بدأ الأسبوع بداية ساخنة حيث أثارت طالبة جامعة سيناء الجدل بتعليقا لها على منشور بموقع تواصل إجتماعي يحمل أفكارا ضد العقيدة الإسلامية، وكذلك أثارت موجات التهديد بالقتل لها ولأهلها.. فما هي التطورات؟ وعودة محمد محمد فريد خميس ابن رجل الاعمال الراحل الشهير وصاحب مجموعة النساجون الشرقيون، إلى مصر، والسعودية تعلن عن إرسال أول رائدة فضاء ورائد فضاء في مهمة تابعة لوكالة ناسا.
اقرأ أيضا: نون| سوبرانو مصرية تغني مع بوتشيلي في السعودية.. ووزيرة التضامن تصف الزاوج المبكر بالاتجار في البشر
12 فبراير/ شباط
نشر طالب يُدعى ممدوح من كلية طب الأسنان بجامعة سيناء، عبر حسابه في تويتر الذي يتابعه 19 ألف شخص، “سكرين شوت” يتضمن تعليق لفتاة/زميلته: ” “أنا مؤمنة بالله والحمد لله، بس مش مؤمنة بمحمد، وإذا كان محمد هو اللي هيدخلني جنة الدعارة والخمر، فأنا مش عايزة أدخلها. أنا كبنت أتكسف أدخل جنتكم أصلاً. وبالنسبة للحجاب، أنا لبساه عشان المجتمع المتخلف أجبرني ألبسه”، طالب ممدوح متابعيه بإبلاغ إدارة الكلية عن زميلته – صاحبة التعليق – والمطالبة بفصلها من الجامعة، متذرعاً “واجب عليّا كمسلم أدافع عن ديني”.
قال الطالب: “البنت دي المفروض من عندنا وزميلتنا في أولى أسنان سيناء، ودا المحتوى بتاعها من فترة. والحوار زاد عن حده. يا ريت حد يوصل الإسكرين دي لعميد سينا، ويا ريت النقابة برده تتدخل. قولاً واحداً البنت دي لازم تتفصل من الجامعة، وياريت مش أي حد يعمل مصيبة يطلع يقول أصل الأكونت كان متهكر”، متابعاً “البنت دي ليها إسكرينات في جروبات ملحدين”.
وكان لافتاً أن أشار الطالب الواشي إلى أن “أكثرية صحاب البت (يقصد زميلته) دي تحديداً مسيحيين”، ناصحاً الأهالي “شوفوا عيالكم بيتابعوا إيه على السوشال ميديا. شوفهم بيصاحبوا مين. شوفوا دينهم قبل دنياهم ده اللى هتتحاسبوا عليه يوم القيامة ربنا مش هيحاسبكم على شهاداتهم ولا عدد اللغات اللي بيتكلموها”.
ووفق وسائل إعلام محلية، فإن صاحبة التعليق هي طالبة في الفرقة الأولى بكلية طب الأسنان بجامعة سيناء فرع القنطرة، وتنحدر من مدينة الصالحية بمحافظة الشرقية الشمالية.
وبعد ساعات وفي منشور عبر حسابها الرسمي على موقع فييسبوك، قالت “جامعة سيناء”: بالإشارة
إلى ما تم تداوله مؤخرا على وسائل التواصل الاجتماعي منسوبا إلى طالبة في جامعة سيناء، فقد قررت إدارة الجامعة إحالة الموضوع لتحقيق عاجل”.
وبالطبع فقد دارت مناقشة/خناقة/ جدل بين طرفين، الأول يرى أن الهجوم على الفتاة وتهديدها هو أيضا إرهاب لها ولا يصح أن نصادر على حق أخد في التعبير عن رأيه وعن حرية معتقدة والطرف الأخر يرى أنها يجب أن تُعاقب بتهمة إزدراء الأديان وليس فقط من الجامعة وأنما أيضا جنائيا.
جدير بالذكر أن القانون المصري يعاقب “بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تجاوز خمس سنوات أو بغرامة لا تقل عن 500 جنيه ولا تجاوز 1000 جنيه كل من استغل الدين في الترويج بالقول أو بالكتابة أو بأي وسيلة أخرى لأفكار متطرفة بقصد إثارة الفتنة أو تحقير أو ازدراء أحد الأديان السماوية أو الطوائف المنتمية إليها أو الإضرار بالوحدة الوطنية”.
وبعيدا عن التهديدات التي طالت الفتاة هي وأسرتها، فيجب أن نسأل سؤال لجميع المحتدين المتعصبين والمتحاملين على الفتاة والمهددين لها ولأسرتها بالقتل والثأر للإسلام، السؤال هو: هل دين الإسلام ضعيف وهش لهذه الدرجة؟ هل ينتقص منه ما كتبته الفتاة؟ هل سيدنا محمد ستهتز صورته عند المسلمين والمؤمنين به إذا قرأ اخدهم كلامها؟ هل يصح أن نهاجم ونهدد من يختلف عنا ويكفر بعقيدتنا؟ أم نأخذه باللين والجدال بالتي هي أحسن كأسلوب نقاش وسُنة عن سيدنا محمد نفسه؟
لماذا كل هذا الانفعال؟ لماذا أصلا قام الزميل الواشي بنشر تعليق زميلته والتي كان من الممكن ألا يراه أحد إلا بعد قام هو بنشره على حسابه ذو ال 19 ألف متابع؟ ومن أعطاه الحق أن يدافع عن الإسلام؟
هناك رجال دين هذه هي مهمتهم.. ولا يجب أبدا أن يتم ترهيب شخص وأسرته ونشر أرقام تليفوناتهم وعناوينهم على جروبات فيسبوك لمجرد أنه يكفر بمعتقداتي، فهذا ليس جهاد كما يعتقدون بل هو إرهاب وتخويف وإثبات للفتاة أنها تقريبا على حق.
14 فبراير/شباط
أعلنت السعودية عزمها إرسال أول رائدة فضاء سعودية ورائد فضاء سعودي إلى محطة الفضاء الدولية خلال الربع الثاني من عام 2023.
وستلتحق رائدة الفضاء ريانة برناوي، ورائد الفضاء علي القرني، بطاقم مهمة آيه أكس 2 الفضائية “بهدف بناء القدرات الوطنية في مجال الرحلات المأهولة لأجل البشرية، والاستفادة من الفرص الواعدة التي يقدمها قطاع الفضاء وصناعاته عالمياً، والإسهام في الأبحاث العلمية التي تصب في صالح خدمة البشرية في عدد من المجالات ذات الأولوية مثل الصحة والاستدامة وتقنية الفضاء”، وفق بيان لوكالة الأنباء السعودية الرسمية “واس”.
ونشرت الهيئة السعودية للفضاء على تويتر، إنه في إطار رؤية 2030 تعود السعودية للفضاء بإرسال رائدة ورائد فضاء لمحطة الفضاء الدولية، وأوضحت الهيئة أن الرحلة ستنطلق من الولايات المتحدة الأمريكية إلى محطة الفضاء الدولية، مشيرة إلى أن البرنامج يتضمن تدريب رائدة ورائد فضاء آخرين على جميع متطلبات المهمة وهما مريم فردوس وعلي الغامدي.
مبروك ريانة ومريم، ولكل السعوديات، اللاتي يطمحن لفرص أكثر في جميع المجالات العلمية والعملية، ولتسعد الفتيات الصغيرات بمستقبل أفضل من أمهاتهن وجداتهن.. وعقبى لبقية فتيات المنطقة العربية والشرق أوسطية في أن يحصلن على فرص للمساواة الحقيقية سواء على مستوى التعليم أو العمل أو في المعاملة في مجتعمهن بنفس المعاملة مع الذكور.. بلا ولاية ولا سلطة لأحد سوى القانون.. فربما يوما نحلق جميعا في الفضاء مثل ريانة ومريم.
15 فبراير/شباط
قامت السلطات الأمريكية بترحيل محمد محمد فريد خميس الشهير بـ “بيبو” وهو نجل البرلماني ورجل الأعمال المصري الراحل محمد فريد خميس مالك مجموعة النساجون الشرقيون إلى مصر وذلك لانتهاء فترة الوثيقة خاصته، ثم ظهر في اول صورة له بعد عودته لمصر على مواقع التواصل الاجتماعي، واقفا مبتسما.
كان محمد قد غادر منذ 9 أعوام إلى واشنطن، بعد فضح تورطه مع عدد من الشباب بجريمة اغتصاب فتاة، في القاهرة فيما عُرف وقتها بقضية “فتاة الفيرمونت”، تعود وقائع القضية إلى عام 2014 ألا انها ظهرت للرأي العام نهاية شهر يوليو/تموز 2020، إذ نشرت حسابات على ماوقع التواصل الاجتماعي اعترافات تفيد باستدراح 7 شباب مصريين لإحدى الفتيات خلال حفل في فندق فيرمونت نايل سيتي إلى إحدى الغرف وقاموا بتخديرها واغتصابها، السبعة هم أبناء كبار رجال أعمال وأثرياء ومشاهير مصريين، وقاموا بتهديد الفتاة بفضحها بعد أن قاموا بتصويرها، إلا أن النيابة بدأت التحقيقات بعد أيام، بناءا على خطاب موجه من المجلس القومي للمرأة مرفق به شهادة الناجية، وشهادات بعض الأشخاص..
وفي نفس الشهر، أعلنت مصادر أمنية مصرية هروب بعض المتهمين في القضية خارج البلاد فور بدء التحقيق، فخاطبت جهات التحقيق منظمة الشرطة الجنائية الدولية “الإنتربول” لضبطهم، وتسليمهم لاتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، وتمكنت السلطات الأمنية، في 27 آب/ أغسطس 2020، من القبض على أحد المتورطين أثناء محاولته الهرب خارج البلاد. وتبين أنه متهم في واقعة مماثلة لواقعة فتاة فيرمونت، وفي اليوم التالي، ألقي القبض على متورط آخر أثناء تواجده في الساحل الشمالي، في حين نجح الإنتربول، في آب/ أغسطس 2020، بالقبض على 4 آخرين هربوا إلى لبنان.
وفي مايو/آيار 2021 أعلنت النيابة العامة المصرية، عدم إقامة الدعوى الجنائية في القضية لعدم كفاية الأدلة، بشكلِ مؤقت.. وأعلنت إخلاء سبيل المتهمين المحبوسين احتياطيا.
في حين عزت محكمة مصرية القرار، الذي جاء بعد ما يقارب العام على كشف القضية للعلن، إلى عدم توصلها إلى الفيديو محل الواقعة، وتغيير بعض الشهود لأقوالهم وتضارب تصريحاتهم
ثم في نوفمبر/تشرين الثاني قضت محكمة جنايات شمال القاهرة بمعاقبة 3 من المتهمين في قضية الفيرمونت، بالسجن المشدد 15 سنة حضوريا للمتهم الأول امير زايد والمؤبد للمتهمين الثاني والثالث غيابيا شريف الكومي ويوسف قرة، وذلك بتهمة اغتصاب فتاة أخرى في الساحل الشمالي.
وكانت النيابة العامة قد أمرت فى أبريل من نفس العام بإحالة المتهمين إلى محكمة الجنايات المختصة؛ لمعاقبتهم بتهمة ارتكابهم جريمة مواقعة أنثى بغير رضاها فى قريةٍ سياحيةٍ بالساحل الشمالى خلال عام 2015.
النيابة العامة قدمت الدليل وهو شهادة المجنى عليها وستة شهود آخرين، وما ثبت من مشاهدة تسجيلٍ مرئيٍّ لجانبٍ من الواقعة ظهر فيه اثنان من المتهمين يعتديان جنسيًّا على المجنى عليها، وأثبت تقرير فحص التسجيل الصادر من الإدارة العامة لتحقيق الأدلة الجنائية بوزارة الداخلية تطابقَ القياسات البيومترية للمجنى عليها ولمتهمٍ محبوس مع قياساتهما فى صورهما المأخوذة لهما على الطبيعة.
عودة محمد محمد خميس، وظهور أول صورة له على مواقع التواصل الاجتماعي، تُعيد تذكيرنا بقضية الفيرمونت وكيف هزت مصر، وكيف كان الهروب والترحيل وحصانة أبناء المشاهير الأثرياء الذين يخدرون ويهددون الضحية بالفضيحة، ثم حين تتجرأ وتتحدث تتغير أقوال الشهود ويتملص المجرمون ويسافر أشهرهم، والتي كانت حجرة الفندق محجوزة باسمه، وحين تنتهي وثيقته يعود مرة أخرى ويقف ليصوره شخص ما ويستكمل حياته بلا ذنب ولا خجل، ولكن الضحية ربما كان انتصارها في أنها لم ترضخ للتهديد وقامت هي بفضيحتهم حتى لو كان القانون لا يرى جيدا أدلة كافية ويُمثل أنه لا يفطن للعبة تغيير الأقوال.