انتشار فيروس كورونا المستجد في مصر، تسبب في حالة فزع عام، ومع ارتفاع عدد المصابين وتسجيل حالات وفاة، ووصول الفيروس إلى محافظات كثيرة، ولكن تصريحات وزيرة الصحة المصرية، الدكتورة هالة زايد، عن أن العائدين من الخارج والمعتمرين والمخالطين لهم هم سبب انتشار كورونا، فتحت الباب أما تساؤلات كثيرة حول سبب دخول الفيروس مصر، هل بسبب العائدين أم هناك متهم أخر.
sss
وأعلنت وزارة الصحة في أخر بيان لها، أن إجمالي إصابات كورونا في مصر ٣٢٧ حالة وحصيلة الوفيات ١٤ وارتفاع حالات الشفاء من مصابي الفيروس إلى 56 حالة وخروجهم من مستشفى العزل، وأن الحالات التي تحولت نتيجة تحاليلها من إيجابية إلى سلبية 74حالة.
وأعلن مجلس الوزراء، اليوم حظر التجول بداية من السابعة مساء غد الأربعاء وحتى السادسة صباحا، ولمدة أسبوعين اثنين.
وتضمن القرار حظر حركة المواطنين على الطرق العامة، وإيقاف كافة وسائل النقل العام والخاص وقت الحظر وإغلاق كافة المحال التجارية من الخامسة مساًء وحتى السادسة صباحاًوإغلاق كامل للمحال التجارية يومي الجمعة والسبت باستثناء محال البقالة والصيدليات من قرارات الإغلاق.
وشدد القرار على اقتصار عمل المطاعم على توصيل الطلبات إلى المنازل ومد تعليق الدراسة بالمدارس والجامعات لمدة أسبوعين، ووضع عقوبة مالية قدرها 4 آلاف جنيه أو الحبس 3 سنوات لكل من يخالف القرارات الحكومة.
وقال عوض تاج الدين وزير الصحة الأسبق، إن أسباب وصول هذا المرض الخطير لمصر كثيرة أولها لأن مصر مفتوحة على العالم الخارجي وبها سياحة كبيرة، وتتواصل مع جميع دول العالم، مشيرًا إلى أن الأشياء الإيجابية المهمة في التعامل مع كورونا، أن يكون لديك توقعات في هذه الأمر واستراتيجيات للتعامل مع الأمور الموجود بشأن المرض”.
وسبق وأن أصدرت الحكومة المصرية حزمة من قرارات سابقة وعلقت رحلات الطيران حتى نهاية الشهر الجاري.
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال لقائه بعدد من الأمهات، أول أمس الأحد، بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة، إن الدولة المصرية تستعد لمواجهة خطر جسيم جدَا، مضيفا: “ولو ما حطيناش إيدينا في إيد بعض، واتعاملنا مع الموضوع بشكل حاسم هنخسر كتير”.
“قنابل موقوتة”
وبداية الحديث عن “كورونا”، في مصر كانت بنفي الحكومة وجود أي إصابات بها، رغم إعلان أكثر من دولة إصابات عائدة من مصر، ووفقاً لبيانات الصحة المصرية، فإن ما لا يقل عن 97 من الرعايا الأجانب الذين زارو مصر، منذ منتصف فبراير الماضي، جرى اكتشاف إصابتهم بالفيروس عند عودتهم إلى بلادهم، وهو ما جعل الأمر أشبه بـ”قنابل قابلة للاشتعال في أي وقت”، فمن السياح العائدين لبلادهم إلى أبناء البلد العائدين إلى موطنهم الأصل تبقي الإجابة حول سبب انتشار الفيروس بالبلاد، “غامضة”.
وعدد الدكتور أحمد حسين، عضو نقابة الأطباء، أسباب انتشار فيروس كورونا بمصر، موضحًا أن تراخي الحكومة في التعامل مع الأزمة في بداية الأمر والتأخر في الاجراءات الاحترازية التي طبقت في الوقت الراهن، أحد الأسباب، بجانب المخالطين لحالات لها تاريخ مرضي أو عائدة من الخارج، مع عدم التقصي بشكل كافي عن الحالات بالبلاد، محذرًا من زيادة أعداد المصابين حيث حينها لم تستطع المستشفيات والمؤسسات الطبية السيطرة على الوضع .
وقال لـ مصر 360، أن قرار غلق المقاهي والمحلات الساعة 7، لم ينقصنا من دخول مرحلة أشرس في المرض، فالدولة ليس أمامها سوي تطبيق “قرار حظر التجول”، كما فعلت الأردن وبعض الدول الاوروبية، قائًلا :”معندناش رفاهية العلاج”، في إشارة منه إلى نقص الإمكانيات في المستشفيات العامة، مطالبًا جميعات المجتمع المدني والمؤسسات الحكومية والأحزاب بدعم مساندة العاملين، مبرراً تطبيق قرار الحظر “يقعدوا جعانين أحسن ما يموتوا”، وفق قوله.
وتؤكد وزيرة الصحة، الدكتورة هالة زايد، مراراً وتكرار أن هناك إجراءات شديدة تتم على المصريين العائدين من الدول الخارجية، فهم يمرون علي اختبار كورونا بالكامل، و بعد ذلك يتم تحديد الحالة، موضحة أن الأطقم الطبية تعمل فى مواجهة فيروس كورونا من أجل المواطن والوطن.
وفي بيان رسمي لرئاسة الجمهورية، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تخصيص تمويل بقيمة 100 مليار جنيه مصري “في إطار خطة الدولة الشاملة للتعامل مع أي تداعيات محتملة لفيروس كورونا المستجد”.
وناك بعض من العائدين من الخارج يحاولون التحايل على فكرة الحجر الصحي، و يدخلون البلاد بطرق غير شرعية، وخاصة العائدين من دول أوروبية، لاسيما إيطاليا، و كشفت بعض المناشدات على مواقع التواصل الاجتماعي، قدوم أعداد كبيرة في بعض مراكز محافظة أسيوط بطرق غير شرعية، وهو ما استدعي مديرية الصحة بالمحافظة لوضع خطة للبحث عن أي عائد والإبلاغ عنه، من خلال الرائدات الريفيات.
وأعلن الدكتور أحمد سيد موسى مدير إدارة مكافحة العدوى بمديرية الصحة بأسيوط، أنه تم عمل خطة تتبع للعائدين من الخارج بمختلف مراكز المحافظة من خلال الرائدات الريفيات، وإبلاغ المديرية لمطابقة البلاغات بالأسماء المسجلة لدى المديرية خاصة وأن هناك أشخاصًا لم تتم عودتهم بالطرق الرسمية خاصة من إيطاليا.
وقال “موسى”، إن جميع الحالات التى عادت من إيطاليا بلغ عددها 296 حالة من مركزى القوصية وأبنوب وهم مسجلين لقدومهم عن طريق المطار بطريقة شرعية، ولكن هناك من يقوم بالسفر من إيطاليا ولكن يكون عن طريق الترانزيت فى أى دولة ما يبعد الشك عنه”.
وقال “دفعنا هذا إلى القيام بالدفع بالمراقبين الصحيين والرائدات الريفيات بالقرى التى يقطنوا بها لإخطار المديرية بأى شخص عائد من السفر ومطابقة الاسم على الأسماء الموجودة فى الكشوف حتى يتم التأكد من عودة بطريقة شرعية أو غيرها لتطبيق الحجر المنزلى عليه، مشيرًا إلى وضع العائدون تحت الرعاية والمتابعة الصحية بالحجر المنزلى لهم”.
العائدون من العمرة
ويبقى المصريون العائدون من العمرة، محل شك، وفق تصريحات وزيرة الصحة، بأن ” 15 حالة إصابة يوميًا بين العائدين من العمرة”، وهو ما أثار حالة من الجدل والتخوف لدي المصريين، من وصول المرض مرحلة يصعب السيطرة عليها.
وقالت وزيرة الصحة، في مداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، مقدم برنامج “الحكاية”، إن30 حالة جديدة بفيروس كورونا، ضمن الحالات الـ46 التي أعلنت عنها الوزارة، يوم الجمعة، كانت لأشخاص قادمين من العمرة.
لذا طالبت وزارة الصحة والسكان، العائدين من أداء مناسك العمرة، بضرورة البقاء في منازلهم لمدة 14 يوما، كإجراء احترازي للاطمئنان على صحتهم، في إطار الخطة الوقائية والاحترازية لمواجهة الفيروس.
أسباب انتشار الفيروس
وأرجع مكرم رضوان، عضو لجنة الشئون الصحية بالبرلمان، أسباب دخول “كورونا” مصر إلى دخول الأجانب الوافدين إليها أو المصريين العاملين في الخارج وعائدين إلى موطنهم، موضحًا أن الأجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة لمواجهة هذا الفيروس ترفع المسئولية عنها في انتشار المرض، أو تجاهل الأمر في بداية الأزمة، كما تداول، وهو ما جعل المواطن مسئول عن نفسه وذلك من خلال الاهتمام بنظافته واستخدام المطهرات وعدم التواجد في الأماكن المزدحمة أو التجمعات .
وقال عضو لجنة الشئون الصحية، في تصريحات لـ “مصر 360″، إن منظمة الصحة العالمية أشادت أيضًا بالدور الذي تقوم به الحكومة، وأن البرلمان يتابع كافة الإجراءات والقرارات دون تدخل في الوقت الحالى، مؤكدًا أن عدم التزام المواطنين بالحجر الصحي المنزلي، منذ بداية اكتشاف الحالات، هو سبب زيادة عدد المصابين.
وعن حقيقة الأرقام المعلنة ومدي دقتها، قالت إليزابيث شاكر، عضو لجنة الصحة بمجلس النواب، إن هناك صعوبة بالطبع في حصر أرقام المصابيين بـ”كورونا”، وليس في مصر فقط، بل في كل دل العالم تقريبًا، وذلك بسبب أن حامل هذا الفيروس لا تظهر عليه أي أعراض في البداية ومن المستحيل وزارة الصحة تحصر 100 مليون مواطن.
وأضافت عضو لجنة الصحة، في تصريح خاص لـ مصر 360، أن كل الدول المصابة والتي تواجه هذا الفيروس لديها أعداد كبيرة لم يتم الإعلان عنها فهناك صعوبة في حصر المصابين في أي دولة، وأن الخطورة ستتحقق في حالة إذا ارتفع عدد الحاملين لهذا الفيروس إلى 1000 مصاب، لأن المستشفيات لن تستطيع علاج هذا العدد من المرضى، وهو ما يدفعنا لنقل الفيروس إلى “المستوي الثالث”، وهو يعني عدم معرفة أسباب المرض والحاملين له.
وحول ما تردد عن استخدام علاج الملاريا للوقاية من فيروس كورونا المستجد، أكدت عضوة لجنة الصحة بالبرلمان، أنه لا يوجد حتى الآن أي عقار للوقاية من فيروس كورونا، وأن منظمة الصحة العالمية ومراكز البحوث الطبية، يعملان في الوقت الراهن، علي إجراء عدد من التجارب لعلاج المصابين، حيث يتم استخدام علاج الملاريا ومصل أنفلونزا الخنازير وبعض العقاقير الخاصة بالسخونية كتجارب أولية لعلاج المصابين فقط ،وليس كعقار رسمي للفيروس .
وأشارت، “شاكر”، إلى أن الشخص الذي تنتقل له العدوى تكون حالته أصعب من المصاب الأول بالمرض، وذلك نظرًا لأن العدوى تنتقل له أكثر من مرة عن طرق غير مباشرة وبالتالي تكون حالته خطرة وصعوبة وجود أي علاج لها في الفترة الحالية ما يسبب في الوفاة، مؤكدةً أن العلاج المصرح به حتى الآن للمصابين هو الراحة وخافض للحرارة والعزل 14 يومًا، واستخدام المواد المطهرة والحفاظ على النظافة الشخصية وعدم الخروج من المنازل إلا للضرورة القصوى.
ويقول الطبيب “حسين” عضو نقابة الأطباء، إن هناك عائدين من دول أوروبية، لاسيما إيطاليا، دخلوا مركز أبنوب بمحافظ أسيوط بطرق غير شرعية، كما يوجد أكثر من 200 مواطن عادوا من فرنسا وايطاليا منذ يداية الأزمة ولكن بشكل شرعي، لافتًا إلى أن هذه الحالة يجب وضع المحافظة تحت الحجز الصحي وعزلها تمامًا مع وجوب فحص لكل المخالطين وإجراء تحاليل لهم لتأكد من سلامتهم، وحتي لا ينتشر الفيروس في محافظات أخري بسبب مخالطة هؤلاء الأشخاص .
وعن دور الأطباء وما يعانيه في مواجهة الفيروس، أكد أنه إذا لم تتوافر الأمكانيات والمستلزمات الطبية لهؤلاء الأطباء في الأيام القليلة المقبلة، فوجودهم سيضر أكثر ما يفيد، حيث سيتحول هؤلاء الأطباء إلى “بؤرة للمرض”، ويصبحوا حاملين له ويصبحون مصدر للعدوى .
وتابع”بعض الدول العربية كالسعودية وغيرها لها تاريخ في التعامل مع الأوبئة، ويعتمد على معرفتها بالشكل السابق من الفيروس والذي انتشر في بعض الدول العربية عام 2012، لكن الشكل المستجد مختلف، ولذلك أرى أنه يجب أن يخضع جميع القادمين من مناطق تفشي الفيروس لحجر صحي لمدة 3 أسابيع وليس أسبوعين كما تقوم به بعض الدول”، مضيفًا أن المشكلة الأساسية في الإجراءات العربية إزاء القادمين من مناطق انتشار الكورونا هي “عدم اتخاذ سياسات فعالة لتتبع المسافرين”.