بعد توقف دام 5 أشهر كاملة عن النشاط الرياضي والكروي في مصر، عادت عجلة الدوري الممتاز للدوران ثانية باستكمال المسابقة المتوقفة، بسبب تداعيات وتفشي فيروس كورونا المستجد، بلقاء الزمالك والمصري البورسعيدي بملعب برج العرب في الإسكندرية، وحقق الفريق الأبيض فيه انتصاره الأول عقب التوقف بنتيجة هدف نظيف في مباراة متوسطة المستوى، كما كان متوقعًا بعد فترة التوقف الطويلة.
ورغم تقديم الفريق البورسعيدي شوطًا أول مميز إلى حد كبير، ظهر متماسكًا خاصة في الجانب البدني وبانتظام تكتيكي جيد لمدربه طارق العشري ولعب على المرتدات المباغتة بشكل رائع وكان أفضل من الزمالك، إلا أنه ضاع في الشوط الثاني خاصة بعد تلقيه الهدف الأول من قبل محمود علاء بأخطاء دفاعية ساذجة، جعلت الزمالك يسيطر على المباراة عرضًا وطولاً، حتى استطاع إنهائها منتصرًا بتلك النتيجة القليلة من الأهداف وحصد أول 3 نقاط عقب التوقف.
ولذلك نحلل ونستعرض في العوامل الآتية، أسباب خروج الزمالك منتصرًا في أول مباراة رسمية عقب فترة البعد الكبيرة عن الملاعب، وكذلك عوامل خسارة المصري بعد تقديمه لشوط أول جيد إلى حد كبير.
فوارق فنية واضحة
بكل تأكيد لعبت الفوارق الفنية الواضحة لصالح الزمالك ولاعبيه دورها الأساسي في تحقيق الأفضلية اليوم للقلعة البيضاء، فظهر نجوم مثل فرجاني ساسي وأحمد سيد زيزو ومحمود علاء بمستويات مميزة، صنعت ذلك الفارق الفني أمام لاعبي النادي المصري الأقل في المستوى الفني من هؤلاء، ولذلك لم تظهر محاولات عديدة للفريق البورسعيدي على مرمى الزمالك، باستثناء بعض الهجمات المرتدة فقط ولم تشكل خطورة عظيمة كذلك على الحارس محمد أبو جبل.
فيما حسمت الخبرات مع تلك الفنيات العالية لنجوم الزمالك، النتيجة بشكل كبير لصالح الفريق الأبيض بالشوط الثاني تحديدًا بعد هدف التقدم في أول 10 دقائق من الشوط الثاني، فظهرت السيطرة وتناقل الكرات بسهولة وقتل الوقت واستنزاف طاقات الخصم بتمرير الكرة كثيرًا دون بذل مجهود كبير، وهنا تظهر قيمة النجوم الكبيرة في فرق القمة مثل الزمالك والأهلي، وهو العامل الأهم والأبرز في خروج النادي الأبيض بالنقاط الثلاثة على حساب المصري المجتهد الذي لم تسعفه قدرات لاعبيه على مناطحة الزمالك طوال اللقاء.
المصري جيد بدنيًا لكن أخطائه قاتلة
بعد الجانب الفني والخبرات التي تفوق بها لاعبي الزمالك بشكل كاسح على نجوم المصري، جاء الجانب البدني ليصنع هو الآخر الفارق، فقدم الفريق البورسعيدي شوطًا أول مميزًا من الناحية البدنية وأيضًا حتى نهاية المباراة فظهر عمل الجهاز الفني الكبير في هذا الجانب، وظهر اللاعبون واقفون على أقدامهم بثبات طوال المباراة دون إصابات عديدة أو إجهاد كبير ظهر على أغلبهم مما يعكس العمل البدني الكبير المبذول للاعبين خلال فترة الإعداد الأخيرة قبل استكمال المباريات.
ولكن الجانب الذهني هو من خذل المصري خاصة في الشوط الثاني، فمازال اللاعبين بعيدين تمامًا ذهنيًا عن فورمة المباريات والتركيز الكامل داخلها وهي تأتي مع توالي اللقاءات وكثرتها، ومن ثم يدخل اللاعبين في أقصى قمة للتركيز والبعد عن الأخطاء، وهي ما كلفتهم خطأ ساذج في هدف التقدم للزمالك لمحمود علاء، حيث ترك وحيدًا دون تدخل حتى استلم الكرة وسط عديد اللاعبين وسددها في المرمى دون أن يحركون ساكنًا، ويضع الزمالك في المقدمة ومن ثم الفوز بالمباراة، بسبب حالة التوهان وعدم التركيز لدفاع المصري وارتكابه هذا الخطأ الساذج، الذي يعكس عدم الوصول لقمة التركيز والجانب الذهني لأغلبهم بعد العودة من التوقف.
مستوى متوسط متوقع
كما كان متوقعًا بعد العودة من فترة طويلة مثل تلك دون مباريات وقلة فترة الإعداد والخوف من الوباء وخلافه، جاء الأداء الفني للمباراة متوسطًا من الفريقين، فلم تظهر جمالية أو إثارة ومتعة كروية طوال اللقاء، وظهر الأغلبية من الفريقين ببعد عن المستوى المعهود والفورمة الفنية التي سبقت التوقف واجتياح كورونا للعالم أجمع، فرغم بعض الومضات الفنية الجيدة والفردية من بعض نجوم الزمالك، إلا أن الحالة العامة للأداء لم تتعدى التقييم المتوسط لكرة القدم باللقاء.
كما ظهر عدة نجوم من الزمالك بمستوى ضعيف مثل مصطفى محمد الذي أضاع أكثر من كرة سهلة أمام المرمى وصادفه سوء حظ كبير في تحويلها لأهداف، كذلك محمود وادي، نجم هجوم المصري الذي ظهر بعيدًا تمامًا عن مستواه المعهود، وهو ما قلل عدد الأهداف ومتعة الكرة كذلك بتلك المباراة، ولكن حسمتها الخبرة والفوارق الفنية الكبيرة لصالح نجوم الزمالك، وكذلك حالة عدم التركيز والتوهان والأخطاء القاتلة من قبل لاعبي المصري خاصة في لقطة الهدف الوحيد للزمالك وفي المباراة ككل.