“بتحلى الطعام” هو الوصف الذي عادة ما يتم ارفاقه بالحديث عن التوابل في مختلف بلدان العالم إلا أن هناك تقرير أممي صادم صادر عن “اليونيسيف والأرض النقية”، أكد على وجود نسبة تركيز مرتفعة من الرصاص في التوابل المغربي، لترتفع بذلك نسبة البلدان التي يتم تصنيف توابلها باحتوائها على الرصاص أو “السم العصبي والتي سبق المغرب فيها كلا من بنجلاديش وباكستان وجورجيا ونيبال.
التوابل بها سم عصبي
أكد التقرير الأممي، على احتواء التوابل المغربية على نسبة مرتفعة من الرصاص، أو “السم العصبي”، الذي يسبب ما يُعرف باسم “التسمم العصبي”، والذي يؤثر بشكل سلبي على الدماغ، فلا يمكن علاجه، فضلًا عن تأثيره على الأطفال، فيصيبهم ببعض الإعاقات الذهنية والبدنية والمعرفية.
وانتفض المهتمين بالصحة في المغرب، للتفاعل مع التقرير الصادر عن منظمتي “اليونيسيف والأرض النقية”، مطالبين الجهات المختصة بتحليل التوابل والتعرف على أسباب الظاهرة، ووضع ضوابط حمائية من تفشي هذه المخاطر حرصًا على أرواح الأطفال والكبار.
1.8 مليون طفل لديهم ما يقارب 5 ميكروجرام من الرصاص في كل ديسيلتر من الدم
توابل مغشوشة
جهاز حماية المستهلك المغربي، أكد أنه لا يمكن التسليم بوجود نسبة التركيز المُرتفع للرصاص في التوابل المغربية على النحو المذكور في التقرير الأممي، ولكنه أقر بوجود غش تجاري في عدد من السلع التي تُباع في السوق المحلي وتأتى على قائمتها التوابل.
وأكد حماية المستهلك المغربي، في بيان رسمي صادر عنه بهذا الشأن، أن وجود توابل غير مطابقة للمواصفات يرجع عادة إلى الأدوات المُستخدمة في نقل وطحن التوابل الخام، لأن عددًا كبيرًا من التجار يلجأون إلى الأدوات الحديدية باعتبارها الأقل سعرًا كبديل عن الآلات المصنوعة من معدن “الاينوكس” مرتفع الثمن، مما يتيح فرصة أكبر لخلط التوابل بشوائب الحن الناتجة عن تفاعل الآلة مع الطحن.
أدوات التجار في عملية الغش التجاري متنوعة من بينها إضافة بقايا الدقيق وزيت المائدة المحروق للتوابل
أدوات الغش التجاري
“للتُجار العديد من الحيل في طريقهم لجني الأرباح دون النظر لتأثير الأمر على صحة الغير”.. كان هذا توصيف جهاز حماية المستهلك المغربي، لما يحدث في سوق التوابل المحلي، لافتًا إلى توجه بعض التجار إلى الغش التجاري بإضافة بعض المواد للتوابل لزيادة حجم المبيعات والأرباح.
وأكد حماية المستهلك المغربي، أن أدوات التجار في عملية الغش التجاري متنوعة من بينها إضافة بقايا الدقيق وزيت المائدة المحروق للتوابل، خاصة الفلفل الأحمر والأسود، مؤكدًا أن المواطنين يساعدونهم في مواصلة هذا الغش بشرائهم منتجات غير موثقة من شركة تعبأة ولا تحمل سجلها الوفي بالمكونات والصلاحية حتى لا يقعوا في براثن المتلاعبين بصحة المستهلك.
اجمالي استهلاك المغاربة من التوابل يسجل نحو 35 ألف طن خلال العام الواحد
حجم استهلاك المغرب من التوابل
ووفقًا لأحدث التقارير المرتبطة باستهلاك الغذاء في دولة المغرب، فإن اجمالي استهلاك المغاربة من التوابل يسجل نحو 35 ألف طن خلال العام الواحد، كما أن الإنتاج المحلي لا يكفي إلا لنحو 50% من حجم هذا الاستهلاك، وتستورد المغرب باقي احتياجاتها من الخارج.
ويوضح الجهاز، أن التوابل في السوق المغربي متنوعة وتضم نحو 20 نوع على رأسه الفلفل بنوعيه الأحمر والأسود والذي يسجل الأكثر استخدامًا بين مختلف أصناف التوابل الأخرة ويعد النوع الرئيسي على قائمة احتياجات المستهلك المغربي.
أكثر من 800 مليون طفلًا أصيبوا بتسمم الرصاص بسبب تلوث الهواء والمياه بهذا المعدن
الأمراض الناتجة عن “تسمم الرصاص” ومخاطرها على الأطفال:
ووفقًا للدراسة الصادرة عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة، فإن لتسمم الرصاص العديد من الأمراض التي تُصيب الكبار والصغار، ومنها اضطرابات الكبد والأوعية الدموية.
وأشارت الدراسة، التي شملت تحليل ما يقرب من 1496 عينة بهارات شملت 50 نوع من 41 دولة حول العالم، إلى أن مادة الرصاص “خطيرة” وتتركز خطورتها بشكل مخيف على الأطفال خاصة في سن الـ 5 أعوام.
بيانات الصحة المغربية، لفتت إلى أن نحو 1.8 مليون طفل لديهم ما يقارب 5 ميكروجرام من الرصاص في كل ديسيلتر من الدم، كما تصل نسبة الرصاص لدى 209 آلاف آخرين من أطفال إلى 10 ميكروجرام في كل ديسيلتر، كما يوجد الرصاص في دم ما يقارب 800 مليون طفل، وذلك بمستوى 5 ميكروجرام أو أكثر للديسيلتر الواحد، وهو ما يشكل خطر كبير خاصة في دول جنوب شرق آسيا.
إدارة الغذاء الأمريكية، اعتبرت أن هناك ظروفًا صحية لحفظ التوابل وعدم توافرها، مما يجعلها عرضة أكبر للإصابة بالأمراض الميكروبية كـ “السالمونيلا والبكتريا العنقودية، فضلًا عن وجود نسبة عالية من التلوث في التوابل لإمكانية احتوائها على حشرات ميتة، مؤكدة أن هناك أنواع من التوابل هي الأكثر عرضة لتلك البكتريا ومنها “الزعتر والكركم والفلفل الأسود” لذلك فالتأكد من أماكن بيعها وطريقة الحفظ أمر ضروري.
وأكد التقرير، وجود أكثر من 800 مليون طفلًا أصيبوا بتسمم الرصاص بسبب تلوث الهواء والمياه بهذا المعدن، وأن طفل من كل ثلاثة لديه مستوى من الرصاص في الدم يساوي أو يزيد عن 5 مَيكروغرام لكل ديسيلتر.
وأضاف التقرير الأممي، أن نسبة الرصاص ترتفع في التوابل نتيجة زراعة بعضها بالقرب من مصانع البطاريات، ومناجم الرصاص وبإمكانها امتصاص الغبار الناتج عن عملية التصنيع، فضلًا عن إمكانية وجود الرصاص في الآلات والأدوات المستخدمة في طحن وتحضير التوابل أو تغليفها، منوهًا إلى احتمالية إضافة الرصاص إلى التوابل بهدف زيادة وزنها.