“أُقسم بلوكا دوكاغيني سيد ألب ألبانيا إنني وحتى آخر لحظة من حياتي لن أمس رجلا وسأحافظ على براءة عذريتي، ناكرة حضور المرأة في ذاتي إلى الأبد. أنصاع مطيعة لهذا القسم وأنوي عدم اتباع غيّ غرائزي الفطرية، وأنا اليوم أمام اثني عشر حكيما أقبل بالاسم الذكري ماتيا على أن يصبح اسمي الوحيد، ولتقص النساء شعري ولتحرق أثوابي رمادا، ولتصبح ملابس الرجال ظهري وقدمي وبشرتي”.
هكذا أقسمت “بكّية” في الكنيسة التي تحيطها جبال الألب الأخّاذة في قداس موتها كأنثى وميلادها كذكر. من الآن صار اسمُها “ماتيا”.
المعتاد في روايات الهوية أن تناقش أزمة الوطن والانتساب للأرض أو للغة والثقافة والحضارة، أو الانتماء الديني والتغيرات التي تطرأ على ما تربى عليه المرء ونشأ، أو كما نشهد في السنوات الأخيرة التحولات الجنسية بين النوعين أو مجرد أن يعتبر الرجل نفسه امرأة والعكس مع ما يثيره هذا من تحفظات. الجديد في رواية “المُرابطة” المترجمة (دار صفصافة للنشر والتوزيع 2021) أن كاتبتها البلغارية رينيه كاراباش تأخذنا إلى عالم غرائبي من طراز مختلف للهوية الضائعة؛ فالبطلة “بكيّة”، وبعد 17 عاما من العيش في هويتها الأنثوية منذ أن كانت طفلة، تنسلخ من ذاتها وكينونتها لتقرر العيش كذكر ما تبقى لها من عمر.
يحدث هذا التحول بمباركة دينية ممثلة في الكنيسة وتصديق المجتمع الذي يحصر المرأة والرجل في أدوار تقليدية بل ويفترض في كلٍ سلوكيات وهوايات ونمط معيشي معين، حتى الألوان يختارها لهم فالأزرق للذكور والأحمر للنساء. كيف ستنهار الدنيا لو استجبنا لطفلة أجهشت بالبكاء رغبة في ارتداء ملابس زرقاء؟
لكن قرار التحول هذا محفوف بالدم.
يقول ظهر غلاف الترجمة العربية: تأخذنا هذه الرواية الآسرة في رحلة داخل عقول عتيقة وقلوب مظلمة تحكمها تقاليد غارقة في العنف والغرابة، وكأننا ندخل عبر الرواية إلى ثقب أسود ننتقل بقفزات بارعة بين تقاليد العصور الوسطى وحياة القرن الحادي والعشرين. نحن أمام رواية واقعية إذن.
في رواية تيمتها البقاء، توقظ بكيّة أبيها موراش في الليلة المشؤومة التي تمثل الحدث المحوري في الرواية لتسأله: “أبي، أريد أن أصبح مرابطة، هل توافق على قراري؟ فيرد بسؤال: هل أنت نظيفة؟ تكذب عليه بنعم، فيجيبها بهدوء على غير المتوقع: “أيقظي أمك وسالي، سنلغي العرس في الغد”. تدرك بكيّة أنها بين الموت والحياة، ففي متاع زواجها رصاصة وضعها والدها موراش سيقتلها بها عريسها “نيمانيا” إن ثبت عدم عذريتها كما جرى العرف. تتساءل: “هل أنا على وشك الزواج أم الدفن؟”.
يعلم موراش أن رجلا في البيت سيوضع في عداد الأموات بقرار ابنته العيش في ثوب “ماتيا” دون إجراء عمليات جراحية أو ما شابه. يعلم أن بيته سيُقحم في عداوة دموية بعد أن لوّث شرف العريس سليل العائلة العريقة الذي سيتعين عليه قتل أحد رجال العائلة -إما الأب موراش أو ابنه سالي- لغسل شرفه المهدور بسبب إلغاء العرس ويسدد ضريبة الدم للحاكم في قلعته كما يقضي “القانون”، ثم يشارك القاتل في تأبين القتيل ويتناول طعام الغفران في بيته، لكن موراش يمضي ولا يكترث.
ثمة مكاسب وامتيازات ستحصل عليها المُرابطة في المجتمع الذكوري بالطبع كما سيكون عليها أن تضمن قوت عائلتها وقضاء حاجاتهم، فهل يعادل ذلك موته أو موت ابنه في المقابل؟ تبدو الأم في ردها أقرب للطبيعة الإنسانية فتلوم ابنتها على القرار، بينما موراش يصرخ فيها غاضبا أن هذه “إرادة بكيّة” وأن “التشريع فوق كل اعتبار” أي فوقها وفوق ابنه وفوق ابنته.
“القانون” والمرأة
أما التشريع أو “القانون”، كما يتكرر ذكره في الرواية، فهو معلم الثقافة الألبانية الذي وضعه أمير كاثوليكي من عائلة دوكاغيني ويتيح فرصة الولوج إلى عالم الرجال لمن لم يُكتب له أن يولد ذكرا فيحصل على الامتيازات المترتبة. يعتبر الأمير من الحكام الإقطاعيين الذين حكموا في القرنين الرابع العشر والخامس عشر، أما القانون الذي وضعه فجاء في اثني عشر جزءا فيهم 1263 قانونا شكلوا الإطار الأخلاقي والقانوني للمعاملات الاجتماعية فيما يتعلق بشؤون الكنيسة والأسرة والزواج والشرف والعهد والميراث والثأر والعمل والملكية وفض المنازعات والضرر، ورسم به الهوية الألبانية حتى بالنسبة للألبان المقيمين في شمال ألبانيا وكوسوفا ومقدونيا وصربيا والجبل الأسود وكرواتيا والبوسنة حماية لهم من حضارات الغزاة ومقاومة للذوبان فيهم.
ترجع نشأة القانون إلى منطقة جبلية بشمال ألبانيا ظلت بعيدة عن أيدي الغزاة لوقت طويل فعاش الأهالي هناك كمجتمع خارج نطاق سيطرة الدولة. أما لفظة “قانون” فترجع أصولها للعربية واليونانية بمعنى الشريعة الحاكمة وهي في الأولى إسلامية كما استخدمها العثمانيون. لا يوجد أخطر ولا أغلى من الحرية يملكه المرء لهذا يريد الجميع أن يسلبها منه وما الإنسان إلا إرادة. حكم قانون لوكا دوكاغيني الأوجه الهامة للحياة الاجتماعية في كوسوفا وشمال ألبانيا لقرون عدة على أرض الواقع فليس الأمر بالحكاية أو الأسطورة بل تاريخ إنساني وهذا ما يجعل الرواية شديدة الثراء والعمق الإنساني.
وأما “إرادة بكية” فحديث موراش عنها ما هو إلا ادعاء. لم يقدر ابنته يوما أو يحترمها كامرأة. شعورها بالقوة والفرح حين لامس ظل الموس شفتها العليا فبدا كأنه شارب وكأنها أخيرا في ثوب مناسب يليق بها ولا ينتقص من قدرها. تمنيها أن يراها أبوها على هذا النحو ليس إلا شعور بائس لم يدفعها إليه أحد بقدر أبيها.
يقول المترجم الفلسطيني خيري حمدان في مقدمة الرواية الفائزة بجائزة إلياس كانيتي للآداب 2019 في ألمانيا، إن ألبانيا شهدت مرحلة شبيهة نسبيا بالعصر الجاهلي في العالم العربي. نفهم مقصد حمدان المقيم في بلغاريا عندما ننتهي من قراءة النص إذ نجد فيه تهميشا للمرأة وتفضيلا سائدا لإنجاب الذكور على الإناث، ندب النساء والولولة حين تولد الأُنثى ووصم الزوجات بأنهن غير قادرات على إنجاب الذكور، عدم اهتمام بتعليم المرأة، اعتبار الحب ضعف والزواج صفقة يدفع فيها العريس 20 كبشا مهرا ولا يُشترط موافقة المرأة على شخصه بل للرجل المسئول عنها القرار. نجد فيه الزواج المبكر والملاءات البيضاء التي ينتظر الأهل خروجها محملة بدليل طهارة العروس وعفتها وإن كانت غير ذلك فمصيرها القتل على يد الزوج المغدور به، بالإضافة إلى ضريبة الدم وعمليات الثأر المتغلغلة والشارات السوداء التي يحملها الرجال على أذرعهم مفصحين عن نيتهم في الأخذ بالثأر أو معلنين أنهم مستهدفون به.
قد يُرى في قرار بكيّة التحول لمرابطة نوع آخر من التمرد على القانون العرفي الذي يقضي بقتلها على يد زوجها إن ثبت عدم عذريتها في ليلتهما الأولى، لكنه تمرد يظل يؤذيها ولا يخرج عن الإطار السائد الذي حدده المجتمع فإما القتل أو الرباط، بعكس تمرد أخيها بهروبه إلى بلغاريا. أما قسمها في قداس الدفن فكاذب في النهاية إذ لم تكن عذراء حين نطقت به. وقفت بكيّة مجددا في خانة المفعول به لا الفاعل، مفعول به رضخ للقانون وانصاع للخيار الوحيد المتبقي بعد ما طرأ عليه من تغيير، ومفعول به لم يحرك ساكنا حين وقع ما وقع في الليلة الظلماء، رغم علمها بعاقبة ذلك في آخر ليلة لها قبل الزواج.
كان محظورا على بكيّة النظر في أعين الرجال أو الذهاب للحانة في مقابل الواجبات التي ستُفرض عليها من العناية بالصغار وغسل الملابس وطهي الطعام كأي أنثى في ألبانيا، أما نسختها الذكورية فحصلت على بندقية وساعة وبات من حقها التدخين واحتساء الخمر ومخالطة الرجال والذهاب إلى الحانة وغرف الدردشة الرجالية حتى التفاصيل الصغيرة من الوقوف بقدمين منفرجتين والسير مساء في الشوارع الضيقة للتعود على الوضعية الاجتماعية الجديدة وأطفال القرية الذين صاروا ينادون بكيّة بـ”الأخ ماتيا”.
حُرقت فساتين بكيّة إذن عدا فستان الزفاف هدية جدتها أخفته وحذاء لامع في الخزانة، كل شيء سواهما من عالمها الأنثوي ذاب في النيران، هكذا المرابطات؛ عذارى أقسمن على اللاجماع حسب شريعة دوكاغيني. يمارسن الحياة كرجل ورب عائلة في المجتمعات الأبوية البطريركية في منطقة البلقان. يعد هذا القسم من الناحية الدستورية استبدالا وتغييرا للجنس فور الإدلاء به. تمتلك المرأة بعد ذلك جميع الحقوق التي يتمتع بها الرجل، والتي تحرم منها النساء تقليديا في هذه المجتمعات. لم يتبق في الوقت الراهن سوى عدد محدود من النساء اللواتي أدلين بالقسم لأن المناطق المعنية باتت غير مأهولة في معظمها، وربما لم يعد يوجد منهن أحد.
عقدة قابيل
تبدأ الرواية بمقتل موراش على يد أخي نيمانيا في تقطيع سردي عبر الزمن تروي فيه بكيّة قصتها لصحفية أمام الكاميرا في نهاية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين باعتبارها آخر امرأة مُرابطة على وجه الأرض مع استخدام تقنية الاسترجاع الفني (فلاش باك) لتتذكر ما حلّ بها. نقرأ أيضا أربع رسائل من سالي إلى أخته بكيّة تحتفظ بها في صندوق خاص، وشعر حر يستحوذ على بعض الفصول ويتسلل إلى أخرى، ثم تتطور الأحداث بعد الحديث الصحفي حتى نصل إلى النهاية القاتمة.
نعرف أن بكيّة تعيش في عزلة ولا تجد من يؤنس وحدتها. لم تغادر القرية لسنوات طويلة، القرية التي يهجرها الشباب بحثا عن مستقبل أفضل، بل ربما البقر يفهمها أفضل من البشر. اختارت بكيّة أن يكون القصاص من سالي لا من أبيها. نعرف أنها عاشت بعقدة قابيل في شعور بالدونية مقارنة بأخيها الأصغر الذكر الذي كان يحصل على القطعة الأكبر من الخبز وقد عاش الأوفر حظا لا لشيء فعله أو اكتسبه بل لطبيعته التي خُلق عليها. تفتتح الرواية بحوار بين قابيل وهابيل بالفعل ثم آية من الإنجيل تقول “فَالآنَ مَلْعُونٌ أَنْتَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ أَخِيكَ مِنْ يَدِكَ. مَتَى عَمِلْتَ الأَرْضَ لاَ تَعُودُ تُعْطِيكَ قُوَّتَهَا. تَائِهًا وَهَارِبًا تَكُونُ فِي الأَرْضِ” (تك4: 11- 12). هكذا حُكم على بكيّة التي قررت التخلص منه.
ربما جاء قرارها تمردا على موراش الذي طالما ناداها بـ”ابني الغالي” و”ابن أبيك” واستعان بها في أعمال رجولية. تذكر إعطائه لها مسدسا وصفعه لها مرة في رحلة صيد، وسماعها له وهي في بطن أمها حين كان يردد “أريد ولدا”. لا تنسى أنه لم يلمسها حتى بلغت سنتها الأولى. باختيارها سالي لدفع ضريبة الدم، أخرجت لسانها لأبيها بكل تمرد على القانون العرفي وكأنها تقول: “أتريد ابنا لك يا موراش؟ خذ ابنا محكوما بالموت”.
كل ما جال بخاطر سالي أن أخته سلمته إلى الموت، هرب وترك ضريبة الدم لأبيه، لكنها رأت في اختيارها لأخيها أهون الشرين فـ”تبرؤ العائلة من أحد أعضائها أشد وقعا وإيلاما من الموت” كما جاء على لسانها. لو قُتل موراش، لحُبس سالي في خانة الانتقام لمقتل أبيه يوما كما يقضي “القانون”، ولما كان أخوها الضعيف القارئ والمحب للرقص غير مؤهل للأخذ بالثأر، سيكون لزاما عليها وأمها نبذه وأسره في البيت حتى يعدل عن موقفه، وسيفقد حقه بالزواج واستصلاح الأراضي، باختصار خدمة التشريع تحتاج رجولة هو يفتقدها وهي لا تستطيع تعذيبه. أما موراش فرحب بانتقال الشارة السوداء إليه، لن يقتله داء ولا شيخوخة، لن يقتله شيء سوى البندقية وفي ذلك فخر.
الرواية جاءت في 152 صفحة بإيقاع متوسط رشيق منشورة على جزئين في نفس الكتاب؛ الأول من 34 فصلا أما الثاني في 11 فصلا، مع “بداية النهاية” و”نهاية البداية” على لسان المؤلفة قبل وبعد الجزئين. قبل أن تظن أن هذه هي الحكاية برمتها، تفاجئك كاراباش بمعجزة طبية حصلت مع بكيّة قد تفسر شيئا من توقف الحيض عند تحولها إلى ماتيا، أو تجعل حلاقة الذقن التي نما فيها الشعر وظهور شعر خفيف غامق على الصدر والعنق ليصير مع الوقت غليظا وحادا أمرا مفهوما ولو قليلا بعد تحول الفتاة إلى مُرابطة. وربما كان الحيض والشعر مجرد تخييل.
هوية الشتات والمعنى
“محض وهم” هكذا يوصف حلم المهاجر بتغيير حياته فيغير اسمه حين يحط في بلده الجديد هربا من الماضي، لكن تظل الحقيقة الموجعة أننا “نبقى أسرى أسماءنا وأعمالنا حتى النهاية”. استقرت هوية ماتيا حتى حين سافر إلى سالي وحاول أن يتخلص من هويته المزيفة كرجل. لم يستطع تغيير ملابسه، لم يستطع الارتداد لهويته الأنثوية حتى في عالم يقع خارج فلك “القانون” واسترداد بكيّة بعد أن عاش 17 عاما في حياة أخرى. “أنا رجل..وجسدي مجرد تفاصيل”. ربما حلّت لعنة خيانة القسم الكنسي. عاشت بكيّة بعقدة الذنب، فقط لو لم تذهب ذلك المساء إلى الطاحونة، يائسة من إيجاد من تمنحه حبها على هذه الأرض.
وفي لحظة تتجلى فيها المحنة تسأل وهي التي صلت كثيرا: هل هناك إله؟ قبل أن ينقشع الظلام ويملأ النور الفضاء.
رينيه كاراباش هو الاسم الأدبي للكاتبة التي تعمل كممثلة وشاعرة ومديرة مسرح أيضا، أما اسمها الحقيقي فهو إيرينا إيفانوفا. نعرف القليل عن دول البلقان أدبيا فحركة الترجمة من لغات المنطقة إلى العربية شحيحة وهو ما يُحسب لدار صفصافة التي اختارت هذه الرواية للترجمة. نعرف أيضا من قراءة “المُرابطة” أن النص الدائر بلا فواصل بين الواقع من جهة والتخييل الذاتي والحُلم من جهة أخرى يصعب فهمه.
جاء غلاف الرواية حاملا ضفائر بكيّة التي قُطعت في الكنيسة مع القسم الذي لا رجعة فيه، أما الخلفية فحمراء بلون الدماء التي افتدت بكيّة نفسها بها فاختارت الحياة على الموت ولو في ثوب ذكوري حتى لا تتزوج وتُقتل بعد أن يتبين زوجها أنها ليست عذراء، أو تعبيرا عن دماء أبيها أو أخيها التي ستراق بعد أن يثأر الزوج لشرفه. اختيار الكاتبة لأسماء أبطالها جاء موفقا للتعبير عن شخصياتهم فدانا تعني اللؤلؤ الأكثر جمالا وقد كانت كذلك كما تصفها بكيّة فتقول إن بشرتها شفافة وأسنانها بيضاء وأنها أجمل منها، وموراش يعني النشيط الخفيف وقد كان كذلك في أعماله، ونيمانيا هو التنين والشيطان أو يأتي بمعنى عدم التخلي كناية عن العند والمثابرة لتحقيق الهدف وهو الثأر لشرفه، أما بكيّة فهو اسم مشتق من باقية أي الناجية والذي يرجح المترجم أنه انتقل إلى ألبانيا مع حكم العثمانيين لها، لكن ربما يكون الأمر على غير ذلك/ فبالنظر إلى كل هذه العادات والخلفيات لأناس قرويين بسطاء، لا يبدو أن اختيار اسم لا ينتمي للخصوصية الألبانية ووافد مع غزاة سيكون قرارهم حين يسمون أبناءهم.
“تلك كانت حكاية بكّية، الفتاة الأنثى التي رغبت أن تصبح ابنا ذكرا”، هكذا كان مفتتح ومختتم الرواية على لسان الكاتبة التي فجرت لنا مفاجأة أخرى في نهاية الرواية عندما وقعت باسم إحدى بطلاتها على فصل “نهاية البداية” كمؤلفة “المُرابطة”، فهل تحمل “المُرابطة” شيئا من سيرة كاراباش الذاتية؟ ربما الإجابة في اللقاءات التليفزيونية التي ظهرت فيها لو وجدنا من يترجمها عن البلغارية.