أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون”، الثلاثاء الماضي، أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن سيتوجه إلى الشرق الأوسط في نهاية هذا الأسبوع، للقاء زعماء المنطقة والقوات الأمريكية.
وحسبما قال السكرتير الصحفي للبنتاجون، الجنرال بات رايدر، للصحفيين “ستوفر رحلة أوستن فرصة للقاء قادة العديد من الدول الشريكة الرئيسية، لإعادة تأكيد التزام الولايات المتحدة الدائم بمنطقة الشرق الأوسط”.
وحتى الآن، لم يكشف مسئولو البنتاجون بعد عن مسار رحلة وزير الدفاع أو الدول التي سيقوم بزيارتها. لكنهم يقولون إن الرحلة من المرجح أن تبني على جهود واشنطن لتشجيع دول الشرق الأوسط على العمل معا في قضايا الأمن الإقليمي، بما في ذلك الدفاع الجوي وقوات المهام البحرية المشتركة.
ويشير تقرير للمونيتور/ Al Monitor، إلى أن أهمية الزيارة تكمن في أنها ستكون أكبر جولة له في المنطقة منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2021. عندما سعى إلى طمأنة القادة الإقليميين في البحرين بأن إدارة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن لم تتخل عن علاقاتها في الشرق الأوسط، على الرغم من الانسحاب العسكري الأخير في أفغانستان والعراق.
اقرأ أيضا: تزايد النفوذ البحري للصين في الشرق الأوسط.. على واشنطن الاستعداد للمزيد
مواجهة أنشطة إيران
يشير التقرير إلى أن أوستن، الذي قاد سابقًا جميع القوات الأمريكية في الشرق الأوسط كقائد للقيادة المركزية خلال إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، أمضى معظم فترة وزارته في عهد الرئيس الحالي جو بايدن، مركزا على صد الغزو الروسي لأوكرانيا وردع خطط الصين في المحيط الهادئ.
يقول: مع انخفاض تواجد الجيش الأمريكي في الشرق الأوسط إلى أدنى مستوياته منذ عقدين من الزمن، كان كبار الضباط في القيادة المركزية الأمريكية يتسابقون للاختبار الميداني، واعتماد تكنولوجيا جديدة بدون طيار، وتشجيع المسئولين الإقليميين على تبادل المعلومات الاستخباراتية، للمساعدة في تعويض ضعف الرؤية الأمريكية في المنطقة.
في غضون ذلك، مع تعثر المفاوضات الدبلوماسية التي تهدف إلى العودة إلى الاتفاق النووي المبرم مع طهران لعام 2015، يقول مسئولو البنتاجون إن تهديدات إيران لجيرانها والقوات الأمريكية في الشرق الأوسط تتصاعد مرة أخرى.
وقد صرحت دانا سترول، كبيرة مسئولي السياسات في الشرق الأوسط في البنتاجون، للصحفيين، بأن إيران تواصل تسليح وتمويل وتوجيه وتوفير تكنولوجيا الطائرات بدون طيار، والصواريخ للميليشيات التي تعمل بالوكالة في المنطقة، بينما تهدد الشحن البحري في منطقة الخليج.
الخبث الإيراني الروسي
مع ذلك، فإن الجهود التي تقودها واشنطن لعزل كل من روسيا وإيران لم تترك لحكومتيهما سوى القليل من الخيارات.
لكن، يوضح التقرير أن الاعتماد المتبادل بين موسكو وطهران في المعدات العسكرية -بما في ذلك تكنولوجيا الطائرات بدون طيار والطائرات المقاتلة والدفاعات الجوية المحتملة- يمثل فصلًا جديدًا في الجغرافيا الاستراتيجية. أو “العلاقات التي يمكن أن تزعزع استقرار الشرق الأوسط”، كما يحذر المسئولون الأمريكيون.
وفي لقاء صحفي عبر الهاتف، الثلاثاء الماضي، أوضحت سترول للصحفيين أن التهديدات الإيرانية أصبحت الآن تحديا عالميا.
قالت: “نحن الآن بحاجة إلى حشد تحالف، ليس فقط في الشرق الأوسط، ولكن تحالف عالمي لصد التعاون الخبيث بين إيران وروسيا. من المنطقي أن نتوقع أن التكتيكات والتقنيات والإجراءات التي يتعلمها الإيرانيون ويتقنونها في أوكرانيا ستعود يومًا ما لتهديد شركائنا في الشرق الأوسط، وهذا هو سبب زيادة التعاون الآن”.
أيضا، يلفت التقرير إلى أن أوستن “لم يقم بعد بزيارة المملكة العربية السعودية الشريكة للولايات المتحدة منذ فترة طويلة، على الرغم من أنه زار الإمارات”.
وتأتي زيارة وزير الدفاع الأخيرة أيضًا في الوقت الذي يهدد فيه العنف المتصاعد في الضفة الغربية بعرقلة جهود واشنطن لإقناع حكومات عربية إضافية بتطبيع العلاقات مع إسرائيل. لذلك، تحدث أوستن مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت في أواخر الأسبوع الماضي، لتشجيع وقف التصعيد مع الفصائل الفلسطينية.
أيضا، يشير إلى لقاء رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الجنرال مارك ميلي، بنظيره المصري، الفريق أسامة عسكر، خلال قمة قادة الدفاع الأفارقة في روما، يوم الثلاثاء.