اليوم السبت الأول من يونيو بدء تطبيق رفع سعر عيش التموين 400%. كانت الحكومة أعلنت الأربعاء عن رفع سعر رغيف الخبز المدعم من خمسة قروش إلى عشرين قرشا، وهو التحريك الأول لسعر الخبز المدعم منذ العام 1988، بحسب المسئولين الرسميين، إلا انه جرى عدة مرات من قبل تخفيض وزن الرغيف ودرجة جودة المواد الداخلة في تكوينه، وهو ما يعتبره كثيرون مناقضا لإعلان الحكومة أن الزيادة التي أعلنت عنها الأربعاء هي الأولى منذ العام 1988.
عدة مرات
الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة عقَب في تصريحات صحفية على الرفع قائلا إنه تم من قبل خفض وزن الرغيف من ١٦٠ جراما إلى ١٢٠ جراما، وهو نوع من تخفيض الدعم بنسبة ٢٥٪، وخفض وزن الرغيف مره أخرى من ١٢٠ جراما إلى ٩٠ جراما حاليا، وهو نوع من تخفيض الدعم بنسبة ٢٥٪ مرة أخرى.
ويضيف أنه فوق ذلك فإنه تم تخفيض نوعية دقيق الخبز من دقيق استخلاص ٨٢٪ إلى دقيق ٨٦٪ يعني دقيق أقل و (ردّة) أكثر أيضا، وهو كذلك نوع ثالث من تخفيض الدعم، بحسب نور الدين.
وختم تصريحاته قائلا: يعنى بلاش نتكلم عن سعر الرغيف فقط ولكن نتكلم عن دعم الرغيف وتدرجه وتخفيضه عدة مرات خلال السنوات العشر الماضية.
تداعيات
من ناحيته تناول الباحث الاقتصادي، إلهامي الميرغني، القرارات الأخيرة الصادرة عن الحكومة برفع سعر الخبز المدعم من خمسة قروش إلى عشرين قرشًا للرغيف.
وقال الميرغني في تصريحات إعلامية إنه “في بلد يعيش فيه أكثر من ٣٥% تحت خط الفقر يعد دعم الخبز ضرورة وفرض عين ويصبح التحول من الدعم العيني الي الدعم النقدي -كما تدرس الحكومة حاليا- جريمة واعتداء علي حق أكثر من نصف السكان في الغذاء الكافي”.
وأضاف الباحث الاقتصادي أن “رفع سعر رغيف الخبز ٤٠٠% مرة واحدة يضر بقدرة المصريين علي الوفاء باحتياجاتهم الأساسية من العيش الحاف”.
نتفهم
من جانبه المتحدث باسم رئاسة مجلس الوزراء المستشار محمد الحمصاني قال إن الحكومة متفهمة تماما لردود الفعل تجاه القرار وكانت تتوقعها، مؤكدا الاستمرار في “دعم محدود الدخل”.
الكلام حول سعر الرغيف، ومقدار ما يمثله من الدعم ، بدأ منذ سنوات قلائل، وكذا التحذيرات من المساس به، وتقديم الحلول البديلة لرفع السعر علي السلعة المعروفة بزيادة الطلب عليها كلما ارتفع سعرها ــ وفقا لمعادلة جيفن ــ بخلاف السلع الأخري.
في الملف التالي 12 موضوعا نشرتها “مصر 360” خلال الفترات الماضية، رصدت خلالها كافة جوانب قضية دعم الخبز
صناعة الخبز.. قصة عمرها 10 آلاف عام
لم تخل الموائد حول العالم من الخبز، فدائما يأخذ مكانه ووضعه المميز منتصف المائدة، باعتباره أحد أهم العناصر الغذائية في الموائد الشرقية حتى صار مرتبطا بالحياة ومؤكدا على قيمة الترابط الاجتماعي. كما هو متداول في بعض عباراتنا المعتادة “فيه بينا عيش وملح” تعبيرا عن العشرة الطيبة والعلاقة الوطيدة. فهو أساس الحياة وهو الربط والتوصيل للحياة الهانئة في العالم الآخر كما يعتقد القدماء المصريون.
مصر: رغيف العيش لم يعد خطًا أحمر
“العيش خط أحمر”، كلمة اعتادت الحكومات المتعاقبة منذ عام 1988 وحتى اليوم، على تداولها، باعتبار رغيف الخبز مكونًا رئيسيًا للغذاء، وعنصرًا أساسيًا على طاولة الأسرة المصرية، وهو المسؤولية التى أعلنت الدولة تحملها منذ أكثر من 30 عامًا، فالخبز يُعرف بـ”العيش”، وهي كلمة مُشتقة من معيشة المصريين باعتباره أحد أساسيات الحياة.
تحدي رغيف الخبز.. حكومة تراه عبئا وشعب يراه أول متطلبات “العيش”
يستبدل المصريون كلمة الخبز بالعيش، في إشارة إلى الحياة، وهو أول سلم لمتطلباتها، يتخذ الخبز بجانب أهميته الغذائية، مكانة اجتماعية، فهو دليل على الترابط، وبجانب كونه أساسيا في أى وجبة، ويتداول في الأمثال كأساس لأي علاقة، فيقال “بيننا عيش وملح” تعبيرا عن ثقة تجمع الأفراد.
انتقادات لاقتراح “رغيف البطاطا”.. خبراء: غير عملي والذرة أفضل
حينما تولى الدكتور علي المصيلحي وزارة التموين للمرة الأولي قبل 17 عاما كان أول قراراته إلغاء الخبز الخليط. والاعتماد على القمح فقط باعتباره الأفضل في تحسين جودة الرغيف والاستجابة لمطالب المواطن. قبل أن يعود الوزير نفسه في ولايته الثانية للخبز المخلوط لكن مع تغيير الخليط.
مصير الدعم.. رفع أسعار الزيت وتأجيل معركة الخبز هل يحمي محدودي الدخل؟
ظل الدعم على السلع الغذائية مدعاة للجدل بين عموم الفقراء والأنظمة السياسية في مصر على مدار عقود. فمن تقديم الدعم على أكثر من 18 سلعة خلال حقبة السبعينيات، إلى 3 سلع فقط في مطلع التسعينيات، يبقى الدعم الغذائي حائط الصد الأخير لحماية محدودي الدخل من براثن العوز.
رغيف العيش البلدي والجوع في مصر
في افتتاح مدينة الصناعات الغذائية في المنوفية يوم 3 أغسطس طرحت قضية دعم رغيف العيش وتكلفته وأهمية تحريك سعر الرغيف المدعم. وهذه القضية ليست بالجديدة بل هي جزء من مسلسل بدأه صندوق النقد الدولي في عام 1976. وصولا لاتفاق مصر 2016 وضغط الصندوق من أجل إلغاء الدعم بكل أشكاله وأنواعه.
بعد ثبات استمر 30 عاما.. سيناريوهات زيادة سعر رغيف الخبز
رغيف الخبز يعتبر أحد أهم مكاسب الفقراء، بل هو الأصل الذي يدور حوله كل الفروع. وفشلت كل محاولات تحريك سعره سابقاً لما يستلزمه الأمر من جرأة وقدرة على مواجهة ما يقرب من 86 مليون مواطن يستفيدون منه بشكل مباشر أو غير مباشر.
رغيف الخبز.. تقليص الوزن يدفع إلى زيادة الاستهلاك
جاءت القرارات الجديدة التي أصدرتها وزارة التموين والتجارة الداخلية، فيما يتعلق برغيف الخبز، لتمثل عبئًا إضافيًا لعدة فئات في المجتمع، حيث عبر البعض عن أنها ستثقل كاهلهم في وقت يتدبرون فيه بالكاد أمورهم المعيشية.
ما هي خطط الحكومة لمواجهة أزمة القمح والغذاء؟
القمح مكون رئيسي في النظام الغذائي اليومي لمعظم المصريين، يسمونه العيش- بكسر العين- أي الحياة، وبكلمات أخرى، هو الحد الأدنى من التغذية الضرورية اللازمة لاستمرار الحياة.
لا أظن أن أحدا لا يزال يجادل في أثر وأهمية مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الإنترنت، بصفة خاصة في عكس توجهات الرأي العام في مصر، كما هو الحال في غيرها من بلاد العالم اليوم. في أقرب إحصاء لعدد الحسابات المصرية بأنواعها المختلفة على مواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، تخطى مجموعها 35 مليون حسابا.
قوت المصريين.. هل يحتمل الفقراء زيادة سعر رغيف العيش
تزخر الأمثال الشعبية المصرية بالكثير عن الخبز منها: “اللي ياكل رغيف السلطان يحارب بسيفه” و”الجعان يحلم بسوق العيش”. وغيرها الكثير من الأمثال التي تدل على تأثير الخبز في حياة المصريين بشكل خاص.
زيادة النخالة في الدقيق.. ترشيد جديد يغير مكونات رغيف العيش
تعتزم وزارة التموين زيادة نسبة الاستخراج من القمح المخصص لإنتاج الدقيق التمويني، بنسبة 5.5%. ما يعني زيادة نسبة النخالة “الردة” في إنتاج الدقيق. وهو أسلوب جديد يستهدف ترشيد الاستهلاك. لكنه يصطدم بالمكونات الأساسية لرغيف الخبز نفسه.