لا زالت وتيرة المواجهة بين دولة الاحتلال وإيران تتصاعد، بالتوازي مع تحول في الموقف والخطاب الأمريكي، بينما تسعى دبلوماسيات عديدة في مقدمتها مصر لدفع محاولات التهدئة وخفض التصعيد.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفض علنا تقرير مخابرات بلاده الذي يؤكد أن إيران لا تطور سلاحاً نووياً، وهدد بقتل المرشد الأعلى الإيراني، في سابقة قد تكون نادرة في النظام الدولي المعاصر.
في القاهرة، قدمت الحكومة نسخة معدلة ونهائية من مشروع قانون الإيجار القديم لمجلس النواب تضمنت تعديلات تحاول التوفيق بين مصالح المستأجرين والملاك.
مجلس النواب أيضا، وافق أمس على مشروع الموازنة العامة، التي شكلت الضرائب المصدر الأساسي فيها، بينما التهمت خدمة الدين الجزء الأكبر من الانفاق الحكومي.
وفي بيان مشترك، حذرت 32 منظمة حقوقية ومدنية وإعلامية غير حكومية من مواجهة مئات الأجانب لخطر الإعدام الوشيك في السعودية.
بينما قدمت لجنة تقصّي الحقائق الأممية المعنية بانتهاكات حقوق الإنسان في السودان، إيجازا شفهيا أمام الدورة الـ59 لمجلس حقوق الإنسان، أكدت فيه أن الحرب الدائرة في السودان منذ إبريل 2023، باتت «أكثر تعقيداً ووحشية واستمراراً ودموية، واتخذت أبعاداً عِرقية».
وما زال العدوان الإسرائيلي على غزة مستمرا.
يوميات الصراع.. ترامب يطالب إيران باستسلام غير مشروط ويقول إن اغتيال خامنئي “هدف سهل”
مع تصاعد وتيرة المواجهة بين إسرائيل وإيران، واتساع رقعة الضربات المتبادلة، وظهور ملامح تحول في الموقف الأمريكي. وبينما دوّت الانفجارات في طهران وتل أبيب، أعلنت واشنطن إغلاق بعثاتها الدبلوماسية في إسرائيل، في خطوة عكست حجم القلق الأمني. في الوقت نفسه، صعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من نبرة خطابه، داعيا إيران إلى “استسلام غير مشروط”، ومعلنا أن صبر بلاده بدأ ينفد، في موقف يشي بإمكانية انخراط أمريكي أوسع في المواجهة. هذه التطورات تأتي على وقع تحذيرات دولية من انهيار المساعي الدبلوماسية، وسط انقسام داخل مجموعة السبع، وتخوف من انفجار إقليمي واسع، حسب قناة فرانس 24.
من جانبه، رفض ترامب علنا تقييم مديرة جهاز المخابرات الوطنية تولسي جابارد، بأن إيران لا تطور سلاحًا نوويا، قائلا إنها “قريبة جدا” من امتلاك رأس نووي، ما اعتُبر دعما لمبررات الغارات الإسرائيلية. وأشار إلى أن “المرشد الأعلى هدف سهل”، مضيفا “لن نقتله على الأقل ليس في الوقت الراهن”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ “سلسلة غارات واسعة” على مواقع غرب إيران، استهدفت عشرات منصات إطلاق صواريخ أرض- أرض. وأُفيد عن دوي انفجارات في شمال وغرب طهران، وفي تبريز وأصفهان، حيث فُعِلت الدفاعات الجوية، بحسب وكالة أنباء مهر الإيرانية.
وأعلن الحرس الثوري الإيراني استهداف مراكز استخباراتية تابعة للموساد في تل أبيب، بينها مقر للقيادة ومركز عمليات.
وبث التلفزيون الإيراني لاحقا مشاهد، لما قال إنها “الدفعة العاشرة من عملية الوعد الصادق ٣”، متحدثا عن هجمات صاروخية ومسيرات، استهدفت “مواقع استراتيجية” في تل أبيب وحيفا.
عمرو موسى يدعو لانعقاد “مجلس الأمن القومي المصري”
وفي سياق متصل، قال عمرو موسى وزير الخارجية الأسبق والمرشح الرئاسي الأسبق، في تدوينة له على منصة إكس (تويتر سابقا): “الحرب الجارية بين إسرائيل وإيران وإرهاصات التدخل المباشر للدول العظمى أو بعضها، تطرح تهديداتٍ خطيرة للأمن الإقليمي في الشرق الأوسط، تتأثر به دوله ومجتمعاته. ومصر والشعب المصري ليسا بعيدين عن ذلك”.
وتابع قائلا: “أقترح طبقاً للمادة 205، من الدستور التي أنشأت مجلس الأمن القومي المصري دعوته للانعقاد العاجل، خاصة وأنه على رأس مسئولياته مواجهة الأزمات بشتى أنواعها التي تهدد أمن البلاد، واتخاذ ما يلزم لاحتوائها، وتحديد مصادر الأخطار التي تهدد الأمن القومي المصري في الداخل والخارج والإجراءات اللازمة للتصدي لها”.
الحكومة تقدم “نسخة نهائية” من قانون الإيجار القديم
أحال المستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، في الجلسة العامة للمجلس أمس مشروع قانون مقدم من الحكومة بشأن بعض الأحكام المتعلقة بقوانين إيجار الأماكن، وإعادة تنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، إلى «لجنة مشتركة من لجنة الإسكان والمرافق العامة والتعمير ومكتبي لجنتي الإدارة المحلية والشؤون الدستورية والتشريعية». وتأتي النسخة الجديدة بديلًا عن مشروع القانون السابق تقديمه من الحكومة إلى مجلس النواب بتاريخ 28 إبريل 2025.
أهم التعديلات التي أجرتها الحكومة على نسختها النهائية من مشروع القانون، كانت تمديد المهلة المتاحة لتوفيق الأوضاع إلى سبع سنوات للأماكن المؤجرة لغرض السُكنى، و«خمس سنوات» بالنسبة للأماكن المؤجرة للأشخاص الطبيعية لغير غرض السكنى، مع إلزام المستأجر بإخلاء المكان المؤجر، ورده إلى المالك بانتهاء الفترة الانتقالية.
كما تنص هذه النسخة النهائية على زيادة القيمة الإيجارية للأماكن المؤجرة لغرض السكنى في المناطق المتميزة بواقع «عشرين مِثلًا» من القيمة الإيجارية القانونية السارية، وبحد أدنى مبلغ مقداره «1000 جنيه»، وبواقع «عشرة أمثال» القيمة الإيجارية السارية للوحدات الكائنة بالمنطقتين المتوسطة والاقتصادية، بحد أدنى مبلغ مقداره «400 جنيه» في المناطق المتوسطة، و«250 جنيهًا» للوحدات الكائنة في المناطق الاقتصادية.
كما استحدث مشروع القانون حالات، تجيز للمالك أو المؤجر المطالبة بإخلاء العين المؤجرة بخلاف الحالات الواردة بقوانين الإيجار القديم.
“النواب” يوافق على مشروع الموازنة العامة للدولة
كما وافق مجلس النواب أمس في جلسته العامة نهائيا على مشروع الموازنة العامة للدولة للعام المالي 2026/2025، بإجمالي استخدامات يبلغ 6.8 تريليون جنيه، وهو ما يعادل نحو ثلث الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
وتتوزع تلك الاستخدامات بواقع 4.6 تريليون جنيه للمصروفات، و2.1 تريليون جنيه لخدمة الدين المحلي والأجنبي، و102.8 مليار جنيه لحيازة الأصول المالية.
وتستهدف الحكومة جمع إيرادات قدرها 3.1 تريليون جنيه في العام المالي المقبل، وفق ما ورد في مشروع الموازنة الذي قُدم إلى مجلس النواب في إبريل الماضي.
ومن المتوقع، أن تلتهم خدمة الدين غالبية إجمالي الإنفاق الحكومي بقيمة 2.3 تريليون جنيه، فيما يحتل الدعم المرتبة الثانية بقيمة 742.5 مليار جنيه، ويليه الأجور بمخصصات 679.1 مليار جنيه
أما بالنسبة لمصادر الدخل، فتشكل الضرائب الجزء الأكبر من الإيرادات المستهدفة للعام المالي المقبل بقيمة 2.7 تريليون جنيه، وتمثل المنح 9.5 مليار جنيه، فيما تبلغ الإيرادات الأخرى 455 مليار جنيه.
وتظهر الموازنة الجديدة، أن الدولة تخطط لاقتراض نحو 3.6 تريليون جنيه— ما يعادل 17.5% من الناتج المحلي الإجمالي— في العام المالي المقبل.
32 منظمة غير حكومية تُعرب عن مخاوفها بشأن مئات الأجانب المعرّضين لخطر الإعدام الوشيك في السعوديّة
في بيان مشترك، أعربت 32 منظمة حقوقية وإعلامية غير حكومية عن قلقها على حياة مئات السجناء المهددين بالإعدام الوشيك في السعوديّة، على خلفيّة جرائم تتعلق بالمخدرات غير المميتة. بينهم عشرات المواطنين المصريين والإثيوبيين والصوماليين.
ورصدت تصاعدا كبيرا في إصدار وتنفيذ أحكام عمليات الإعدام المرتبطة بهذه الجرائم خلال الأشهر الأخيرة. ووفقًا لبيانات وكالة الأنباء السعوديّة، فقد تم بالفعل تنفيذ حكم الإعدام بحق 98 رجلاً في عام 2025؛ بسبب جرائم متعلقة بالمخدرات.
وأضاف البيان: يقبع ما لا يقل عن 26 مواطنًا مصريًا، جميعهم من الرجال، في سجن تبوك شمال غرب السعوديّة، وهم محكومون بالإعدام على خلفيّة جرائم تتعلق بالمخدرات. ونُفِّذ حكم الإعدام بحق ما لا يقل عن ثلاثة مصريين هذا العام على خلفيّة هذه التهم، من بينهم محمود محمد خميس وفرحات أبو السعود، اللذان أُعدما في 24 و25 مايو على التوالي. وقد أُبلغ عدد من السجناء الآخرين، بأن أحكام الإعدام الصادرة بحقهم سوف تُنفَّذ بعد عيد الأضحى، الذي انتهى في 10 يونيو”.
وتابع البيان: “رغم انعدام الشفافية في النظام القضائي في السعوديّة، تؤكد منظمات حقوق الإنسان، التي حصلت على وثائق قضائيّة وشهادات مباشرة وجود نمط ممنهج من الانتهاكات التي يتعرض لها الأفراد خلال مراحل الاعتقال والاحتجاز والمحاكمة. وتشمل هذه الانتهاكات حرمانهم من الحصول على الدعم والتمثيل القنصلي، وعدم قدرتهم على تقديم دفاع قانوني مناسب أو الاستئناف، إضافةً إلى عدم تمكينهم من الوصول إلى الوثائق القضائيّة أو الحصول على تمثيل قانوني فعّال”.
لجنة تقصّي الحقائق الأممية في السودان: الحرب باتت أكثر وحشية ودموية واتخذت أبعادا عرقية
قالت لجنة تقصّي الحقائق الأممية المعنية بانتهاكات حقوق الإنسان في السودان، إن الحرب الدائرة منذ إبريل 2023 باتت «أكثر تعقيداً ووحشية واستمراراً ودموية، واتخذت أبعاداً عِرقية»، مشددة على أنّ المدنيين يواصلون تحمّل العبء الأكبر من القتال.
وأضافت اللجنة في إيجاز شفهي، قدمته أمام الدورة الـ59 لمجلس حقوق الإنسان، أنّ «حماية المدنيين ما زالت تعاني نقصاً بالغاً»، مضيفاً أنّ «السلام الحقيقي لن يتحقّق من دون عدالة ومحاسبة».
أشارت اللجنة إلى تصاعد المواجهات بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، مؤكدة أنّ الطرفين، ومعهما الميليشيات المتحالفة، مسئولون عن «انتهاكات فاضحة للقانون الدولي». وتشمل هذه الانتهاكات غارات جوية وهجمات برية عشوائية، وعنفاً جنسياً واسع النطاق، وعمليات تهجير قسري، فضلاً عن تعطيل متعمَّد للمساعدات الإنسانية، «يزيد خطر المجاعة، خصوصاً في دارفور».
من جهتها، قالت عضوة اللجنة منى رشماوي، إن الحرب «تُشنّ على أجساد النساء والفتيات والفئات المهمّشة»، موضحةً أنّ العنف الجنسي بات «أداة منهجية»، ولا سيما في المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع، حيث تُسجَّل حالات اغتصاب فردي وجماعي، واختطاف، واستعباد و«زيجات» قسرية ترقى إلى العبودية الجنسية. ورصدت اللجنة تصاعد العنف الجنسي كذلك في معسكرات النزوح المفترض أن تكون آمنة.
الحرب على غزة.. إنذار بإخلاء أحياء جديدة والقسام وسرايا القدس تدمران ناقلتي جند للاحتلال
في اليوم الـ93 لاستئناف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الثلاثاء، سكان عدة أحياء جديدة بمدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة بإخلائها فورا والتوجه غربا نحو المواصي، “قبل مهاجمتها بقوة”.
وقال متحدث الجيش، إنه يدعو الفلسطينيين في أحياء “الجلاء، مدينة حمد، والقرارة 5 و 6” بالإخلاء فورا، تمهيدا لقصفها.
وأشارت مصادر فلسطينية، أن تجمعا كبيرا لمنتظري المساعدات، في منطقة دوار التحلية بمحافظة خان يونس، تعرض لقصف مباشر من طائرات الاحتلال، ما أدى إلى مجزرة كبيرة، وتناثر لجثامين الشهداء في المنطقة.
وقالت وزارة الصحة إن الحصيلة الأولية للمجزرة، بلغت أكثر من 45 شهيدا، والعدد مرشح للارتفاع في ظل الحالات الخطيرة بين المصابين.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، أمس الثلاثاء، أنها تمكنت بالاشتراك مع “سرايا القدس” من تدمير ناقلتي جند للجيش الإسرائيلي بعبوتي “شواظ” في مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة.
