والتز.  

عقب جولة المحادثات الأمريكية الإيرانية الرابعة، سحب ترامب القاذفات الشبحية التي حشدها بقاعدة دييجو جارسيا بالمحيط الهندي لاستهداف منشآت إيران النووية، مستبعدًا خيار الحرب، خاصة بعد عرض إيران مشروع مشترك لتشييد 19 مفاعلا جديدا، وإدارة أمريكية لمنشآت تخصيب اليورانيوم عند مستوى 3.67% الكافي للبرنامج السلمي، على أن يتم نقل مخزون اليورانيوم المخصّب لروسيا، مما يسمح لترامب بالتباهي بإبرام اتفاق أفضل من اتفاق 2015، وتحقيق عوائد اقتصادية ضخمة، مقابل رفع شامل للعقوبات عن إيران.

4.  استعادة «عيدان ألكسندر»

ضمن إعداد سيناريوهات إنجاح زيارة ترامب للخليج، كلفت الإدارة الأمريكية «آدم بولر» المبعوث الرئاسي لشؤون الأسرى، باستعادة «عيدان ألكسندر» آخر رهينة أمريكية على قيد الحياة في غزة، بالتواصل المباشر مع «خليل الحية» رئيس حركة حماس في القطاع، تبادل معه الرسائل لثلاثة أيام، وبدعم الوسطاء «مصر، وقطر، وتركيا»، اقتنع بالإفراج عن ألكسندر كبادرة حسن نية تجاه الدور الأمريكي، وخطوة لإنهاء الحرب وتبادل شامل للمخطوفين والأسرى.

إسرائيل رفضت لقاء بولر/ الحية في قطر مارس 2025، وعارضت التفاوض المباشر مع حماس، وشنت حملة ضد بولر لوصفه قادتها، بأنهم «ليسوا شياطين، بل أشخاص ودودون»، وضغطت للإطاحة به، ولولا يهوديته لاتهمته بمعاداة السامية، لهدمه سرديتها الخاصة، باعتبارهم إرهابيين.. بولر عبر لـ «CNN» عن تفهمه لمبررات الذعر والقلق، لكنه أضاف «نحن الولايات المتحدة، لسنا وكلاء لإسرائيل».

«ستيف ويتكوف» مبعوث ترامب أبلغ والدي ألكسندر بإطلاق سراحه ووصل إسرائيل، موجها اتهامات صريحة «واشنطن تسعى لاستعادة المختطفين وإنهاء الحرب في غزة، لكن إسرائيل لا تبدي تجاوبا، وتطيل أمد الحرب دون مبرر.. هناك فرصة للتقدم، وينبغي التوصل لاتفاق».. بولر وصل إسرائيل مصطحبا والدة ألكسندر لاستقباله، بعد أن أطلق سراحه في 12 مايو.. كل الشواهد كانت تؤكد أن ترامب لا يروض نتنياهو فحسب، بل «يذيبه سياسيا».  

***

القناة «12» الإسرائيلية نفت علم إسرائيل بمفاوضات أمريكا وحماس بشأن ألكسندر، وكانت ردود الفعل عصبية؛ هيئة البث الإسرائيلية نقلت عن مصدر مسئول، أن «إسرائيل لن يُطلب منها إطلاق سراح سجناء فلسطينيين في المقابل، ولن تعلن وقف إطلاق نار مؤقت في غزة أثناء إطلاق سراح ألكسندر؛ لأن الاتفاق لا يُلزِمها»، القناة أضافت بأن إسرائيل أبلغت الوسطاء أن وقف العمليات قد يستغرق أسابيع أو شهور، وأنها لن تسمح لحماس بفرض جدولها الزمني لوقف القتال»، والجيش سحب لواء المظليين من الجبهة السورية، ولواء ناحال من الضفة، استعدادا لتوسيع العمليات في القطاع.

اتصالات ويتكوف كانت «إحاطة للتنفيذ لا استطلاع للرأي»، صححت إسرائيل موقفها، وأكدت للقناة «12» أنها ستوقف طلعاتها الجوية فوق المجال الجوي لغزة، سواء لأغراض استخباراتية أو عملياتية، لتتيح «ممرا آمنا» لعودة ألكسندر، وأصدر مكتب «نتنياهو» بيانا مثيرا للسخرية «إطلاق سراح ألكسندر، تم بفعل الضغط العسكري الذي مارسه الجيش، بدعم ترامب السياسي».

***

عملية الافراج أثارت ردود فعل واسعة في إسرائيل؛ منتدى عائلات الرهائن أكد أن إتمام الإفراج بمقتضى ترتيبات بين حماس وواشنطن، كان اختبارا حاسما لمدى التزام القيادة الإسرائيلية بتحرير مواطنيها، داعيا «نتنياهو» إلى استغلال ذلك الزخم لتحقيق انفراجه في مفاوضات تحرير باقي الرهائن.. «حيلي تروبر» عضو الكنيست وصف غياب الدور الفاعل للحكومة في عملية الإفراج قائلا: «من المقلق أن جندي بلواء جولاني، تم أسره بزيّ الجيش من موقع داخل إسرائيل، يعود إلى بيته بفضل دولة أجنبية وجواز سفر أجنبي، والدولة الأجنبية هي من أبلغت عائلته بذلك». 

وردا على انتشار أنباء خلافات ترامب/ نتنياهو، نفى الأخير أمام لجنة الخارجية والأمن بالكنيست صحة ذلك، مؤكدا «نحن لم نطلب الإذن بمهاجمة الحوثيين، ولا نطلب إذنًا لمخططاتنا الحربية في غزة»، مضيفًا «الأمريكيون تطوعوا للعمل ضد الحوثيين، وتوقفوا عندما توقفت الهجمات الحوثية ضدهم».

***

موقف متحدث الخارجية الأمريكية كان مغايرًا «حماس تتحمل وحدها المسئولية عن الحرب وتجدد القتال، ويظل الوقوف بجانب إسرائيل والعمل من أجل السلام أهم ركائز نهجنا».. هذا الموقف كان ينبع من مسئولية الوزارة عن احتواء الأزمات في العلاقات مع دول العالم، وتجنب تدهورها، لكن موقف الوزارة التقليدي هو الانحياز لإسرائيل، التي كانت العلاقات معها تتدهور بسرعة، بسبب ما تراه الوزارة ممارسة ويتكوف للعديد من مهامها.. ويتكوف اضطر للاستعانة برئيس الوزراء البريطاني الأسبق «توني بلير» كمستشار وخبير أزمات، خاصة بعد خطأه خلال لقاء بوتين في موسكو، عندما اعتمد على مترجم الكرملين، ولم يصطحب مترجما خاصا، في سقطة بروتوكولية لا تغتفر.    

***

ترامب كان يسعى لإجبار نتنياهو على مراعاة المصالح الأمريكية، لكن اليمين المتطرف دفعه للتشدد والتصعيد، ودول الخليج سعت لإسقاطه، وأصبح التساؤل ليس ما إذا كان نتنياهو سيغادر من عدمه، وإنما متى يغادر، لتكون تلك من المعارك الحاسمة التي استخدم فيها أشقاء الخليج أموالهم لتحقيق مصالح استراتيجية عربية، مع رئيس أجادوا تقييمه، وقدروا المقابل لتغيير مواقفه، وسددوه.