يضم هذا الملف مجموعة من المقالات والتقارير التي تنتطلق من مشروع قانون العمل الجديد، ومدى استجابة التشريع لتنظيم علاقات العمل وظروفه، مستعرضًا ما إذ كان مشروع القانون يراعي مطالبات متعددة بحل المشكلات ومراعاة المستجدات في سوق العمل أم لا.
ويثير مشروع قانون العمل الجديد الجدل منذ إعلان حكومة إبراهيم محلب أوائل عام 2014 عن طرحه. وقد قدم بوصفه يتواكب مع مستجدات اقتصادية، ويعالج قصور القانون رقم 12 لسنة 2003 وتعديلاته المتعددة. إلا أن المشروع شاب مواده القصور أيضًا، ولم يراع معايير واتفاقيات العمل الدولية، بما فيها ضمان الحقوق والحريات العمالية، ومراعاة صون حقوق الفئات الهشة، غير تفاوت الآراء حول مدى استجابة القانون للنوع الاجتماعي، وحماية حقوق الأطفال، وكفالة التأمين الصحي والاجتماعي.
ومنذ 2014 تمت تعديلات عدة على المشروع، وحملت نسخته الأخيرة، جوانب إيجابية وأخرى تنتقص من حقوق العمال. وتعرض مواد الملف كلا الجانبين بالنقاش والتحليل.
وضمن الملف نقاش لمشروع القانون من منظور النوع الاجتماعي، ومدى تحقيقه لأهداف المساواة ومناهضة للتمييز والعنف في بيئة العمل. ذلك بالتركيز على المواد المتعلقة بتشغيل النساء.
وفي هذا السياق هناك اتجاهين؛ الأول يرى أن هناك تعديلات إيجابية تتسق مع الدستور، بينما يرى الثاني أنه لم يراع منظور النوع بشكل ملائم. وضمن ذلك رفض تضمين الحق في إجازة للأب 7 أيام لرعاية الطفل، بما يعوق الرعاية المشتركة.
ويتتبع المحامي طارق عبد العال في أربعة مقالات مشروع قانون العمل، بما فيها من المداولات في الفترة من 2014 وحتى 2022، وما بدا من اتجاه يمثله رجال الأعمال يعارضون معظم المواد التي تمنح حقوقًا للعمال. وهو ما يعبر عن حالة استقواء رؤوس الأموال وسيطرتها على السوق والحياة العامة، غير ما يمثلونه، من كتل برلمانية تؤثر في التشريع، ومنها مشروع قانون العمل الجديد.
ويتضمن الملف مقالات ثلاثة، عن مواد المشروع، وتقيم مدى استجابتها لاحتياجات العمال، ومعالجتها المشكلات والأزمات التي أفرزها الواقع، ومنها موضوعات الأجر العادل والمناسب، والحق في الأرباح، والتأمين الاجتماعي والصحي والإجازات، وحماية حقوق العاملات، وحظر تشغيل الأطفال.
واذ يقدم “مصر 360” هذا الملف، فإنه يأمل أن يكون مفيدًا في استطلاع وجهات نظر الأصوات النقابية والحقوقية حول مشروع قانون العمل، وأن تكون الملاحظات والتوصيات محل اعتبار في نقاش جاد حول قانون يهم ملايين العمال وأسرهم.