بدأت الأمهات المصريات يعبرن عن الملل واستنفاذ طاقتهن بعد مرور أيام على تجديد تعليق الدراسة، وحظر حركة السير، وأخذن يبحثن عن طرق علاجية لشغل وقت الحظر.

sss

وأعلنت الحكومة المصرية عن عدة إجراءات للحد من انتشار، فيروس كورونا، من بينها تعليق الدراسة في المدارس والجامعات، وحظر التجول من السابعة مساءً وحتى السادة صباح اليوم التالي.

وعبرت بعض الأمهات  في تدوينات على صفحاتهن عن أزماتهن النفسية التي بدأت تراودهن من قلق وتوتر وشعور بالإحباط والملل أيضاً، بالإضافة إلى حالة الملل التي بدأ الأطفال يعبرون عنها بسبب تواجدهم بالمنزل دون الخروج أو القيام بالأنشطة التي اعتادوا القيام بها يوميا. 

وذكرت دراسة بحثية نشرتها مجلة ”لانسيت“ الطبية الأسبوع الماضي أن للحجر الصحي آثارًا نفسية سلبية خطيرة مثل الغضب والارتباك والملل، والاستنفاد العاطفي. 

 توصيات منظمة الصحة العالميةن

نشرت منظمة الصحة العالمية مجموعة من التوصيات لأستريد شيفانس، الطبيبة النفسية وطالبة دكتوراة في علم الأوبئة في باريس، على موقعها للاهتمام بالصحة النفسية أثناء فترة الحجر.

وأشارت تلك التوصيات إلى أنه يجب على الشخص في حالة الحجر “محاولة الحفاظ على روتين قريب من الروتين المعتاد”، كالنهوض مبكرا وارتداء الملابس وتناول الطعام في أوقات محددة ودون إفراط، مع تجنب تناول الوجبات الخفيفة طوال اليوم، لأن زيادة حصص الطعام لن تكون صحية مع انخفاض النشاط بسبب البقاء في المنزل. 

 وتؤكد شيفانس،  بشكل خاص على أهمية “عدم تغيير دورة النوم والاستيقاظ”، رغم الإغراء الذي قد يحصل، ودعت إلى النهوض مبكرا وفتح النوافذ لإدخال أكبر قدر ممكن من الضوء إلى المنزل والحفاظ على النشاط البدني الأساسي، حتى لو كان في الداخل، لأن “البقاء على السرير ليلا ونهارا قد يؤدي إلى اضطرابات النوم أو تفاقمها”. 

وشددت الطبيبة النفسية، على أن الأطفال روتينيون بشكل خاص، ويكون الحجر مربكا للغاية بالنسبة لهم. لذلك لا بد أن يوضع لهم جدول يشمل حصصا دراسية وأنشطة إبداعية وأوقاتا للعب مع بقية العائلة وأوقاتا أخرى للراحة.

وتقول شيفانس اعتمادا على توصيات منظمة الصحة العالمية، إن “الأطفال غالبا ما يبحثون في أوقات التوتر والأزمات، عن المزيد من المودة ويطلبون المزيد من والديهم،  وربما  يتشبثون بهم أكثر من اللازم لعدم قدرتهم على التعبير عن التوتر. ولإزالة مخاوفهم لا بد من التحدث عن الوباء بصدق وبمفردات مناسبة لأعمارهم”. 

تأثير الحجر على الأطفال

تقول نيفين وليام أخصائية نفسية والحاصلة على ماجستير علم النفس المعرفي جامعة القاهرة، إنه في ظل الأحداث العالمية المضطربة بسبب فيروس كورونا غالباً ما يسمع الاطفال كلمات يجهلون معناها مثل اسم الفيروس.

” كلمة فيروس نفسها قد تكون غير معروفة بالنسبة للطفل خاصة الأطفال الاصغر سناً بالإضافة لحالة التوتر والقلق التي يعاني منها الكبار والمعروف أن ردود أفعال الأطفال على الحدث الصادم تتأثر تأثراً شديداً بسلوك الوالدين أو غيرهم من الكبار المهمين فى حياة الطفل”. 

وأضافت، وليام،  أن هناك عدة أعراض من الممكن أن تظهر على الطفل خلال هذه الفترة نتيجة للخوف والقلق.

وفندت، وليام، الأعراض بأنها تشما صعوبة في النوم، أحلام مزعجة وكوابيس، قد يكون الاطفال خائفين وقلقين لأنهم سيفارقون ذويهم أو أشخاص محببين لديهم، وأحيانا تظهر على الأطفال علامات التبول الليلى ومص الأصابع البكاء بدون سبب واضح. 

 صحة نفسية أفضل

ترى الأخصائية النفسية أن هناك بعض الخطوات على الأمهات اتباعها من أجل صحة نفسية أفضل لأطفالهن وتضمنت تلك النصائح الأتي: 

– إخبار الطفل عما يحدث بطريقة مبسطة من خلال حدوته أو قصة مصورة دون تهويل أو تهوين. 

– تفسر له سبب التوقف عن الدراسة أو التوقف عن الذهاب للأقرباء أو مكان العبادة وإخباره أنها فترة مؤقته وسنعود. 

– تشجع الطفل على التعبير عن مخاوفه وقلقه وأفكار والاستماع له جيداً دون اعتراض او تقليل لما يشعر به.

– حماية الطفل من التعرض المستمر للأخبار والأحداث المتسارعة بشأن الإصابة بالفيروس. 

– الحفاظ على نظام الحياة قدر الإمكان مع طفلك، يمكنك وضع جدول يومي بمشاركة الأطفال بالمهام والأنشطة التي تقمون بها. 

-عطاء الطفل الإحساس بالتحكم والاختيار لما يحدث باليوم حتى ولو في الأنشطة والألعاب. 

-إذا تراجع الطفل (بالقيام بأشياء كان يقوم بها في عمر أصغر) يجب ألا ينتقد على أعماله وتفهم أن هذا أمر شائع .

توتر الأمهات 

وتقول ريهام خليل الأخصائية النفسية، إن قلق الأمهات ينعكس بالسلب على الأطفال في صورة خوف أو قلق أو عنف. 

وأضافت خليل  أن الواقع يشير إلى أننا في موقف جديد وخطير ولكن المسؤولية تحتم على الأمهات أن يكونوا أكثر تماسكاً، وأكدت على أن هناك عدة خطوات على الأم أن تتبعها من أجل صحة نفسية أفضل لها ولأولادها خلال هذه الفترة. 

وسردت الأخصائية النفسية الخطوات كالتالي:” ضرورة تماسك الأم نفسيا عن طريق تنفيذ طاقتها بروتين يومي لتشتيت ذهنها عن الأخبار الموجعة المتتالية، بالإضافة إلى توحيد مصادرها لمتابعة الأزمة الحالية ويجب أنت تكون تلك المصادر رسمية وموثوق فيها للابتعاد عن الشائعات التي تتسبب في زيادة الضغط العصبي، بالإضافة إلى عمل روتين يومي للأطفال للحفاظ على صحتهم النفسية”. 

وتضيف سالي توما استشاري الطب النفسي:” أن هناك عاملين يؤثران على الصحة النفسية في هذه الفترة هما القلق والحداد، وأضافت أن الحداد ليس فقط في فقد شخص عزيز وإنما أيضا في فقد معنى الحياة ومراحل الحداد تبدأ من الإنكار وتنتهي عن الاستسلام للواقع مرورا بالحزن والتقرب إلى الله”. 

وأكدت، توما،  على ضرورة التقارب الاجتماعي ليس بالجسد عن طريق مقابلة الأشخاص حرصا على الصحة الجسدية، ولكن عن طريق وسائل التواصل مع الأصدقاء والجيران والأقارب فهذا قد يسبب في حالة من الاستقرار النفسي”.