منذ وقت مبكر، أولت منصة “مصر 360” اهتمامًا بالغًا بمسار التغيرات الجيو سياسية في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، باعتبارها مناطق مركزية لتوازن القوى الإقليمية والدولية. وقد سعت المنصة إلى رصد التحركات المبكرة لدول كبرى وإقليمية وتحليل آثارها على الأمن القومي المصري ومصالحه الاستراتيجية، مع التركيز على أبعاد النفوذ الإسرائيلي والخليجي والتركي والروسي والأمريكي، ودورها في إعادة رسم خريطة التحالفات في المنطقة. ويكتسب هذا التقرير أهميته من كونه يجمع تحليلات متعددة لملفات متشابكة تشمل النفوذ العسكري والاستثمارات الاقتصادية والاتفاقات الأمنية والتطبيع السياسي، بهدف تقديم رؤية شاملة حول التحديات، والفرص التي تواجه مصر في هذا السياق.

الاعتراف الإسرائيلي بأرض الصومال.. انعكاسات استراتيجية

على إثر اعتراف إسرائيل بأرض الصومال، برزت تساؤلات عميقة حول دلالات هذه الخطوة وتداعياتها الإقليمية، إذ لا يُنظر إليها كإجراء قانوني أو سياسي معزول، بل كتحرك جيو سياسي مدروس، يحمل أبعادًا أمنية واستراتيجية، تمس توازنات البحر الأحمر ووحدة الدول الإفريقية. ويطال هذا الاعتراف مصالح دول محورية في مقدمتها مصر التي ترى في القرن الإفريقي امتدادًا مباشرًا لأمنها القومي ومجالًا حيويًا، لا يمكن فصله عن استقرارها الاستراتيجي، حيث يُقرأ في القاهرة، باعتباره خطوة تستهدف تطويق مصر استراتيجيًا وتقويض وحدة الدول الإفريقية والإضرار بأمن البحر الأحمر واستخدامه كورقة ضغط غير مباشرة في ملف مياه النيل. وفي هذا السياق، أولت منصة مصر 360 اهتمامًا خاصًا بالصراع في البحر الأحمر وتفاعلات الدول الإقليمية والدولية، باعتباره أحد أبرز مسارح التنافس الجيو سياسي الراهن ومحورًا أساسيًا لفهم التحولات الجارية في القرن الإفريقي وانعكاساتها المحتملة على الأمن القومي المصري وموازين القوى الإقليمية.

التكالب على البحر الأحمر

في سلسلة مقالات بعنوان “صفقات إسرائيل والخليج ومحاولة تهميش مصر”، استعرض أشرف الصباغ العلاقات الروسية-السودانية العسكرية منذ 2017 وتحليل اتفاق البلدين على إنشاء قاعدة عسكرية روسية على البحر الأحمر، والتي أعيد فتح ملفها بعد زيارة وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف للخرطوم في فبراير 2023، وسط تناقضات بين الخرطوم وروسيا والغرب. جذور المشروع تعود إلى عهد الرئيس السوداني السابق عمر البشير، حيث بدأت موسكو صياغة اتفاقية لإنشاء قاعدة دعم تقني للقوات البحرية الروسية، تمت الموافقة عليها حكوميًا في 2019، لكنها لم تُفعّل عمليًا؛ بسبب تحفظات السودان وغياب المصادقة التشريعية. تسعى روسيا من خلال القاعدة إلى تعزيز نفوذها العسكري والأمني في البحر الأحمر وشمال إفريقيا واستغلال السودان كمركز لوجستي مشابه لقاعدة طرطوس السورية بالتنسيق أحيانًا مع تركيا؛ بهدف مواجهة الغرب واستخدام المنطقة ضمن أوراق الضغط السياسية والاقتصادية، حيث تتيح القاعدة تحكمًا أمنيًا واستخباراتيًا قرب قناة السويس، وذلك في ظل ما هو محتمل من مخاطر تحويل المنطقة إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب وإضعاف قدرة دول الشرق الأوسط على التحرك بحرية سياسيًا واقتصاديًا. كما تحاول روسيا إعلاميًا ودبلوماسياً وصم المنطقة بالفوضى وانتشار الإرهاب وتصدير المسلحين، مع التعمد لإثارة نوع من الفوضى المرتبطة أصلاً بتدخل دولي تركي- روسي عبر العصابات المسلحة التابعة لهما، عناصر “فاجنر” الروسية وعصابات الإسلاميين التابعة لتركيا. وتسعى تركيا وفق بعض التحليلات لإعادة سيطرتها على ممالك الإمبراطورية العثمانية القديمة، وتحديدًا دول الشرق الأوسط من جهة، واستحداث تفاهمات لاستعادة النفوذ التركي من جهة أخرى.. المزيد

المزيد: الغزل الروسي والتسلل عسكريا إلى البحر الأحمر عن طريق السودان

المزيد: قاعدة روسيا العسكرية في السودان.. اتفاق ينتظر التصديق وأمريكا تحذر

التطبيع السوداني- الإسرائيلي وتأثيره على البحر الأحمر

تناول محمد عبد الكريم علاقات السودان بإسرائيل في ضوء خطط التطبيع، وما يحمله التعاون من مخاطر في ساحل البحر الأحمر، حيث أشار المقال لتصاعد النفوذ الإسرائيلي في السودان ضمن سياق إقليمي أوسع؛ يهدف إلى إعادة تشكيل النظام العربي التقليدي، مستندًا إلى مسار التطبيع واتفاقات إبراهيم، مع سعي تل أبيب لدمج السودان في تحالفات سياسية وأمنية واقتصادية جديدة بدعم أمريكي وإماراتي. ويبرز المقال دور القيادة العسكرية السودانية، وعلى رأسها عبد الفتاح البرهان، في تعميق التقارب مع إسرائيل خلال المرحلة الانتقالية مقابل وعود بإعادة تأهيل السودان دوليًا ورفع الضغوط الاقتصادية والديون، ويشير إلى البحر الأحمر كساحة مركزية لهذا النفوذ عبر مشاريع استثمارية وبنى تحتية تشرف عليها الإمارات، مما يشكل مدخلًا لتكريس حضور إسرائيلي متزايد، بما ينذر بمرحلة جديدة من الترتيبات الإقليمية التي تمس توازنات الأمن والسيادة في السودان والمنطقة. المزيد

النفوذ الإماراتي- السعودي في مواني السودان

تناول لؤي هشام توغل الإمارات في مواني السودان والطموحات الإماراتية لتعزيز النفوذ والمكانة، ودور مشروع “نيوم” السعودي وجزيرتي “تيران وصنافير” كأدوات للتطبيع والاستثمار وربطها بالرؤية السعودية 2030، حيث شمل المقال اتفاق السودان مع مجموعة مواني أبوظبي لإنشاء ميناء “أبو عمامة” ضمن حزمة استثمارات إماراتية ضخمة، موضحًا أن هذه الاستثمارات تتجاوز الأبعاد التنموية المعلنة؛ لتخدم أهدافًا جيو سياسية، تشمل التحكم في الممرات البحرية وتأمين المصالح التجارية والأمنية للإمارات في ظل التنافس الإقليمي والدولي، بما يحمل تداعيات مباشرة على الدور المصري التقليدي. المزيد

المزيد: استثمارات وسياحة وغاز.. البحر الأحمر كبوابة للتطبيع السعودي الإسرائيلي

رأس المال الخليجي في شرق إفريقيا وتأثيره على مصر

في ورقة سياسات بعنوان “رأس المال الخليجي في شرق إفريقيا”، أشار محمد عبد الكريم، إلى أن الاستثمارات الخليجية في إثيوبيا والصومال وأرض الصومال، ساهمت في تغذية السياسات المناهضة لمصر ومصالحها الإقليمية، وركزت الورقة على تنامي الاستثمارات كأداة اقتصادية وجيو سياسية، تتجاوز منطق المساعدات غير المشروطة إلى فرض ارتباطات سياسية واضحة، ما أفضى إلى إعادة تشكيل المواقف الإقليمية وتقليص الدور المصري في حوض النيل والقرن الإفريقي ضمن نظام إقليمي فرعي جديد، تقوده اعتبارات رأس المال والصناديق السيادية على حساب التوازنات السياسية التقليدية. المزيد

الهيمنة الإماراتية والسعودية على الممرات الاستراتيجية

ناقش محمد خيال مخاطر الاستحواذ الإماراتي على منطقة قناة السويس الاقتصادية، واستعرض النفوذ السعودي في البحر الأحمر عبر مشروعات اقتصادية؛ تهدف لتعزيز القيادة الإقليمية لولي العهد محمد بن سلمان، كما تناول التقرير العلاقة بين التطبيع الإماراتي والإسرائيلي واتفاقية الإبراهيمي 2020 ودور البحر الأحمر كبوابة للتقارب الإسرائيلي-السعودي، مع متابعة خطوات تدريجية نحو التطبيع الاقتصادي والاستراتيجي في مشاريع مثل نيوم وتيران وصنافير، مؤكداً أن التحركات السعودية والإماراتية تتجاوز الطموحات التجارية؛ لتصب في مشروع سياسي واستراتيجي لضمان النفوذ في التجارة العالمية وخطوط إمدادات الطاقة.المزيد

الدور التركي في البحر الأحمر

سلط تقرير محمد خيال الضوء على الدور التركي في المنطقة، مع التركيز على تعزيز تركيا حضورها العسكري والاقتصادي في الصومال وجيبوتي، وتوسيع نفوذها الاستثماري والحضاري، بما يشكل مصدر تهديد محتمل للمصالح المصرية والأمنية والاقتصادية، خصوصًا مع استفادتها من العلاقة مع إثيوبيا في سياق سد النهضة والتعاون العسكري والأمني، وهو ما يقلص النفوذ المصري الإقليمي، رغم وجود فرص لاستثمار تحالفات مصر مع الإمارات والسعودية لإعادة رسم خريطة مصالحها في المنطقة. المزيد

صراعات النفوذ في الجانب الإفريقي للبحر الأحمر

نشرت مصر 360 دراسة، أعدها محمد عبد الكريم، ترصد صراعات النفوذ والهيمنة على الجانب الإفريقي للبحر الأحمر، موضحة شبكة التحالفات المعقدة والممر المائي الاستراتيجي وعلاقته بسلاسل الإمداد العالمية، مع محاولة إثيوبيا الحصول على منفذ بحري من أرض الصومال ورد الصومال بتحالفات واتفاقيات عسكرية مع تركيا ومصر، إضافة إلى دور إريتريا وجيبوتي في تثبيت الأوضاع القائمة، وتحركات السودان لإقامة قاعدة روسية على الساحل، مع رصد أسباب تآكل الدور المصري وجهود القاهرة لمواجهته عبر اتفاقية الدفاع المشترك مع الصومال..المزيد

الاستراتيجية الأمريكية والفوضى الخلاقة

أشارت ورقة بحثية لعبد الكريم إلى تصاعد تعقيدات الاستراتيجية الأمريكية والغربية في البحر الأحمر في ظل تصعيد هجمات الحوثيين على السفن التجارية، بالتزامن مع تعزيز واشنطن حضورها العسكري عبر قوة المهام المشتركة “حارس الازدهار” بقيادة مصر منذ ديسمبر 2022 بمشاركة 34 دولة، بهدف حماية التجارة البحرية في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وربط ذلك بالتحركات الأمريكية طويلة الأمد لتعميق النفوذ في الإقليم وتأمين مصالحها، مع وضع إسرائيل في قلب الترتيبات الأمنية وتعزيز التطبيع العربي- الإسرائيلي، بما يتجاوز مفاهيم الدولة والسيادة التقليدية، وُصفت هذه الاستراتيجية بأنها استراتيجية “العقد المقبل”؛ بهدف حماية خطوط التجارة البحرية ومواجهة أي تهديدات إقليمية مستقبلية.. المزيد

السياسات المصرية في البحر الأحمر والقرن الإفريقي

ركزت مصر 360 على السياسات المصرية في المنطقة، بما في ذلك إعادة النظر في شبكات التحالفات التقليدية؛ لمواجهة تأثير هجمات الحوثيين على سلاسل الإمداد العالمية وانخفاض إيرادات قناة السويس، ومواجهة التوجهات الخليجية في البحر الأحمر والقرن الإفريقي، والتحرك تجاه الصومال وتعزيز التعاون مع تركيا وإريتريا؛ لمواجهة التهديد الإثيوبي، مع تأكيد الدور المصري الاستراتيجي في حماية مصالحها الأمنية والاقتصادية، وضمان استقرار الممرات البحرية الحيوية.. المزيد