هدأت الضجة التي أثيرت خلال الأيام الماضية عقب نشر فيديو لشاب وفتاة فوق أحد الكباري وهما في وضع غير لائق. لكن المثير في قرار النيابة لم يكن إخلاء السبيل فقط، بل طلب النيابة التحري عن مصور الفيديو ونشره على مواقع التواصل، مما يعد انتهاكا للخصوصية وهو إجراء يجب الثناء عليه لأنه يغلق باب الانتهاك والاستباحة التي يمارسها البعض في الفضاء الإلكتروني، على جانب أخر أصر الأزهر الشريف على موقفه من وقوع الطلاق الشفهي مؤكدا في بيان رسمي أن هذا الطلاق لا يقع إلا باستيفاء عدد من الشروط.. وبعيدا عن هذا، حلت سيدة الغناء العربي أم كلثوم ضمن قائمة أعظم مطربي العالم في اختيار مجلة “رولينج ستون الأمريكية” المتخصصة في الموسيقى، لتحتل كوكب الشرق المركز الـ61 ضمن قائمة شملت 200 مطرب معظهم من الأمريكيين.
اقرأ أيضا.. 124 عامًا من العمل التنظيمي.. لماذا تأخر تمكين المرأة نقابيًا؟
29 ديسمبر/كانون الأول
أعاد الأزهر الشريف في مصر تأكيد ما صدر عن هيئة كبار العلماء قبل عدة سنوات، بخصوص وقوع الطلاق الشفوي مكتمل الشروط.
وقال الأزهر، في بيان نشره عبر صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، إنه “يُعيدُ التأكيد على ما صدر عن هيئة كبار علمائه بإجماع أعضائها على اختلاف مذاهبهم وتخصصاتهم، في بيانها الصادر عن اجتماعها الدوري في فبراير 2017م؛ أنه يجبُ على المطلِّق أن يبادِر في توثيق الطلاق فور وقوعه؛ حفاظًا على حقوق المطلقة وأبنائها”.
ودعا إلى “أن يتذكر الزوج توجيهَ النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ الطلاق أبغض الحلال عند الله، فإذا ما قرَّر الزوجان الطلاق، واستنفدت كل طرق الإصلاح، وتحتم الفراق، فعلى الزوج أن يلتزم بالتوثيق دون تراخٍ؛ حفظًا للحقوق، ومنعًا للظلم الذي يقع على المطلقة والأبناء في مثل هذه الأحوال”.
وشدد البيان على “أنه من حقِّ ولي الأمر شرعًا أن يتَّخذَ ما يلزم من إجراءات لسنِّ تشريعٍ يكفل توقيع عقوبة رادعة على مَنِ امتنع عن التوثيق أو ماطل فيه؛ لأن في ذلك إضرارًا بالمرأة وبحقوقها الشرعية
وتمسك الأزهر بوقوع الطلاق الشفهي استنادا إلى ما جاء في البيان:”يؤكِّد الأزهر على الرأي الشرعي الثابت من وقوع الطلاق الشفوي المكتمل الشروط والأركان، والصادر من الزوج عن أهلية وإرادة واعية وبالألفاظ الشرعية الدالة على الطلاق، وهو ما استقر عليه المسلمون منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، حتى يوم الناس هذا”.
لماذا يُصر الأزهر على موقفه من وقوع الطلاق الشفوي؟ لا توجد أي فوائد منطقية للأسرة على الإطلاق، بل الأضرار على الزوجة والأولاد أكبر بكثير.. ثبات مشايخ الزهر ليس له مبرر سوى أنه “ما أستقر عليه المسلمون منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم حتى يومنا هذا” أي أنه أمر يحتمل التغيير حسب متطلبات الأمور.. وفي ظل ما تعانيه كثير من النساء من عدم التوثيق.
غريب جدا أن الأزهر يُقر وقوع الطلاق الشفوي ثم يطالبون ويناشدون الزوج أن يسارع للتوثيق “والنبي لا توثق الطلاق.. الله يخليك لا توثقه.. وعلى فكرة إحنا هنعمل قانون يعاقبك لو ما وثقتوش”.. هذا هو منطق بيان الأزهر، فما الداعي أصلا لإقرار أمر من الممكن أن نتجنبه وله بدائل كثيرة بان مثلا يتم إلغاؤه ولا يعترف به، ولا يصح الطلاق إلا في المحكمة أمام قاضي أو في مكتب مأذون، فنتجنب قانون معاقبة عدم التوثيق وبهدلة الزوجة والأبناء الذين تحرص على مصلحتهم مشيخة الأزهر حين تحض الزوج على توثيق الطلاق الشفوي عشان خاطرهم.. طب ما يبقى من البداية لا يجوز الطلاق الشفوي ولا يؤخذ به”.
وبما أن الظروف الاقتصادية أحد أسباب وقوع عدد كبير من حالات الطلاق، فالواجب يقتضي حسم هذا الجدل منعا للبلبلة الذي لا ينتهي.
1 يناير/كانون الثاني
أمرت النيابة العامة المصرية، بإخلاء سبيل شاب وفتاة ضبطا بعد نشر فيديو ظهرا فيه يرتكبان فعلا مخلا على أحد جسور القاهرة، كما أمرت بتحري الشرطة عن مصوّر وناشر الفيديو.
وفرضت النيابة دفع ضمان مالي “كفالة” بقيمة ألف جنيه مصري، وطالبت الشرطة بالتقصي عن مصور الفيديو لاستجوابه وبيان “قصده من التصوير والنشر”.. وقالت النيابة إنه تم رصد تداول مقطع الفيديو المشار إليه في اليوم السابق، عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة وأنها تلقت إخطارا من الشرطة بتحديد هوية الشاب (17 عاما) والفتاة (18 عاما) وتمكنها من ضبطهما.
وأضافت أنها استجوبتهما فأقرا بارتكابهما الفعل المخل خلال تنزههما بالقاهرة لما بينهما من علاقة عاطفية، وأشارت النيابة إلى أنهما قالا إن هذا الفعل منذ إبريل الماضي، نافين علمهما بالشخص القائم على التصوير أو النشر، كما طلبت النيابة من الشرطة التحريات اللازمة حول القائم على تصوير المقطع ونشره بمواقع التواصل الاجتماعي، وبيان قصده من التصوير والنشر لاستكمال التحقيقات، وأهابت النيابة بالجميع لمنع ترويج مثل هذه المقاطع لما لها من تكدير صفو المجتمع وسلمه وخدش الحياء والتعدي على قيمه ولما تشكله من جرائم يعاقب عليها القانون.
قرار النيابة فاجأ كثيرين من حكماء وعلماء مواقع التواصل الاجتماعي الذين حكموا مسبقا على الشاب والفتاة بالعار والمر بمعاقبتهما عقابا شديدا ليكونوا عبرة للأخرين، خاصة الفتاة التي لم يُجيد أهلها تربيتها، متغاضيين عن عدم إجادة أهل الفتى تربيته هو أيضا، وهم أنفسهم الذين ساعدوا في تداول نشر الفيديو سواء على صفحاتهم أو بإرسالها في رسائل خاصة لبعضهم البعض، مما ساعد على انتشار الفيديو والذي حسب بيان النيابة العامة فهو جريمة يعاقب عليها القانون، جريمة أخلاقية لا تقل عن جريمة الذي صورهما.. بلا تفكير في مصير الفتاة التي قد تُقتل أو يتم وصمها بالعار والفضيحة طوال حياتها.
لا أحد فكر سوى في أن يُصدر الحكم بالعقاب الشديد وينشر المقطع، لم يفكر أحد في الترفق بهما لحداثة سنهما، أو بحاجتهما للتوجيه، أو التوعية الجنسية والعاطفية، ولم يفكر أحد في مستقبل الفتاة.. نعم، تحديدا الفتاة، لأنها هي التي ستظل للأبد تحمل العار، هذا إن سلمت وعاشت ولم تُقتل، والدليل أن معظم التعليقات على الفيديو كانت تدين الفتاة أكثر من الولد، بالطبع.. ففي النهاية هي ليست بفضيحة له بل ربما بين أقرانه هي مدعاة للفخر وعند أهله “هو في الأخر ولد حتى لو غلط عادي”.
2 يناير/كانون الثاني
السيدة أم كلثوم رحمها الله، احتلت المركز الـ61 في قائمة مجلة “رولينج ستون” لأفضل 200 مغن ومغنية في التاريخ.
وكوكب الشرق كانت الشخص العربي الوحيد في هذه القائمة، وسبقت بترتيبها أسماء مغنيين ذوي وزن ثقيل مثل مايكل جاكسون وإلتون جون وجوني كاش وجورج مايكل وبوب مارلي وشيت بيكر.
“رولينج ستون” مجلة شهرية أمريكية تأسست عام 1976، وتركز على موضوعات تتعلق بالموسيقى والسياسة والثقافة الشعبية. وتضم القائمة التي نشرتها المجلة في يوم رأس السنة الجديدة أسماء لامعة أخرى مثل ليدي جاجا وأريثا فرانكلين (صاحبة المركز الأول)، وأديل، وويتني هيوستن.
وعن أم كلثوم، قالت المجلة: “ليس لها نظير حقيقي بين المغنيين في الغرب. لعقود من الزمان مثلت النجمة المصرية روح العالم العربي”. وتشير إلى “الجانب العاطفي المذهل في أغانيها المعقدة التي من خلال الموضوعات والتنوعات المميزة كانت تستمر في الغناء بسهولة لمدة ساعة”، وكانت تتفاعل مع الجماهير الواسعة، وخرج الملايين الشوارع حزنا عند وفاتها في عام 1975.
أم كلثوم هي نموذج مثالي يحتذى به للمرأة المصرية التي كافحت كثيرا حتى تنال –قبل مركزها في الرولينج ستون- حب الشعوب العربية باختلاف لهجاتهم.. بدأت فتاة ريفية تسير كيلوميترات عديدة بين القرى وبعضها في الليالي والظلام وتحت الأمطار لتغني وتُحي الموالد والأفراح، وحين جاءت للقاهرة لتثبت قدمها بين مطربين مستقرين في أماكنهم منذ سنوات، ثم وهي سيدة تُجيد انتقاء الكلمات والألحان بذكاء فني وموهبة أصيلة وخبرة كبيرة، نموذج يُخبر كل سيدة وفتاة أن من حقها أن تحلم وتحاول بينما الصعوبات تتكاثر من حولها.. هذا مالا تعرفه مجلة رولينج ستون ولكننا نعرفه كشعوب عربية وكسيدات بشكل خاص وبشكل غير مباشر.
في نفس اليوم انتشر خبر إيجابي، حيث قضت محكمة جنايات بنها، بالسجن المشدد 5 سنوات وغرامة 200 ألف جنيه على مهندس، لتهديده ربة منزل “خطيبته السابقة” بنشر صور فاضحة لها وتهديدها ومحاولة ابتزازها ماليا وجنسيا، مقابل عدم إفشاء أسرار خاصة بها على المواقع الإلكترونية مستغلًا خطبته السابقة لها بشبرا الخيمة.
ورفضت المحكمة دفاع المتهم ودفوعه بشأن سرقة هاتفة المحمول واستخدامة من قبل آخر، ونوهت المحكمة إلى أن تكرار النشر والترويج، يؤكد ارتكاب الواقعة، وأن الشريحة المستخدمة مملوكة له وباسمه ولا يوجد ما يفيد بواقعة السرقة التي يدعيها، كما أشارت المحكمة في حيثيات حكمها إلى أنها أخذت المتهم بقسط من الشدة لمجابهة مثل تلك النوعية من الجرائم المستحدثة التي تخل بأمن وسلامة المجتمع.
وكانت قد تلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القليوبية، بلاغًا من ربة منزل تتهم فيه مهندس “خطيبها السابق” بتهديدها بنشر صور فاضحة لها على مواقع التواصل الاجتماعي وابتزازها ماليا وجنسيا، وتم إخطار مدير أمن القليوبية، حيث توصلت تحريات ومباحث القليوبية، بالتنسيق مع مباحث الإنترنت إلى صحة الواقعة، كما توصلتا إلى أن الموقع الإلكتروني المستخدم في نشر الصور المخلة واصطناعها ونشر أخبار كاذبة ملكًا للمتهم ومسؤول عنه وهو من أنشأه وأداره.
لم نسمع ولا مرة واحدة، بعد انتهاء علاقة عاطفية أو زوجية أن قامت الفتاة أو السيدة بتهديد الرجل/ الشاب بنشر صور له وابتزازه ماديا أو جنسيا، أو محاولة قتله أو ضربه.. نعم تغار النساء وتُجن الفتيات بعد الانفصال العاطفي ولكنهن لا يتحولن لأداة تهديد وقتل ومطاردة.. فلماذا يتسم الكثير من الرجال بهذا السلوك؟ لماذا أصلا تُصبح أي صور جنسية لفتاة هي مصدر تهديد لها؟ لها هي فقط مع أنه هو أيضا شاركها العلاقة ولحظات التصوير سواء طلبها منها أو تصويرها أو تلفيقها؟ لا يرى المجتمع دائما إلا طرف واحد فقط عليه اللوم والعقاب.. ولا تحتمل أي علاقة عاطفية خصوصيتها.. ويصبح من السهل التهديد والمطاردة والمساومة.. وقرار المحكمة خطوة إيجابية في حماية الفتاة، حتى ولو كانت غير ملفقة.
للأسف أحيانا لا تستطيع الفتاة النجاة من مثل هذه التهديدات، ففي نفس اليوم أصدرت محكمة جنايات بورسعيد حكما بإعدام محمد سمير، قاتل خطيبته خلود درويش. وألزمته بدفع مبلغ 101 ألف جنيه على سبيل التعويض المدني.
ذكرت المحكمة أنه بعد رفض الضحية (22 سنة) الاستمرار في علاقتها بالقاتل وطلبها فسخ الخطوبة والانفصال عنه، قرر أن يقتلها بعد أن فشل في تهديدها لتعود إليه وللزواج منه.
وكان النائب العام قد أمر في أكتوبر الماضي بإحالة المتهم لمحكمة الجنايات، ووجهت له تهمة القتل عمدا مع سبق الإصرار، حيث تسلل من شرفتها وخنقها، وقالت بعض المصادر حينها للصحف إنه كان دائم التعدي عليها بالضرب أثناء خطبتهما وقبل أن يقتلها.