عن مركز التنمية والدعم والإعلام “دام” صدر التقرير الشهري المخصص لرصد العنف المجتمعي وقراءة ملامحه ودلالاته.

التقرير يرصد من خلال الوقائع، كيف تغلغل العنف في النسيج المجتمعي كاشفا غن بنية هشة، تسبح فوق بحيرة من الغضب المكتوم، تتصدر أسبابه الحالة الاقتصادية التي تحولت لمعاناة يومية.

لقراءة التقرير كاملا:

يقدم التقرير رصدا لـ 143 حالة عنف، وقعت داخل الأسرة وخارجها بأشكال مختلفة، وفي نطاقات جغرافية متعددة، خلال الفترة من 1 الي 25 يونيو 2024، وبالتأكيد لا تمثل تلك الحالات حصرا شاملا للواقع بقدر، ما تعطي دلالات لسلوك تحول لظاهرة تعصف بالمجتمع، طالت جميع الفئات.

ويعتمد في رصده وتحليله على منهجية دراسة الحالة؛ بناء على البيانات المنشورة بالصحف اليومية من خلال وحدة الرصد.

تتضمن حالات العنف المرصودة في التقرير حوادث، جرت داخل نطاق الأسرة، وخارجها، وتمتد جغرافيا لتشمل القاهرة والمحافظات المختلفة، مع استمرار تصدر العاصمة لوقائع العنف، ربما لتقلص المساحة الحضارية وشيوع القيم السلبية مصحوبة بالقهر الاقتصادي، الذي يعاني منه الجميع، تليها مباشرة الجيزة، بينما ارتفعت حصيلة العنف بسوهاج بواقع 11 حالة، بينما جاءت وقائع العنف بباقي المحافظات محدودة، ربما لقلة التغطية الإعلامية والتركيز الأكبر على المحافظات الأوسع والأكثر عددا للسكان.

وفي قراءة لدلالات النوع احتل القتل والانتحار قمة القائمة، تليهما محاولات التهديد والابتزاز، وبملاحظة منحنى العنف خلال الرصد الشهري، وُجد أن الاتجاه السائد هو نحو ممارسات أكثر عنفًا ودموية، خاصة في الجرائم الناجمة عن الخلافات الأسرية، بالإضافة لتعدد دعاوى الطلاق والنفقات أمام محاكم الأسرة في خلافات ما بعد الانفصال.

بينما تكشف الملاحظة عن ازدياد وتيرة القتل تحت سقف الأسرة الواحدة وخارجها مع اختلاف نوعي وعمري بين المعنفين والضحايا خلال هذا الشهر، وقعت أغلب الممارسات من الرجال سواء الزوج أو الأب، فالأمر لم يعد يقتصر على العنف النفسي والضرب، بل بلغت الوحشية حدتها بالتخلص من الحياة، بينما وقع السلوك الجنسي؛ غرضا لارتكاب الغالب من وقائع العنف خارج إطار الأسرة.

ويتوقف التقرير عند ظاهرة، كانت غريبة ونادرة في المجتمع المصري، حتى سنوات مضت؛ ليرصد 20 واقعة انتحار، موزعة جغرافيا من شمال مصر إلى جنوبها، حصدت منها الجيزة النسبة الأعلى، وتنوعت أسبابه بين الضغوط الاجتماعية والنفسية والضوائق المالية، التي تعصف بأصحابها وتودي بهم للهلاك.

تركزت الحالات في الفئة العمرية من 17 سنة إلى 40 سنة، ما بين مراهقين، لا يستطيعون مواجهه حالتهم النفسية ورجال غير قادرين على الإنفاق، يلقون اللوم على الظروف الاقتصادية المتدنية، ونساء وجدن السبيل في التخلص من الحياة لعدم القدرة على تحمل مزيد من المسؤوليات والأعباء.

وفي نتائج التقرير ومؤشراته جاء:

وقائع العنف في تصاعد، حيث بلغت هذا الشهر 143 حالة متنوعة بين القتل والضرب والابتزاز، وحصدت وقائع القتل والانتحار النسبة الأعلى.

في وقائع العنف داخل الأسرة كان الجاني هو عائل الأسرة، فتارة الأب يقتل أبناءه وتارة أخرى زوجته، في تحول من دور العائل الي القاتل، وكيف تغيرت منظومة الزواج وحال الأسرة المصرية؟

في ظاهرة مستجدة، نجد طفلا لم يبلغ المرحلة الابتدائية، يتخلص من طفلة هي الأخرى لم تتعد 14 عاما، في دلالة لافتة على تحولات في ظاهرة العنف بالمجتمع.

تزايدت ظاهرة الانتحار؛ فبلغت 20 واقعة موزعة جغرافيا، وكانت محافظة الجيزة صاحبة النسبة الأعلى مع تكرر وقوعه بين الفئة العمرية في العقد الثالث من العمر.