بمجرد انتهاء مطرب المهرجان حمو بيكا، من تسجيل أغنيته الجديدة “باتون ساليه بالسمسم هات”، حتى جنى ثمارها سريعًا بانتشارها بين منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، وضمن بها تحقيق نسبّ مشاهدات عالية بلغت 1.8 مليون على صفحته الشخصية قبل بثّها على قناته بموقع “اليوتيوب“.
لم يكن هذا الانتشار لروعة أداء “بيكا” في المهرجان الجديد، أو ثراء محتوى كلماته، إنما بسبب تلعثمه في نطق “باتون ساليه في السمسم هات”، إذ فشل ملقنه معه مرات حتى يقولها بالطريقة الصحيحة، فكان “بيكا” يرددها “باتون باليه” لينفجر استديو التسجيل بالضحك من جهله بالكلمة، وسط إصرار منه على نطقه بهذه الطريقة.
“باتون باليه” ليس الخطأ الوحيد الذي وقع فيه “بيكا”، إذ فشل أيضًا في نطق “رونالدو” فقالها “لينردو”، ليحقق أهدافه كاملة بالترويج للمهرجان قبل نزوله على المنصات، غير عابئ بما يردده جمهور السوشيال عن مستوى تعليمه وإدراك طبيعة نشأته، فهذا كله ليس مقنعًا في حرب المشاهدات والدخول.
أرباح خيالية
يؤمن “بيكا” بأن التعليم والثقافة أشياء شكلية لا تصنع الأموال أو الخبرات الحياتية، فلم يمر أيام على “باتون باليه” حتى تعرض لهجوم من إحدى الصحف المصرية التي تضعها في مقارنة مع طبيب الفقراء الدكتور مشالي بكلمات: “وذو جهل قد ينام على حرير وذو علم مفارشه التراب”، ليعلق المطرب بأن الجهل ليس اختياره وأنّ الصحافة هي من تحرض الجماهير على التنمر، مشيرًا إلى أن تجاربه الحياتية التي اكتسبها في رحلته تستغرق سنوات كثيرة من غيره حتى يكتسبها، في إشارة إلى أن تعلم الحياة أفضل عنده من تعلمه بالمدارس.
يحقق “بيكا” نحو 90 ألف جنيه أرباحًا شهرية من منصة “يوتيوب”، منذ انتشار مهرجانه :”رب الكون ميزنا بميزة” لم يتوقف قطاره عن حصد المشاهدات وجمع الأرباح، رغم ذلك فهو يرضى أحيانًا كثيرة بتقليص ربحه إلى 30 ألف جنيه شهريًا من المنصة العالمية، وفقًا لتصريحاته مع الإعلامية لميس الحديدي في قناة ” العربية الحدث”.
يستخدم “بيكا” كغيره من مطربي المهرجانات الشعبية السوشيال ميديا الطريق السهل للوصول إلى أكبر عدد من المتابعين لنشر أغانيهم الجديدة وجمع الأرباح في آن واحد، بطرق تبدو بعيدة عن الاحترافية أو كالتي يتبعها المطربون القدامى، فجمهور عمرو دياب يختلف كثيرًا عن جمهور “بيكا”، وحسن شاكوش، والمدفعجية، فلا يتقبل جمهور الأول ظهوره بأي مظهر وبأي لغة في أي وقت.
سلاح في يد الجميع
تعد منصات التواصل الاجتماعي بوابة مناسبة، لجميع أنواع الفنون وخصوصًا مطربي المهرجانات الشعبية، كونها لا تحتاج إلى تكلفة مادية مقارنة بالوسائل الإعلامية الأخرى، وفقا للكاتب الصحفي محمد عبدالرحمن، رئيس تحرير “إعلام دوت أورج”، المتخصص في السوشيال ميديا.
يقول “عبدالرحمن” إن السوشيال ميديا سلاحًا في يد الجميع إذا اتقنوا استخدامه، فلا تحتاج إلى إعلانات ممولة في التلفزيون، والصحف، ولا إعلانات ممولة من الفيسبوك نفسه على أي أغنية جديدة، فمع كل أغنية جديدة ينضم متابعين جدد لك دون أي ترويج، أو إعلانات مدفوعة الأجر.
يوضح رئيس تحرير إعلام دوت أورج، أن مطربي المهرجانات يستخدمون منصاتهم وصفحاتهم بطريقة تلقائية لإرضاء رغبات جمهورهم، فلا يكترثون لصورتهم الذهنية عند الجمهور بقدر ما يهتمون بالمشاهدات والنقرات.
ويلفت إلى أن أولئك لا يمتلكون متخصصين يديرون صفحاتهم وحساباتهم، فهم لا يحتاجون إلى محترفين ويتعاملون بفطرتهم باعتبار جمهورهم منهم ولا يوجد أي فوقية، ولا يخجلون من جهلهم، ويتعاملون على أنهم من الغلابة وبسطاء هذا المجتمع.
يشرح أن المطربين المرفوضين من النخبة كانت انتشارها ضعيفًا في الأوقات السابقة وكانت حضورهم قاصرًا على الأحياء الشعبية والأفراح، وسابقًا كانوا ممنوعين من التلفزيون والإذاعة، أما هذا الجيل من المطربين المرفوضين من النخبة لا يواجهون عقبات أسلافهم مثل: “عدوية” الذي حوصر وشعبان عبدالرحيم، الذي عانى من عدم الاعتراف به كمطرب، فالجمهور هو من يجيز المطرب وليست النقابات، واللجان الموسيقية في هذا العهد.
إلا أن السوشيال ميديا سلاح ذو حدين بالنسبة لهذه الشريحة، ففي حال إغلاق حساباتهم سينتهون فجأة ويخفت نجمهم لأنهم لا يمتلكون رصيدًا كبيرًا كالأسطوانات، والحفلات المسجّلة في الإذاعة والتلفزيون، كالنجوم الكبار.
يرفض “عبدالرحمن” التقليل من قدر هذه الفئة وتأثيرها على المجتمع، فهم يمتلكون الآن جمهورًا كبيرًا من مختلف الطبقات ويجيدون استغلال السوشيال ميديا في نشر أغانيهم، كما أن استماع المعارضين لفنهم أو ما نطلق عليهم.