وسائل التواصل باتت قبلة الجميع وموطنهم الحقيقي، وتحول جانب كبير منها إلى العالم الواقعي، بعدما كان فضاء افتراضي لا أساس له تكثر به الادعاءات، جاء “الإنستجرام” مع مستهل عام 2010 ليمنحه لمسة بها قدر من الواقعية.
الموقع الذي يعتمد على الصورة أصبح منصة افتراضية دامجة بين الواقع الحقيقي والافتراضي من خلال بث الصور ومقاطع الفيديو، بل والقدرة على إدخال الصور في فلاتر مختلفة في صفحات المستخدمين.
“إنستجرام” ليست منصة اجتماعية عادية، فحسب بيانات الموقع فإن هناك ما يقرب من 58 صورة جديدة تضاف إلى التطبيق في الثانية الواحدة، وفي كل ثانية يحصل التطبيق على مستخدم جديد، بالإضافة إلى تحقيقه لعدد من الصور المضافة يعد تاريخيًا، فقد تم تحميل نحو مليار صورة على هذا التطبيق، وفقًا لآخر الإحصاءات الصادرة.
البداية والانطلاق
جاءت البداية بلقاء جمع الصديقين كيفين سيستروم، ومايك كريغ في جامعة ستافورد، واللذان صمما موقع يسمى ” Burbn””، الذي تحول إلى “إنستجرام”، لرفع إنتاج المصورين الهواه، وعمل تعديلات، وفلاتر على تلك الصور للوصول بها إلى شكل ملائم، وأنشأ الصديقين لمشروعهما الناشئ مكتب صغير في “سان فرانسيسكو”، وكان مدعوم في بدايته على “آيفون، وآي باد، والآي بود تاتش”، وظل الأمر على هذا الوضع لما يقرب من عامين متصلين.
وفى عام 2012 تمت إتاحته من خلال منصى “إندرويد فرويرو 2.2” ليدخل مرحلة جديدة ومختلفة ويتم توزيعه من خلال آيتونز وجوجل بلاي، وبدأ خلال هذا العام مرحلة جديدة من تطويره ليضيف في عام 2013 تقنية تصوير الفيديو بشكل متقطع، ويتيحه للمستخدمين.
وعن عدد الزيارات التي حققها موقع “إنستجرام”، فكانت مفاجأة من اللحظة الأولى لإطلاقه فقد بدأ التطبيق بـ 10 أفراد واستطاع الوصول إلى مليون مستخدم في عامه الأول 2010، وجاء عام 2011 ليحص ليسجل التطبيق 5 ملايين مستخدم أي أن الزيادة وصلت لـ 500% خلال عام واحد، وفي عام 2012 سجل التطبيق حصوله على نحو 30 مليون مستخدم ومع شهر ديسمبر لعام 2014 أعلن “إنستجرام” عن تجاوز عدد مستخدميه الـ 300 مليون مستخدم.
“الفيس بوك” وأكبر صفقة استحواذ
استحوذ “الفيس بوك” على تطبيق “إنستجرام” في عام 2012 بصفقة أثارت حالة من الجدل الكبير، خاصة أن السعر كان مفاجئة للجميع، ففي الوقت الذي أكدت فيه بعض المواقع الأجنبية أن الصفقة تقدر بنحو مليار دولار جاء رقم آخر لم يبعد كثيرًا عن ساحة الجدل، لتسجل وفقًا له قيمة الصفقة نحو 715 مليون دولار، وأيًا كانت قيمة الصفقة في الرقمين المُعلن عنهم فهي كبيرة ولم تحدث من قبل.
فقيمة هذه الصفقة تتناقض تمامًا مع قيمة ما دفعته “ياهو” عند الاستحواذ على موقع فليكر عام 2005، والذي كان قيمته 35 مليون دولار، والذي تحول بعدها “فليكر” لقائمة الـ 50 موقع الأكثر زيارة في العالم.
وأعلن كلًا من: كيفين سيستروم، ومايك كريغر مؤسسا موقع “إنستجرام” وسعيهما بعد قضاء فترة راحة إلى تأسيس مشروع جديد يتلاءم مع الواقع الجديد واحتياجات المستخدمين، ورد مارك زوكربيرج، مؤسس “فيسبوك”، أنه ينتظر رؤية مشروعهم الجديد وأن إدارة “فيسبوك” ستلتزم بتطوير تطبيق “إنستجرام” بشكل مستقل.
“إنستجرام” و”سناب شات“
أعلنت “إدارة إنستجرام” إنّها على سبيل التطوير، أضافت خدمة “القصص” لمشاركة المستخدمين للحظاتهم بالفيديو والصورة وتظل موجودة لمدة 24 ساعة وتختفي بعد هذه المدة، ولكن هناك إمكانية لحفظ القصة على الصفحة الشخصية قبل أو بعد رفعها في خانة “القصص” على التطبيق.
طور “إنستجرام” ليتضمن أغلب أدوات “سناب شات” ولم يتوقف الأمر عند إضافة القصص، بل أنه أضاف فلاتر للوجوه وسمح بتحديد الموقع والرسم، بالإضافة إلى إمكانية وضع الملصقات مع الصورة، وبالفعل استطاع هذا الأمر أن يضيف لـ “إنستجرام”، فبعد هذه التعديلات تخطى حاجز مستخدميه الـ 250 مليون متجاوزًا الـ “سناب شات” الذي وقف على أعتاب الـ 166 مليون مستخدم يومي.
دراسة بريطانية: “الإنستجرام” أكثر المنصات الاجتماعية سلبية على الصحة النفسية
أعلنت دراسة استقصائية أجرتها منظمتان صحيتان في بريطانيا أن “الإنستجرام” الأكثر سلبية على الصحة النفسية للشباب، وأنه يساهم في رفع معدلات الإحساس بالقلق والتوتر مقارنة بالمنصات الاجتماعية الأخرى التي أجريت الدراسة عليها، والبالغة 5 منصات، وهي: فيسبوك، وإنستجرام، واليوتيوب، وتويتر، وسناب شات”.
وأكدت الدراسة البريطانية التي أجريت على عينة مكونة من 1500 شاب تقدر أعمارهم ما بين “14 لـ 24″، أن عدد من المنصات مجل البحث والتي منها “فيسبوك، وتويتر، وسناب شات”، لها تأثير سلبي أيضًا على الشباب ولكن نسبة هذا التأثير أقل من “إنستجرام” الذي يعزز مشاعر التوتر والقلق والاكتئاب والشعور بالوحدة، فضلاً عن مشاعر الكره الذاتي التي تدفع إلى الانتحار عند الفئة محل الدراسة.
وخلصت الدراسة البريطانية إلى تصنيف “إنستجرام” الأسوأ من بين المنصات، من حيث “صورة الجسم، والنوم، ومشاعر القلق، والاكتئاب، والتحرش الإلكتروني، والوحدة”.
شيرلي كرامر، الرئيسة التنفيذية للجمعية الملكية للصحة العامة، أكدت أن الشباب الأكثر تأثرًا بمواقع التواصل الاجتماعي، وأن “الإنستجرام” ويليه الـ “سناب شات” هم الأكثر تأثيرًا عليهم في الاتجاه السلبيّ لما يقوم به من إحباط وتعزيز مشاعر الشباب السلبية، مطالبة مواقع التواصل بضرورة أن يكون لها دور في معالجة الشباب النفسية، بدراسة وسائل السلامة اللازمة وتقديم المساعدة، مؤكدةً أن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام، قد يوجه الشباب نحو الإدمان، والإكثار من السجائر والكحول، فضلًا عن باقي الآثار النفسية.