تتجه أنظار عشاق الساحرة المستديرة في العالم إلى ملعب لوسيل بالعاصمة القطرية الدوحة، الذي سيكون مسرحًا للمباراة النهائية في بطولة كأس العالم لكرة القدم بين منتخبي الأرجنتين وفرنسا، في لقاء الصراع على اللقب الثالث للمنتخبين، في تمام الخامسة مساء بتوقيت القاهرة.

توج منتخب الأرجنتين باللقب عام 1978 حينما استضاف المونديال على ملاعبه، و1986 بالمكسيك. وقد أحرز منتخب فرنسا البطولة عامي 1998 عندما نظمها على أرضه، و2018 في روسيا.

تفوق أمريكي جنوبي

ستكون هذه هي المواجهة الـ11 بين منتخبات قارتي أمريكا الجنوبية وأوروبا في نهائي المونديال. وقد شهدت اللقاءات العشرة السابقة تفوقًا ساحقًا للمنتخبات الأمريكية الجنوبية، التي حققت اللقب 7 مرات على حساب منتخبات القارة العجوز، التي فازت بثلاثة ألقاب فقط.

ورغم ذلك، فإنه خلال النسخ الـ21 السابقة في كأس العالم، حصلت المنتخبات الأوروبية على 12 لقبًا في المونديال، في حين نالت منتخبات أمريكا الجنوبية 9 ألقاب فقط.

ميسي وحلم ماردونا

يتطلع الساحر الأرجنتيني ليونيل ميسي للسير على نهج أسطورة منتخب راقصي التانجو الراحل دييجو مارادونا، حينما ألهم محبي المنتخب الأرجنتيني وقاده للتتويج بالمونديال لآخر مرة منذ 36 عامًا.

لعب ميسي (35 عامًا) دور “المنقذ” لمنتخب الأرجنتين في كثير من المواجهات. وساهم بثمانية أهداف من إجمالي 12 هدفًا أحرزها الفريق طوال مشواره في البطولة الحالية.

ورفع ميسي رصيده التهديفي خلال مسيرته بالمونديال، التي بدأت بنسخة عام 2006 في ألمانيا، إلى 11 هدفًا، ليبتعد بفارق هدف وحيد عن معادلة رقم الأسطورة البرازيلي بيليه في قائمة الهدافين التاريخيين للمونديال.

وقد أشاد ليونيل سكالوني، المدير الفني لمنتخب الأرجنتين، بميسي عقب مباراة كرواتيا، التي قدم خلالها (البرغوث) أفضل مستوياته في البطولة حتى الآن.

وأكد سكالوني أنه لا يمكن لأحد توقع ما سيقوم به ميسي، لأنه أفضل لاعب كرة قدم في التاريخ، مشيرًا إلى أنه فخور بتمثيل لاعب مثل ميسي منتخب الأرجنتين، في ظل الأداء الاستثنائي الذي يقدمه.

ويستعد ميسي لفض شراكته مع النجم الألماني السابق لوثر ماتيوس. حيث يخوض قائد منتخب الأرجنتين لقائه الـ26 في مسيرته بالمونديال.

الديك الفصيح

في المقابل، يدين منتخب فرنسا بفضل كبير في بلوغه للمباراة النهائية للثنائي مبابي وأوليفييه جيرو، وقد أحرزا مجتمعين 9 أهداف من مجموع 13 هدفًا أحرزها الفريق بمسيرته في كأس العالم الحالية.

وبينما قدم مبابي أداء لافتًا خلال مشواره بالبطولة، عقب تسجيله 5 أهداف وقيامه بتمريرتين حاسمتين، فقد كان جيرو (36 عامًا) عند حسن الظن به، بعدما نجح في تعويض غياب كريم بنزيما الفائز بجائزة (الكرة الذهبية) كأفضل لاعب في العالم هذا العام، الذي حالت الإصابة دون مشاركته في أي مباراة مع الفريق بالمونديال.

وأعاد جيرو اكتشاف نفسه في مونديال قطر، عقب تسجيله 4 أهداف، رفع من خلالها رصيده التهديفي طوال مشواره مع المنتخب الفرنسي إلى 53 هدفًا في 119 مباراة لعبها مع الفريق، ليصبح الهداف التاريخي لمنتخب (الديوك) الآن.

قائدا منتخب الأرجنتين وفرنسا ليونيل ميسي وكيليان مبابي (وكالات)
قائدا منتخبي الأرجنتين وفرنسا ليونيل ميسي وكيليان مبابي (وكالات)

وكان مبابي على موعد مع إنجاز غير مسبوق خلال البطولة، عقب تسجيله 9 أهداف في مسيرته بكأس العالم، بواقع 5 أهداف في المونديال الحالي و4 أهداف في المونديال الماضي بروسيا، ليتفوق على بيليه كأكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف بكأس العالم قبل بلوغ 24 عامًا، حيث أحرز أيقونة الكرة البرازيلية 7 أهداف في هذا العمر.

مواجهات مباشرة صادمة

سيكون هذا هو اللقاء الرابع بين الأرجنتين وفرنسا بكاس العالم، حيث التقيا في مرحلة المجموعات بنسختي 1930 و1978، وكان الفوز خلالهما حليفًا للمنتخب القادم من أمريكا الجنوبية، الذي فاز 1 – صفر في اللقاء الأول، و2 – 1 في المباراة الأخرى.

وفي مباراتهما الثالثة بالمونديال والأولى بالأدوار الإقصائية في البطولة، حقق المنتخب الفرنسي فوزًا مثيرًا 4 – 3 على نظيره الأرجنتيني بدور الـ16 في نسخة كأس العالم الماضية، قبل أن يشق طريقه نحو التتويج باللقب بالفوز على المنتخب الكرواتي 4 – 2 في النهائي.

وبصفة عامة، التقى المنتخبان في 12 مباراة على الصعيدين الرسمي والودي، حيث كانت الأفضلية لمنتخب الأرجنتين الذي حقق 6 انتصارات، فيما فاز المنتخب الفرنسي في 3 لقاءات وفرض التعادل نفسه في 3 مباريات أخرى.

حكم بولندي صارم

قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم إسناد إدارة المباراة للحكم البولندي شيمون مارتشينياك (41 عامًا) الذي يعاونه كل من باول سوكولينسكي وتوماش ليستكيفيش وتوماش كفياتكوفسكي.

وستكون هذه هي المباراة الثانية التي يديرها مارتشينياك للمنتخبين خلال المونديال القطري، حيث تولى قيادة مباراة فرنسا والدنمارك، وكذلك لقاء الأرجنتين وأستراليا.

وقاد الحكم البولندي سيمون مارتشينياك 17 مباراة هذا الموسم، أظهر خلالهم 86 بطاقة صفراء وبطاقة وحيدة حمراء بعد إشهار بطاقتي صفراويتين. واحتسب مارتشينياك 7 ركلات جزاء خلال الـ17 مباراة التي خاضهم في الموسم الجاري 2022/2023.