رغم الأجواء الإيجابية التي صاحبت إطلاق الاجتماع الرباعي في القاهرة؛ لمناقشة تطورات الوضع في غزة، والبحث عن أفق لهدنة مرتقبة، منذ أسابيع، إلا أن النتائج جاءت، دون المتوقع، أو ربما صفرية لحد كبير.
وقالت مصادر مطلعة، إن ملفات إفريقية عديدة ستكون مطروحة على مائدة الحوار التركي المصري، الذي ينطلق اليوم مع وصول الرئيس التركي للقاهرة.
ولا زال القصف متواصلا في قطاع غزة، فيما الموقف الأمريكي “يقدر” انتهاكات إسرائيل ضد المدنيين والصحفيين؛ لأنها “منطقة حرب” كما يقول أنتوني بلينكن وزير الخارجية الذي قال في زيارته الأولى للمنطقة عقب تطورات غزة، إنه “يهودي قبل أن يكون وزيرا لخارجية أمريكا”.
ودعت الحركة المدنية التي تضم عددا من الأحزاب المصرية؛ للتظاهر يوم الجمعة دعما لغزة؛ وإعلانا لرفض الإبادة الجماعية والتهجير القسري.
الاجتماع الرباعي.. بلا نتائج حتى الآن
غادر الوفد الإسرائيلي الذي انضم لجولة المفاوضات أمس، حول الهدنة واتفاق تبادل المحتجزين والاسرى، غادر القاهرة، دون تفاصيل، على أن تستمر المفاوضات لثلاثة أيام قادمة بمشاركة مدير المخابرات الأمريكية والمصرية والقطرية، بحثا عن انفراجة في ملف صفقة التبادل التي بشرت أمريكا بقرب عقدها قبل أكثر من أسبوعين.
كانت قناة القاهرة الإخبارية نقلت عن مصدر رفيع المستوى، “أنّ المحادثات جرت في أجواء إيجابية”. وأن المحادثات ستستمر عبر القنوات الدبلوماسية والأمنية.
بينما قالت صحيفة وول ستريت جورنال، أن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، اختتم مفاوضاته مع كبار المسئولين في الشرق الأوسط، الثلاثاء، دون اتخاذ خطوات كبيرة نحو اتفاق بين إسرائيل، وحماس من شأنه تحرير الرهائن، ووقف القتال في قطاع غزة، وفقا لمسئولين مطلعين على المحادثات. وتابعت: “لا يوجد انفراج أو انهيار في المحادثات”.
من جهتها قالت حركة حماس، إنها منفتحة على أي اتفاق من شأنه وقف العدوان، بينما اعتبرت إسرائيل، أن تمسك حماس بإطلاق سراح عدد كبير من الأسرى في سجون الاحتلال، مقابل كل جندي، هو السبب في تعثر المفاوضات.
وأرسل نتنياهو، مستشاره أوفير فالك، إلى اجتماع القاهرة لمنع رئيس جهاز الموساد دافيد بارنياع، من تجاوز التفويض الممنوح له بشأن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى مع حماس.
وهذه المرة الأولى التي يشارك فيها فالك، في الاجتماعات المخصصة؛ للتفاوض بشأن صفقة تبادل الأسرى.
انطلقت المباحثات أمس بين مدير الـ “سي آي إيه” وليام بيرنز، ورئيس الموساد ديفيد برنيع، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومسئولين مصريين.
وتلقي النتائج الأولية للاجتماع بظلال من الشك حول جدية أمريكا في مراعاة البعد الإنساني والقانوني للأزمة، خاصة بعد أن صرح وزير خارجيتها، أن بلاده تتفهم انتهاكات إسرائيل، باعتبار أنها منطقة حرب، فيما قال مسئولون لصحيفة بوليتيكو الأمريكية، إن الولايات المتحدة لا تخطط لتوبيخ إسرائيل، مما يعني أن القوات الإسرائيلية يمكنها دخول رفح، وإلحاق الأذى بالمدنيين في المدينة، دون التعرض لأي عواقب من الولايات المتحدة الأمريكية
ويرى مراقبون، أن هذه المعلومات تمثل ضوءا أخضر من الإدارة الأمريكية، لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للمضي قدما في خطته؛ لاجتياح المدينة التي تعتبر آخر ملجأ لمئات آلاف النازحين.
أردوغان في القاهرة.. الملفات الإفريقية “الأكثر حضوراً”
في زيارة هي الأولى للقاهرة بعد اثني عشر عاما، من “الجفاء السياسي”، عقب تصريحات خشنة، أطلقها الرئيس التركي أكثر من مرة عقب الإطاحة بحكم جماعة الإخوان، يصل أردوغان للقاهرة اليوم.
من المنتظر أن تشمل المحادثات الرئاسية بين الرئيس عبد الفتاح السيسي، وأردوغان أكثر من ملف أمني وسياسي واستراتيجي فضلا عن الاقتصادي.
ومن المتوقع، أن تحتل حرب غزة مساحة معتبرة من المحادثات، بينما إفريقيا حاضرة من خلال ملفات ليبيا والسودان والصومال.
التبادل التجاري بين البلدين ستتم مناقشته أيضاً
مراقبون يرون، أن الرهان على نتائج الزيارة لا زال مبكراً، فالبعض يتوقع وساطة تركية بين القاهرة، وأديس أبابا مع عمل مصري-تركي مشترك لإنهاء الأزمة الليبية، والاقتتال في السودان، وأخيراً التنسيق والتعاون في مواجهة الحسابات الإسرائيلية في غزة، وفلسطين عموما.
كما قد يساهم التوافق التركي- المصري بعد إغلاق أردوغان ملف الإخوان والإسلام السياسي نهائياً في صياغات جديدة لمجمل القضايا الساخنة.
بيان مشترك لمنظمات حقوقية.. قمع غير مسبوق وعدم استقرار اقتصادي بعد 13 عاما من رحيل مبارك
ما يقارب العشرين منظمة حقوقية دعت للإفراج عن آلاف المعتقلين ووضع حد للتعذيب والإخفاء القسري ووقف الهجمات ضد وسائل الإعلام المستقلة والحقوقيين والمجتمع المدني، ودعم حقوق الإنسان والحريات الأساسية
وقالت المنظمات في بيان مشترك أصدرته لمناسبة مرور 13 عاماً علي إعلان الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك تنحيه، وتكليف المجلس العسكري بإدارة شؤون البلاد :” نحث السلطات المصرية على اتخاذ خطوات فورية لتلبية احتياجات واحترام حقوق المصريين من خلال إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين، ووقف ممارسات التعذيب وسوء معاملة المعتقلين، وحماية المجال العام. وبدون ذلك، لا يمكن تحقيق مطالب “الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية” التي كانت أمل المصريين في مستقبل أفضل بعد إسقاط مبارك”.
البيان وقعته منظمات ، هيومن رايتس ووتش، والتحرير لسياسات الشرق الأوسط، ومؤسسة سيناء لحقوق الإنسان، ومركز القلم بأمريكا، ومركز الديموقراطية في الشرق الأوسط، ومنا لحقوق الإنسان، والخدمة الدولية لحقوق الإنسان، وفريدم هاوس، ومركز حقوق الإنسان أولا، وهيومينا لحقوق الإنسان والمشاركة المدنية، وفيمينا، وفير سكوير، وإيجيبت وايد، والمنبر المصري لحقوق الإنسان، والجبهة المصرية، ولجنة العدالة، وسيفكوس، ومركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، و بلادي جزيرة الإنسانية.
كان الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك قد أعلن من خلال نائبه اللواء عمر سليمان تنحيه عن السلطة في بيان مقتضب لم تتجاوز مدته دقيقة، عقب 18 يوما من الاحتجاجات الشعبية على تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية، عقب ثلاثين عاما حكم خلالها البلاد، وتواتر الانباء عن نيته توريث الحكم لنجله جمال رئيس أمانة السياسات في الحزب الوطني الحاكم وقتها.
حرب غزة.. الكمائن تتواصل
في اليوم الـ 131 من الحرب على غزة، ارتفع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي إلى 28 ألفا و473، بينما وصل عدد المصابين إلى 68 ألفا و146.
أعلنت كتائب القسام- الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إيقاع قوة إسرائيلية بين قتيل وجريح في تفجير 3 فتحات أنفاق بشمال خان يونس، واستهداف أخرى من المسافة صفر شرقي المدينة.
وأكدت سرايا القدس- الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي- قصفها مقر قيادة للجيش الاحتلال الإسرائيلي وسط خان يونس.
الضفة.. اقتحامات إسرائيلية ومقاومون يشتبكون مع شرطة السلطة
اقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس، وبلدات نعلين ويعبد وقلقيلية بالضفة.
ووقعت اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، ومقاومين فلسطينيين في مدينة طوباس شمالي الضفة الغربية المحتلة.
وطارد أمن حكومة السلطة الفلسطينية مقاومين؛ لاعتقالهم ومصادرة أسلحتهم في أثناء محاولة المقاومين التصدي لقوات جيش الاحتلال، التي اقتحمت المدينة.
جبهة لبنان.. استهدافات وتحذيرات
استهدفت ما يعرف بالمقاومة الإسلامية اللبنانية مبنى تابعا للشرطة الإسرائيلية في كريات شمونة، وتجمعا للجنود في قلعة هونين ومواقع المرج، ورويسات العلم وحدب بارين وثكنة ميتات.
وسخر حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله في خطاب له أمس، من دعوات عودة قوات الحزب، لما وراء نهر الليطاني، وهي الدعوات التي تبنتها أطراف غربية منها، ألمانيا وفرنسا، مقابل تقديم حزم مساعدات اقتصادية للبنان.
نصر الله قال: “الوفود القادمة إلى لبنان تحاول التهويل علينا، وهذا لم يجد نفعاً، والمكاسب السياسية التي يلوح بها، لا يمكن أن تؤثر على موقفنا، ولن تؤدي إلى وقف هذه الجبهة”.
جبهة اليمن وباب المندب.. “نصر حقيقي”
قال زعيم جماعة أنصار الله في اليمن عبد الملك الحوثي في خطاب تلفزيوني، إن الجماعة منعت السفن المرتبطة بإسرائيل من العبور خلال الأسبوع الماضي، واصفا ذلك بأنه نصر حقيقي، وكشف أن الجماعة بصدد تصعيد تحركات الجماعة في البحرين الأحمر والعربي.
الحركة المدنية المصرية تطالب بالسماح بالتظاهر السلمي الجمعة
أطلقت الحركة المدنية دعوة للتظاهر السلمي بعد غد الجمعة؛ تعبيراً عن رفض الإبادة الجماعية، والتطهير العرقي والتهجير القسري للشعب الفلسطيني، وطلبت السماح بالتظاهر في أماكن محددة.
الحركة التي تضم أحزاباً ديموقراطية، وشخصيات عامة، كانت قد تكونت في ديسمبر 2017.
في بيانها قالت الحركة: “تواطؤ أمريكي مجرم وعجز دولي وعربي، يفتح الطريق للكيان الصهيوني للاستمرار، بدون رادع في انتهاك كل قانون وعرف، وأن تفعل ما تشاء، لتتحول هذه الإرادة الفاشية العنصرية لنخبة الحكم في الكيان إلى آلة قتل، وتدمير لا يمكن كبحها، في مشهد يكشف حجم الانهيار الأخلاقي، ووضاعة النظام العالمي بقيادة الولايات المتحدة، وبدعم من إنجلترا وألمانيا”.
