بدأ الأسبوع بخبر مؤسف، حيث لقيت فتاة تبلغ 18 عاما مصرعها أثناء إجارئها لعملية إجهاض لحمل حدث خارج إطار الزواج، وفي تونس أثارت صور وخبر شهادة أم العروس وأم العريس على عقد زواج أبنائهم الكثير من اللغط في تونس وخارجها على مواقع التواصل الاجتماعي، ومن اليمن حضرت ضيفة لمؤتمر المناخ لتحكي عن تجربتها لتوفير مصدر طاقة لقريتها بديلا عن الكهرباء في ظل الأزمة التي تعاني منها اليمن، ودار الإفتاء في مصر تنصح الأزواج بالتواصل والحكي وبالاحتضان في وقت قبل النوم.
10 نوفمبر/ تشرين الثاني
فتحت نيابة المرج تحقيقات موسعة في مصرع فتاة أثناء إجرائها عملية إجهاض وأمرت بتشريح جثة الفتاة وصرحت بالدفن عقب الانتهاء من إعداد تقرير الصفة التشريحية وكلفت المباحث الجنائية بسرعة إجراء التحريات حول الواقعة واستدعاء والد الفتاة لسؤاله.
وألقت أجهزة الأمن بالقاهرة القبض على والدة فتاة توفيت أثناء عملية إجهاض بعد حملها خارج إطار الزواج بمنطقة المرج. كانت أجهزة الأمن بالقاهرة تلقت إخطارا من شرطة النجدة مفاده بوفاة فتاة بمنطقة المرج، وعلى الفور انتقلت أجهزة الأمن وتبين أن الفتاة عمرها 18 سنة، وكانت تربطها علاقة غير شرعية بشاب وحملت منه وقامت والدتها باحضارها الي أحد العيادات وأثناء الإجهاض توفيت الفتاة. وتم القبض على والدتها، ودلت التحريات على عدم علم الأب بالواقعة، َوتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة.
وحسب تصريحات تالية للأم فقد قالت للنيابة أنها أرادت أن “تستر ابنتها” ما دفعها للذهاب إلى إحدى العيادات لتجري لها عملية إجهاض والتي توفت على إثرها، بينما الأب لم يكن يعلم بالحمل ولا بتصرف الأم.
فتاة صغيرة، 18 عاما، أخطأت وبسبب خوفها هي وأمها من الأب والمجتمع ذهبت لتُجهض نفسها معرضة حياتها للخطر، فلقيت حتفها وتواجه الأم عاقبة تصرفها بينما الشاب لم يُحاسب على خطأه، ففي جميع الأحوال سواء عاشت الفتاة أو ماتت، فهو غير معرض للمحاسبة ولا اللوم من المجتمع، فهو رجل والخطأ على الفتاة التي “فرطت” في نفسها.
نعم الفتاة أخطأت، ولكنها لم تكن وحدها مشتركة في حدوث الحمل، فماذا لو كان المجتمع متسامح قليلا، ولم تخش مواجهته لدرجة تعريض نفسها للموت بإجراء عملية خطيرة في مكان غير مُجهز في حالات النزف ونقل الدم؟ ماذا لو كانت تعرضت للعقاب على قدر خطئها فقط، بلا خوف وبلا هذا الكم الكبير من الرعب من الوصم وحمل العار مدى حياتها لو كانت نجت بحملها؟ فالله يغفر ولكن المجتمع يُعاير ولا يرحم.
14 نوفمبر/ تشرين الثاني
ألفة يوسف، سيدة تونسية شهدت مع مع أم العريس على عقد زواج ابنتها، الذي عُقد أمام كاتبة عدل سيدة في تونس. أثار هذا الخبر وصور إجراء العقد الكثير من الآراء حول شرعية هذا العقد، قال الدكتور أحمد كريمة أستاذ الفقه المقارن بكلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنين بجامعة الأزهر بالقاهرة، إن عمل المرأة في وظيفة مأذون لا شئ فيه، مشيرا إلى أن هذه الوظيفة هي عمل إجرائي فقط.
وأضاف في تصريحات صحفية تعليقا على الصور المنتشرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وتظهر عقد قران عروسين بمأذونة سيدة وشهود سيدات في تونس، أن الإمام أبو حنيفة رضي الله عنه، أجاز للسيدات أن يشهدن على عقد الزواج طالما توفر فيهن شرطي البلوغ وسن الرشد.
وأشار أستاذ الفقه المقارن، إلى أنه إذا كان جميع الشهود من السيدات فيجب أن يشهد على العقد أربعة منهن، لأن المرأتين في هذه الحالة شهادتهما تعادل شهادة رجل واحد.
وقالت الدكتورة ألفة يوسف، والدة العروس في تدوينة لها على فيسبوك: “استطاع زوج ابنتي (رامي) أن يحقّق مقاصد الشّريعة، فجمع في عقد قرانه أربع نساء: زوجته (إيلاف)، وشاهدتين على عقد القران (أمّ العريس وأمّ العروس)، وضابطة الحالة المدنيّة الّتي عقدت القران”.
حسب تعليق الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه، فهناك إجازة مشروطة لشهادة النساء على عقد الزواج، ولكن حالة الرفض والتي وصلت لتحريم العقد بهذه الطريقة وبالتالي بطلان عقد الزواج، دليل على أن الرافضين جهلاء بدينهم، أو هو الخوف عن جهل أيضا، خوف من التغيير ومن تقديم النساء في أمور مهمة كالعقد والولاية وأمور الزواج والطلاق، الخوف من منح المرأة صلاحيات بدت حسب تصريح “كريمة”، هي حقوق جائزة لا تحريم فيها، لكن عقول الكثير من الرجال وبعض النساء ترى المرأة تابع للرجل وترفض الإقرار بعقل وقرار سيدة أو فتاة.
وليس فقط أمر شهادة المرأة على عقد الزواج هو الذي أثار حفيظة المتزمتين والجهلاء، ففي نفس اليوم أثارت فتوى لدار الإفتاء سخرية الكثيرين، حيث نشرت صفحة دار الإفتاء على صفحتها بموقع “فيسبوك” منشورا يحث على التواصل بين الزوجين، قالت فيه: “لا تهملا الاهتمام بغرفة نومكما واحذرا هجر بعضكما في الفراش، ومن المهم للزوج أن يحتضن زوجته أثناء النوم، فإنه يزيد من الود والمحبة، ولا بأس لو أحسنتما استغلال الوقت قبل النوم في الحديث حول لحظاتكما السعيدة ومواقفكما المضحكة، وتجنبا الحديث عن المشكلات الأسرية أو المواقف الـمؤلـمة”.
توجيه الأزواج للاهتمام بلحظات تواصل بينهما أمر مهم، خاصة أنه صادر عن مؤسسة دينية، فكثير من الأزواج لا يمنحون الوقت لأنفسهم للتروي والنظر لبعضهم البعض ومنح الوقت للاستماع والتعاطف والمشاركة، ووسط العديد من المشاغل والأمور اليومية والعمل والمشاوير لا يجد الزوجان وقتا للمشاركة والتواصل.. فهي بادرة جيدة من دار الإفتاء ولا تستحق السخرية وسهولة التعليقات السلبية التي تنتشر سريعا على مثل هذه المنشوارت.
15 نوفمبر/ تشرين الثاني
في إحدى جلسات مؤتمر المناخ المنعقد في مدرين شرم الشيخ، كانت إيمان هادي، سيدة يمنية ضيفة حكت عن تجربتها في قريتها اليمنية وكيف أختارتها الـ”BBC” لتظهر في قائمتها لأكثر 100 أمراة تأثيرا في العالم لعام 2020. “إيمان” وجدت أن الكثير من قرى بلدها اليمن تعاني من نقص شديد ومتواصل لمصادر الطاقة والخدمات الأساسية شبه المعدومة، تولّد لديها شعور بالمسؤولية وقررت أن تفعل شيئا حيال ذلك. تقول إيمان: “أدركت إلى أي مدى يعاني الناس في منطقتي، ولا سيما النساء، ولذا قررت تجاوز الحواجز الاجتماعية والثقافية والتصرف”.
تقود “إيمان” مجموعة من 10 نساء قمن بتركيب محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية لتوفير طاقة نظيفة ومنخفضة الأثر للسكان في عبس بمحافظة حجة. تقول إيمان: “حرم ارتفاع تكلفة الطاقة المولدة بالديزل الكثير من الأسر الفقيرة من الحصول على الكهرباء. لكن الآن، توفر محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية طاقة ميسورة التكلفة تستفيد منها 43 أسرة … حتى الآن”
تضيف إيمان: “استطيع أن أقول بكل ثقة إنه يمكننا تخفيف معاناة السكان الضعفاء وتخفيف العبء الاقتصادي عن كاهلهم”.
منذ أن بدأت عملها قبل عامين، بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والاتحاد الأوروبي، ارتفع عدد العملاء من 25 إلى 43 وبلغ صافي الربح 1,200,000 ريال يمني (
حوالي 2,070 دولار أمريكي) – وهو مبلغ كبير في المناطق الريفية في اليمن. تقول إيمان في تصريحات صحفية سابقة: “اشترينا خمس بطاريات إضافية لتلبية الطلب المتزايد؛ ونعمل حاليا على توسيع المحطة لتوظيف المزيد من النساء وتوفير الكهرباء لمزيد من الأسر”.
تتحدث إيمان بثقة: “في المستقبل القريب، أخطط لإنشاء محطة أخرى لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية في إحدى المناطق المجاورة توجد فيها 47 أسرة بحاجة إلى الكهرباء. على المدى البعيد، فإنني أحلم بإطلاق محطة كبيرة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية لتوسيع نطاق خدمات الطاقة الشمسية لتستفيد منها جميع الأسر في منطقة الغادي البالغ عددها 3,060 أسرة”.
كسيدة، تتولى أمر مهم كإدارة محطة طاقة كهربائية والتعامل مع منظمات إغاثة كانت تجد صعوبة في الدعم في بداية المشروع، لكن مع الوقت نالت ثقتهم وغيرت نظرتهم لها، مما دفعها إلى التفكير في تكرار المشروع في قرى مجاورة.