فرض فيروس كورونا المسبب لمرض كوفيد-19، نفسه على قضية السجناء في العالم، ففي الوقت الذي أعلنت فيه العديد من البلدان قرارات بشأن أوضاع السجون بها، طالبت منظمات حقوقية مصرية ودولية بضرورة اتخاذ إجراءات فيما يتعلق بأوضاع السجناء بمصر.
sss
وأعلنت مصر التي يتخطى عدد سكانها 100 مليون نسمة رصد 3490 حالة إصابة بفيروس كورونا المستجد من بينها 264 حالة وفاة.
تلقى محمد فائق، رئيس المجلس القومي لحقوق الانسان، اتصالا هاتفيا من ايمون جيلمور مسئول حقوق الإنسان في الاتحاد الأوروبي، للوقوف على آخر المستجدات بشأن أوضاع حقوق الإنسان في مصر، فى ضوء تطورات وباء فيروس كورونا.
“مفوضية حقوق الإنسان” تدعو مصر للإفراج الفوري عن المحبوسين احتياطيا
وقال “فائق” فى تصريحات صحفية، إن هذا الاتصال يأتي بدلا من المقابلة التي كان من المقرر أن تعقد أثناء زيارته للقاهرة، والتي تأجلت بسبب الظروف الراهنة التي يمر بها العالم من تفشي وباء كورونا، مضيفا: “أوضحت خلال الاتصال الإجراءات الاحترازية التي تتخذها وزارة الداخلية للحفاظ على صحة وحياة السجناء بما في ذلك الإفراج الشرطي الذي وصل في بعض الحالات الى ثلث المدة، والإفراج الرئاسي الذي يتم على دفعات متتالية خلال العام كان آخرها 460 سجينًا منذ أيام قليلة”.
وتابع “فائق”: “تساءلت بصفته رئيس الشبكة الإفريقية للمؤسسات الوطنية لحقوق الإنسان، عن مدى الاستعدادات التي يقوم بها الاتحاد الأوروبي لمواجهة ما يمكن أن يحدث إذا تفاقمت أحوال فيروس كورونا بالقارة الإفريقية”.
وواصل بأن المسؤول الأوروبي شرح خلال الاتصال ما يقوم به الاتحاد الأوروبي مع الدول الإفريقية وما تقوم به دول الاتحاد مباشرة لمساعدتها في مواجهة هذا الوباء.
وكشف أنه تم في نهاية الاتصال، الاتفاق بين الطرفين على آلية التعاون بين المجلس القومي لحقوق الإنسان والاتحاد الأوروبي للعمل على تعزيز ونشر ثقافة حقوق الإنسان.
114 ألف سجينًا في مصر
في السياق نفسه، كشف تقرير نشرته “رويترز” عن وجود 114 ألف سجين في مصر وفقا لتقدير حديث للأمم المتحدة.
وأبدى كبار المسؤولين ثقتهم في أن بالإمكان احتواء الفيروس من خلال تدابير سارية منذ 25 مارس الماضي، من بينها الحجر الصحي وحظر التجول ليلا وحملات توعية المواطنين.
وأفاد التقرير بأن أهالي السجناء وجماعات حقوقية ينادون منذ ظهور أول إصابة بالمرض في 14 فبراير بإطلاق سراح المسجونين بما في ذلك السجناء السياسيين الذين زجت بهم السلطات في السجون في إطار حملة على المعارضة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.
“إنفوجراف”..إجراءات الوقاية من “كورونا” طوق نجاة “سكان الزنازين”
ويقول سجناء حاليون وسابقون وبعض الجماعات الحقوقية، إن نزلاء السجون يتكدسون في كثير من الأحيان في زنازين مكتظة غير نظيفة ولا تتوفر بها المياه من الشبكات مباشرة، ولا وسائل التهوية أو الرعاية الصحية الكافية، وكلها ظروف مواتية لانتقال العدوى بسرعة، بحسب ما أورده التقرير نقلا عن منظمات حقوقية.
وأطلقت دول منها إيران وألمانيا وكندا سراح سجناء في محاولة لاحتواء تفشي جائحة فيروس كورونا، ولم تبد مصر أي إشارة علنية على أنها قد تفعل ذلك.
تقرير حكومي
وقال التقرير إن المركز الصحفي التابع للحكومة، أرسل لـ”رويترز” بيانًا من وزارة الداخلية يوم الخميس الماضي، جاء فيه أن الوزارة تتخذ جميع تدابير الوقاية والحماية الضرورية للعاملين في السجون، بما في ذلك أعمال النظافة والرعاية الصحية والاختبارات الطبية اللازمة في مقار احتجاز السجناء.
وفي وقت سابق، علقت الحكومة الزيارات العائلية للسجون في العاشر من مارس للحد من خطر انتشار العدوى رغم أن بعض الأسر تقول إن هذه التدابير تجعل من الصعب عليها توصيل مواد مثل الصابون والأدوية للسجناء.
التقرير أشار إلى أن وزارة الداخلية قالت إنها تسمح بتوصيل لوازم السجناء وتبادل الرسائل، مشيرًا إلى أنه في نوفمبر الماضي نظمت السلطات جولات تحت إشرافها المحكم لمجمع سجون طرة الذي انهار فيه الرئيس السابق محمد مرسي وتوفي في قاعة محاكمته بالمجمع العام الماضي.
وجاءت هذه الجولات بعد أن قال تقرير أعده خبراء الأمم المتحدة إن سوء الأوضاع في السجون ربما يكون قد أدى مباشرة لوفاة مرسي وإنه يعرض الآلاف لمخاطر شديدة.
احتجاج في السجن
وذكر التقرير، أنه نقل عن محام حقوقي على اتصال بالسجناء- لم يسميه- ” أن إضرابًا عن الطعام بدأ في عدة عنابر في مجمع سجون طرة في أواخر فبراير احتجاجا على سوء الأوضاع ونقص المعلومات عن فيروس كورونا المستجد والتقاعس عن تطهير الزنازين”.
وأضاف المحامي أن الإضراب عن الطعام انتهى بعد أسبوع تقريبا عندما بدأ المسؤولون في السجن السماح بدخول المزيد من الأدوية والملابس والرسائل.
وتتباين الأوضاع في السجون
وقال مسجون اتصلت به “رويترز” إنه يخشى انتشار الفيروس لأن التباعد الجسماني مستحيل في السجن المحتجز به في القاهرة، حيث يعيش 15 نزيلًا في زنزانته ولكل منهم مساحة نصف متر مربع، ويقول باحثون إن هذا المستوى من الزحام ليس غريبًا.
بعد 100 يوم من ظهور كورونا.. إشادة عالمية بجهود مصر في مواجهة الوباء
وتوصي اللجنة الدولية للصليب الأحمر بتخصيص مساحة 3.4 متر مربع لكل سجين على الأقل في مختلف أنحاء العالم.
وفي مارس بدأت مصر تشهد أول بؤر للإصابات بالفيروس، وقال سجين للوكالة وسجين آخر أُفرج عنه في الآونة الأخيرة إن المعلومات عن المرض داخل السجون مقيدة.
أما في أقسام الشرطة حيث يُحتجز من يلقي جنود الشرطة القبض عليه لخرق حظر التجول الليلي أو إغلاق المساجد قبل إطلاق سراحه بعد دفع غرامة، فقد قال السجين السابق المطلوب منه الذهاب إلى قسم الشرطة بالقاهرة مرة كل أسبوع إن الزحام قد يكون أسوأ في مراكز الشرطة منه في السجون.