بينما تتوالى تداعيات مذكرتي الاعتقال اللتين أصدرتهما “الجنائية الدولية” بحق رئيس حكومة الاحتلال ووزير دفاعه السابق، بين إعلان أوروبا الالتزام بمقتضيات العدالة الدولية، ورفض أمريكا المعتاد، و”ابتزازات” نتنياهو التقليدية بمعادة السامية، بات المشهد أكثر توترا، وربما تكون المذكرتان عنوانا على اقتراب نهاية واحدة من أطول معارك المنطقة وأشدها دموية، وانتهاكا لكافة الاتفاقيات والمواثيق الدولية.
في القاهرة، نددت “الحركة المدنية الديمقراطية”، بما اعتبرته تعسفاً ضد الطلبة المستقلين الراغبين في خوض الانتخابات الطلابية، والذين تم منعهم من المشاركة، في إطار ما وصفته الحركة باستمرار سياسة “الصوت الواحد”.
في القاهرة أيضا، تعقد اليوم حلقة نقاشية تحت عنوان “تقليص عقوبة الإعدام في العالم العربي”، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة لدعم تنفيذ توصيات الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان.
في العاصمة الفرنسية باريس، طالب الرئيس ماكرون، بمعلومات عن مصير الروائي والكاتب الجزائري “بوعلام صنصال” الذي قالت وسائل إعلام، إنه اختفى، بعد أن وصل مطار عاصمة بلاده الجزائر السبت الماضي.
وما زال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة ولبنان مستمراً بدعم كامل من الإدارة الأمريكية السابقة واللاحقة، وما زالت فصائل المقاومة توقع خسائر في صفوف جيش الاحتلال، وتشهد منطقة الخيام جنوب لبنان واحدة من أشرس المعارك، منذ اندلاع المواجهات البرية بين مقاتلي حزب الله وجنود الاحتلال.
متحدث التحالف الحقوقي أمام مجلس حقوق الإنسان: الانتهاكات الجسيمة مستمرة
في السياق الخاص بالمراجعة الدورية لسجل مصر في حقوق الإنسان، ألقى محمد لطفي مدير المفوضية المصرية كلمة أمام الجلسة التمهيدية للاستعراض الدوري الشامل أمام مجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة في جنيف. محمد لطفي القى كلمته كمتحدث باسم تحالف من 13 منظمة حقوقية مصرية. لطفي قال إن “الانتهاكات الجسيمة مستمرة، لأنها سياسة الدولة. يتم ارتكابها بطريقة منهجية وواسعة النطاق”.
وأضاف: “منذ الاستعراض الدوري الشامل الأخير في مصر عام 2019، قامت الحكومة المصرية بالعديد من جهود العلاقات العامة؛ لتبييض سجلها في مجال حقوق الإنسان والتحايل على التوصيات التي قدمتها الدول النظيرة في الاستعراض الدوري الشامل الأخير”.
وتابع: “على سبيل المثال في عام 2021، تبنت الحكومة استراتيجية وطنية لحقوق الإنسان، تخفض سقف المطالب مقارنة بالتوصيات التي تلقتها مصر من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة”.
واستطرد “في إبريل 2022، دعا الرئيس السيسي إلى “حوار وطني”، وأعاد إنشاء لجنة العفو الرئاسية. فشل كلاهما في وقف الاستخدام الجماعي للاحتجاز التعسفي ضد المعارضين السلميين واستخدام الاختفاء القسري والتعذيب.
ولا تزال هذه الانتهاكات تحدث باسم الحفاظ على الأمن القومي باستخدام قانون العقوبات، وتشريعات مكافحة الإرهاب، وقانون الجرائم الإلكترونية، وقوانين التظاهر والتجمع”.
وعرض لطفي جدولا للمحتجزين، وهو يضيف: “يمكننا القول، إنه تقريبا مقابل كل 10 سجناء سياسيين مفرج عنهم، ألقي القبض على 25 سجينا جديدا”.
ومن بين هؤلاء، مرشح رئاسي محتمل وأعضاء في حملته، ولكن أيضا متظاهرين وصحفيين وعمال ومدافعين عن حقوق الإنسان. ويُحتجز العديد من هؤلاء بعد الفترات القصوى للحبس الاحتياطي في القانون المصري، أو يتهمون في قضايا جديدة، فيما نسميه “التدوير”.
الحركة المدنية تدين “تهميش الشباب وقمع النشاط الطلابي” وتطالب بمحاسبة المسؤولين
دانت الحركة المدنية الديموقراطية، ما وصفته بـ “الإجراءات الإقصائية” التي اتخذتها السلطة ضد طلاب الجامعات، والتي تهدف إلى احتكار انتخابات اتحادات الطلاب لصالح فصيل معين مقرب من السلطة، حسبما جاء في بيان الحركة الذي نشرته على صفحتها بموقع فيس بوك.
وأضاف البيان: “ما حدث في الانتخابات الحالية، يأتي استمرارًا لسياسات قمع النشاط الطلابي، حيث يتم تهميش الطلاب المستقلين ومنعهم من الترشح. وأوضحت الحركة أن هذه السياسات؛ تهدف إلى السيطرة الكاملة على الحركة الطلابية وتوجيهها، بما يخدم مصالح السلطة، مما يُفقِد الشباب القدرة على التفكير النقدي والمشاركة المجتمعية”.
واعتبرت الحركة، أن هذه الممارسات تمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق الطلاب في التعبير عن آرائهم والمشاركة السياسية داخل مؤسساتهم التعليمية.
وطالبت بمحاسبة المسئولين عنها، ورفع القبضة الأمنية عن الجامعات، وضمان استقلال المؤسسات التعليمية. وشددت على أهمية تمكين الطلاب من الطعن على الإجراءات الانتخابية المعيبة، لضمان نزاهة العملية الانتخابية، واستعادة ثقة الشباب في دورهم المجتمعي والسياسي.
حلقة نقاشية لتقليص عقوبة الإعدام في العالم العربي
بهدف تفعيل الجهود الإقليمية للحد من عقوبة الإعدام التي تمثل انتهاكًا لحق الحياة، وأهمية مواءمة التشريعات الوطنية مع المعايير الدولية، مع مراعاة السياقات الثقافية والقانونية الخاصة بالدول العربية، تنعقد اليوم بالقاهرة حلقة نقاشية بعنوان “تقليص عقوبة الإعدام في العالم العربي”، بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة لدعم تنفيذ توصيات الاستعراض الدوري الشامل لحقوق الإنسان.
تشارك في الورشة منظمات حقوق الإنسان غير الحكومية في الدول العربية والمشتغلين بالقانون والإعلاميين وممثلين عن السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية.
وتستهدف الحلقة التي تستمر يومين تعزيز الحوار حول الآليات القانونية والإنسانية للحد من تطبيق عقوبة الإعدام في الدول العربية، مع التركيز على معايير الجرائم الأشد خطورة التي يُسمح بها وفق القانون الدولي، وضمانات المحاكمة العادلة للمحكوم عليهم.
وتناقش التحديات التي تواجه الحد من العقوبة، ومنها التفسيرات الدينية والاجتماعية، وتطرح نماذج من تجارب الدول التي علّقت تنفيذ الإعدام أو ألغته تمامًا.
ماكرون يطالب بمعلومات حول مصير كاتب فرنسي جزائري
قال متحدث باسم القصر الرئاسي الفرنسي الإليزيه: “الرئيس ماكرون قلق للغاية، ويتابع الوضع عن كثب”، تعليقاً على أنباء، تناقلتها وسائل الإعلام الفرنسية، بأن الشرطة الجزائرية اعتقلت الكاتب الروائي الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال، وهو معارض صريح للنظام الجزائري، عندما نزل من الطائرة في الجزائر.
وأضاف متحدث الإليزيه: “يقدّر الرئيس، أن يتمتع هذا الكاتب والمفكر العظيم بحريته”.
وكان عدد من السياسيين الفرنسيين البارزين الآخرين، وخاصة من الوسط واليمين، سبقوا الرئيس للإعراب عن قلقهم حول مصير صنصال، الذي لطالما ظهر على وسائل الإعلام الفرنسية، منتقداً الحكومة الجزائرية وصعود الإسلام السياسي.
ووصفت زعيمة اليمين المتطرف، مارين لوبان، صنصال بأنه “مقاتل من أجل الحرية ومعارض شجاع للإسلاموية”.
صنصال، الحاصل حديثًا على الجنسية الفرنسية، اشتهر بانتقاده للنظام السياسي في بلاده، وبآرائه المؤيدة لإسرائيل.
حرب غزة والضفة ولبنان.. غارات على بيروت والضاحيةوعمليات نوعية للقسام في جباليا ومعركة الخيام مستمرة
في اليوم الـ 414 للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والـ 75 على الضفة والـ 52 على لبنان، واصل جيش الاحتلال ارتكاب المجازر والانتهاكات بحق المدنيين، بالتوازي مع جهود الجنائية الدولية؛ لتفعيل مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وجالانت، المتهمين بارتكاب إبادة جماعية وجرائم حرب.
وشن الاحتلال فجر اليوم غارة، استهدفت مبنى وسط بيروت، زاعمة أنه يضم قياديا بارزا في حزب الله.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية، إن 4 أشخاص قتلوا، وأصيب 23 آخرين في الغارة، في حين تواصل فرق الإنقاذ عمليات إزالة الركام في مكان المبنى المستهدف.
وكانت وزارة الصحة اللبنانية ومركز عمليات طوارئ الصحة، أعلنا في تقرير لهما مساء الجمعة، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على لبنان إلى 3645 شهيداً و15355 جريحاً، منذ بدء العدوان.
وتشن طائرات الاحتلال في الوقت الراهن غارتين جديدتين على محيط الجامعة اللبنانية بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وأفاد الدفاع المدني في جنوب لبنان بمقتل شخص، وإصابة اثنين آخرين في غارة، نفذتها مسيّرة إسرائيلية على مجموعة صيادين عند شاطئ مدينة صور.
واستشهد فلسطيني، وأصيب آخرون، بينهم أطفال، بقصف إسرائيلي على منزل في منطقة الشيخ ناصر شرقي خان يونس.
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مناطق واسعة في القرى الجنوبية لطولكرم شمال الضفة الغربية.
كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة نابلس ومخيم عسكر القديم شرقي المدينة، وسط اشتباكات مع المقاومة التي استهدفت جرافة عسكرية بعبوة شديدة الانفجار.
وكذا اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مدينة جنين وبلدة يعبد غرب المدينة شمالي الضفة الغربية، كما اقتحمت مدينة الخليل جنوبي الضفة.
ومساء أمس الجمعة، اعتقل الجيش الإسرائيلي فلسطينيا من ذوي الاحتياجات الخاصة بعد التنكيل به في البلدة القديمة لمدينة الخليل.
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بقيام جنوده بإلقاء جثامين شبان فلسطينيين مقاومين، من سطح أحد المباني في قباطية، في جنين في الضفة الغربية المحتلة.
وخلص تحقيق أجراه جيش الاحتلال، أنه: “لا يوجد أي عيب أخلاقي في سلوك المقاتلين”، ولكنه أقر أيضاً، بأن حادثة إلقاء الجثامين من السطح هي “حادثة سيئة، وأنه كان من الصواب التفكير في حل آخر”.
وكشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، إقدام 6 جنود من “الجيش”، شاركوا في الحرب على كل من قطاع غزة ولبنان على الانتحار خلال الأشهر الأخيرة.
لكن هذا الرقم “هو رقم جزئي” لعدد الجنود المنتحرين، إذ أنّ “الجيش يرفض نشر العدد الكامل لهؤلاء، أو للذين حاولوا الانتحار”، بحسب الصحيفة.
من جهتها، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أنها قتلت جنودا إسرائيليين في عمليتين نوعيتين بجباليا ورفح.
وقالت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، إنّ مجاهديها يخوضون اشتباكات ضارية، بالأسلحة الرشاشة والمضادة للدروع والأفراد، مع جنود وآليات الاحتلال في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وأعلنت السرايا قصفها بالاشتراك مع ألوية الناصر صلاح الدين مركزاً للقيادة والسيطرة تابع لـ “جيش” الاحتلال في منطقة جحر الديك وسط قطاع غزة بعدد من قذائف “الهاون”.
وعرضت ألوية الناصر صلاح الدين، الجناح العسكري للجان المقاومة، مشاهد توثق هذه العملية المشتركة.
كذلك، هاجمت كتائب المجاهدين، الجناح العسكري لحركة المجاهدين، بالاشتراك مع سرايا القدس مقراً للقيادة والسيطرة لقوات الاحتلال في محور “نتساريم” برشقة صاروخية.
وواصل مقاتلو حزب الله التصدّي لقوات الاحتلال في القرى الحدودية، وخصوصاً في الخيام، عند أطرافها الشرقية، واستهدفوا تجمّعات في عدد من المستوطنات، وقواعد في حيفا وعكا والجولان.
الإعلام الحربي للمقاومة في لبنان، أعلن استهداف مقاتلي الحزب تجمّعات قوات الاحتلال في الأطراف الشرقية في الخيام 8 مرات، منذ الساعات الأولى لفجر الجمعة وحتى المساء، بالصليات الصاروخية والمسيّرات الانقضاضية.
في العمق، استهدفت المقاومة قاعدة “ستيلا ماريس” البحرية، بصواريخ نوعية، وتقع القاعدة في شمالي غربي حيفا المحتلة، وهي قاعدة استراتيجية للرصد والرقابة البحريين على مستوى الساحل الشمالي.
وأعلن الإعلام الحربي عن عملية، نفّذها حزب الله في اتجاه حيفا فجراً، استهدف فيها قاعدة حيفا التقنية، الواقعة شرقي المدينة المحتلة، بصلية من صواريخ “نصر 2”. وهذه القاعدة تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، وتضمّ كلية تدريب لإعداد تقنيّيه.