تقلبات مستمرة على مستوى الأشخاص والتوجهات، تشهدها الحياة الحزبية في مصر، منذ ثورة 25 يناير حتى وقتنا هذا، فكما تغيرت القضايا الرئيسية للأحزاب من دعم قضايا التحول الديمقراطي وحقوق الإنسان إلى الحفاظ على الأمن القومي، وفقًا لاحتياجات الشارع والظروف التاريخية التي مرت بها البلاد، تغير معها اللاعبون الرئيسيون في المشهد السياسي.
بينما خفت نجم الأحزاب التاريخية مثل الوفد والتجمع والأحزاب التي ولدت من رحم الثورة وميدان التحرير، برز اسم أحزاب أخرى تتبنى قضايا واحدة هي دعم استقرار الدولة، إذ تمحور خطابها حول دعم القيادة السياسية في الحرب على الإرهاب والنهوض بالاقتصاد وبناء مؤسسات قوية.
ربما يكون حزب مستقبل وطن، أبرز الفاعلين في الحياة السياسية بعدما قدم نفسه بقوة في برلمان 2015، وسيطرت كوادره على ائتلاف دعم مصر، بجانب تشكيل قائمة وطنية موحدة في انتخابات مجلس الشيوخ، إلا أن حزبي حماة الوطن والشعب الجمهوري من الأحزاب التي سطع نجمها في الآونة الأخيرة.
يمتلك حزب حماة الوطن 105 مقر مُقسمة إلى 25 أمانة مركزية و80 شياخة موزعة على جميع محافظات الجمهورية
حماة الوطن
في أعقاب ثورة 30 يونيو، اشترك عدد من العسكريين المتقاعدين في تأسيس حزب حماة الوطن هم: الفريق جلال محمود هريدي، مؤسس سلاح الصاعقة المصرية، واللواء فؤاد عرفة، مستشار مدير المخابرات الحربية السابق، واللواء حسام أبو المجد وكيل جهاز المخابرات الأسبق، واللواء ناجي شهود مساعد مدير المخابرات الحربية للتدريب والتخطيط السابق، واللواء كمال عامر مدير المخابرات الحربية الأسبق، واللواء محمد غباشي.
وبحسب المنشور، يمتلك الحزب 105 مقر مُقسمة إلى 25 أمانة مركزية و80 شياخة موزعة على جميع محافظات الجمهورية، وهي إمكانيات كبيرة بالنسبة لحزب وليد ما يعكس القدرات الكبيرة لحزب العسكريين المتقاعدين.
ونجح الحزب، في تحقيق مفاجأة كبيرة في الانتخابات البرلمانية السابقة، بعد حصده 18 مقعدًا، في طريقه إلى فرض اسمه ضمن الأحزاب المؤثرة في الحياة السياسية.
ويُعد اللواء كمال عامر، من الشخصيات البارزة في هذا الحزب، حيث يشغل منصب رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب، والتي تصدرت المشهد في الفترة الأخيرة على خلفية الموافقة على إرسال قوات عسكرية لمهام قتالية خارج البلاد، دفاعًا عن حدود مصر الغربية في ليبيا.
القيادات العسكرية تسعى لصناعة جيل واعٍ سياسي ومثقف وتنموي قادرًا على قيادة الدولة خلال السنوات القادمة
اللواء محمد الغباشي، مساعد رئيس حزب حماة الوطن، يقول إن الحزب منذ اليوم الأول لتأسيسه يسعى لتثبيت أقدامه في الحياة السياسية وتنفيذ أفكاره التي أنشئ من أجلها، موضحًا أنه يولى اهتمامًا بأبعاد الأمن القومى المصري، كما يهتم بقطاع الشباب والمرأة ولا يفرق الحزب بين مدني أو عسكري.
ويؤكد الغباشي، أن الحزب يضع في أولوياته ضرورة استعادة مصر لمكانتها، كما يؤمن أن محور ارتكاز السياسة الإقليمية في الشرق الأوسط ينطلق من القاهرة.
ويشير إلى أن القيادات العسكرية تسعى لصناعة جيل واعٍ سياسي ومثقف وتنموي قادرًا على قيادة الدولة خلال السنوات القادمة، لذا يشارك بقوة في جميع الاستحقاقات، وهو ما يترجم مشاركته في انتخابات الشيوخ التي ستجرى خلال أيام.
ويدافع الغباشي، عن موقف الحزب من الانسحاب من القائمة الوطنية لانتخابات الشيوخ قبل العودة إليها، قائلًا :”الحزب يسعى لتثبيت أقدامه في الانتخابات النيابية والشيوخ بأكبر عدد ممكن من المرشحين الأكفاء وأصحاب المواقف السياسية البارزة، لذا كانت هيئته العليا حريصة على تطابق حصتنا مع وزننا السياسي وحضورنا اللافت في البرلمان الحالي”.
دعم حزب الشعب الجمهوري صفوفه جيدًا في الأشهر الأخيرة بحوالي 50 شخصية ينتمي أغلبها إلى مجتمع رجال الأعمال
الشعب الجمهوري
تأسس حزب الشعب الجمهوري، في سبتمبر 2012 برئاسة المهندس حازم عمر، إلا أنه لمع نجمه بشدة بعد 3 سنوات حين حصد الحزب الوليد 13 مقعدًا في الانتخابات البرلمانية التي جرت في 2015.
ودعم الحزب، صفوفه جيدًا في الأشهر الأخيرة بحوالي 50 شخصية ينتمي أغلبها إلى مجتمع رجال الأعمال، أبرزهم أحمد أبو هشيمة الذي انتقل من دعم “مستقبل وطن” إلى “الشعب الجمهوري”، وشغل منصب نائب رئيس الحزب، ويترشح حاليًا عن القائمة الوطنية.
وقال أبو هشيمة، في تصريحات سابقة، إن حزب الشعب الجمهوري سينافس بقوة في كل الاستحقاقات القادمة، بهدف خدمة الوطن وتقديم قيمة مضافة للحياة السياسية، مشيرا إلى أن أفكاره تتوافق مع هذا الحزب لأنه يمثل اتجاهات المعارضة البناءة وخلق الحلول والمشاركة في جهود التنمية.
“الشعب الجمهوري” يسعى إلى تكوين قواعد كبيرة في المحافظات وإنشاء أمانات كبيرة في المناطق الرئيسية
ويتبنى برنامج الحزب، توسيع قاعدة المشاركة في صنع القرار علي كافة المستويات وفي كافة المجالات ويكون بنجاح عملية تشكيل المؤسسات التي تقوم عليها الدولة المدنية الحديثة وذلك وصولًا إلى عدم الجمع بين صناعة القرار واتخاذه في قبضة واحدة، ودعم دور النقابات المهنية ومنظمات المجتمع المدني وتنشيط دورها في المشاركة الشعبية والمجتمعية .
ويطمح الحزب، إلى المنافسة على عدد كبير من المقاعد في الانتخابات البرلمانية المقبلة بعد أن حقق حصة جيدة في انتخابات الشيوخ ضمن القائمة الوطنية من أجل مصر.
وبحسب مصدر بالحزب، فإن الشعب الجمهوري يسعى إلى تكوين قواعد كبيرة في المحافظات وإنشاء أمانات كبيرة في المناطق الرئيسية لتحقيق الخطة الطموحة التي يتبناها رجل الأعمال أحمد أبوهشيمة لمنافسة حزب مستقبل وطن على الريادة، خصوصًا بعد ضم مجموعة من رجال الأعمال في الفترة الأخيرة.