يبدو أن الفتيات في أفغانستان سيبدأن احتجاجات مماثلة للإيرانيات قريبا، فقد قررت طالبان منعهن من الذهاب للجامعات أو السفر للتعلم بالخارج، واليمنيات تم تقييد تحركهن في صنعاء.. فلا تستطيع سيدة أو فتاة التحرك إلا بمحرم، أي برفقة رجل من محارمها، وفي تونس تعلن سيدة أنها ستتزوج برجلين في وقت واحد، وتقول إن القانون التونسي لا يمنع تعدد الأزواج.. فهل ستفعلها حقا؟ وسيدة مصرية تحتفل بالخلع في شوارع مدينة الغردقة بالمزمار والطبل البلدي والخيول.. فهل تحتفل المطلقات والمنفصلات حقا بالتحرر من الزواج؟
19 ديسمبر/كانون الأول
يبدو أن موجة قهر وانتهاك حقوق النساء تنتقل بحرية بين البلاد العربية والإسلامية، فأثناء نضال الإيرانيات ضد شرطة الأخلاق وفرض الحجاب بالقوة، تواجة اليمنيات حظرا بالتنقل في البلاد إلا بوجود محرم شرعي.
قالت منظمة ميون لحقوق الإنسان اليمنية في بيان، إنها تحصلت على وثائق رسمية تؤكد تعميم مليشيات الحوثي لأجهزتها الأمنية بمنع تنقل النساء ومغادرتهن إلى أي مناطق أخرى إلا بوجود وصي (محرم) إو أخذ موافقة أمنية عليا تتيح لها التنقل.
ونددت المنظمة باستحداث مليشيات الحوثي آلية قمعية جديدة للنساء، مشيرة إلى أن إلزام المرأة اليمنية بوجود رجل (محرم) أو استصدار مذكرات موافقة مبدئية من السلطات الأمنية لتتمكن من التنقل، انتهاكا سافرا لحقوق الإنسان والمرأة وقيم المجتمع اليمني وأعرافه”.
وأضاف البيان: “تتشارك منظمة ميون المخاوف مع منظمات وناشطين حقوقيين من خطورة تلك القرارات والانتهاكات الحوثية التي تمارس ضد النساء وحقوقهن”.
مليشيات الحوثي فرضت مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري فرمانا يلزم المطاعم في صنعاء بأخذ وثائق عقد الزواج من العائلات لدى ارتياد المطاعم في قرار يستهدف منع النساء من ارتيادها بدون رجل (محرم).
ويحاول الحوثيون تقليص الفضاء العام على اليمنيات على خطى تنظيم داعش الإرهابي بحظر سفر النساء بلا محرم ومنعهن من تلقي الخدمات الصحية على يد الأطباء والتمهيد لحظر تعليم المرأة.
يأتي حظر التنقل هذا بعد أن وجهت مليشيات الحوثي في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي محلات التصوير الفوتوغرافي بمنع تصوير أي امرأة ما لم تكون الصورة المطلوبة للوجه فقط في حالات الضرورة وأن يتم منع تواجد أي عمال أو فنيين في محلات تصوير تقصده نساء وأن يكون العاملين من النساء فقط.
كما سبق واستهدفت القيود الحوثية الطالبات في الجامعات الخاصة والمعاهد المتخصصة من خلال منع تواجد الطلاب والطالبات في قاعة واحدة على أن يتم الفصل بين الجنسين وتخصيص فترتين للدراسة صباحية للطالبات ومسائية للطلاب.. فحسب ما نقلته صحيفة عكاظ السعودية عن “ميون” قولها إن الحوثيين قاموا بالفعل بـ “تشكيل عصابات لمضايقة النساء في الشوارع والأسواق والجامعات، وفرض إجراءات جديدة تمنع تنقلهن داخل المحافظات إلا بوجود وصي وأخذ موافقة أمنية تتيح لهن التنقل”.
وأشارت إلى أنهم “بدأوا بالاعتداء على النساء داخل الحرم الجامعي ومنعهن من الحديث مع مدرسيهم أو مناقشتهم، كما تفرض مليشيات الحوثي معايير مشددة على النساء بما فيه رقابة صارمة على المرأة العاملة في المنظمات والمعاهد الأجنبية بزعم إنها “حرب ناعمة تنشر الانحلال وتؤخر النصر من الله”!
20 ديسمبر/كانون الأول
موجة القهر تضرب فتيات أفغانستان أيضا، حيث قررت حركة طالبان حظر التعليم الجامعي للنساء في أفغانستان إلى أجل غير مسمى، حسب رسالة وجهتها وزارة التعليم العالي إلى جميع الجامعات الحكومية والخاصة.
جاء في الرسالة الموقعة من الوزير محمد نديم: “أبلغكم جميعا بتنفيذ الأمر المذكور بوقف تعليم الإناث حتى إشعار آخر”، وأكد الخبر المتحدث باسم وزارة التعليم العالي الأفغانية، ضياء الله الهاشمي، لشبكة سي إن إن، أن حكومة طالبان أوقفت التعليم الجامعي لجميع الطالبات في البلاد.
ونشرت الوزارة خطابا جاء فيه أن القرار اُتخذ في جلسة لمجلس الوزراء وأن القرار ساري المفعول على الفور.
في اليوم التالي/ الأربعاء، انتشرت صور لفتيات ينتظرن أمام الجامعات في العاصمة كابول، في حين أغلقت قوات الأمن الجامعات في وجه الطالبات الجماعيات تنفيذا للقرار، وفي نفس اليوم أعربت وزارة الخارجية السعودية، عن “استغراب وأسف” المملكة العربية السعودية، لقرار حكومة تصريف الأعمال الأفغانية، بقيادة حركة طالبان، بمنع الفتيات الأفغانيات من حق التعليم الجامعي.
ودعت الوزارة في بيانها الحكومة الأفغانية المؤقتة، إلى التراجع عن القرار، قائلة إنه “يثير الاستغراب في جميع الدول الإسلامية، ويتنافى مع إعطاء المرأة الأفغانية حقوقها الشرعية الكاملة، وعلى رأسها حق التعليم، الذي يسهم بدعم الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار لأفغانستان وشعبها الشقيق”.
طالبان التي تحكم أفغانستان منذ منتصف أغسطس/آب الماضي، لم تكن هذه أولى قرارتها المقيدة لحرية النساء والفتيات، بل سبق لها ورفضت السماح للطالبات بمغادرة العاصمة كابل للذهاب للدراسة في كازخستان وقطر، بينما يسمح للطلاب الذكور بالمغادرة.. كما أنه تم فرض قيود على التعليم قبل الجامعي على الفتيات، وحظر دخلوهن إلى الحدائق العامة أو حمامات السباحة والصالات الرياضية في كابول.
وحسب موقع الـ”BBC”، شاركت بعض النساء في احتجاجات في العاصمة الأربعاء الماضي، وقالت المشاركات من “وحدة نساء” و”مجموعة التضامن”: “لقد خرجنا اليوم إلى الشوارع لنرفع أصواتنا ضد إغلاق جامعات الفتيات”.
21 ديسمبر/كانون الأول
انتشر فيديو لسيدة تونسية تدعى الحاجة سندس على مواقع “فيسبوك” و”تيكتوك” تعلن فيه أنها تنوي الزواج من رجلين في وقت واحد، وقالت في الفيديو: “بش نكون أول تونسية تتعرس بزوج رجال، بما إن القانون التونسي يكفل لي إن أتزوج زوج رجال ويمنع تعدد الزوجات للرجال، ويسمح بتعدد الأزواج بالنسبة للنساء”.
ولكن حسب القانون التونسي فلا يوجد نص يُصرح أو يقنن لتعدد الأزواج في تونس، بل أن القانون منع تعدد الزوجات للرجل وفي نفس الوقت لم يضف جملة “ويمنع تعدد الأزواج للمرأة” فهي ثغرة قانونية وليست تقنينا أو تصريح بقانونية تعدد الأزواج، فهل تفعلها الحاجة سندس؟ أم أن الأمر مجرد تريند أو إثارة للجدل حول التعدد من جديد؟ سنرى.
في نفس اليوم ليلا انتشر فيديو أخر ولكن من مدينة الغردقة، حيث احتفلت سيدة بحكم الخلع من زوجها بالمزمار البلدي ورقص الخيول والأغاني المنبعثة من السماعات العالية، فوجيء سكان حي الكوثر بالغردقة تحديدا في شارع مترو بالاحتفال بالخيل والطبول والمزمار ورفعت إحدى المهنئات لافتة مكتوب عليها: “مبروك يا أم سليم على الخلع“.
الاحتفال بالطلاق أو الخلع كثيرا ما يحدث ولكن على نطاق ضيق، غالبا ما يكون في بيت إحدى الصديقات، تقام حفلة صغيرة يرقصن فيها ويأكلن حلويات، لنتذكر مثلا فيلم حلاق السيدات وحفلة طلاق زوجة “زيزو/عبد السلام النابلسي”، وأيضا حفلة طلاق رغدة في فيلم “إستاكوزا” مرتدية فستانا أسود تجلس في كوشة احتفالا بالطلاق الوشيك، هذا ما كان في الأفلام وما يحدث في الواقع، ولكن ما حدث في الغردقة من سيدة بسيطة يعتبر الأول من نوعه بالاحتفال في الشارع بين الناس، فيبدو أنها عانت كثيرا حتى تتحرر من هذا الزواج.
كثيرات يجدن الطلاق والخلع والانفصال راحة كبيرة وحرية سعين إليها لسنوات، فقرار الطلاق كبير وحاسم في حياة النساء حقا، والطريق إليه يستنزف كثيرات، مساوامات وتهديد وخطف أبناء ونوم في الشارع أو في المقاهي، أهل لا يدعمون قرار الطلاق وأبناء بلا نفقة ولا معيل، وحياة غير واضحة المعالم وحرب تخوضها النساء وحدها أملا في حياة أفضل وراحة بال والثمن كثيرا ما يكون غاليا.