سادت حالة من الجدل عبر الأوساط الإعلامية خلال الأيام القليلة بعدما أعلنت شركة ميدترونيك ” medtronics” الأمريكية والأشهر في تصنيع أجهزة التنفس الصناعي، عن إسقاط حقوق الملكية الفكرية الخاصة بأجهزة التنفس الصناعي التي تملكها، ومشاركة كل التصميمات مع الدول للبدء في تصنيعها فورا، لمواجهة خطر تفشي فيروس كورونا المستجد عالميًا، ولكن يبدو أن خلف الكواليس حكايات لم ترو بعد، حيث أشار بعض المهندسين في مجال الأجهزة الطبيبة إلي أن مكونات الجهاز الذي أعلنت عنه الشركة غير متاحة بالسوق نظراً لقدم إنتاجها.

sss

جهاز شركة ميدترونيك الذي أعلنت مشاركته مع الدول هو PB 560، الذي تم طرحه عام 2010 في 35 دولة حول العالم، ويمكن استخدامه في مجموعة من إعدادات الرعاية، ما يجعله حلًا قويًا للتنفس. 

يقول مصطفى الوكيل مهندس بشركة  متخصصة في تصميم وتصنيع المعدات الطبية الإلكترونية، إن شركته بدأت في تصنيع أول جهاز تنفس صناعي محلي الصنع، مؤكدا على أن هناك صعوبات في تجميع جهاز التنفس الصناعي الذي اتاحت شركة ميدترونيك تفاصيله ورسوماته التخطيطية، نظرا لأنها قديمة جدا، وغير متوفرة. 

 

وعن إمكانية تطوير المخطط الذي أتاحته شركة ميدوترونيك، يوضح المهندس تامر أحمد، أنه بمجرد تغير المايكروكنترولر يحدث شيئان: الأول، رخصة الجهاز والموافقة على استخدامه من الــ FDA أصبحت غير صالحة، وبالتالي لابد من الموافقة على الجهاز بعد التعديل من جديد، والثاني، ضرورة تغيير “السوفتوير و بورتينج” وبهذا نحتاج إلى تغيير الدوائر الإلكترونية وعودة للتجربة من جديد، وحالياً العالم أصبح في احتياج أجهزة بسرعة، نظرا لكثافة أعداد المصابين والوفيات في عدد من بلدان العالم وعلى رأسهم إيطاليا واسبانيا، حيث يموت شخص كل دقيقة تقريباً. 

إقرأ ايضا: “التربية أمانة مش بالإهانة” .. الأطفال ضحايا جدد للعزل المنزلي

وردا على تصريح عمر إشراق المدير النفيذي لشركة ميدترونيك بإسقاط حقوق الملكية الفكرية على جهاز التنفس الصناعي عبر صفحته الرسمية على تويتر، يقول “رافيل ويليام” الباحث في الاعلام، عبر تويتر:” من الممتع ما فعلتموه، ولكن لم يكن من المتاح تنفيذ هذا الجهاز بسهولة، نظرا لعدم توفر أجزائه وأبرزها متحكم رئيسيST10F276“. 

اقرأ أيضا: “الكمامة والقفاز”..أدوات الوقاية من كورونا لا تمنع العدوى

 وفي حوار أجراه “فافا جمالي”، نائب رئيس شركة ميدترونيك، مع قناة CNN حول مخططات الشركة في زمن الكورونا، قال “سيصبح الأمر كارثيًا إنْ أُنتجت أجهزة التنفس الصناعي بكثافة عالية”، هكذا جاء رد “جمالي” على سؤال حول إمكانية إنتاج أجهزة التنفس الصناعي بكثافة أكبر مما توفره ميدترونيك اليوم، بعد أن وصلت بحدود إنتاجها للطاقة القصوى ورفعتها خمسة أضعاف المعتاد لتصل إلى ٥٠٠ جهاز في الأسبوع بحد أقصى ٢٦ ألف جهاز في العام. 

ونشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، في مارس الماضي، تقريرا عن محاولة مجموعة من مسئولي الصحة في الولايات المتحدة في 2008، لتفادي وباء عالمي يضر الجهاز التنفسي بعد خوض العالم عدة أزمات بداية من فيروس سارس (SARS) عام 2003 وحتى متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (MERS) عام 2012، وإنفلونزا الخنازير والطيور. 

وأشارت مجموعة العمل إلى أن هناك نقص حاد ستعاني منه الولايات المتحدة في أجهزة التنفس الصناعي حال انتشار وباء بأعراض أقوى، وقدرت المعلومات احتياج البلد لـ٧٠ ألف جهاز تنفس صناعي إضافي. 

وبالفعل أعلنت الحكومة الفيدرالية عن حاجتها لأجهزة تنفس صناعي غير تقليدية بتكلفة صغيرة وطموح لشراء أربعين ألف جهاز كمرحلة أولى، فازت شركة صغيرة تدعى Newport Medical بالعقد، وفي عام 2012 وقبل أن تقدم نيوبورت مخططاتها لتحصل على التصاريح اللازمة لبدء التصنيع. استحوذت شركة كوفيدين على نيوبورت في صفقة تجاوزت المائة مليون دولار. وبدورها أنهت الشركة صفقة أجهزة التنفس، ثم بدأت في مراجعة عقد التنفيذ الفيدرالي وقررت إيقافه، والجدير بالذكر أن ميدترونيك استحوذت على كوفيديان بعد ذلك.