يبدو أن جماهير نادي إنتر ميلان، الزعيم الثاني للكرة الإيطالية في الفوز بلقب الدوري مناصفة مع غريمه ميلان، حيث فاز كليهما بالبطولة 18 مرة، بعد الملك المتوج على العرش يوفنتوس وبفارق 36 بطولة اسكوديتو، عليها أن تنتظر موسمًا آخرًا لتحقيق حلمها بالعودة لرفع كأس اللقب المحلي الأهم في إيطاليا بعد غياب 10 سنوات كاملة، وإنهاء احتكار اليوفي للبطولة الذي استمر 8 سنوات كاملة.
رغم توقعات الجماهير، بالموسم المنقضي للإنت، وهور الظهور بشكل آخر والمنافسة بشراسة على اللقب، ولما لا تحقيقه بعد التعاقد مع المدرب المتميز أنطونيو كونتي والثورة الفنية التي أحدثها داخل الفريق، لم يحقق المراد والفوز باللقب رغم تقديمه بطولة كبيرة وخسر البطولة قبل آخر جولتين فقط، ولكنه أنهى الدوري بالمركز الثاني برصيد 82 نقطة بفارق نقطة واحدة فقط عن البيانكونيري البطل.
لذلك ومع استمرار كونتي في رحلته الشاقة نحو زحزحة فريقه السابق من عرش البطولة الإيطالية، تمنى الجماهير كسر شوكة السيدة العجوز بالموسم الجديد وخطف لقب الكالتشيو منه والابتعاد بلقب في ترتيب أكثر الأندية فوزًا بالدوري عن غريمه ميلان الذي يتساوى معه بـ18 لقب لكليهما، لذلك نستعرض أبرز 4 أسباب في السطور القادمة قد تدعم النيراتزوري في تحقيق مبتغاه هذه المرة بالموسم الجديد.
موسم مميز وتهديد كبير
بلا شك استكمال العمل على ما أنهى به الإنتر البطولة المنقضية، سيكون العامل الحاسم في استمراره بملاحقة يوفنتوس ومحاولة إسقاطه من لقبه المفضل والمحبب طيلة السنوات المتتالية الماضية، خاصة مع تقديم إنتر رفقة كونتي بالأرقام موسمًا مميزًا للغاية، وشكل تهديدًا كبيرًا لليوفي، وأحرجه في جولات عديدة قبل أن يحكم الأخير قبضته قبل نهاية البطولة بجولتين فقط ويحسم اللقب.
ولكن ما قام به رجال المدرب كونتي أحدث هزة كبيرة للبطل المنفرد بعرش الكرة الإيطالية طيلة السنوات الماضية، ووجه له رسالة تحذير قوية بأنه لن يتركه وحيدًا في المقدمة خلال الموسم المقبل، ومع زيادة الانسجام والتجانس بين عناصر الإنتر وتفادي أخطاء الموسم المنقضي والعمل على إصلاحها واكتساب المجموعة بأكملها لخبرات عديدة من موسم كونتي الأول، تبشر كل تلك العوامل بموسم مختلف للفريق صاحب الرداء الأسود والأزرق الشهير.
دعم وصفقات منتظرة
بالتأكيد دعم الإدارة الكبيرة للمدرب كونتي وتحقيق أغلب طلباته في الميركاتو الشتوي والصيفي الماضيين، ساهم في علاج جزء كبير من نواقص الفريق، ولكن مع دعم جديد وجيد بالميركاتو المقبل وتوفير كافة احتياجات المدرب بشكل مرضي، سيساعده بلا شك على تقوية الفريق أكثر وأكثر وجعله صلبًا ولديه خيارات عديدة تساعده على طول الموسم وفي أحرج الأوقات التي يحتاج بها لذلك الدعم وبالتالي تفادي خسارة نقاط مزعجه تكلفه اللقب بالنهاية.
بالإضافة لجزئية المحاربة بعدة جبهات وهي الطامة الكبرى للفريق بالموسم الماضي، فقد أنهك كثيرًا في اللعب بالدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا وكذلك بطولة الكأس، وهو ما كلفه خسارة أبرز نجومه للإصابة لتلاحق المباريات القوية وعدم وجود الوقت الكافي للاستشفاء، وتعرض أغلب النجوم الباقية للإجهاد وتسبب ذلك في خسارة نقاط ثمينة وكذلك الخروج من التشامبيونزليج من مرحلة المجموعات بفارق ضئيل عن منافسه دورتموند آنذاك.
ويعطي الدعم الإضافي بالميركاتو لكونتي رفاهية القيام بسياسة التدوير بين اللاعبين، والتي لم تكن متاحة له بالموسم المنتهي لقلة الخيارات الجيدة بقائمته، فأجبر على اللعب بأهم نجومه في كل الجبهات وبالتلي خسر كل معاركه لاستنزافهم كثيرًا.
شغف باللقب وإنهاء سيطرة اليوفي
الشغف والطموح لكسر شوكة اليوفي سيكون العامل النفسي الأهم الذي سيعمل عليه كونتي جيدًا، ويحفز به نجوم فريقه للوصول لتحقيق اللقب، العامل النفسي سيكون له مفعول السحر بخلاف العوامل الفنية والبدنية الأساسية والتي يتمتع بها كونتي جيدًا وأظهرها بالموسم الفائت كثيرًا، هذا الحماس للرجل المجنون بكرة القدم وصاحب الروح القتالية العالية سيكون مفتاحه للقضاء على سطوته فريقه السابق للدوري الإيطالي.
كما أن أغلب اللاعبين بقائمة النيراتزوري لم يفوزوا باللقب من قبل، وهو ما سيجعلهم يتفاعلون كثيرًا مع تحميس المدرب لهم في هذه الجزئية، ليدخلوا تاريخ النادي، ويسعدوا الجماهير الوفية التي انتظرت تحسن أوضاع الفريق والفوز بالألقاب كثيرًا منذ الثلاثية التاريخية عام 2010 مع المدرب البرتغالي المتمرس جوزيه مورينيو.
صُنع في يوفنتوس
اقتباس إدارة الإنتر الجديدة لتجربة يوفنتوس الرائدة في آخر 8 سنوات والتي جعلته يستحوذ على اللقب بمفرده دون منازع أو منافس حتى، أمر يستحق الثناء عليه، فبدأت بالإدارة الرياضية بالنادي وعينت جوزيبي ماروتا المدير الرياضي السابق لليوفي، وبما لديه من خبرات ومهارات كبيرة ومتنوعة نجح في فرض السيطرة على كل المتمردين وإصلاح أوضاع الفريق إداريًا وجلب صفقات كثيرة مميزة والاستغناء عن لاعبين متوسط المستوى لم تفلح في تمثيل قميص الإنتر بالشكل المستحق.
الخطوة الثانية هو التعاقد ع أنطونيو كونتي مدرب ونجم يوفنتوس السابق، والفائز معهم بلقب الدوري أكثر من مرة سابقًا، ليكمل مع ماروتا في الجانب الإداري، التفوق في الجانب الفني والانضباطي كذلك داخل صفوف الفريق، ليعود الإنتر قويًا وعملاقًا كما كان من قبل، وينقصه فقط التوفيق والاستمرار بالتحسن ليحرز لقبه الـ19 بالاسكوديتو وكسر احتكار يوفنتوس للكالتشيو الإيطالي تمامًا، خاصة مع تراجع مستواه كثيرًا وأغلب نجومه مع المدرب الغريب على هويتهم ماوريسيو ساري بالموسم الماضي رغم فوزهم باللقب ولكنه جاء بشق الأنفس.