يبدو أن نادي الزمالك لم يخرج بعد من أجواء خسارة كأس السوبر المصري بهدفين نظيفين أمام غريمه الأهلي، في مباراة أقيمت يوم الجمعة الماضي بمدينة العين الإماراتية، وقد ألقت هذه الخسارة بظلالها على الفارس الأبيض مساء أمس الأربعاء، فتعادل بشكل محبط مع نادي إنبي، وفقد نقطتين في صراع صدارة الدوري مبكرًا.
وخطف نادي إنبي تعادلًا ثمينًا وقاتلًا من الزمالك في آخر 7 دقائق من المباراة، برأسية متقنة من ركلة ركنية حولها أحمد كالوشا لشباك الحارس عواد، ليكتب التعادل نهاية المباراة التي جمعت الفريقين في الجولة الثالثة من الدوري الممتاز.
تعددت أسباب سقوط أبناء ميت عقبة في فخ التعادل أمام إنبي، نرصدها في التقرير التالي:
فيريرا خارج الخدمة
يعاني المدرب البرتغالي المخضرم جيسوالدو فيريرا من عدم تركيز واضح منذ بداية الموسم الحالي. وهو ما بدا واضحًا في تصريحاته المثيرة للجدل مؤخرًا وشعوره بالتفاخر والغرور لما فعله في الموسم الماضي من فوز بالدوري والكأس وسط ظروف صعبة.
غرور فيريرا وإحساسه بالإنجاز بدا كذلك في سوء اختياره للاعبيه في التشكيل الأساسي، وعدم منح الفرصة لآخرين على مستوى جيد، وإصراره في الإبقاء على بعض العناصر متدنية الأداء، رغم الأداء المتذبذب.
أيضًا، يعاب على فيريرا حاليًا إصراره على طريقة اللعب التي يعتمدها دون تغيير أو إبداء مرونة تكتيكية بها، وهو لا يحيد عن طريقة 3-4-3 ويتمسك باللعب بثلاثي دفاعي في الخلف أمام فرق متوسطة لا تهاجمه كثيرًا، ما يفقده الكثافة الهجومية بلاعبين في الأمام وفي خط الوسط، وبالتالي تنخفض نسبة الأهداف وتغيب النجاعة الهجومية المطلوبة.
انسجام الصفقات الجديدة
هناك حالة من عدم الانسجام واضحة بين أوراق فيريرا الأساسية والوافدين الجُدد. إذ لم يظهر بالشكل الجيد سوى مصطفى شلبي، لكنه أهدر أكثر من فرصة متاحة للتسجيل رغم مستواه المبشر.
وظهر زكريا الوردي تائهًا وتسبب في كوارث للفريق، خاصة في لقاء السوبر أمام الأهلي. كما لم يقنع عمر جابر الجميع بمستواه المتواضع الذي قدمه منذ العودة للفريق. وكذلك الأمر مع عمرو السيسي الذي ما يزال يتحسس أقدامه رغم إمكاناته الجيدة.
ولا يشرك فيريرا “الزناري” كثيرًا في الدفاع رغم إصابة الونش، واختفاء نداي وسامسون بسبب الإصابة، فمنذ قدومهما لم يستفد منهم الفريق أبدًا.
انعدام البدائل الهجومية
لا يمتلك الفريق الأبيض حلولًا هجومية متنوعة أو مبتكرة. خاصة مع خروج المحترف التونسي سيف الدين الجزيري الدائم كبديل بقرار فيريرا، وإصراره على الدفع بلاعب في مركز المهاجم مثل زيزو من قبل وأخيرًا أوباما.
ورغم مشاركة مصطفى شلبي، إلا أن الفريق لم يظهر بالشكل المطلوب، وبالتحديد في الشوط الثاني في مباراة الأمس، خاصة في ظل فقدان دكة البدلاء لمهاجم صريح آخر يحل الأزمة.
ظهر الزمالك في مباراة إنبي بشكل محبط، ويبدو أن خسارته لقب السوبر المصري أمام الأهلي بثنائية نظيفة، ما تزال تؤثر عليه بالسلب، لا سيما وأنها أفقدته بطولة مهمة أمام غريمه التقليدي.
وجاء غياب إمام عاشور كعامل مؤثر للغاية على الزمالك في لقاء إنبي. حيث افتقد الفريق للاعب الذي يحرك الدفة للأمام، وكان خط وسط الفارس الأبيض سلبي للغاية في جانب التحولات الهجومية.