يسعى اليمين المتطرف في بريطانيا، للنيل من أعرق ديمقراطية في العالم، ويريد أن يزري بتراث عريض من التنوير والتسامح والثقافة، لكي يفسح المجال لعودة المملكة المتحدة إلى عصور غابرة من العزلة الأولى التي باتت في ذمة التاريخ.

sss

رغم أن المملكة المتحدة تضم البرلمان الأقدم في التاريخ المعاصر، إلا أن حزب «استقلال بريطانيا» كان السبب الرئيس في التوصل إلى «اتفاقية بريكزت»، أي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو حزب يميني ينتهج معاداة الأجانب والأقليات المهاجرة، وخصوصا المسلمون، مثل جميع الأحزاب اليمينية المتطرفة في القارة الأوروبية.

حزب «استقلال بريطانيا»

ككثير من الديمقراطيات الغربية، تتزايد جرأة اليمينيين البريطانيين الذين يستمدون القوة من الانتصارات التي ينسبونها لأنفسهم على النخب المؤسسية، في سياق الزعم بأن «العولمة» هي السبب المباشر للعديد من المشاكل التي يواجهها «المواطنون الأصليون» في المملكة المتحدة.

حذرت الجهات الأمنية البريطانية في مارس 2019 من مخاطر تصاعد خطر اليمين المتطرف في البلاد، خصوصاً المتطرفين المرتبطين بجماعات «النازيين الجدد» في أوروبا. ونقلت صحيفة «صنداي تايمز» في حينه، عن «تقييم حكومي» أن «خطر اليمين المتطرف يتجاوز تهديد المنظمات الإرهابية المحسوبة على الإسلام في بعض مناطق بريطانيا».

 

هذه هي أهم التنظيمات اليمينية المتشددة في بريطانيا:

«الحركة الوطنية»

قبل سنوات كان اليمين المتطرف يقتصر على جماعات صغيرة مناهضة للهجرة لا تعرض الأمن القومي لمخاطر جدية، وفق السلطات. لكن ظهرت مجموعات جديدة مثل «الحركة الوطنية» التي حُظرت في ديسمبر 2016، بعد بضعة أشهر من اغتيال النائبة العمالية جو كوكس من قبل إرهابي متعاطف مع النازيين الجدد. وقد ارتكبت جريمة قتل النائبة قبل فترة قصيرة من الاستفتاء على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبدء خطاب حول كراهية الأجانب في المملكة المتحدة.

اغتيال النائبة العمالية جو كوكس

 

الحزب الوطني البريطاني

تأسس الحزب في عام 1982، وهو ناشط في عموم المملكة المتحدة، ويعد من أقصى اليمين، ويصنف كحزب فاشي. يقع مقره الرئيسي، في وينجتون، كمبريا، زعيمه الحالي هو آدم ووكر.

وحقق أعلى مستويات نجاحه في عام 2000، عندما كان لديه أكثر من خمسين مقعدا في الحكم المحلي، ونائب في هيئة لندن التشريعية، واثنين من أعضاء البرلمان الأوروبي. تحارب سياسات الحزب الهجرة ، فهم قوميون يريدون «إبقاء بريطانيا للبريطانيين»، عن طريق عدم السماح، لأشخاص من دول أخرى، بالانتقال إلى المملكة المتحدة.

الحزب الوطني البريطاني

«استقلال بريطانيا»

تأسس الحزب عام 1993 وحدد لنفسه هدفاً واحداً، يتمثل بانسحاب المملكة البريطانية من الاتحاد الأوروبي ومن المؤسسات الأوروبية، وأطلق الحزب صافرة الإنذار حيال حق الناس في التنقل بحرية ضمن الاتحاد الأوروبي، بحثاً عن عمل، فرفع الحزب خلال الانتخابات الأوروبية شعار «استعيدوا السيطرة على بلادنا».

انسحاب المملكة البريطانية من الاتحاد الأوروبي

 

«بريطانيا أولا»

أنشئت حركة «بريطانيا أولا» في عام 2011 من أعضاء سابقين لحزب «التحالف الوطني» البريطاني، والتي باتت في فترة وجيزة أكبر تجمع لليمين المتشدد في البلاد. وتهدف مفاهيم الحركة اليمينية إلى إعادة ما تسميه “التقاليد البريطانية”، وإنهاء ما تعتبره مظاهر «أسلمة» في المجتمع البريطاني، إضافة إلى أنها حركة مناهضة للهجرة الجماعية إلى البلاد بغض النظر عن لون البشرة أو العرق.

ذكرت الحركة أن عدد أعضائها نحو 6000 عضو، إلا أنها تسعى لبناء جيش إلكتروني على الإنترنت من خلال وسائل التواصل الاجتماعي. وتبنت الحركة هجمات على بعض المساجد، وأطلقت عليها اسم «الدوريات المسيحية.

بريطانيا أولا

 

تصاعد الهجمات ضد المسلمين

وسجلت شرطة لندن زيادة حادة في الهجمات ضد المسلمين خلال السنوات الأربع الماضية، حيث ارتفعت الحوادث من 343 حادثة في الفترة من 2012 إلى 2014، لتصل إلى 1260 عام 2017.

لذلك، ازدادت عمليات مكافحة الإرهاب اليميني في بريطانيا خلال العام الماضي بنسبة 88%، وكلفت الحكومة جهاز الاستخبارات الداخلية MI5 بتتبع أفراد اليمين المتطرف الذين يخططون لشن هجمات إرهابية على الأجانب والمهاجرين.

وأعلن وزير الأمن البريطاني بين والاس في مارس 2019، عن أن 50% من الموظفين الذي يعملون لصالح أحد البرامج الحكومية المتخصصة في مكافحة الراديكالية يحاربون التطرف اليميني، موضحا أن حكومته تنظر في تخصيص المزيد من الأموال لدعم البرنامج الحالي الممول بـ45 مليون جنيه إسترليني.

تصاعد الهجمات ضد المسلمين

 

الفضاء الإلكتروني

على مستوى الفضاء الإلكتروني، حظرت شركة «فيسبوك» في إبريل 2019، بشكل دائم، حسابات عدد من منظمات وقادة اليمين المتطرف في المملكة المتحدة، على موقع التواصل الاجتماعي.

وذكر البيان: «إن الأفراد والمنظمات الذين ينشرون الكراهية، أو يهاجمون أو ينادون باستبعاد الآخرين على أساس طبيعتهم، ليس لهم مكان على فيسبوك. وبموجب سياسة الأفراد والمنظمات الخطرة التي نتبعها، فإننا نحظر من يعلنون مهمة عنيفة أو كراهية أو يشاركون في أعمال كراهية أو عنف».

المصادر:

مخاطر تنامي اليمين المتطرف في بريطانيا

الحزب الوطني البريطاني

بريطانيا تحذّر من تصاعد تهديد اليمين المتطرف

إرهاب اليمين المتطرف تهديد «متزايد» في بريطانيا