نجح أحمد حجازي، نجم دفاع منتخب مصر ولاعب الإسماعيلي والأهلي السابق، ووست بروميتش الإنجليزي حاليًا، في كسب رهانه الخاص مع نفسه بالصعود مرة أخرى لدوري الأضواء والشهرة في إنجلترا، بعد عامين من اللعب في الدرجة الأولى “تشامبيونشيب” رفقة فريقه عقب هبوطه حينها من البريميرليج، حيث انهالت عليه العروض المصرية خاصة من القطبين الأهلي والزمالك للعودة، وكذلك عروض من أندية خليجية وتحديدًا سعودية، لكنه رفضها جميعًا وصمم على البقاء ومواصلة مشواره ورهانه بالصعود ثانية، وقد كان له ما أراد بعد موسمين في الظل.
وهو الأمر الغريب على أغلب أقرانه من المحترفين المصريين في السنوات السابقة، فعادة عندما يهبط فريقهم للدرجة الأدنى، يكون أمامهم أحد خيارين إما الانتقال إلى فريق آخر يلعب في الدرجة الممتازة، أو العودة لمصر أو الخليج على سبيل الإعارة مثلاً أو ربما البيع النهائي، ولنا أمثلة عديدة في ذلك ولعل أبرزهم رمضان صبحي، عندما هبط فريقه ستوك سيتي، حيث انتقل إلى هدرسفيلد الذي هبط هو الآخر فعاد للأهلي.
واختلف حجازي، كثيرًا وتمتع بكثير من الخصائص ميزته عن هؤلاء، ونجح في كسب رهانه مع نفسه بعدة عوامل مختلفة، نستعرضها في السطور التالية، لإبراز حقيقة ما قدمه برج الدفاع المصري من تضحيات ونجاحات كبيرة في بلاد الضباب.
صبر وتحمل
في الموسم الأول لوست بروميتش ألبيون عقب الهبوط من البريميرليج، قرر حجازي الاستمرار مع الفريق بالدرجة الأولى رافضًا الرحيل بعدما لم تأته عروض أخرى من فرق تلعب بالبريميرليج، وقرر عدم الرحيل وأخذ خطوة للوراء مثل الباقية، واستمر وقاتل مع فريقه للعودة ثانية للدوري الممتاز.
ومع تعرضه لإصابة طويلة بذلك الموسم صبر وتحمل المعاناة والآلام، وثابر وقاتل الإصابة والظروف المعاكسة أجمعها، حتى عاد ثانية ودخل في أجواء الفريق ولعب ثانية وقاتل مع فريقه، لكنه لم يصعد بهذا الموسم للدوري الممتاز رغم منافسته على ذلك حتى الرمق الأخير من المسابقة.
وفي الصيف لم يرحل أيضًا وصبر وتحمل حتى جاء فريقه بالمدرب الكرواتي المتمرس في إنجلترا سلافين بيليتش، وقاد الفريق للصعود للبريميرليج هذا الموسم، وكان حجازي أحد أعمدة الفريق الأساسية في هذا الموسم حتى الصعود والعودة وتحقيق الحلم مرة أخرى.
رفض الإغراءات من القطبين والخليج
أي لاعب آخر في ظروف حجازي، ومع وجود عروض مغرية من الأهلي والزمالك وكذلك أكبر أندية الخليج، لضمه إلى صفوفها حتى موسم واحد على سبيل الإعارة، كان سيقبل بها حتى بعد الموسم الأول الذي لم يصعد فيه فريقه مجددًا للبريميرليج، إلا أنه بنظرة ثاقبة رفض كل ذلك حتى يحقق مراده وحلم فريقه وقد كان له ما أراد في النهاية.
العروض المغرية ليست في الأموال فقط، بل كذلك في المعيشة والنجومية والشعبية بمصر أو الخليج وامتيازات أخرى كثيرة كان سيضعها أي لاعب مصري محترف آخر في نفس ظروف حجازي في اعتباره بكل تأكيد، ولكنه رفض كل ذلك مفضلاً الإبقاء على رهانه وحلمه حتى يحققه وفي النهاية نجح في كسب ذلك الرهان باحترافية شديدة.
طموح كبير وثقة
صاحب ذلك التصميم على البقاء رفقة فريقه، طموح كبير للنجم المصري طويل القامة، وكذلك ثقة كبيرة في قدراته وفريقه لتحقيق الصعود ثانية للدوري الإنجليزي الممتاز، وتلك هي أهم عوامل النجاح لأي لاعب محترف وتحقيق مسيرة كبيرة في الدوريات الأوروبية الكبرى، وتمتع بهما كثيرًا النجم المصري العالمي محمد صلاح وحقق ما حقق لامتلاكه ذلك الطموح والثقة الكبيرة في نفسه وفريقه.
حجازي اختار السير على نهج صلاح خاصة أنهما من جيل واحد وأصدقاء، وأكمل مسيرته مع وست بروميتش وحقق النجاح الكبير في النهاية بعدما تمسك بطموحه الكبير ولم ييأس رغم ظروف كثيرة معاكسة، وثقته في قدراته بعد الإصابة والإنكسارات التي تعرض لها في تلك الرحلة، حتى أصبح أحد أعمدة الفريق ومحبوبًا كثيرًا من قبل جماهير النادي الكبيرة لوفائه النادر ذلك.
عقلية مختلفة
مرة أخرى أثبت حجازي، عقليته الكبيرة والمنفتحة والمختلفة عن سائر أقرانه من النجوم المصريين التي حلقت في الاحتراف الخارجي من بوابة الأندية والدوريات الأوروبية الكبيرة، فهناك نجومًا عاشت طويلاً ولمع اسمها لعقليتهم مثل ميدو وزيدان وهاني رمزي وأحمد حسن وصلاح بكل تأكيد النموذج الأعظم، وهناك من خفتوا بعد لمعان شديد بسبب نفس العقلية، مثل عمرو زكي وشيكابالا وعبد الستار صبري سابقًا.
فبعد تجربته الأولى مع نادي فيورنتينا الإيطالي، والذي لعب له أيضًا صلاح في فترة معارًا، وتعرضه لإصابتين آنذاك بالرباط الصليبي أنهت مشواره تمامًا مع الفريق صاحب الرداء البنفسجي، عاد من جديد بفضل عقليته تلك وتألق مع الأهلي ومنتخب مصر، حتى وقف على قدميه بثبات وتألق مجددًا، ومن ثم رحل لوست بروميتش بالبريميرليج، وأكمل معه بالدرجة الأولى موسمين حتى عاد ثانية وحقق حلمه وكسب رهانه على موهبته وعقليته وطموحه وكل شيء أمام الجميع وكل تلك المغريات.