بعد ما أعلن الأرجنتيني ليونيل ميسي قائد منتخب بلاده ونجم باريس سان جيرمان الفرنسي، مساء الخميس بأن المونديال المُقبل في قطر سيكون الأخير في مسيرته على مستوى البطولات الدولية الكبرى، دخل عشاقه ومحبي الكرة الجميلة حول العالم في صدمة كبيرة حيث إنها ستكون الرقصة الأخيرة لراقص التانجو الأهم والأشهر بعد دييجو مارادونا.
ونظرا لبلوغ نجم برشلونة السابق عامه الـ35، ما يعني أن اللعب في عمر الـ39 بالمونديال المقبل ربما لن يكون رهانا مضمونا، كان من الطبيعي أن يعلن البرغوث الأمر ولا الذي لم يكن مفاجئة على أي حال. لكن عشاقه الكثر ومحبي الكرة الجميلة والمهارات الخاصة للنجم الأعسر تفاعلوا بحزن مع هذا الخبر المهم، لأنها ستكون الفرصة الأخيرة لمتابعة نجمهم المفضل بكأس العالم بعد ذلك.
اقرأ أيضا.. مونديال قطر الأخير لهم.. ميسي ورونالدو يترأسان قائمة 7 نجوم تودع كأس العالم
ويلعب منتخب الأرجنتين في مونديال قطر الذي ينطلق يوم 20 نوفمبر المقبل وحتى 18 ديسمبر، ضمن المجموعة الثالثة التي تضم إلى جانبه منتخبات السعودية والمكسيك وبولندا.
أرقام ميسي في كؤوس العالم الماضية
ميسي ظهر للمرة الأولى مع منتخب بلاده الأول في عام 2005، وخاض حتى الآن 164 مباراة دولية، وسجل 90 هدفًا.
وخاض ميسي مع منتخب الأرجنتين الأول 4 نسخ سابقة في كأس العالم، وهي 2006 و2010 و2014 و2018، شارك خلالها في 19 مباراة، بمعدل 1625 دقيقة، سجل 6 أهداف، وصنع 5 أهداف.
وجاءت مشاركات ميسي في بطولات كأس العالم كالتالي:
كأس العالم 2006: شارك في 3 مباريات، وسجل هدفًا وصنع مثله، وفي 2010: شارك في 5 مباريات، صنع هدفًا واحدًا فقط ولم يسجل. وفي 2014: شارك في 7 مباريات، سجل خلالها 4 أهداف، وصنع هدفًا واحدًا، وقاد خلالها منتخب الأرجنتين للحصول على المركز الثاني والميدالية الفضية عقب الخسارة أمام ألمانيا بهدف نظيف في النهائي، وأخيرا في 2018: شارك ميسي في 4 مباريات، سجل خلالها هدفًا واحدًا، وصنع هدفين.
كيف كان وداع الأساطير مع المونديال؟
بيليه: أسطورة الكرة البرازيلية والعالمية إديسون أرانتيس دي ناسيمينتو الشهير ببيليه، كان ولا يزال أحد أهم من أنجبتهم كرة القدم والسامبا تحديدًا، لاسيما عندما يتعلق الأمر بالإنجاز المونديالي، ولم لا وهو اللاعب الذي حقق كأس العالم 3 مرات في أعوام 1958 و1962 و1970.
رغم أن بيليه أعلن أن نسخة 1966 – التي توج بلقبها منتخب البرازيل – هي الأخيرة في مسيرته، إلا أنه عاد ليعدل عن قراره بعد 4 سنوات عندما تم استدعاؤه لتمثيل منتخب بلاده، إذ رفض في بادئ الأمر لكنه وافق بعد ذلك على أن يكون ضمن كتيبة السامبا.
بيليه ومارادونا
ويشاء القدر أن يكافئ الجوهرة السمراء بأن يحصد لقب 1970 رفقة البرازيل، في جيل ضم ريفيلنو وجيرزينهو وكارلوس ألبيرتو وتوستاو وجيرسون، واُعتبر هذا الجيل هو الأعظم في التاريخ.
صحيح أن بيليه لعب دوليًا بعد ذلك رفقة البرازيل وكانت آخر مبارياته ضد يوغوسلافيا في يوليو 1971، لكن بقي ذلك المونديال التاريخي هو الأخير بالنسبة له.
مارادونا: أسطورة الأرجنتين الراحل حقق بدوره لقب المونديال في عام 1986، وكان قد اقترب في مرة أخرى من حصد اللقب لكن مشاركته في نسخة 1982 لم تسفر عن شيء، إذ هيمنت الكرة الأوروبية على الأدوار النهائية بفوز إيطاليا باللقب للبطولة التي استضافتها إسبانيا، بينما حصل منتخب ألمانيا الغربية على الوصافة وكان بولندا ثالثًا ثم فرنسا رابعًا.
أما في 1990 ورحلة دفاع الأرجنتين عن اللقب فقد اصطدم دييجو بالماكينات الألمانية، التي حصدت لقب البطولة المقامة في إيطاليا.
لكن النهاية لم تكن سعيدة ففي 1994 بعدما أحرز مارادونا هدفًا وحيدًا في شباك اليونان، وتم إيقافه بعد ثبوت تعاطيه المنشطات، ليبقى احتفاله الشهير في وجه الكاميرا هو آخر ما خرج به في المونديال.
كرويف وبيكنباور
ربما يكون الأسطورة الهولندية كرويف شأنه كشأن كرة بلاده التي لا يُمكن القول بأنها سعيدة الحظ مع الألقاب الدولية، فهو المنتخب الذي خسر عديد النهائيات، رغم تتويجه بلقب أوروبي سابق.
كرويف الذي كان أفضل لاعب في نسخة 1974 فشل منتخب بلاده خلال تلك البطولة في أن يحصد اللقب واكتفى بالوصافة، أمام منتخب ألمانيا الغربية.
وغاب أسطورة برشلونة عن نسخة 1978 المونديالية، ومرة أخرى أنهت هولندا مشاركتها في المركز الثاني، ولم يُعرف سبب عدم مشاركة كرويف في تلك البطولة قبل أن يكشف النجم الهولندي الراحل بنفسه عن السبب في 2008، حينما قال إنه وأسرته تلقوا تهديدات بالخطف، وهو ما أثر على تركيزه ولم يكن يرى أنه سيقدم المستوى المطلوب منه.
بيكنباور: يبقى القيصر فرانز بيكنباور أحد أهم من أنجبتهم الكرة الألمانية والعالمية، وواحد من أعظم المدافعين عبر التاريخ.
بيكنباور، لعب عدة نسخة مونديالية حيث بدأ مسيرته مع البطولة في 1966، لكن الألمان سقطوا أمام إنجلترا ليحقق منتخب الأسود الثلاثة لقبه الوحيد.
عاد فرانز مع الماكينات في 1970 برحلة البحث عن اللقب، وكان له دور كبير في تلك البطولة حيث سجل في شباك إنجلترا بالدور الثاني، ولكن مشوار الألمان انتهى عند حد نصف النهائي بالخسارة من إيطاليا ثم المركز الثالث بالفوز على أوروجواي.
1974 كان مونديال الوداع لبيكنباور الذي لعب لاحقًا أمم أوروبا 76، لكن على مستوى كأس العالم كانت تلك هي محطته الأخيرة وكان هو من وضع حدًا لخطورة نجم هولندا يوهان كرويف في المباراة النهائية، وأصبح هو أول قائد يحمل النسخة الجديدة من كأس العالم بعدما تم استبدال كأس جول ريميه بواحدة أخرى جديدة.