بث التلفزيون الرسمي في مالي، قبل ساعات، مقطع فيديو يظهر خلاله الرئيس إبراهيم أبو بكر كيتا، معلنًا استقالته وحل البرلمان والحكومة.
جاء هذا بعد قيام جنود متمردين الثلاثاء، باحتجاز “كيتا” مع كبار مسؤولي حكومته في قاعدة “كاتى” العسكرية بالقرب من العاصمة باماكو.
وفي كلمته المقتضبة قال “كيتا”: “إذا أرادت بعض عناصر قواتنا اليوم أن ينتهي هذا من خلال تدخلها، فهل لدي حقا أي خيار؟”، بحسب وكالة “رويترز”.
وتابع: “لا أريد إراقة دماء من أجل بقائي في السلطة، أودّ في هذه اللحظة بالذات، وإذ أشكر الشعب المالي على دعمه لي على مدى هذه السنوات الطويلة وعلى دفء عاطفته، أن أبلغكم بقراري التخلّي عن مهامي، عن كل مهامي، اعتباراً من هذه اللحظة”.
ويخرج متظاهرون إلى شوارع باماكو، منذ يونيو الماضي، مطالبين “كيتا” بالاستقالة.
بداية الأحداث
وكان “كيتا” قد احُتجز الثلاثاء من قبل جنود متمردين، كما تم احتجاز رئيس الوزراء بوبو سيسيه، برغم مناشدات سابقة من أجل “حوار أخوي“.
وتحدثت تقارير صحفية عن اعتقال وزير المالية في البلاد عبد الله دافي.
وذكر ضابط في وزارة الأمن الداخلي في مالي، أنه “يتم اعتقال المسؤولين – إنه إرباك تام”.
وقوبل احتجاز الرئيس المالي ورئيس وزرائه بتنديد دولي واسع.
وتقول “بي بي سي” إن العقيد مالك دياو – نائب القائد العام في معسكر كاتي – وقائد آخر هو الجنرال ساديو كامارا، يقودان التمرد.
وكان معسكر كاتي أيضًا محور تمرد في عام 2012 من قبل الجنود الغاضبين من عجز كبار القادة عن منع الجهاديين والمتمردين الطوارق من السيطرة على شمال مالي.
تنديد واسع
عقب احتجاز “كيتا” طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بـ “الإفراج غير المشروط” عن قادة مالي و”الاستعادة الفورية للنظام الدستوري“.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك في بيان: “الأمين العام يدعو إلى إعادة النظام الدستوري وسيادة القانون في مالي فورا“.
كذلك أكد البرلمان المالي، أنه يدين بشدة جميع الأعمال التي أدت إلى انتهاك النظام الدستوري في البلاد.
كما أدان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي محمد، اعتقال الرئيس المالي ورئيس وزرائه.
وأعلنت تشاد الدولة العضو في مجموعة الساحل إدانتها لما يحدث في مالي ورفضها لأي تغيير غير دستوري.
أما فرنسا التي تنشر قوات عسكرية في البلد الواقع في غرب إفريقيا بهدف معلن هو “محاربة الإسلاميين المتشددين“، فقد أدان وزير خارجيتها جان إيف لودريان “بأشد العبارات هذا الحدث الخطير” وحث الجنود على العودة إلى الثكنات.
كما نشرت السفارة الفرنسية في باماكو تغريدة نصحت فيها “بقوة” الناس بالبقاء في منازلهم.
كما أعرب نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوجدانوف، عن قلق روسيا إزاء الوضع في مالي.
غلق الحدود
من جانبها، قالت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا “إيكواس”، إنها قررت إغلاق حدود دولها الأعضاء مع مالي، بعد أن احتجاز الرئيس كيتا.
وقالت “إيكواس” في بيان إنها علقت أيضًا جميع التدفقات المالية بين أعضائها ومالي.
ودعت مفوضية المجموعة إلى فرض عقوبات على “المتمردين وشركائهم والمتعاونين معهم“.