بلا شك عانى نادي برشلونة الإسباني الكثير من الويلات والآلام بهذا الموسم الكارثي والأسود عليه، فبعد خسارته للقب الليجا “حامل لقبه” بطريقة غريبة وبتقصير وبتفريط واضح لغريمه التقليدي ريال مدريد، الذي انتهز الفرصة وانتصر في كل مبارياته حتى حقق اللقب، كان قد خرج أيضًا من كأس إسبانيا وخسر كأس السوبر في بداية العام، ولم يتبقى له سوى بطولة دوري أبطال أوروبا، حيث يلاقي نابولي في إياب الدور ثمن النهائي، ولا يبشر الوضع بأي خير للفريق الكتالوني بعد مستواه الأخير وربما يخرج خالي الوفاض من الألقاب هذا الموسم.
كما أن الأسوأ من كل ذلك التراجع الفني والمستوى المحبط، متمثل في الجانب الإداري بشكل فج، حيث عبث الرئيس جوسيب ماريا بارتوميو ومجلس إدارته بمقدرات النادي التاريخي وهويته الواضحة، بالتعاقد مع مدربين أقل من المستوى وعدم الدعم بنجوم جيدة تناسب طريقة وأسلوب البارسا، ودفع ملايين اليوروهات في لاعبين لم يفيدوا الفريق بأي شيء مطلقًا، مما ادى لهذه الحالة المتردية للبلوجرانا، بالإضافة لقضايا فساد أخرى وعدم نزاهة لاحقت ذلك المجلس الذي يتبقى في عمره عامًا واحدًا قبل إجراء انتخابات النادي التقليدية.
الأمر الذي زاد من الطين بلة، هو تلويح النجم الأول والأبرز بالفريق والعالم ليونيل ميسي بالرحيل، بعد تعبيره الواضح عن استيائه من أوضاع الفريق، وتأكيده بأنه لن يستطيع الفوز بأي بطولة بهذا الشكل، موجهًا انتقادات ضمنية لإدارة النادي على قراراتها الخاطئة وعدم دعمها الفريق بلاعبين يناسبون الفريق ويقدمون الإضافة، فيما أوقف مفاوضات تجديد عقده الذي ينتهي بالصيف القادم، مما يعني كارثة كبيرة تلوح في أروقة الكامب نو.
ومع كل هذا البلاء الذي يعيشه برشلونة، نربط هنا ونعرض بشكل ساخر و”فانتازيا” أمورًا كانت لتتحقق ونراها بالعين المجردة، إذا كان برشلونة بكل أحواله السيئة تلك ناديًا مصريًا يلعب في الدوري المصري الممتاز، فكيف ستكون الصورة حينئذ، تابع السطور القادمة وأطلق العنان لمخيلتك ولو لدقائق معدودة وأنت ستلامس هذا الواقع الافتراضي العبثي جيدًا.
اقتحام جماهيري للنادي
بلا شك في مصر أو تحرك غاضب سيكون من جماهير النادي، وقد رأينا حالات كثيرة مشابهة لذلك من قبل، فستقوم جماهير “برشلونة المصري” باقتحام النادي وتوجيه السباب للإدارة وبعض اللاعبين المتخاذلين، والهتاف باسم ميسي نجمهم الأول لكي يبقى من أجلهم ويشعر بتكاتف الجماهير ورائه ورغبتها في بقائه حتى يلغي فكرة الرحيل من ذهنه تمامًا.
الأمر الثاني ربما يصل غضب تلك الجماهير إلى ضرب أحد أعضاء مجلس الإدارة أو التحرش به لفظيًا بشكل مهين، وكذلك أحد اللاعبين المغضوب عليهم مثلاً مثل بيكيه الذي تسبب في هدف كوميدي بمرمى فريقه في آخر مباريات الليجا أمام أوساسونا وخسرها البارسا بهدفين لهدف، كما سيكون للمدير الفني أو أحد معاونيه قسطًا من ذلك الغضب سواء بالسب أو الضرب ربما إذا ما سنحت الفرصة لهم.
تدخل حكومي وإقالة الإدارة
بعد كل هذا الفشل الفني والغضب الجماهيري العارم، وباعتبار برشلونة مثل قطبي الكرة المصرية الأهلي والزمالك كما هو الحال في إسبانيا له مع ريال مدريد، سيكون تدخل الحكومة متمثلة في وزير الشباب والرياضة ضروريًا، ربما بإقالة المجلس بأكمله وتعيين مجلس مؤقت لحين إجراء الانتخابات في موعدها بعد عام كما هو مقرر لإدارة برشلونة الحالية.
أو إقالة الرئيس فقط أو بعض أعضاء إداراته، وذلك لامتصاص حالة الغضب العارمة من قبل الجماهير ولإنقاذ النادي الكبير، وحصل ذلك عدة مرات مع الزمالك في السنوات الأخيرة وكذلك الأهلي في مرات نادرة.
رجال الأعمال والأساطير وفرصة للتلميع
في أوقات النكبة الكروية لأحد الأندية العملاقة مثل برشلونة أو الريال ونظريهما في مصر الأهلي والزمالك، ومع تحركات الوزارة نتيجة غضب الجماهير، تظهر فئة رجال الأعمال المنتمية للنادي على السطح أو أبرز أساطيره من نجوم سابقة، بحثًا عن دور البطولة والشهرة في أغلب الأحيان وزيادة الشعبية، لما لا وأن الكرة هي مفتاح الكثير منهم لمجلس النواب في مصر أو زيادة استثماراتهم والدعاية لها.
فتكون الساحة مهيئة تمامًا لهؤلاء الباحثين عن بطولة زائفة بوعد الجماهير بصرف الملايين لدعم النادي بصفقات جديدة والإبقاء على ميسي وتحسين الأوضاع لزيادة الشعبية، أو أحد أساطير النادي السابقة يتحدث عن تطبيق العدل والمبادئ والشدة حتى يعود بالنادي لسابق عهده ورونقه وخلافه من تلك الأمور التي حفظها الصغير والكبير في مصر عن ظهر قلب.
الإعلام قصة أخرى
الأمر الأخير الذي ستراه في مخيلتك قبل أن تعود للواقع وتستفيق من الإبحار بخيالك في ذلك الربط الفانتازي، تناول الإعلام الفج لتلك القضية، حيث لن يهم أبرز نجومه في هذه الفترة سوى كسب رضا الجماهير وأقوى الشخصيات المتاحة لإنقاذ النادي، وسيقوم بكل شيء لدعمهم والاقتراب من الجماهير الغاضبة بوضع مسكنات واهية لمشكلتهم الكبيرة، وهو في النهاية الرابح سواء بشكل صريح من مصالح مع هذا الطرف أو ذاك أو زيادة نسبة الإعلانات على برنامجه من استقطاب تلك الجماهير الكبيرة في صفه لرؤيته، دون الاهتمام بمهنية الرسالة الإعلامية ذاتها والقائمة على الحياد وعرض الأزمة دون الميل لطرف على حساب آخر وهكذا.
لكن الإعلام في مصر وخاصة الرياضي، دائم الكيل بأكثر من مكيال ولي اثنين فقط، وينحاز دائمًا لمصالحه الخاصة مستخدمًا الجماهير وكل الأدوات المتاحة في تلك الأوقات لتنفيذ مراده الشخصي البحت تحت غلاف الشعارات الزائفة والكلمات الرنانة التي تعلي سعر الحلقة لا أكثر وتجذب عدد أكبر من المشاهدين له ولقناته فقط.
أخيرًا وبعد العودة للواقع أؤكد لك عزيزي المشاهد أنك رأيت فقط الصورة السيئة للحال الكروي في مصر من خلال هذا المثل العالمي، وأن تلك الأحداث لن ترى ثمنها حتى في الواقعة الحقيقية مع برشلونة وفي إسبانيا، وأنها مثلما يكتب في نهاية أفلام الخيال العلمي والتشويق، نسجت من وحي خيال المؤلف فقط!